PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

Lilas_psh23 által

74.4K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... Több

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

٥٠| حقيقَة مزيّفة.

643 66 444
Lilas_psh23 által

ييرون:

إنّه منهِكٌ حقًا.

شعورُ الخمودِ والإنطِفاء الذي لم أسبِق أن جرّبته في حياتِي، حتى أثناء بحثِي عن حقيقَة أصلي ووالدَي.

الأمر فقَط أنّه كان مفاجئًا، وفي مناسبَةٍ كتِلك كانَ مدمرًا. ظننتني لن أخرُج من العائلَة إلا برضَاي لكنّني أقصِيتُ فجأَة منها بطريقَة ساخرَة.

عن طرِيقِه هو.. الذي أعتَبِره الصفحَة المتبقيّة الوحيدَة من كتابِ ماضيّ المحترِق. الذي وعدنِي بالإنتقام لوالدَينا أيّما انتِقام.. وسأكونُ برفقَتِه، أحصلُ على حصّتي منه أيضًا.

لكنّه فقط_ تبًا شعورٌ مريرٌ بالخيانَة لا ينفكُ يلعَب بدواخلِي ويهزُّ أوصالِي.

أنا الأن.. عدتُ إلى نفسي التي عهِدتها.. وانغ ييرون. 

انفتَح الباب بشكلٍ هادئ فدفنتُ رأسي في الوسادَة أكثر، يهزني الصدّاع حتى قبل أن تصدر أي صوتٍ من حلقها.

"الغرفة تطالب بعدم احتواء جثتك بعد الأن.. أرجوكِ إرحميها."

فتحت الستائر وحاولت نزع الملاءة عني لكني أبيتُ تركها وتقلبتُ بجسدي على السرير لتلتف الملاءة علي أكثر. ترَكتها وسمعتُ صوت تنهدها العالي قبل أن تجلس على طرف السرير.

"إلى متى ستواصلين فعل هذا؟"

ها قد بدأنا مجددا.

"إنها ثلاثة أيام كاملة.. بحقك ييرون."

حقًا؟! شعرتُ وكأنّها يومٌ واحدٌ بسبب استمرارِي في النّوم والنوم فقط.. لم أتوقَع أنني شخصٌ حقودٌ لهذه الدرّجة.

"اتركيني وشأني إن كنتِ ستبدئين هذه الأسطوانة مجددًا."

اكتفيتُ بجملتي هذه لأسمعها تصيح بيأس: "الرحمة.. إن كنتِ لا تهتمين بنفسكِ فعلى الأقل اهتمي بشأن من يقلقون عليك." تحرك السرير اثر نهوضها بانفعال لتعقب بتجهم بان في نبرتها: "هان ليس بخير وهو يستمر بالسؤال عنك ويريد رؤيتك. السيدة جيوڤانا غاضبة ومستاءة في كل الأوقات لكنها ظلت تسأل عن أحوالك ووجباتك.. وصدقي أو لا تفعلي لكن الأمر وصل بالفعل إلى آيزك، إنه منفعلٌ في هذه الآونة وهو يتصيد أي فرصة للشجار مع أي شخص كما أنه سريع الإشتعال ويأتي بسيرتك في كل شيء." توقفت لثانية تسترد أنفاسها: "لا تعلمين كيف انقلبت الأجواء بينما أنتِ هنا تتوارين هنا وتدثرين نفسكِ كالجبناء."

أوه!! هل عليّ الشّعور بالعظَمة لتركي هذا الأثَر العظِيم في نفوسِ الجميع.. يبدو بأنني محبوبَة الجميع بالفِعل.

وسيّد التعري ذاك يجلبني على لسانهِ أيضًا!! سأحرِص على تذكيرِه بهذا للستين سنَةً القادمَة.

توقفت تتنفس بعمق للحظات قبل أن تبتدر مجددا: "هذه ليست ييرون التي أعرفها، الفتاة القوية التي أعرفها ما كانت لتسمح لنفسها بالإنهيار هكذا، ما كانت لتسمح لأحد برؤيتها منكسرة وفي أضعف حالاتها.. صديقتي كانت لتنهض وتناضل من جديد، كانت لتدعس أي شخص يقف في طريقها، كانت لتعيش اليوم وكأن لا غد لها وليذهب كل شيء للجحيم."

من قال أنني أنهار؟ بربهم إنها مجرّد خلوَة مع نفسي للتفكير.. والنّوم.

خفت نبرتها لكن لا زال الغضب يتخللها: "على الأقل كان عليك الغضب، كان عليكِ صفعه أو حتى لكمه لإشفاء غليلك.. ألا يستحق ذلك؟"

لا، لا يفعَل. لكمَة؟! إنها شيء سخِيفٌ بالنّسبة لي، أنا لا أرّد شيئًا عظيمًا كهذا بلكمَة واحدَة.

إنّه يستحقُ سلخًا بذلك الخنجَر الذي رَهبنِي به ذاتَ مرّة. 

"ماذا عنه؟"

صمتت ما إن أعقبت بجملتي، فوجدتني أتقلب لأصبح مقابلة لها وأنزع الملاءة التي تدثر وجهي لأنظر لها: "ماذا عنه هو؟"

لعقت شفتيها ببطء وهي تشيح بعينيها عني قبل أن تقول بتفكير وهي تزفر: "هو كما هو، لا يُحَدث أحدا إلا نادرا، يعتكف غرفته أغلب الوقت وإذا خرج لا أحد يراه."

هكذا إذا!!

يتصرف وكأنه لم يفعل شيئا، مرحلَة متقدّمة من اللّامبالاة، بينمَا أنا أحشرُ أنفي داخلَ الملاءات في مرحلَة أشبَه بالإكتئَاب!! هذا ليسَ عادلاً.

بدت أنها مترددة في الحديث لكنها استجمعت شتاتها وقالت أخيرا: "سنذهب إلى الشاطئ هذا المساء كآخر محطة قبل أن نعود غدا إلى الديار.. السيدة جيوڤانا أكدت على حضور الجميع بلا استثناء لذا عليك تجهيز نفسك."

عندما لم أقل شيئا بل عدتُ لأعطيها ظهري سمعتها تتنهد للمرة الألف قبل أن تتمتم بأنها ستتركني وحدي وتعود لاحقا لتتأكد من تجهيزي.

أشعر بالذّنب لإرهاقها معي، خصوصا وأن هذا السيناريو تكرر طيلة الثلاثة أيام السابقة.

لكني لا أستطيع أن أتحكم في مشاعري الفياضة.. لو كنت بذلك الوقت من الشهر لألقيت اللوم عليها لكني واللعنة كنت غارقة في فيض من المشاعر وهذا ما لم أعتده من نفسي!!

لا أزال أتذكر جملته التي ترن على مسامعي.

'ستعودين وانغ الأن.. لا رباط بينكِ وبيننا الأن. كل إلى حياته واستقلاليته.'

ماذا عن وعدِه؟ أين كلمَة الرّجل؟ كيف يسرّحني من العائلة هكذا دون الأخذ برأيِي أو مشورتِي؟ ظننتُ أنني أعني له الكثير بعدَ كشفِه عن ماضينَا!! بعد هفواتِ أفعالِه التي تصدمِني ومن حولي.

لكنّه فقط.. غيرُ متوقَع!! هذا الشّخص مصابٌ بالإنفصام، هذا مؤكَد.

أريد فقط الوصول إليه وصدمَ رأسِه في الجدارِ حتى تتناثَر دماؤه على وجهِي.. ربّما حينها ستعود حبالُ عقله إلى مكانِها.

_____

"هل سنتوقف هنا؟ أرجوك أخبريني بذلك لأني اختنقتُ من هذا الجو الكئيب."

كل ما تلقاه آيزك هو التجاهل من قِبلِ الجميع، حتى أمي التي ظننتها ستجيبه هي فقط رمقته بحدة عندما التفتت نصف التفاتة، فزفر بقهر يعيد السماعات إلى أذنه كل هذا بعد محاولاته طيلة الطريق في استفزازي واستدراجي للشجار معه.

لسوء حظّه لست متفرغة لهذا الهراء!!

شعرتُ بثقل فوق كتفي الأيمن للمرّة التي فقدت فيها العد فتنفستُ بقوّة أطرف نحوه بطرف عيني بحدّة لكنّه كان غارقا في أحلامه لدرجة أنه يشخر في أذني تمامًا.

لا بأس ييرون أنتِ لعبتِ الدّور بكل روح رياضية ولم تدعي آيزك يستفزك فمالفرق الأن؟

على من أكذب؟ فبمجرد أن أوقف أليكساندر السيارة دفعتُ جسد كريستيان عني بلا مبالاة ممّا أدى إلى ارتطام رأسه بالنافذة ليستيقظ فزعًا ثم يفرك رأسه مع وضع تعابير الألم.

آسفة لك.

تخطيته أنزل السيارة بسرعة تحت نداء أمي وأليكساندر لكني لم أتوقف بل ركضتُ أكثر في الرّمال الذهبية حتى وصلت للشّاطئ لم أفكر مرتين قبل إلقاء نفسي في البحر.

يا له من شعور منعش بالمياه الباردة التي أغرقتني!!

وكأنّه تم غسل أكتافي من كاهلها لوهلة.

لحسن الحظّ أن الحرارة لم تكن مرتفعة اليوم ممّا جعل الجو يكون لطيفا فقط دون أشعة الشمس الحارقة وهذا ساعدني للطفوّ فوق البحر واغلاق عيناي مستمتعة بالشعور.. لا أذكر أن ملابسي وحذائي يشكلان عائقا الأن.

تناسيتُ العالم ومما حولي لبضعة دقائق، لربما كنتُ فعلاً بحاجة لهذا الشّعور والخروج من تلك الغرفة البائسة.

"أخبريني أنكّ لستِ نائمة حقّا؟"

رغم تجعد حاجبي باشمئزاز لصوته المزعج ولتغطية ظله للضوء عني إلا أنني لم أفكر في فتح عيناي أو حتى بالرّد عليه.

"هيـا لقد كشفتِ بالفعل، ولعلمكِ أنا بالكاد أكبح نفسي لإغراق جسدكِ تحت البحر والاستمتاع برؤيتكِ تنفجرين وتودين قتلي وذلك بسبب حالتك البائسة."

آه!! كم هو ثرثار!!

ليتني فقط أستطيع التقلّب للجهة الأخرى وإعطاء ظهري له.

"لا أستطيع تصديق أنكِ تتجاهلينني.." همس باستخفاف وأحسستُ بموجات البحر تتصاعد تحت جسدي نظرا لتحركه قبل أن يعقب: "على كل، أنتِ في ورطة على ما يبدو الأن فوالدتك وأليكساندر يعطيانكِ نظرة 'أنتِ ميتة الأن.'" صمتَ قليلاً قبل أن يضيف: "وخمنّي ماذا أيضًا، حتى رين يعطيكِ نظراتٍ مشتعلَة من مكانِه."

"فليذهب للجحيم."

تبًا!! هل كان علي فتح فمي وتركُ هذا اللسان الأخرق ينطق؟

شعرتُ به يتوقف وبنظراته مثبتة علي بشكل مكثف ممّا جعلني أزفر بتهكم قبل أن أفتح عيناي وانظر له بطرفهما.. نظرة منزعجة تحولت ببطء إلى نظرة 'قاتل مختل'

"أغرب عن وجهي الأن."

أظن أن هذه الجملة ستلتصق بلساني هذه الفترة بسبب أليكساندر.

تقلّصت عيناه بانزعاج قبل أن يزفر باستسلام ويدير ظهره مبتعدًا. وهذا جعلني أشعر بالرّاحة لأني سأتمم فترة استجمامي.

أو هكذا ظننتُ الأمر!!

_______

إيــما:

"لا أصدقها." همستُ بعدم تصديق وأنا أرى هيئتها تطفوا فوق البحر غارقة في عالمها. إلى متى ستستمر في الهروب من الجميع هكذا؟ ليس وكأن الجميع راض عن تصرف رين المبهم، لكن أليست تزيد من الأمر سوءً فقط بفرارها من المواجهة هكذا؟

آه.. مجرد التفكير في الأمر يرهقني.

"لماذا يتهدّم؟" صوتُ التّذمر الطفولي بجانبي جعلني أعود بانتباهي إلى هان أمامي حيث ملامح وجهه العابسة وهو ينظر إلى البناء الرملي المتهدم أمامه.

أعطيته ابتسامة صغيرة وقلت: "انتظر قليلاً.." قبل أن أعود إلى حيث وضعنا الأغراض وأبحث عن ألعاب البناء الخاصة بسوجين والتي رأيت جايدن قبلاً يوضبها.

أحضرتها لأهتف بحماس: "ساعدني، سنبني أكبر قلعة رمال يمكنكَ رؤيتها." اتسعت أوداجه بغبطة قبل أن يبتسم بحماس ويقترب ليساعدني.

أرجوا ألا تنتبه سوجين للأمر فتطلب المشاركة. من يدري؟ قد تهدم البناء إذا لم يعجبها جزء فيه. علي توقع أي شيء من هذه الفتاة.

"حسنًا.. إرفعه ببطء." تحدثتُ بترقب وأنا أنظر إليه يحاول سحب الدّلو ببطء كما كان يخرج لسانه بتركيز حتى..

عبرَ من أمامنَا اللّعنة جونز.

خمدت تعابيري في فراغ وأنا أحدق في الرمال ثم في ثغر هان المفغور وروعه.

"آيزك مؤخرة جونز." تجاهلتُ أنظارَ الجميع نحوي وركزتُ على الفاسق الذي أدار كعبه نحوي يخفض نظاراته ويعاينني بنظرته المستغربة: "مالذي قلته للتو؟"

لم أجبه بل ما قابلته به هو كومة الرمال التي ألقيتها عليه وجعلته يعود للخلف مجفلاً، لم أكتفي بذلك بل أخذتُ الدلو من يد هان ورميته عليه لكن لحسن حظه ولسوء حظي أنه تفاداه مجفلاً بصدمة.

"م_ماللعنة؟" همس بعدم تصديق فأشرتُ له لما فعله للتو. هدم شبه قلعة التي أخذنا ربع ساعة في محاولة بناءها وجعل من عيني هان تدمع بحزن.

اتسعت عيني حين حمل الدلو وملأه بالرّمل وها هو يتجه إلي فأسرعتُ أنهض لأهرب دون أن أفكر. لم يكن علي أن أكون هنا فقد تحملتُ ثلاثة أيام من ازعاجه ومزاجه المتقلب.. تصحيح مزاج الجميع المتعكّر.

أين ييرون لتجاري جنونه بجنون أكبر؟

أعترف بأني سافلة لأني ما إن وجدتُ أول شخص أمامي حتى اختبئتُ خلفه ووضعته حاجزًا بيننا ليتلقى ضربة الرمال تلك وأشعر بتيبس جسده أمامي.

"اخرجي أيتها السافلة سألقنك درسًا." هجم علي من خلف ذلك الجسد فهربتُ بدوري إلى الأمام ورحنا نتعارك وذلك الشخص بيننا.

"مال_" حاولَ التحدّث لكنّه تعثرَ بيننا.

"هيا أخرجي وواجهيني رجلا لرجل."

"عذرا_"

"في أحلامك."

"عفوًا!! هل ستتوقفان أم سأضطر لايقافكما بنفسي؟" الصوت الذكوري الخشن الذي صدح أمامي جعلني أرفع رأسي إلى الشاب الذي ينظر نحونا بفراغ وملل حتى أعطيته ابتسامة صفراء وأنا أنزع يد آيزك التي قبضت على كتفي بقوة.

"نعتذر إليك أيها السيد." همستُ أحني رأسي قليلاً في إعتذار بينما آيزك وقف بجانبي يشتمني بكل شتيمة يعرفها، قبل أن يحاوط كتفي بذراعه ويحاول إسقاطي لولا أني تداركتُ الأمر وسحبتُ ذراعه لأنحني للأمام وأرميه من فوق كتفي.

لم يتوقع حركتي لذا تحرك جسده بكل طواعية لحركتي وسقط.. سقط فوق الشاب أمامنا.

اوه.. هذا سيء.

قرفصتُ بفزع أبعد جسد آيزك عن الشّاب المسكين وأنا أعتذر بفزع وتوتر. "أنا آسفة حقًا آسفة.. لم أقصد ذلك يا سيدي." ساعدته على النّهوض بينما كان يشير إلي بلا بأس ويمسح على بنطاله القصير.

هنا فقط انتبهتُ إلى أنه لم يكن يرتدي شيئا سواه وعيناي صعدت إلى جذعه العلوي العضلي وبشرته السّمراء اللاّمعة حتى وجهه وتلك السلسلة على رقبته والتي زادت من جاذبيته.. ويا إلـٰهي أين كانت عيناي طوال الوقت عنه؟

عيناه المخضبتان بالأخضر الزيتوني منكمشتين في تقويسة حادة وأنفه المدبب حتى مسحة شفتيه المنبسطة والتي فرقها وبدا وكأنه يود الحديث.. ارتفعت عيناي إلى خاصته مجددا وقد كانت مرتكزة عليّ في تعبير غريب وحينها انتبهتُ لنفسي.

أشاح كل منا وجهه إلى الجهة الأخرى عن الأخر وشعرتُ بالخجل ينال مني بعد أن أحرجتُ نفسي والمسكين بتفحصي له هكذا.

"حقًا؟! أنا تحتكما يا عصافير الحبّ؟" صاح آيزك بتهكم وهو ينهض ويدلك كتفه بألم فرفسته بقدمي ليتوقف عن الهراء الذي يتحدث به، ثم نقلتُ انتباهي إلى الشّاب مجددا أسأل بقلق: "هل أنتَ بخير يا سيدي؟ هل أُصِبت؟"

رفع آيزك حاجبه نحوي وبدت تعابيره ك'أخبريني أنكِ تمزحين بسؤالك هذا؟' لكني تجاهلته مؤقتا فقط عندما مسح الشاب على كتفه ونظر إليه وكأنه يتفقد وجود خطب ما قبل أن ينفي مبتسمًا: "لا أنا بخير، أرجوا أن يكون الشاب أمامك هو الذي على ما يرام."

نقل نظره إلى آيزك الذي بدا منزعجا وهو يتمتم: "متأخرا جدًا." قبل أن يصمت عندما لكزته في معدته وأنا أنفي للشاب: "لا بأس إنه معتاد.. عادة ما يكون مزاحنا هكذا."

بدت نظرة الرعب على وجهه لوهلة ثم ابتعد خطوة للخلف قبل أن يتكلف ابتسامة صفراء: "آه يا لها من راحة."

اتسعت عيناي بوعيد إلى آيزك الذي لا زال يتمتم بخفوت وفي تلك اللحظة شعرتُ بنظرة شرارية تتفحصني وتجعل من شعور غير مريح البتة ينتابني، أعدتُ بصري إلى الشاب الذي تغيرت تعابيره مئة وثمانين درجة وبدت ملامحه باردة وهو يثبتها علي، بعدها رمش مرة واحدة وعادت ملامحه لطيفة كما كانت ومدّ يده نحوي: "أدعى جو_"

"مالذي يحدث هنا؟"

تلاشت تعابيري وغدت تسبح في الفراغ لصوته الذي اقتحم أذني ولا أدري لماذا وجدتني أتمسك بيد الشاب أصافحه مبتسمة: "أدعى إيـما، تشرفتُ بمعرفتك." ضغطتُ على يده أكثر أكبح شعور الانزعاج وهو استغرب ذلك لكن عينيه كانت على من وقف خلفي.

"من يكون؟" سمعتُ صوته مجددا وهذه المرة خلفي تماما وأدرك بأن السؤال موجه للشاب رغم صيغة الغائب التي تحدث بها، لأن شفتا المعني تحركت بتردد: "أ-أنا لقد كن_"

"أعتذِر مجددًا على كلّ ما حدَث، إلى اللّقاء يا سيدي." قاطعته مجددا أضع أكبر ابتسامة كاذبة في وجهي فأومأ بتردد مرددا "لا بأس." أدرتُ كعبي للجهة اليمنى وحاوطتُ كتف آيزك بقوة أجعل من جذعه العلوي ينخفض وسحبته معي متجاهلة نظرة الأشقر والتي لا تبشر بالخير حسب شعوري.

نظر لي آيزك بدهشة ثم التفت للخلف قبل أن يعود ويتذمر: "مالذي تفعلينه؟ كانت الأجواء تتصاعد حرارة وكنتُ مستمتعًا بالمشاهدة، لماذا أنهيتِ الأمر هكذا؟"

توقفتُ أنظر إلى وجهه القريب بجفاء قبل أن أضغط بذراعي على رقبته لأجعله يئن. "هل حياتي فيلم بالنسبة لك؟" رد مغمغما لاحتكاك وجهه بقميصي: "طبعا لأني المخرج أيتها الذكية. ألا يحق لي مشاهدة انجازاتي بفخر؟"

انجازاته؟ حياتي انجازات بالنسبة له؟

فليمسكني أحد عن قتله ودفن جثته تحت الرمال الأن.

أطلقتُ سراحه دافعة إياه عني فأجفل ممسكا برقبته بألم. "ابتعد عني، لا تقترب مني، ها هي ييرون اذهب لازعاجها كالمعتاد." ثم أسرعتُ إلى مكاني حيث هان.

صرختُ برعب حين وجدت نصف جسده مدفونا تحت الرمال وهو يضحك بينما سوجين تستمر بوضع الرمال فوقه بحماس. رفعت رأسها نحوي وتحدثت بصخب ومرح: "انتظري دوركِ سأنتهي من هان قريبا."

لما تبدو كسفاحة تتوعد وهي على وشك الانتهاء من جريمة لتبدأ في أخرى؟

عدت للخلف زاحفة بصمت قبل أن أصطدم بشيء ما جعلني أتجمد وأنا أرى ظله ينعكس أمامي.. أدركتُ أن نظرته تلك كانت تقول أنه لن يمررها أبدا.

"مالذي فعلتِه منذ قليل؟" لم يخفى علي الغضب الذي لف نبرته رغم هدوء صوته، ابتلعتُ ببطء مشتتة نظرتي عما حولي قبل أن أزحف للأمام مجددا وأتحدث بلطف: "سوجين، هل ترغبين في المساعدة؟"

توقفت عما تفعل ورفعت رأسها نحوي تنظر إلي ببرود قبل أن ترفعه أكثر إلى من كان خلفي.. ويا إلـٰهي لما أشعر أنها ستطلق قنبلة أخرى لن ي_

"لا، إذهبي مع المنحرف الذي كاد يقبلك. أراهن على أن القبلة ستنجح هذه المرة."

ه_هذه الفتاة!!

من سابع المستحيلات أنها بالخامسة من عمرها!! يستحيل ذلك!!

لم أكبح جسدي لأني في ثانية كنتُ على وشك النهوض لألقنها درسًا وأقص لسانها الطويل هذا. يستحيل أن تكون شقيقة جايدن الهادئ.

لكن قبضته التفت حول ذراعي يمنعني من الابتعاد بدلاً من ذلك سحبني للخلف نحوه فانتفضتُ من بين يديه صارخة: "دعني، علي تأديبها وتعليمها كيفية التحدث إلى من هم أكبر سنا منها." أحاطت يده كتفي وسحبني للخلف قليلاً لكني صرختُ مجددا: "قلتُ أتركني، علي قص لسانها إنه خطير على المجتمع."

ما استفزني أكثر أنها كانت تنظر نحوي بملل شديد وكأنه تنظر إلى حالة بائسة أو مريضة مجنونة قبل أن ترمي الرمال فوق جسد هان مجددا ثم تحدث بنبرة يستحيل أن تكون لطفل بالخامسة: "خذ فتاتك من هنا، وإلا سأضطر لدفنها بجانب هان."

وجدتُ جسدي يتراخى تدريجيا وأنا أنظر نحوها بصدمة معبرة أحاول الرمش. نبرتها ونظرتها!! يا إلـٰهي.

"لقد فقدتِ ماء وجهكِ أمامها منذ زمن. من الأفضل لكِ الانسحاب الأن." همس أليكساندر أمام وجهي واستنكرتُ الابتسامة المستمتعة التي كان يضعها. أليس هو داخل المعادلَة أيضًا لكونها نعتَته بالمنحرف؟

هل أنا الوحيدة التي يجب أن يغضب عليها عندما تقول منحرف؟

أفلتُ نفسي منه وأشحتُ بصري إلى البحر بجانبي أمسح على شعري وأحاول تهديء نفسي، لكن عندما وقعت عيناي على جايدن وآيزك احتد غضبي أكثر خاصة عندما توقف الأخير عن السباحة ونظر إلي يرفع إبهامه في نظرة تقول 'عمل جيد، استمري.'

هذا ما كان ينقصني، نسخة ثانية من آيزك تنكل بحياتي البائسة، ثم لماذا هذا الوغد الأشقر يثَرثر أمام وجهي الأن؟ وكأنّه ينقصني صداع الرّأس.

أفقتُ على زفرته المثقلة بجانبي قبل أن يهمس: "ستقودينني للجنون بتجاهلكِ هذا." ثم أحكم قبضته مجددا على ذراعي وسحبني معه بعنف.

صرختُ بسخط: "مالذي تفعله؟" فأجابني دون أن يستدير حتى: "اهربي أو افعلي شيئا أخر وحينها ستندمين." نبرة التهديد واضحة في صوته ويبدو أنه وصل لأقسى مراحل نفاذ الصّبر.

أريد أن أخبِره بأنني وصلتُ لأقسى مراحل النّدم منذ زمنٍ بوقوفي هنا مع حفنة الحمقى المجانين هؤلاء.

السيدة جيوڤانا أخفضت المجلة ودفعت بنظاراتها الشمسية للأسفل تنظر نحونا باستغراب قبل أن تسأل: "إلى أين؟"

ولا، جسده لم يتوقف فقط، بل تيبس في مكانه وقبضته أفلتت ذراعي تلقائيا، لأن نظرَة والدتِه كانَت على أيدينَا، ولم تستطع منع حاجبها من الإرتفاع.

لماذا تذكرتُ فجأة تلكَ النظرَة التي ألقتها بعد قنبلَة سوجين؟ لماذا مشاعرُ الارتيَاع تعود لتنهشَ دواخلي الأن وأصواتُ ذهني الداخليَة تصرخُ بأن هذا سيّء.. سيء جدًا؟

اندسَت يده في جيب بنطاله القصير بينما الأخرى ارتفعَت لتعدّل نظارته، خرج صوته بنبرة هادئة بشكلٍ غريب استشعرتها: "لابدّ أن ضميرَ ابنكِ استفاقَ من سباتِه وسيحاول ارضاء تلكَ الكائِن المفترس."

ها!!

انعقدَ حاجبي كما فعلَت خاصة والدَيه نستوعبُ جملتَه ببطء، لكن بعد لحظاتٍ أصابني وقعُ الإدراك بقصده واستدرتُ أنظر إلى البقعَة الطافيّة التي تركتُها فيها.

أجل، كما توقَعت.. ولا حتى رين كانَ حولنَا.

ما فاجأني هو الشّخرة الهازئة التي انفلتَت من صدر والدتِه وهي تهزّ رأسها. "أسدي لي معروفًا وثبتّه ككِيس الملاكمَة ودعها تطلِق عنانَها، لن يطيبَ خاطرِي حتى أرى لونَ وجهِه بلون فستاني." اللّون الأرجوانِي بالفعل كان يؤلِم العين لشدّة عمقِه.

إنها بالفعل مستاءَة من هذا القرَار.. تجعلني أتساءل، هل تعلّقت بييرون لهذه الدّرجة؟ لن ألومها، إن كان كتلَة الجمادِ هذا بدورِه يهتمُ بشأنها فقد حُسِم الأمر.

"لنذهب." أفقتُ على صوته مجددا ليأخذ خطواته للأمام فتبعته أنظر لآخر مرة إلى السيدة جيوڤانا التي كانت تنظر نحونا قبل أن تعطيني ابتسامة صغيرة وتعيد نظاراتها.

حسنًا.. ابتسامتها أصبَحت تجلِب لي الكوابيس.

الجو مشحون بشكل غريب، وهل يخيل إلي أم أنه يخاف والدته بشكل غريب؟!

أعني، إنه لا يبدو من النوع الذي سيلقي لعنة على أي شيء ولن يقلق نفسه بالتفكير في ردة فعل الجميع على أفعاله، لكن مع والدته.. الأمر مختلف تماما.

إنّه يحدث مجددًا..

تأكدتُ من كثيرٍ من الأمور في هذه الرّحلة المشؤومَة وأوّلها أنّ علاقتَه بوالدتِه ليست طبيعيَة بتاتًا، على الأقل لا تماثل رين الذي يأخذ ويرّد معها بكل أريحيَة.

حتى في نقاشاتِ العمل الرّسمية والتي تخصّ الشركَة، لاحظته.. كان يحذَر في كلّ كلمة يرميها من فمه، رغمَ كونِه الآمرَ النّاهي لكن هذا كان ظاهريًا فحسب. كانت كلمَة والدتِه ما تطّبق في النّهاية، كلمة واحدَة لطيفَة تأتي بعد جملَة 'ما رأيك بـ' لكنّها الطّاغية.

هذا كان أسلوبَها في تطبيق سياستِها البيروقراطية.

"سآتي معكما." انثنى جذعي للأسفل قليلا حين حاوط صاحب النبرة العميقة كتفي وقادني للأمام بحماس واضح لكن الأشقر إلتفتَ فجأة ولم أحتَج لرؤية عينيه لأدركَ احتدادهما نحو من بجانبي: "أنتَ لن تفعل."

"لماذا؟ ليس لدي ما أفعله." انتحب كريستيان قرب أذني مباشرة بصوته الغليظ يجعلني جفني ينسدلان بانزعاج شديد.

"لا تجعلني أكرر حديثي مرتين يا مارتينز." بدت جملة 'لا نقاش معي' تغلف وجهه، نبرته ووقفته أيضًا صرختا بالرّفض ممّا جعل من بجانبي يزفِر بتهكمٍ شديد وهو ينزع يده عني ويبتعد خطوتين متمتما: "ماذا عن ليليث؟ هل تلعبُ على الطّرفين أم ماذا؟!"

ليليث مجددًا!!

يلعبُ على الطّرفين؟!

افترقَت شفاهُ الأخر قليلاً قبل أن يحتدّ كفه بقساوَة. "كريستيان!!" صوتُه كان منذرًا بالكثير مما جعل كريس يرفَع ذراعيه أمامه مبتعدًا ببطء: "حسنا حسنا.. لم أقل شيئًا، أنا ذاهب." نظرَته انتقلَت لي وفتحَ ثغرَه بِنِيّة قولِ شيء مَا لكنّه صمَت.. بعد أن انتقلَت عيناه لنصف ثانية لما خلفي.

هكذا فقط!!

أين هي محاولاتكَ وطلباتكَ اللّحوحَة؟ ظننتك مزعجا ومثابرا بقدرِ آيزك وييرون!!

حدقتُ فيه بعدم تصديق ثم إلى الأشقر أمامي والذي أعطاني نظرة 'اتبعيني ولا تفكري في شيء آخر.' قبل أن يتحرك.

لا أصدق أنه يفوز مرة أخرى.

مع ذلكَ، لن أدعَه يشعرُ بلّذَة الإنتصار علي، سأسايِره في الأمر وكأنّ لا نزاعَ بيننا، وكأننا بالفِعل سنبحثُ عن ثنائي المشاكِل والهموم ذاك.

"أين سنبحث عنهما؟" لحقتُ به أحاذيه في السير وأحدق من حولي إلى الأجساد المثيرة للغثيان.. لا أقصد الفتيان لكني أتحدث هنا عن أجساد النساء العارية!!

بحق الإلـٰه. لا أظنني أستطيع التجول في مكان كهذا.

"من قال أننا سنبحث عنهما؟" تحدث بلا مبالاة فتوقف جسدي ليتوقف بدوره وأجده قد أخفض النظارات الشمسية التي كانت فوق رأسه إلى عينيه لذلك لم يكن تعبيره واضحا.

"أنتَ قلت." استهجنتُ بحدّة فزفر معيدا شعره للخلف قبل أن تخرج نبرته ساخرة: "كذبت."

'الأمرُ كان واضحًا منذ البدايَة أنكّ كنتَ تكذب أيّها الفهِيم، لأنكّ بدوتَ وكأنكَ ستبلّل بنطالكَ ما إن التقفَت أذناكَ صوتها' كانَت الجملة على حافَة لساني تهدّد بالخروج لكنني كبحتُها لأنني قد أنال لكمَة كثمنٍ لها.

مع ذلكَ ظننتُ لاحقًا أننا سنبحثُ عنهما حقًا قبل أن يحدِث أحدهما جريمةً في الأخر، لا يعقَل أن نعودَ إليهم بدونِهما.

رمشتُ مرتين أحدق به بملامح جافة قبل أن أهمس بحقد: "طفولي جدًا." وأنا لم أطل الأمر لأني أدرت كعبي: "أنا عائدة إذا." لكن قبل أن أتحرك يده قبضت على قميصي الذي كان يغطي منتصف ظهري لأعود للخلف.

وأجفلت لحركة يده عندما شابك أصابعه بخاصتي يسحبني معه بقوة دون قول كلمة.

ما هذا الأن؟ كيف يقتحم حرية أصابعي هكذا بدون إذني؟ ثم ما هذا الشعور الذي اقتحم صدري فجأة يجعلني أبلع رضابي ببطء؟

آه، أجل. نابضي في سباقٍ قوّي من الهلَع والتّوتر من تصرّفات هذا الكائن النكِد أمامِي.. لأنّ الثقة منعدِمة.

"هيه!! لا يمكنكَ جرّي هكذا كَكيس طحين والدتك." زمجرتُ بحنقٍ بينما كنا نتفادَى الأجساد المقزّزة بسرعَة. "أنتِ لا تعرفينَ طريقَ حمل كيس الطّحين بالطّريقَة الصحيحَة. هل تودّين التجربَة؟" لستُ مضطرّة للنظرِ في وجهه لمعرفَة تعابيرِه الأن.

كما قلت، الوغدُ يظلُ وغدًا.

نزعتُ يدي عنه بعنف فاستدار نحوي بغضب لكني نكستُ رأسي للأسفل: "أنا خلفك." حدق بي لخمس ثوان متتالية قبل أن يتحرك وأتبعه.

خطواتِي كانت تضربُ الرّمال في حنق، بل تركلُها كالمجنونَة، حتى أنني فقدتُ السيطرَة على ذراعي وكدتُ أهوي بلكمتي على رأسِه لكنّني سرعان ما أخفيتها خلف ظهري حين شعرتُ بأنه كان سيستدِير.

أنا حتى تجاهلتُ نظراتِ الناس من حولي، تلكَ النّظرات التي يرمقونَ بها شخصًا مجنونًا فاقدًا لرجاحَة عقلِه.

"توقفّي عن محاولَة قتلي في عقلِك، أنتِ تجلبينَ الأنظَار فقط." رغمَ نبرتِه الجادّة إلا أنني أدركُ أنّه كان يستفزني دون أي جهدٍ يذكَر. رأسه استدار للجانِب يناظرني من طرفِ عينه. "واقتربي إلى جانبي، لا يمكنني أن أحدّث شخصًا خلفي وبهذه المسافَة."

يحدّثني؟! نقاشٌ آخر كما حدثَ في تلكَ اللّيلة؟! ويجعلنِي أصدَم من شخصيتِه الإنفصاميَة وردود أفعالِه الغريبَة؟

وأجَل.

تصرفاته غريبة جدًا في الآونة الأخيرة.. فهو يبدو أقل برودا وأكثر ودية ويتحدث كثيرا!!

وهذا بحد ذاته مخيف.

هل يريدني أن أقعَ صريعَةً الأن بسبب الصدمَات التي أتلقاها في كل ثانيَة في هذه الجزيرَة؟!

"هل تعرفين ذلك الشاب؟"

رفعتُ حاجبي نحوه لكنه لم ينظر نحوي بل تابع السير يدس يديه بجياب الجينز القصير الذي يرتديه. هل يدرك أنه يتدخل في شؤوني للتو؟

"أظن أن هذا ليس من شأنك."

علي مجاراته بسلاطة لساني وإلا هو سيحصد الإجابة التي يريدها، قبل أن ينطق بشيء ما أسرعت أقول: "لنجعل الأمر عادلاً، سؤال بسؤال. ما رأيك؟"

لم أكن أطلب رأيه لأني أعلم في المقابل أنه لن يوافق بدلا من ذلك سألتُ بترقب: "من تكون ليليث؟"

وأخيرا تحرك من محجر اللامبالاة الخاص به لأنه نظر نحوي فجأة وأعلم أنه يرفع حاجبه الأن، رمشتُ ببراءة أدعي أني أفكر: "الجميع يتحدث عنها لذا أشعر بالقليل من الفضول اتجاهها."

في الحقيقة أشعر بالكثير، لكن أغلب الفضول يتجه لإسمها هذا. الشيطانة!!

لدي فكرة أولية عن كينونتها لكني أريد التأكد.

صمت وجيز، قبضة محكمة بشدة، فك مقبوض وأراهن أن بؤبؤيه قاتمين الأن.. طريقته في الغضب. 

أجل.. إنفعالٌ مبالغٌ به في كلّ مرة يأتي أحدُهم بسيرتِها.. إنها كحدودِه الحمراء.

"لا تشعري." نبرته خرجت آمرة وأجفلتُ للحزم الذي يلفها حين أتبع: "لا تشعري أبدا بالفضول اتجاه شيء لا تُقدرين ماهيته.. الفضول سيء ميلر، ألم أخبركِ بهذا سابقًا." رفع سبابته نحوي بعد أن نزع نظاراته وتفاجأت ببريق غريب يلمع بمقلتيه وبدا يحذر هذه المرة: "مهما سمعتِ عنها إياكِ وجعل فضولك ينصبُ عليها.. مهما سمعتِ."

مهما سمعت!!

مالذي يدفعه لقول هذا؟

هل هي بهذه الخطورة؟ هل هي الفتاة التي أخبرني عنها آيزك؟ العدوّة التي قامت باغتيال عدد كبير من رجالهم؟ هل يعقل؟!

أردتُ أن ألّوح له قائلَة. 'مرحبًا، أنا معكُم بالفعل الأن.' لكنني فقط أخرستُ نفسي وهدتُ أفكّر مليًا.

كل هذا لا يبرّر انفعالَه عند ذكر سيرتِها، ومن قِبلِ من؟ رجالِه؟!

وكأن_ وكأنّ هناكَ علاقَة تربطُه بها، شيئًا يدركُه عنها دونَ سواه. شيئًا كبيرًا. وانفعالُه هذا نابعٌ عن__ خوفِه ربّما.

"شيء آخر." تلفتُ إليه، دحرجَ عينيه من حولنا قبل أن يعود انتباهُه محصورًا فيا. "الثّقة والحذَر." ارتفعَ حاجبِي للكلمتين لا أفهم مقصدَه. ما دخل الثّقة والحذر بليليث؟!

"الثّقة هي أهمّ ما قد يملكُه الشّخص ويخشَى منحه لمن حولَه، أنتَ لن تخسَر قلبكَ وتلكَ التراهات إذا منحتها للشخصّ الخطَأ، أنتَ ستخسرُ روحكَ وأرواح من حولك. والحذَر هو ما عليكِ ارتداؤه دائمًا كملابسِك تمامًا."

لماذا يقول شيئًا كهذا الأن؟! مالذي فعلتُه ويستحِق التذكير بقيمَة الثقَة والحذر.

"إذَا رأيتِ أسنان اللّيث بارزَة، فهذا لا يعني أنّه يبتَسم لك."

أخذتُ عدّة ثوانٍ من الأخذ والرّد مع عقلي حول جملتِه الغريبَة، بينمَا كنتُ أضيع وقتي في محاولَة التكّهن بالأسباب التي تدفعه لقول كل هذا، ضربَ شيء ما إلى عقلي.

صورَة واحدَة جعلَت مني أتسمَر مكانِي وعيناي تتجمّد على وجهه، وجهِه الذي كان علي وعينَاه كانت تترّقب وتتفحَص.. تنتظِر.

أجَل.. الأن فقط أدركتُ مرادَه من كلّ هذا وحتى غضَبه غير المفسّر. ظننتُ أنّه كعادَته، يحبُ الغضب من اللاّشيء، لكن لابد وأنني مخطئَة هذه المرّة.

"هل تعرِفه؟!" هذا كلّ ما خرجَ من فمِي، وردّة فعلِه كانت كمن يقول 'أخيرًا' لكنّه فقط عادَ يضع نظاراتِه يغلِق الطريق نحو قراءتِه من خلالِ زرقاوتَيه، لقد أدركَ ذلك بالفِعل.

عادَ يسير والتصقتُ به أنتظر إجابتَه بتلّهف. "لا، لكنّه بدا أنه يفعَل معك."

تذكرتُ تلكَ النظرة الغريبَة التي رمقني بها لنصف ثانيَة، لدرجَة جعلتني أنكرُها وأظن أن عقلي من أصبحَ يخلقُ تلكَ النظراتِ المخيفَة.. لكن مجددًا كنتُ مخطئَة.

"في من تشّك؟!" لوهلَة تناسيتُ كل ما حدَث ورحتُ أركزُ في موضوع الشّاب الذي لم ألمَح من ثغره سوى اسم 'جون' لا أدري حتى أ هو اسمه كاملاً أن نصفه فقط.

"أرسلتُ خلفَه اثنَين، لنأمل فقط أن يعودَا بشيء مفيد.. أو على قيد الحيَاة على الأقل."

جملَته الأخيرَة جعلتني أنسى كيف أبتلع رضابِي.. ظننتُ أن الشيء الإيجابي الوحيد في هذه الرّحلة كان الإبتعادَ عن مشاكلِ لندن ولعنة العصابَة، لكن القدرَ يلوّح أمامي بابتسامَة شامتة. 'مرحبًا، أنتِ لم تحزِري.'

_____

ييرون:

توقفت عن ضرب ظهره والصّراخ كالمجانين بعد أن أدركتُ بأني أهدر صحتي وأجلب النظرات إلينا دون فائدة. جسده كالصّخرة التي لا تتزحزح ثم من أين له بهاته العضلات التي كان يخفيها تحت ملابسه؟

مالذي تقولينه أيتها الغبية؟ تذكري أنكِ غاضبة منه.

"ألم تصل بعد؟ لقد جعلتنا حديث السّاعة والشاطئ كله رآك تحملني بهذه الطريقة المهينة." تحدثتُ بملل أعقد ذراعاي بصعوبة وكل ثانيتين أزيح شعري من أمامي وأعطي نظرة غاضبة لجميع من ينظر إلينا.

فجأة سحبني وأوقفني أمامه فشعرتُ بالدّوار بسبب تدفق الدّماء لرأسي لكن هذا لم يمنعني من اعطائه أكثر نظرة كره قد أضعها بوجهي، أمسك بكتفي متجاهلاً إياي وتحدث بهدوء: "حسنًا ستسيرين معي بهدوء ودون ثرثرة فارغة."

أبعدتُ يديه بعنف عني وصرحتُ بتهجم شديد: "ظننتكَ قلتَ أن كل واحد منا سيعود إلى حياته واستقلاليته. مالذي تفعله الأن؟" نبرة السخرية كانت تلف سؤالي الأخير.

عقد حاجبيه وزم شفتيه في تعبير بارد قبل أن يعقب بنفس النبرة: "لا زلتِ هنا مع عائلتي ومعي.. لذا لم نبدأ الإتفاق حتى الأن."

إتفاق؟ هل يقول أنّ هذا إتفاق؟!

هل حياتي مرهونة بتوقيعٍ صغير على عقدٍ لعين يحدّد صلاحيَته هذا الوقِح أمامي؟

ارتجفت شفتي بنفاذ صبر قبل أن أصرخ في وجهه: "اذهب أنتَ واتفاقك اللعين إلى الجحيم." ثم أدرتُ كعبي مبتعدة عنه وأنا أكبح دموعي عن التسرسب الأن.

آه! باللّه علي! هل سأهدر دموعي بسبب شخصٍ مثلِه؟! متى انحدَرت تصرفاتي إلى هذا المستوى؟

كان همي الوحيد الابتعاد عنه في هذه اللحظة لذا لم أنتبه لموضع قدمي حتى شعرتُ بذلك الألم الخانق الذي جعلني أركع على ركبتي.

نظرتُ إلى الدماء التي بدأت بالتسرسب من قدمي وإلى قطعة الزجاج اللعينة التي لم أنتبه لوجودها رغم كِبر حجمها. هذا ما كان ينقصني، هل كان علي نزع حذائي وسط المياه؟

"هل أنتِ بخير يا آنسة؟" لمحتُ ظلاً يسقط أمامي قبل أن يقرفص ذلك الجسد بجانبي ليتفقدني، من زيّه علمتُ أنه من أمن الشواطئ. لمس قدمي يعاين الإصابة وانتبهتُ إلى صندوق الإسعافات بجانبه والذي أخذ يفتحه على عجالة معقبًا: "انتظري قليلاً آنستي."

أومأتُ برأسي له لكني تفاجأتُ بجسدي يرتفع عن الأرض بعد أن وضع ذراعيه تحت ظهري وقدمي ليحملني هذه المرّة بطريقة أقل إهانة وصوته خرج: "سأهتم بالأمر، اتبعني بالعلبة فقط."

لم أقاوم هذه المرة بل بدلاً من ذلك أسندتُ رأسي على صدره وتركته يقودني بطواعية. الأمر لم يطل أبدا لأنه أنزلني عند إحدى الصخور وأخذ يتفقد قدمي بتمعن وذلك الرجل خلفه ينظر بقلق وأظن أن الأحمق أمامي أثار حفيظته بهدوئه هذا.

"سيدي علي أولا التأ_"

"افتح العلبة ومرر إلي الملقط والقطن." قاطعه رين الذي أخذ يرفع أطراف بنطالي الرّطب بصعوبة بسبب التصاق الرّمال به. فعل الرجل ما طُلِب منه على مضض فشد على قدمي يسحبها نحوه ويبدأ بمسح الدّماء ببطء مسببًا لسعات حارقة تجعلني أحرك قدمي بعشوائية.

"اثبتي مكانك، هذا سيكون مؤلمًا قليلاً." مرر الملقط نحو الجرح وأنا أشاهده برعب وعندما غرزه بقدمي صرختُ بألم ودفعتُ قدمي بقوة للأمام لأضرب رأسه الذي كان قريبا منها.

عاد للخلف جالسا على مؤخرته ويضع يده مكان الضربة قبل أن ينظر إلي باتساع طفيف في بندقيتيه. عبست ملامحي أكثر أنظر لقدمي: "كان ذلك مؤلمًا."

"أعلم، ولهذا حذرتك." نهرني باستهجان يعود ليمسك قدمي فأخذتُ أحركها بعشوائية أنفي: "قلتَ قليلاً، لكن الألم كان لا يطاق."

زفر بنفاذ صبر قبل أن يشد الإحكام أكثر متجاهلا إياي وأخذ يدخل الملقط في الجرح لترتفع صرختي مع تحريكي لقدمي، الرجل كان يراقبنا باستغراب قبل أن يتوتر ويبدو مترددا في التدخل بيننا.

اللعنة عليكَ!! تدخل أنا أأذنُ لك.

"دعني، أفضّل أن أنزف حتى الموت على أن تسعفني. اترك قدمي واللعنة."

هذه ليسَت القدم الثانيَة التي يعالجها؟ ولنفس السبب أيضًا؟! أيها القدر، أنتَ بالفعل تسخرُ مني.

"ييرون!!"

جذبني صوت أنثوي فرفعتُ رأسي بعد أن ارتخت حركتي قليلاً لألمح إيمـا تهرول نحونا بملامح حائرة سرعانما تحورت إلى القلق عندما لمحت قدمي التي لا يزال اللعين يحاول اخراج الزجاج منها.

"مالذي حدث؟" سألت بقلق تهبط على ركبتيها بجانبنا لينطق الأحمق موجها حديثه إليها: "ثبتيها ولا تدعيها تتحرك." والحمقاء أومأت بلا تردد وأمسكت بكلتا قدمي تقيد حركتهما وقبل أن يبدر مني أي تصرف مضاد صحتُ مجددا لـاللسعة القوية من الجرح حين وضع المطّهر.

"سألعنكما حتى الممات." همستُ لهما بغضب ونبرة تخللها الألم لكن كلاهما تجاهلاني ورين طلب رباطا طبيا من الرجل ليربط قدمي، حينها فقط انتبهتُ أن أليكساندر كان واقفا أمامنا أيضا يراقب الوضع بجمود قبل أن يرسل إلي نظرة قلة حيلة حين استشعر تحديقي به.

مالذي يفعله هو الأخر هنا؟ لا ينقصني إلا الشجار معه لأني أعلم بأنه غاضب بسبب تصرفاتي.

عندما انتهى من لف الرباط حركتُ ساقاي بعنف ليبعتدا عني وحدقتُ في قدمي بغضب.

"متوقع. يستحيل أن تخطي خطوة واحدة دون إيذاء نفسك."

هل كان عليّ توقع أن مستفزا وغدا مثله لن يدع فرصة كهذه تفلت منه ليعلق عليها؟ بالطبع علي فعل ذلك.

قبل أن أرد عليه تفاجأتُ بجسدي يرتفع بسبب اليد التي سحب ذراعي فوجدتني واقفة أمام رين الذي أخفض بصره إلى قدمي يتمتم: "حاولي المشي بها الأن."

صاحت إيمـا في انفعال: "لا يمكنُها فعل ذلك مباشرَة، عليك حمل__"

حدقتُ في وجهه القريب أزم شفتي وأراهن أن عيناي تلتمعان الأن..

رفع رأسه والتقت عيناي بجرميه البندقيين الذين ارتخيا فجأة وتخليا عن جمودهما المعتاد، بدا وكأنّه على وشكِ قول شيء ما لكنني قاطعته.

"كاذب." الحقد تفشى في نبرتي ولم أمنعه من الإنتشار في تعابير وجهي كالسّم المتطاير نحو وجهه. "كاذبٌ لعين.. وصديق أحمَق سيء."

وكما لم أتوقع فتعابير وجهه لم تفشي أيّ استنكارٍ أو دهشةٍ أو حتى غضبٍ بسبب وقاحَة كلماتي، وكأنّ هذا ما انتظرَه بالفعل بعد ثلاثة أيامٍ من الصّمت.

هو بالفعل يدركُ خيبَة الأمَل الكبيرَة التي تستوطِن صدري اتجَاهَه.. خيبَة أنّه استثنانِي من قرارِ حياتي واتخذّه بمفرَدِه وكأنّه الآمِر النّاهي.

شعور السّكين التي تطعنكَ خلف ظهرِك، إن لم يفعَل ذلك حقيقةً فأنا أهنئُه الشعورُ بها مجازيًا كان أشنَع.

"أعلَم ذلك." انفَلتت الحروف من شفتَيه، بهدوء وبملامحَ وجهٍ مرتخيَة، ليست سعيدَة لكن صامتَة. "لكنّني لستُ آسفًا على هذا. لأنه ما كانَ يجبُ أن يحصُل منذ أمَد، والدتِي أخطأَت وأنا هنا أعِيد الأمور إلى نصابِها، أعيد دفّة القيادَة إلى صاحبِها."

تشتَت عيناي على خاصتِه لا أبدي أيّ رد فعل، رغمَ أنّ ما قالَه قد وسّد بعض الصدمَة داخلي لكنّه متوقعٌ منه، أنا لم أكن أنتظِر إعتذارًا منه لأنني أدركُ أنه لن يفعَل، ولن يعترِف بخطئِه.

"أنتِ لا يمكنكِ أن تكوني من هذه العائلَة، ليس عليكِ أن تقرني اسمكِ باسمنا القذِر وتخلقِي لكِ حيواناتٍ أخرى تنتظِر لتفترسكِ على أحرّ من الجمر." كفّه تموضعَت فوق كتفي وصفعني بلونِ البندق في عينيه، يتطايَر منه الشّرار الخفي. "أنتِ ستصححينَ مسارَ حياتكِ منذ اليوم، وتحذينَ باسمكِ نحو ما تصبوينَ إليه. وأنا سأكون خلفك وحولك، حائطٌ لا يرتَد عند وقوعِك، وكتفٌ لا تنهدُ عند انهيارِك."

توقفَ كل شيء من حولي، لا أسمع فيها إلى صوتَ عقاربِ الساعَة تطّن في أذني. واختفى كل شيء من حولي فلا أرى سواه، تلكَ النظرَة التي تحطّ عليّ بحزمٍ متعالِي، بثقة لا تهتز ولا ترتجِف. نظرَة تؤكّد كلماتِه وتعزّزها.

تؤكّد حقيقَة نواياه اتجاهِي.

يا إلـٰهي أشعر بالإضطراب يغزوا معدتِي الأن. إنه لا يفشَل في انتشالِي من هدوئي في كلّ مرّة، هذا آخر ما توقعتُ أن أسمَعه من.. مختلٍ مثله.

أدركتُ أنّ هناكَ منطقَة صغيرَة من دماغِه، تجعَل له جانبًا يستطيع التّفكير فيه بعقلانيَة كإنسانٍ طبيعِي خالٍ من سقمٍ عقلي.

كان رين يهتَم.. بطريقَة متناقضَة.

صوت رنين هاتف انتشلني من أفكاري وجعلني أبعد وجهي عنه لأحدق في مصدر الصوت، أليكساندر كان يقف محدقا إلينا بتعبير هادئ وغريب لكن رغم ذلك استطعت لمح بريق خافت يلمع في عينيه.. لا لحظة! لم يكن يحدق فينا بل بدا شارد الذهن لأن هاتفه يرن دون توقف.

عندما انتبه لتحديقنا نحوه بدا أنه أفاق من شروده وسحب هاتفه الذي عاد للرنين مجددًا ليبتعد عنا.

كنتُ لا ازال أشعر بنظرَة رين علي كثيفَة لدرجَة الإزعاج وتفقدتي الإرتياح، وكأنّه ينتظر تعليقي وتعقيبي على ما جاهر به للتو فملامح وجهي لم تبدو كافيَة لتشفي غليله. لم أقل شيئًا وابتعدتُ عنه ببطء لأحاول التشبثَ بإيمـا التي سارعَت في مساعدتِي.

همستُ لها برجاء: "لنعد." فأومأت لي بصمت وأمسكت بي بدورها لتسحبني ببطء معها.

سمعتُ خطواته خلفنا ومن حسن الحظ أنه لم يحاول الإحتكاك بي مجددا لأني كنت متعبة من الصراخ ومحاولة ابعاده.. والأن من كلماتِه.

كلماته التي ستجعلني أدخل في متاهة معقدة من الأفكار والتكهنات والإستنباطات. تنهدتُ داخليًا، قربه لا يجلبُ إلا المشاكلَ لعقلي.

أليكساندر الذي كان يمشي أمامنا ويتحدث في الهاتف توقف فجأة يصرخُ بملئ صوته: "مالذي تقوله؟"

نظرنا أنا وإيمـا إليه ثم إلى بعضنا البعض بارتياب قبل أن نتقدم إليه لنجده يمسح على شعره بيده اليسرى في حنق وعيناه متسعتان بصدمة طفيفة بينما يعض سفلية شفته بقهر وهو يستمع للطرف الأخر.

"إياكم والتهور بأي حركة خاطئة.. سأكون الليلة هناك." زفر باهتياج قبل أن يعقب: "أطلعني على كل جديد إلى حين وصولي." قبل أن يغلق الخطّ ويحتد فكّه موجها نظره إلى رين الذي اقترب بدوره متسائلا: "مالأمر؟"

"احجز تذاكر العودة الأن، نحتاج أن نكون في العاصمة الليلة." ثم ابتعد بخطوات سريعة لينظر له رين بتشوش واستنكار لكنه تبعه في النهاية.

"مالذي حدث؟" تساءلت إيمـا بجانبي بخفوت فهززتُ كتفي بقلة حيلة أشعر بأن قلبي ينبض بصخب.

ترى مالذي حدث وجعلاهما يذهبان دون أن يلتفتا نحونا حتى وكأنهما تناسيا وجودنا؟

_______

هل سأكذب إن قلتُ بأني اشتقتُ لهواء لندن الملّوث؟ لا، لأني اشقتُ له حقا.. المدينة الصاخبة التي تواري بين أزقتها صخبا أكثر وأعظم.

وايت كانت تجربة مذهلة ومثيرة للاهتمام بالفعل، لكن كان عليها أن تنتهي في نقطة ما وها نحن نعود إلى روتيننا الصّاخب الممل.

لا ليس روتينا.. لأن حياتي ستتغير بالفعل منذ هذا اليوم.

"لا تضعي هذا." نهرتُ الخادمة التي كانت تطوي فستانا كان بخزانتي لم أره إلاّ اليوم.. لكني أخذتُ كفايتي من الفستانين الجالبة لسوء الحظّ.

تنهدت إيمـا إلى جانبي وهمست: "هل أنتِ متأكدة تماما من قرارك؟ ألا ترين أنكِ تتسرعين باتخاذكِ لخطوة متهورة كهذه؟"

حدقتُ في إحدى الأقمصة البيضاء المزركشة باهتمام مفكرة فيما كنتُ سآخذه أم لا، ثم أجبتُ دون النظر ناحيتها: "لقد أخذتُ جلّ وقتي في التفكير لذا نعم أنا متأكدة.." نظرتُ إليها أضع ابتسامة بلهاء: "كما أنني لن أسكن في بيت لا يريدني أصحابه."

اتسعت عيناها بصدمة طفيفة قبل أن تنفي برأسها في يأس وملامح وجهها ترتخي في استسلام لتتمتم: "أتمنى ألا تكسري رأسي لاحقا بنحيبك أو تذمرك."

"لن أفعل."

وبذكر أصحاب البيت، لا أحد يتواجد هنا عدا أمي. لقد تركنا الرجال خلفنا ليلة أمس في المطّار أو لربما هم من تركونا لأنهم دخلوا في حالـة طوارئ منذ ذلك الاتصال الغريب لأليكساندر.

أتساءل عن حقيقة ما حدث!!

ما شأني الأن؟ سأغادر حياتهم بشكل شخصي هذه المرة ولن أحاول التدّخل مرة أخرى.. لأني وجدتني أعلق في مصائب لا طائل منها كلما قررتُ التدّخل حتى انتهى الأمر بقرابة أخذ حياتي بسبب فضولي.

كل شيء سيتغيّر منذ اللّحظة.. سأحاول كبحَ فضولي من الأن فصاعدًا.

خرجتُ من الغرفة متجهة نحو الأسفل كي آخذ من أمي البطاقة.. بطاقة منزل والداي.

كانت تجلس عند رأس الطاولة ترتشف من فنجان قهوتها بينما تقلّب أصابعها فوق لوحها الإلكتروني ولفت انتباهي ملامحها المحتدة وحاجبيها المقطبين في نظرة عدم رضى.

عندما انتبهت لقدومي أسرعت في اغلاق اللوح ووضعه بعيدا قبل أن ترتخي ملامحها وتتلبس القلق وهي تنتظر وصولي إليها.

"هل مازلتِ مصرة على رأيكِ يا صغيرتي؟ تعلمين بأني أستطيع إلغاء العقد وجعل الأمر وكأنه لم يكن. لقد تهور رين بقرار_"

تنهدتُ بعمق قبل أن أحاول الإبتسام بلطف. "أمي، لقد تحدثنا في هذا الشأن بالفعل. لقد اتخذتُ قراري ولا أخطط للعدول عنه."

"حقا؟"

"أجل، ثم إنه لم يكن خطأه.. أنا كنتُ أخطط للخروج من العائلة بالفعل عندما أستطيع ذلك وهو حقق أمنيتي مبكرا."

ارتخت تعابير وجهها وبدت شاردة وهي تهمس: "حقا؟ ألهذه الدرجة كنتِ تتوقين للتخلص من اسمنا؟" ولمحتُ قبضتها تشتد فوق فخذها.

نفيتُ برأسي أعقب بابتسامة لطيفة: "ليس الأمر كذلك، لكن كان عليّ في مرحلة ما أن أرى حياتي المستقلة ومستقبلي. ربما لم أكن لأجد والدة مثلك يا أمي." أمسكتُ بكفها التي كانت مقبوضة بين يدي أسترسل: "ولو أنها فترة قصيرة لكن يستحيل أن أنسى فضلك علي واهتمامك المستميت بي وكأني ابنتك الحقيقية."

لانت ملامحها الحادة لتتقوس عيناها في ابتسامة وراحة وهي تشد على كفي بدورها: "لن أقبل بأقل من ثلاث مرات في الأسبوع." ثم جذبتني إليها لتطوق جسدي في عناق أمومي بث في أوصالي الدفء والطمأنينة.

أظن أن شعور الأم هو أكثر ما سأفتقده عند رحيلي.

وها أنا ذا!!

كنتُ أقف أمام تلك الشّقة لثاني مرة.. أتذكرها. الشّقة التي كانت محضر كوابيسي لسنوات عديدة. التي كنتُ وفي يوم من الأيام أعيش رفقة والدي بها.. رغم عدم تذكري لهما.

ربّما عيشي بها مجددا سيجبر عقلي على التذّكر تدريجيًا.

عيناي اغرورقتا بالدّموع ووجدتني أسحب نفسا عميقا لأمنع أي دمعة من خذلاني مجددا والتسرسب دون إذني.. لا أدري متى أصبحتُ فياضة مشاعر إلى هذه الدرجة!!

تفاصيل البيت الدّاخلية كانت تجعل من صداع طفيف يتوسدني لكن كان لي قوة كافية لمجابهته وعدم فقدان الوعي كتلك المرّة.. لربما لأني صرتُ أعلم الأن وتلك الكوابيس حقا لم تعد تزورني إلا نادرا.

تمّ وضع وترتيب ملابسي في خزانة الغرفة التي أخبرني رين أنها غرفتي السّابقة.. مجرد الدخول إليها جعل من شعور الدفء والانتماء يصفعني بحنينية.

وأهم وأفضل شيء أمرت به أمي -التي أصرّت على مرافقتي- هو ملء المطبخ بكل أنواع الطعام من الثلاجة، حتى الخزائن والأدراج وبهذا لن أقلق من وجبات الأسبوع القادم كاملة.

بذكرها.. فبدورها ارتخت تعابيرها بمجرّد دلوفها المكان وبدت تعابيرها تسبح في الماضي غائبة الوعي عن الحاضر.. أظنها كانت تتذكر الأيام الخوالي كون والدي كانا صديقان لها ولزوجها على حدّ قول رين.

أعلم أنّه وقت غير مناسب، لكن السؤال طرأ فجأة في عقلي وانجلت جميع الأجوبة من رأسي.. هناك حلقة مفقودة عندما سرد لي رين قصة مقتل والدينا، لأنه لم يجب على سؤالٍ لي.

ولا أدري إن كان قد تجاهله تحفظًا أم أنه قد سهى عن ذلك فقط.

"مالذي يدور في خلدكِ يابنتي؟" سؤالها أفاقني من غيبوبة تفكيري وللتو فقط لاحظتُ بأني أقف أمامها وشاردة في وجهها ولهذا استنبطت بأن لدي ما ألقيه نحوها.

"كنتُ أتساءل.." لاح التردد على سيماء وجهي أنا موقنة بذلك ولهذا هي أومأت لي بتأكيد تحثني على المتابعة. "عن سبب إصابتكِ."

لم أطل السؤال وتعمدتُ عدم جرحها بقولي 'مقعدة' أو شيء مماثل رغم ذلك لاحظتُ بأن ابتسامتها سقطت تدريجيا لتنكس رأسها للأسفل وتتساقط خصلاتها العسلية تدثر سحنة وجهها.

هل أخطأت؟

علي تدارك الأمر فأنا لم أقصد أي شيء لكني لربما ذكرتها بما هو عقيم على القلب. "أنا لم أق_"

"أرى أنّ رين أخبركِ بالأمر فعليًا." رفعت رأسها نحوي تعانق شفتيها ابتسامة صغيرة لم تضمر أيّ غضب أو خزي ووجدتني أومئ بالإيجاب بلا تردد.

"كنتُ أنتظِر اللّحظَة المناسبَة لإخباركِ فيها بما أنّ لا خير في كلماتي، لكن يبدو أن ذلك الأخرق لم يكبح نفسَه عن الثرثرَة." قهقهت دون فكاهة وابتسمتُ بمرارة بدوري.

لا تذكريني بذلك الأخرق، أرجوكِ.

تنهدت بعمق تسند ظهرها على الكرسي وبصرها يجول على تفاصيل البيت من حولنا وبدت كأنها تخوض في الذكريات مجددا. ثم خرج صوتها هامسًا: "كنتُ لا أزال في السيارة ورفضتُ الخروج منها بسبب شجاري مع والده، أخبرني أنه سيوصيهم بشأن رين ويعود لذا بقيتُ هناك." حركة يدها كانت متوترة فوق مسند الكرسي وشفتيها ارتجفتا في حركة خفيفة: "خمس دقائق، عشر، ربع ساعة ولاشيء. لم يعد زوجي ولذا جربتُ الاتصال به عدة مرات دون فائدة، تسلل قلق طفيف إلى قلبي وقررتُ الصعود لإراحة قلبي وابعاد ذلك الشعور السيء الذي اكتساني، وبينما أنا في السلالم لمحتهم هناك، مجموعة من الملثمين أبعدوني عن طريقهم بعنفٍ وفرّوا، أدركتُ بأن لديهم يدًا في تأخري زوجي ودبّ الفزع داخلي أكثر لذا تابعت الصعود، وهنا المفاجأة أنني بدأتُ أشم رائحة شيء محترق.. الأمر حدث سريعا لأنه بينما زدتُ سرعتي لاكتشاف ما يحدث دوى صوت إنفجار من الشقة التي وصلتُ إليها ولم أجد نفسي إلا وأنا فاقدة للوعي قبل أن أستيقظ في المستشفى دون أن أستطيع تحريك قدمي. تهدمت الشقة وسقطت أطلالها على قدمي."

اوه!! هذا مؤسف.

أعطيتها نظرة متأسفة وقبل أن أنبس بأي شيء قد يواسيها نفت برأسها مقهقهة بخفة: "لا عليك، حدث ذلك منذ سنوات طويلة وقد تأقلمتُ مع الأمر جيدا. الأهم أنكِ ورين نجوتما بأعجوبة_" خفتت نبرتها وشابت المرارة صوتها: "رغم أننا فقدنا الكثير ذلك اليوم."

والدي وزوجها.. بالطّبع فقدنا الكثير الذي يستحيل أن يُعوّض، وعلى المتسبب في كل هذا أن يدفع الثّمن.

أ يعقل أن هذا هو السبب الحقيقي لتأسيس هذه العصابَة رفقَة ابنيها.

"دعينا نخرج من هذا الجوّ الكئيب. ما رأيكِ بالذّهاب معي إلى الشّركة؟" صوتها كان مرحًا بطريقة واضحة أنها متصنعة إلا أنني سايرتها أنفي معتذرة: "آسفة للرفض لكني لا زلتُ متعبة من الرحلة، كما أنني أحتاج إلى توفير طاقتي لأني سأذهب إلى هناك في الغدّ بالفعل." مزاجي انتكس بمجرد تذكر التدريب.

كما أن قدمي لا زالت تومض بألم طفيف.

ولحسن الحظ أنها تفهمت الأمر ولم تصر عليّ، بدلا من ذلك أخذت تسرد قائمة النصائح التي سردتها هذا الصباح بالفعل ثلاث مرات رفقة توسلاتها بالعدول عن قراري وبأنه مرحب بي في أي وقت.

بمجرّد خروج الجميع من الشّقة تنفستُ الصعداء أحدق في تفاصيل المنزل بخفة، لدي الكثير من الوقت لتأمل تفاصيله مرارا وتكرارا فقط لأجل أن أتذكر.. سيكون هذا هدفي الجديد الذي سأضيفه إلى محاولة الانتقام لعائلتي.

_____
يتبع..

السلام عليكم، ان شاء الله تكونوا بخير وسلامة يا ربي.

كما وعدتكم بتحديثات متقاربة أنا اوفي بوعدي مقابل تفاعلكم♥️ لسا في بارتين ينتظروا دورهم.

الدنيا تولعت البارت الماضي والكل بدأ يشك في علاقة الشقيقين 😂😂 بس بسبب جملة قالها سانغ، اقولكم بس لا تصدقوا أي شي تقوله أحدى الشخصيات، يعني انتو فعلا مصدقين الشي يلي قالتو جيوڤانا لحين والمليء بالتناقضات الرهيبة؟

- اينيواي، رأيكم فالفصل وأفضل جزئية؟

- الإنطفاء الي تعاني منه ييرون!! هل هو مبالغ به؟

- المز يلي التقاته إيمـا مع وو فالبحر. أي توقعات او شكوك؟

- سوجين انتزعت اللقب من مينغي وصارت ملكة القنابل 😂😂

- سونغ عامل مود علكة على إيما. أحد يعرف سبب الانفعال دا عليليث؟

- يوسانغ، متناقض بشكل رهيب؟!

- آخر شي الاتصال، من مين؟ وليش؟

- ييرون أخيرا تركت البيت ورح تعيش ببيت والديها، ورح تبدا هدفها لحين يلي هو محاولة التذكر.. تتوقعوا تنجح.

- كلام الحجة جيو، أي استنتاجات؟

- أخيرا جيجو خلصت ياناس ورح نرجع لجو الأكشن الي صارلنا منتظرينو من زمان. تأكدوا من أنو الأحداث رح تتغير جذريا ورح نخوض تفاصيل كثيرة وألغاز أكثر، سو افتحوا حواسكم معي. ابتداء من البارت الجاي.

الفصل القادم:

"بالرّغم من أنني طبقتُ جميع الخطوات التي أخبرني بها ذلك الوغد سابقا. أخدعني؟"

"لكنكِ لم تعترضي. ماذا أفهم من صمتكِ يا ذكية؟ ألم تسمعي بمقولة «الصمت علامة الرضى»؟"

"لا ندرك شيئا من جانبهم المظلم.. لا شيء."

"يبدو أن الحظ استجاب لصلواتي أخيرا، أتمنى ألا تظهر." 

"أضع الماء فوق الزيت، وأراقب اشتعاله. راقبي واستمتعي جيدا بالعرض."

"أتدركُ كم سيكلفني تهوركَ هذا يا سيد لي؟"

"لا أظن أنه من الجيد على نقاشات كهذه أن تحدث أمام الملأ هكذا. لذا وكفكرة سأطرحها عليكِ سيدتي. ما رأيكِ أن تسألي صاحبة الشّأن عن رأيها؟"

- ألاقيكم فالبارت الجاي بإذن الله ♥️♥️

Olvasás folytatása

You'll Also Like

1.5K 119 3
عندما يكون حُبًا غريبًا، مُتطفلًا ومُفاجئًا. كالمرض يدخُل لخلاياهُم. لكنهُ ممنوع، لكنهُ مُحرم، لكنه خطيئة. عندما تُحِب من لا يجِب أن تُحبه، بشكلٍ مُف...
1.6K 160 7
"ماهو الخير وماهو الشر؟ هل هما حقيقيان أم أنهما مجرد مفاهيم متغيرة حسب إحتياجات البشر؟" في صراع بين الماضي والحاضر،الخير والشر،الإنتقام والغفران،في ر...
MAXIMA سافيرا által

Rejtély / Thriller

880 45 2
الهاربة، جُزر أولبا. ذكريات تخدش جدارا قد حاوطها محاولة التحرر. وريمي وحشُ سرير خائف. أراه ضلالًا كثيرةً ترقص داخل كل إنعكاس، ويناديني: «ماكسيما!» وأ...
375K 32K 47
"تكتمل مثاليتنا بعيوبنا" طالما شعرت أوليفيا بأن لا فائدة منها، وأنها شخص ميؤوس منه لا غير. ما لم تكن تدركه حينها، هو وجود ذلك الشخص الغامض الذي وضع...