134 • حول كيتين

2.9K 328 128
                                    

-

















الحنان هو شيء يتخلل وِجدان الآباء إتجاه صِغارهم ، بِالتحديد السنوريات التي تملك أرق الأفئدة نحو صِغارها ، كذلك كان ليو يُمرر أنامله في شعر جوان الذي نام فوق صدره و يتنفس بِسرعة على رقبته .

" انتهى وقت اللعب "

همس لتاي الجالس فوق بطنه و هو يُسند مرفقه على ظهر الأريكة ليتأمل زوجه و ابنه النائم في صمت .

" وددت لو كان كيتين مُستيقظًا لِيُشاركنا اللعب "

قالها النمر بِإشتياق لزوجهما الصغير الغارق في النوم وسط كومة الأطفال تلك و التي هي حتمًا تُسعده .

" هو مشتاق لأطفاله بالفعل ، فترة السخونة أبعدته عنهم جميعًا و هو يتشبث بهم الآن "

برر ليو بينما يضع كفيه خلف جوان لتثبيته و التحرك ببطء كي يجلس بعد ابتعاد نمره لِيعود نحو غرفة كيتين و يُعيده للمهد .

خُطاه عادت أدراجها لغرفة النمر فأغلق الباب خلفه و دخل مُبتسمًا لتاي الذي يُفكر بأمرٍ ما و لم ينتبه له .

" يجب أن يتوقف كيتين عن الإنجاب بِجدية ، يجب أن يكبر أطفالنا الآن لا أن يجلب أطفال آخرين ، و هو خصب لِدرجة خانقة لا يُنجب سوى التوائم "

" هل يمكنك جلب قطة و حرمانها من التزاوج و الإنجاب ؟ أنت تعرف النتيجة بالفعل "

تنهد تاي بِقوة و زحف نحو ليو ليستلقي فوقه و يبقى قريبًا منه .

" أجل أعرف ، سيمرض لو لم يتزاوج ، و ما دام يفعلها فهذا يجعل احتمال حمله أقوى من أي مانع حمل ، لكني أخشى عليه.. الأمر أصبح فوق طاقتنا جميعًا بِجدية "

" ما الذي تقترحه ؟ تعقيم ؟ هو حتمًا لن يقبل ، لأنه يعرف و نحن نعرف أن عندما يكبر أطفاله سيعود باكيًا لنا لِرغبته بِطفل آخر ، و سنعطيه إياه بِكُل حُب ، أ ليس لِهذا هو زوجنا ؟ و يمنحنا كل ما به ؟ لذا يجب أن نمنحه كل ما بنا ، حتى و إن كان دسّه بيننا كل ليلة لِدرجة البُكاء حتى يحصل على المزيد من الأجنّة "

النمر تملّكه اليأس لأن الأسد كان صادقًا ، قطهما بالفعل مهووسٌ بالأطفال و لن يمانع إنجاب توأم كل عام لو أتاحا له الفرصة ، لأنه قِطة ، قِطهما الرمادي الصغير .

" أكرهك عندما تكون مُحِق هكذا ، أنا لا أعرف كيتين بِقدرك ، لكني واثق أنني أُحبه أكثر منك "

" ثِق أنني أُحبكما أكثر من أي شيء تاي ، لدرجة أنكما لو طلبتما قلبي تعرفان حق المعرفة أنني لن أواجه أي مُشكلة في إقتلاعه لأجلكما "

" احتفظ بقلبك و أنت صامت ، نحن لا نحتاجه دون صاحبه "

تشبث النمر في زوجه و ما زال يُفكر بِمسألة إنجاب كيتين ، لِشدة حُبه و تعلقه في نولان هو لم يرغب بأي ابن غيره حتى كان جوان بين أحضانه ، لِذا إلتجأ القِط دومًا نحو زوجه الأسد ليملأ رحمه بأطفال لُطفاء يشبهونه و يعوضونه الفراغ المتواجد في قلبه .

" أخشى أن يُصبحوا أكثر من قُدرتك المادية حينها و تضغط نفسك أكثر لتوفير حياة تناسبهم جميعًا ، عليك رفض رغبته منذ اليوم "

ابتسامة ضئيلة و مُتعبة من التفكير المستمر أصدرها الأسد شادًا على زوجه حتى تنهد جوار رقبة تاي و قبله عليها .

" كيف اجرؤ على رفضه ؟ أنت لم تراه تاي ، لم تراه حين يجلس على بطني باكيًا رغبته بِطفل جديد ، و كل مرة يُخبرني أنه الأخير فقط لِأرضى ثم يبكي مُجددًا بعد عام آخر ، في ستة أعوام فحسب بات لديه خمسة بِفضل بكائه المُستمر و لو لم يخسر الاثنان كانوا اصبحوا سبعة ! حتى أنه كاد يُجهض لوليا خوفًا أنني سأفعلها لأنه وعدني بألا يحمل مجددًا و ذلك خطير عليه ، أنا لا أستطيع المُخاطرة بِالرفض ، أخاف أن يؤذي نفسه سرًا في سبيل إرضائي و سَأُجن حتمًا حينها "

" كل مرة هكذا ؟ "

" من قبل شراءك للبيت ، قبل قدومك لتتفق معي تتذكر ؟ منذ حينها و هو يبكي لي رغبته بِطفل ، و أنا خشيت مصارحته أن نسبة إنجابي ضعيفة حينها ، خفت أن يتخلى عني لرغبته المميتة بِطفل ، حتى توقف فجأةً و اكتشفت أنه بسببك لأنك أخبرته ذلك ، معرفته أراحتني ، لكني بقيت خائفًا أن لا يحتاجني يومًا و يلتجئ إليك عِوضًا عني ، أن أبسط ما يرغب به هو طفل و أنا قادر على تلبية ذلك له فهو أمر يُسعدني للغاية ، أنا أُحبه ، أُحب جسده ، أُحب تدليله ، أُحب أطفاله ، و أُحب كل هذه التفاصيل ، لا شيء يدفعني للرفض ، إن كان الأمر مُتوقفًا على المال فهو ليس عائقًا بِالنسبة لي ، لو كان عائقًا ما كنت سأنجب ولا طفلًا واحدًا "

مثل هذه الأوقات كان ليو يستمر بإفراغ أفكاره المُشوشة مع النمر كي يُرتباها سويًا و يتناقشا بهدوء حول أوضاع عائلتهم الكبيرة .

" لست ألوم كيتين ، لو كنت قطة كنت سأجلب اربعة توائم لأجلك كُل عام ، من لديه مثل هذا الأسد الشهم و لا يطمع بأطفالٍ منه "

" احرجتني ! "

ضحك ليو يشد حول نمره قبل حمله معه فجأةً ليعود لغرفته الخاصة معه كي يناما في سريره و يبقى مُتشبثًا بِنمره حتى ينام .















-

مساء الخير ☕️☁️

رأيكم ؟

و بس كونوا بخير

مع خالص حبي 💕

قطط بارك ∆ TKM +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن