90 • تفرقة

4.1K 422 73
                                    

-














" تاي سامحني ، أخبرتك أنني لم أتعمد إثارة غيرتكما و لن أُكررها ، كان يومًا عفويًا أُقسم لك ! "

في زاوية الأريكة مكث القِط ينظر نحو يديه و الذنب يعتريه بالفعل منذ اللحظة التي أخبر فيها تاي عن ما أثار غيرته و النمر لم يَعُد يحادث زوجهما حتى .

التوسل في نبرة ليو جعل الدموع تزداد وسط أهداب القط الصغير الذي بدأ يستنشق بقوة و آذانه انخفضت .

" تاي سامحه أرجوك "

اقترب من النمر لِيُمسك يده مُتوسلًا بدوره و الدموع بدأت تنسكب بغزارة خارج مُقلتيه الوسيعتين .

" أنا آسف لإخبارك و جعلك تغضب منه ، اغضب علي أنا ! "

" يستحيل أن أغضب عليك كيتيني ، اقترب و لا تبكي "

سماع المقطع الأخير كان سبب انفجاره بالبكاء بغتةً و الإرتماء على النمر ليضمه و يحتوي بكاءه بابتسامة .

" أنا أحبك و أحب اهتمامك بعلاقتنا ، سحقًا احبك جدًا ، سأسامحه لأجلك "

بِلمسةٍ حَنونة باشر مسح دموعه و اخذ ذقنه وسط أصابعه ليترك القُبل على فم حبيبه .

" أُمي تُريد زيارتنا و لا أعرف بما أُجيبها "

نطق ليو فجأةً ليتكتف القط على الفور رافضًا و الدموع ما زالت في عيونه ليجيب وسط شهيقه .

" لا أُريدها ، تُفرّق بين أطفالي "

ارتفعت آذان ليو بِتفاجؤ لِتلك الكلمة الجديدة عليه و اقترب من كيتين يستفسر منه عن معناه .

" متى فعلت ؟ و كيف ؟ "

" حين بقت معهم هنا فترة مخاض تاي ! كانت تعتني بهم جميعًا ، تُحضر لهم الألعاب و الحلويات سِوى نولان ! و حين سألتها.. قالت هو ليس حفيدها لأنه ليس ابنك فلا إلتزامات لها إتجاهه ، جعلت طفلي يغار من إخوته ! "

الإنفجار الصارخ الذي أبداه القِط الباكي للتو من فرط حُرقة فؤاده على صغيرهِ الحنون جذب الإثنان لما قاله .

" لماذا لم تخبرني حينها ؟ "

" لهذا السبب نولان بكى عند عودتي ؟ الآن حتى أنا لا أُريدها ، لقد أبكت صغيري الوحيد "

تكتف النمر في صف القط الذي لم تتوقف الدموع عن التزايد في عيونه لكنها لم تنهمر أكثر ، بقيت عيونه تلمع فحسب بلا توقف .

" هي قاسية على صغيري "

" فقط لماذا لم تُخبرني منذ حينها لِأتصرف ؟ ما الذي يمكنني فعله الآن و قد إنتهى الأمر بالفعل ؟ هل أعتذر لها و ألومها أم ماذا ؟ "

" أنا لم أُخبرك لِأنها أُمك ! لِأني أعرف أنك ستغضب.. و لو غضبت عليها ستكرهنا ،  لا أُريد أن يتعرض أطفالي للكره "

دافع القط عن نفسه هو و صغاره أمام إتهام ليو بالتكتّم ليميل الهُرير في جلوسه نحو تاي الذي أخذه فورًا بين ذراعيه و ذهنه مشغول بالتفكير .

" ليتك أخبرتني كيتين ، كُنتُ عَوّضت الفجوة التي خَلّفتها داخل صغيري "

نبست شفاه النمر السارح بالفعل للتفكير في حل مُتاخر لِتعويض صغيرهِ اللطيف .

" أنا آسف ، لم أرغب بأن أكون سبب مشكلةٍ جديدة ، و حملي كان بحد ذاته ضغطًا علي "

" لا بأس كيتين ، أظن أن عَلي أخذ نولان في نزهة ، نزهةٌ خاصة مع والده فحسب ، كل ذلك حدث في غيابي عنه لذا أحتاج فعلها ليتذكر أن والده متواجد دومًا حَوله "

النمر في قوله نظر مُباشرةً نحو ليو بحثًا عن إستشارةٍ صامتة منه ليومئ ليو موافقًا بإبتسامة وسيعة ليطمئن أنهُ ليس مُخطئًا في قراره .

" سيكون ذلك جيدًا و يملأ الفجوة قبل أن تتسع ، دعهُ يبقى معك أكثر فحسب "

" سأفعل "

تنفس الهُرير بقوة و بقي ينظر نحو أصابعه بندم لِتأخره في إخبار أبوا صِغاره لِيحلا ذلك .










-

مساء الخير☕️☁️

رأيكم ؟

و بس كونوا بخير

مع خالص حبي 💕

قطط بارك ∆ TKM +18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن