PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

By Lilas_psh23

74.4K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... More

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟

852 71 482
By Lilas_psh23

ييرون:

شعرتُ بملمسٍ ناعم فوق وجهي لكني تجاهلتُ الأمر وتقلبتُ للجانب الأخر بانزعاج أحاول اتمام نومتي. أتذكر أننا لا زلنا في عطلة فما كل هذا الإزعاج؟!

في هذه الثواني القليلة التي كنتُ سأعود بها لعالم الأحلام مجددًا انتفضتُ بفزع شاهقة وأنا أنهض من مكاني، نظرتُ إلى ملابسي المبللة كما كنت أشعر بوجهي وشعري فحدقت بجانب السرير حيث تفاجأتُ بوجود هان الضّاحك يحمل دلو ماء صغير والذي من الواضح أنه صبه فوقي.

عندما رفعتُ رأسي إلى من تقف خلفه وتضحكُ بفرط أساريرها زفرتُ بحنق وصككتُ أسناني بغضب هامسة: "كان يجب أن أعرف أنكِ خلف كل هذا أيتها اللعينة."

لم أنتبه لألفاظي أمام هان الذي أسقط الدلو من يده وشهق بصدمة واضعا يديه الصغيرتين على ثغره الزهري. "ي_ييرون!! هل قلتِ كلمة_" قفزتُ نحوه وأغلقتُ ثغره قبل أن يكمل جملته ثم نفيتُ برأسي له: "لا أنا لم أقل شيئا وأنت لم تسمع شيئا."

أومأتُ بتأكيد وأنا أخفف من كف يدي الذي غطى نصف وجهه. "لا تخبر ماريان بالأمر، حسنًا؟" أومأ لي بتردد قبل أن يزم شفتيه بحيرة حينها لم أستطع مقاومة مظهره اللطيف أكثر ودسسته داخل حضني أصرخ بصخب: "اشتقتُ إليك يا صغيري اللطيف."

"ستخنقينه يا مغفلّة." طبطبت إيما فوق رأسي وبالفعل أنا كنت لا أفهم كلمة مما يتفوه به داخل حضني، أطلقتُ سراحه ووضعته أمامي لأرى ملامحه العابسة وهو يتمتم بنبرة شبه باكية: "أنا أيضًا!!"

أعدته إلى حضني لكن هذه المرّة بلطف وأنا أمسح على شعره المبعثر بحنّية. إيمـا ابتسمت بلطف على منظرنا وعندما انتبهت إلى نظراتي عليها تحمحمت ترفع نظاراتها قليلاً عن تلّة أنفها وهي تعقد ذراعيها ضد صدرها نابسة بحزم: "إذا؟ أحتاج إلى تفسير بعض الأمور هنا."

أومأت لها وأمرتها بالإنتظار قليلاً ريثما أجهز نفسي.

أخذتُ حمامًا بطيئا كعادتي بسبب الإصابة التي مر عليها أسبوع، وقد نزعتُ الرّباط الطّبي البارحة لكن لا يزال المكان ينبض بالألم إذا تحركتُ بعنف لهذا كان علي أن أساير نفسي.

وهذا ما لا أظنني أستطيع فعله.

نزلنا إلى قاعة الطعام لأحصل على فطوري المتأخر كالعادة، أمي غادرت إلى الشركة اليوم وكذلك رين إلى العمل، آيزك لا أعلم أي جحيم مختف فيه الأن. باختصار كنتُ وحيدة في البيت مع الخدم إضافة إلى قدوم إيما الأن مع احضارها لهان كما أوصيتها بالأمس.

"تقولين رهينة؟" همستُ باستغراب وأنا أدفع بقطعة الجبن إلى داخل ثغري، أومأت بهدوء ثم طرفت بنظرها إلى هان الذي كان يجلس مقابلا لنا ومنشغلا باللعبة التي شغلتها له في هاتفي.

حتما ستقتلني ماريان إن علِمت بالأمر.

أصابعها طبطبت فوق الطاولة بهدوء. "أخبرني آيزك أنها حاولت التسلل لاغتيال رجالهم في المستودع لكنهم اكتشفوا الخدعة سلفا وقاموا بتجهيز فخ مضاد لها. رغم ذلك، فقد أحدثت أضرارا جسيمة لهم."

فغرتُ ثغري بذهول نحوها والشوكة علقت بمنتصف الطريق نحو فمي.

وحدها؟ أحدثت أضرارا لهم بمفردها؟

هذه الفتاة حتما مذهلة.

ربما علي مقابلتها والتعلم والاقتداء منها في نفس الوقت.

عندما سقطت تعابير إيما نحوي بعتاب علمتُ أنها أدركت ما أفكر به من خلال ملامحي التي سرحت في حالمية، فأعطيتها ابتسامة صفراء قبل أن أتابع تناول طعامي.

بعد دقائق قليلة من الصمت سألتها باستدراك: "بالمناسبة، لا تبدين متوترة مقارنة بالأيام الفارطة، هل اقتنعتِ أخيرا بكلامي وتخليتِ عن قلقكِ المفرط؟"

خرجت من شرودها وبدت ملامحها تتحور مستدركة ما تفوهت به للتو لتجحظ عينيها قبل أن تنظر بعيدا: "تبا لماذا ذكرتني؟"

ضحكتُ بخفوت أهز رأسي بيأس، لا أصدق أنها نسيت الأمر بعد أن ظلت تذكرني به طيلة الأسبوع الماضي بعد كل محادثة لنا سواء على الواقع أو الهاتف.

وأجل اليوم هو يوم إعلان نتائج اختبار للقبول في الجامعة.

لن أكذب وأقول بأني لستُ خائفة ومتوترة من الأمر لكن جزءً مني يمنحني ثقة وطيدة بأني سأنجح لأني درستُ الفترة الأخيرة بجد.

صحيح أنني لم أبذل مجهودًا كافيا طيلة العام الدراسي، لكني في الفترة الأخيرة حزمتُ أمري ودرستُ بجد فقط لأضمن معدل القبول.

لستُ أطالب بالكثير، فقط النجاح.

"دعيني أسألكِ بدوري!!" جاء صوتها المتدارك فأوليتها انتباهي لتتابع: "مالأمر الذي تريدين التحدث عنه؟ ولماذا طلبتِ مني إحضار هان في هذا الصباح؟"

مسحتُ يدي بمنديل بعد أن انتهيتُ بالفعل وقد تمتمتُ بلا مبالاة: "هل من الخطأ أن اشتاق إليه؟" أعطتني ابتسامة متململة تقول 'اخرجي ما بجعبتكِ فهذه الحيل لن تنطلي علي.'

حسنًا، كان من الواضح أني لو اشتقتُ إليه كثيرًا لكنتُ من ذهبتُ إلى الميتم لأراه دون المخاطرة بإحضاره إلى هنا.

فركتُ شعري بتردد قبل أن أنبس: "قد يبدو الأمر غريبًا لكن رين أخبرني أننا سنذهب في رحلة غدًا إلى جزيرة وايت." قطبت كلا حاجبيها باستغراب لكلامي فتابعت ماطّة شفتي للأمام: "طلب مني إحضار من أريد وأنا اخترتكِ أنتِ وهان."

"وما مناسبة هذه الرّحلة تحديدًا؟"

حسنا السّؤال الذي كنتُ أخشاه بالفعل طُرح.

أعطيتها ابتسامة رعناء: "إذا نجحتُ في امتحان القبول."

رمشت ببطء نحوي قبل أن تستدرك الأمر وتزفر بسخرية: "دعيني أحزر! تلكَ الحقائب الموظّبة في غرفتكِ للرّحلَة؟" أشرتُ لها بسبابتي مصدرة صوتًا من فمي كما يفعل آركيت. "بالضّبط."

لم أستطع ابتلاع حماسي بالأمس لذا وظبتُ حقائبي وقد كنتُ محتارة عمّا سآخذه بالضّبط لذا انتهى بي الحال آخذ نصف خزانتي، مع عدّة الاكتشاف خاصتي والتي لم أخبر عنها أحدا إلى الأن.

وكأنني ضمنتُ النّجاح بالفعل.

حسنا أظن أن رين حجز التذاكر ولن يلغيها لمجرد أني لم أنجح فقط صحيح؟ يستحيل أن أدعه يلغيها، سأخبره أن إيما نجحت وتحتاج إلى الرحلة كمكافأة وستأخذني معها.

على من أكذب؟ فلأصلي فقط للنجاح وإلا سأقضي العطلة الصيفية كلها بين المنزل وذلك المقر الجحيمي وعقوبات أليكساندر التي لن تنتهي معي لأنني أستمر في إغضابِه.

"فلتصلي إذا." سخرت وهي تنهض وتتجه إلى هان لتجلس إلى جانبه، عندما انتبه لها نزل من مكانه وقرب الهاتف لها يهتف بحماس وهي وضعته فوق حجرها تسايره وتدعي أنها مندهشة.

بعد دقائق أخرى خرجنا إلى الحديقة نحتسي بعض العصائر الباردة في انتظار موعد الغداء، أعني أن إيما من كانت تفعل فأنا كنت أركض خلف هان الذي لم يستطع اخفاء انبهاره بالمكان وبقي كل خمس ثوان يهرب مني متجولاً في المكان.

"أين ذهب؟" همستُ بعصبية بعد أن غادر نطاق رؤيتي. هذا الفأر الصغير!!

وجدتني في الحديقة الأمامية بعد أن حفرتُ الخلفية دون أن أجد أي أثر له واللعينة إيما لم تكلف نفسها عناء البحث معي حتى.

هذه البغيضة!! هل تسمي نفسها صديقة بعد كل الذي فعلته لأجلها؟ 

صرختُ بفزع وعيناي اتسعتا عندما رأيته أمام النّافورة يحاول تسلق حافتها.

إلـٰهي العزيز!!

أسرعتُ نحوه وحملته قبل أن ينجح في محاولاته فرفع رأسه ينظر إليّ باستغراب قبل أن يعيد رأسه نحو النّافورة ويشير إليها بإصبعه: "ييرون!! أريد السّباحة."

ارتخت تعابيري فجأة وملامحي تلبست الشفقة فجأة.

لم يحظى بفرصة للذهاب إلى الشّاطئ ولا حتى المسبح من قبل، اكتفى فقط بمشاهدتها في التلفاز لذا هو يظن أن النّافورة مكان للسباحة.

أخذ ينتفض بين يدي فأسرعتُ أشد احكامه وأنا أحاول تهدئته: "هذا المكان ليس للسباحة يا صغيري ستغرق بمجرد دخولكَ إلى هناك."

حسنا، لنستغل كونه صغيرًا وبريئا ولا يدرك الأمر.

"ميشا!!"

تفاجأتُ به يصرخ بذهول لميشا التي ظهرت فجأة من العدم فغافلني ونزل إلى الأرض ليلحق بها وكعادتها هربت هي الأخرى متخذة الأمر كلعبتها المفضلّة.

المطاردة.

يا إلـٰهي ألهمني الصّبر.

ركضتُ خلفهما لبضع دقائق أخرى أحسستُ فيها أني عوضتُ إجازة الأسبوع التي أخذتها بل حتى أن كتفي نبض بألم طفيف جراء حملي لهان كل دقيقتين وهذا حتمًا لن يَسُّر رين.

اضطررتُ إلى استعمال التهديد ضدّ هان بكوني سأعيده إلى الميتم إن لم يكن فتى مطيعا فامتثل لأوامري أخيرا وتوقف عن مطاردة كتلة المشاكل التي توقفت بدورها عن الرّكض وعادت إلينا.

"إلعب هنا وإن ابتعدت عن نطاق نظري مجددًا فسأعيدكَ إلى الميتم وأخبر ماريان بالأمر." عبس ينكس رأسه ليحجب شعره ملامح وجهه عني فنبستُ بحزمٍ أكثر: "لم أسمع إجابتك!!"

"حاضر!!" أخيرًا هو أومأ مع صوته الطفولي الذي خرج فابتعدتُ عنه أعود إلى مكاني متنهدة بتعب.

لمستُ كتفي بخفّة فنبض بألم طفيف تسبب في انقباض عضلاتي وملامح وجهي. تبًا.

لمحتُ إيما تتحدث في الهاتف بإنفعالٍ شديد حتى أنها كانت تشير بيديها وتبدو غاضبة، وعندما انتبهت إلي هدأت من روعها وحاولت التحدث بخفوت.

استنكرتُ ردّ فعلها هذا خصوصًا وأنها أغلقت الخطّ عند وصولي وكأنها لا تريد أن ألتقط من كلامها شيئا.

"من كان؟" لم أجد مانعًا في سؤالها بكل وقاحة حتى لو كانت متحفظّة عن الأمر، فأنا حتما سأستنكر تحدثها بهذا الإنفعال إلى شخص ما.

"ليس مهما." أجابت بلا اكتراث وهي ترتشف من العصير، لكن هذا جعل عيناي تضيقان بريبة نحوها وأنا أجلس مكاني.

هل يعقل أن يكون سام؟

لقد تصالحا للتو فهل ستشاجره مرّة أخرى؟!

أو.. لا بدّ أنه ديلين.

لحظة!! هي لم تتحدث بشأنه منذ الحادثة وأنا للأسف نسيت أمره تمامًا بعد أن انشغلتُ بإصابتي. هل يعقل أن مكروهًا أصابه تلك الليلة؟

"ديلين؟"

طرقت برأسها نحوي باستغراب تحور للهدوء قبل أن تنفي برأسها هامسة: "ليس هو، ولا تشغلي نفسكِ بالتفكير في الأمر كثيرًا."

هل هذا يعني أنها لن تخبرني؟

لنتجاهل هذا الأمر حاليا ولنركز فيما تذكرته الأن.

قلبتُ ناظراي للأمام أتأكد من أن هان لا يزال في مكانه وهو يلاعب ميشا التي هدأت بين أحضانه. "أنتِ لم تتحدثي بشأنه منذ الحادثة، هل هناك ما حدث دون علمي؟"

رمقتها بطرف جفني لأجدها تطرق رأسها للأسفل ولم أغفل عن ضغط يدها لكأس العصير بين أصابعها وكأنها ستكسره.

ما ردة الفعل هذه؟

بعد ثوان قليلة خرج صوتها هامسًا: "لقد انفصلنا."

اتسعت عيناي بذهول وأنا أستقيم من وضعيتي المرتخية لأوليها انتباهي، صحتُ فيها بصدمة: "ماذا؟ متى حدث هذا؟ بل وكيف_"

رفعت رأسها نحوي وأعطتني ابتسامة مضمرة لم أستسغها: "كل ما في الأمر أننا وجدنا أننا غير مناسبان لبعضنا، نحن متفقان في الأمر ولا توجد أي ضغائن."

هذا محيّر!!

"أنتِ لا تحبينه صحيح؟!"

"ظننتُ أنني أفعل، لكن اتضح أنكِ كنتِ محقة. لربما كان إعجاب مراهقة." ضحكت بخفوت غير أنني أعلم أنها تتصنع التعابير، الكلمات، والضحكة.

إنها تكذب بلا أدنى شك.

المشكلة أن ديلين من كان واقعًا لها بكل جوارحه. كيف وافق على الأمر بكل بساطة؟

أن تمنحه أملاً كاذبا بالإرتباط به مؤقتًا ثم تقطعه فجأة بلا مبرر أو حجج مناسبة!! أليس هذا لؤما منها؟

حسنا، لا حق لي بالتدخل في علاقتهما بعد كل شيء لكن يجب علي لاحقا الاتصال بديلين والإطمئنان على أحواله.

ساد صمتٌ قصير بيننا سبحت فيه كل واحدة منا داخل بحر أفكارها ما بين قلقنا من المجهول ورهبتنا من المصير، حتى ومض في عقلي أمر تناسيته لفترة.

"آه تذكرت!!" صحت بإدراك فإلتفت إيمـا إلي بتعبير مشوش تطالبني بنظراتها أن أتحدث.

عيناي لمعتا بحقد شديد وأنا أتحدث: "أريد الإنتقام من اللعين المسمى بأخي بسبب ذلك اليوم الذي كاد يقتلنا فيه."

رمشت ببطء نحوي قبل أن تتنهد بيأس وتعدل نظاراتها نابسة بتململ: "بحقك!! كتفكِ لا زالت لم تشفى بعد وأنتِ تخططين لإصابة عضو أخر فيك!! ارحمي جسدكِ قليلاً."

"هل ستنفين الأمر وتقولين أنكِ لا تودين الإنتقام لذلك اليوم؟ لقد كنا على وشك الموت يا إيما!!" صحتُ بإنفعال فيها، لا أصدق أنها تناست الموضوع بهذه البساطة!!

"بقدر إرادتي لفعل ذلك فإرادتي لعدم الخوض بالمشاكل تطغى. آسفة."

يا إلـٰهي!! لماذا نبرتها مستفزة لهذه الدّرجة؟

"هل تعلمين؟ ليتني تركتكِ تتلقين الرّصاصة، ربما كان ذلك سيجعلكِ تفيقين مع نفسك."

إلتفتت بغتة نحوي وتذمرت بسخط: "هل تتعمدين تذكيري بأني مدينة لكِ طوال حياتي."

لم يخطر الأمر ببالي لكنها نبهتني عليه الأن، ينبغي علي استغلال الفرصة إذًا.

أعطيتها ابتسامة خبيثة جعلتها توسع عينيها باستدراك وهي تعود للخلف بتوجس، همست باستنكار: "ماذا؟ لستُ مرتاحة لهذه النّظرة."

بالطّبع لن تكوني مرتاحة. أنا أخطط للكثير بالفعل.

________

كان صمت مؤرق يعم المكان يقطعه فقط صوت الملاعق التي نأكل بها هو ما يطغى، كنتُ أطرف بنظري نحوهم كل برهة. لماذا يبدون هادئين بشكل غريب؟

حتى آيزك لا يثرثر كعادته!! أ يعقل بأنه متوتر هو الأخر؟

"ييرون!! أعطني قطعة من تلك." همس لي هان بخفوت لكننا استقطبنا نظرات الجميع بالفعل وأمي ابتسمت نحوه بلطف تومئ لي. مددتُ له إحدى الشّطائر ليحدق فيها بنظرة غريبة وكأنه يراها للمرة الأولى قبل أن يأخذ قضمة أكبر من ثغره الصغير.

علقتُ ضاحكة: "على رسلك، ستختنق بها."

نفيتُ برأسي بيأس لأنه لم يستمع لكلامي ورحتُ أعاود الأكل إلا أنني انتبهتُ لنظرات رين الغريبة نحوي، ثم سرعان ما أخفض عينيه عندما أمسكته.

هل يُخيل لي أم أنه كان شاردًا بي؟

تبًا، لماذا أشعر بالإحراج الأن؟!

بعد أن انتهينا من طعام الغداء، كانت قد تبقت نصف ساعة فقط لكشوفات النتائج. الأن فقط تدفقَت جرعات التوتر العارم بكميات أكبر بسبب اجتماع الجميع، حتى جايدن أتى ليشاركنا نتيجته. والأسوء.. كان رين الذي لا يبدو أنه ينوي العودة لعملِه. الغائبُ الوحيد كان الوغدَ الأشقر. 

حسنًا كنتُ سأقول بأن هذا جيد، لكني أردتُ بدء الإنتقام منذ الأن.

لا علينا لنؤجل الأمر إلى الليلة كما اتفقتُ مع إيما. أعني كما أرغمتها.

"لا تخبريني بأني سأتسلل معكِ إلى غرفته؟" همست لي بصدمة يشوبها الغضب فضربتُ يدها آمرها بالصمت وأنا أحدق من حولنا.

"أخفضي صوتك!!" صحتُ بخفوت وأنا أتوعدها بعينيّ المتسعتين ثم اقتربتُ منها أكثر أشرح: "كما رأيتِ، لقد فشلت الخطة أ قبل بدئها بسبب عدم قدومه وقت الغداء، لذا لننتقل إلى الخطّة ب. أنتِ بدورك وافقتِ عليها."

صكت أسنانها في حنق وهي تتنفس بقوة، همست: "لم أتوقع عدم ظهوره."

"كان عليكِ أن تفعلي إذا." تجاهلتُ نظرتها الساخطة لأن بصري تعلق بهان الذي كان مع رين!!

منذ متى وهما قريبان لدرجة أن هان يبدو منفتحا بالحديث معه لهذه الدرجة؟

لم أستطع كبح فضولي وتوجهت إليهما لأجلس فوق الكرسي بجانب رين الذي نظر إلي أما هان الواقف بين قدميه فوثب إلى حجري يرفع يديه الصغيرتين لي.

"انظري ماذا أعطاني عمي رين." نظرتُ إلى يديه لأجدها لعبة مسدس صغير.

ما هذه اللعبة الأن؟ ألم يجد غيرها؟

أعطيته نظرة معاتبة لكنه تجاهلني وهمس بغيظ يضع قدمًا فوق الأخرى: "أخبرتكَ ألا تناديني بعمي، رين تكفي أيها الصغير."

رمقته بسخرية: "ما خطب عمي؟ هذا من الأدب إن لم تكن تعلم!! ثم أنك أكبر منه بقرابة العشرين سنة."

اتسعت عيناه بحدة يرفع لي حاجبا: "هل تقصدين الأدب الذي تعلمه منك؟"

تبًا لهذا المتحذلق.

رفعتُ رأسي بشموخ: "طبعا، هان ترعرع بين يدي."

"عزائي له إذن." تمتم وهو يخرج هاتفه الذي رنّ ثم وقف مبتعدًا عنا ليتحدث به فتبعته تلقائيا بعيناي حتى اختفى عن مرمى بصري حين صعد الدرج.

ألن يمكث إلى حين ظهور النتائج؟

ظننتُ أنه بقيَ في المنزل لأجل هذا الأمر!!

مالذي أهذي به الأن؟ إنها مجرد مكالمة ومحتمل جدا أنه سينزل بمجرد انتهائه منها.

هذا ما ظننته، حتى تم إعلان النتائج أخيرا.

نجح كل من إيما وجايدن كما هو متوقع.

وكما هو هو غير متوقع فقد نجحتُ أنا وآيزك وبدرجات لم نتوقعها.. كل الفضل يعود إلى والدته، عليّ معانقتها.

"لا يعقَل أن تكونَ هذه هي درجتكِ، اعترفِي يا شبيهَة الرّجال، أنتِ غششتِ أليس كذلِك؟!"

آيزك لا يستطِيع تصديقَ أنني حصلتُ على درجَة أعلى من خاصتِه، لقد هوّل المكانَ بصوتِه الصّاخب حين نجح لكنّه جعلَ من أذانِنا تنزِف بعد أن صرخَ متذمرًا حول درجتِي.. لا يصدّقها.

"أنظروا إلى ما يقولُه الخاسِر الذي كانت درَجته قريبَة من الرّسوب. أعلَم أنّ محاولَة تقبلّ الأمرِ صعبَة عليكَ يا عزيزي، لكن ماذا أفعَل؟ لقد وُلِدتُ ذكيّة بالفطرَة؟" هففتُ شعرِي خلفَ ظهري بتعجرِف جعلَه يكشّر عن ملامِحه الممتعَظة أكثَر.

"تقول من وجدَت كتلة القمرِ الاصطناعي لا تتجاوز كيلو غراما واحدًا؟!" تحاذقَ يرفعُ حاجبًا تزامنًا مع انجباس مقلَتي عليه في غير تصدِيق.

"يا للهول!! هل فعلَت؟" علّق جايدن.

احترقَت الدّماء داخلي وتقدمتُ نحوه في سرعة استدركَها وجعل يفرّ مني. "أيهَا اللّعين أخبرتكَ أن تحفظَ السّر. هل على الدّود بلسانكَ أن يحكّك دائمًا لتزّل بالأخضَر واليابِس؟"

صعدَ الدرجاتِ بالفعلِ لكنه توقف في المنتصَف يشمتُ بابتسامَته. "لماذا أنتِ غاضبَة يا سليلَة أينشتاين؟ عليكِ الإستمرَار في تفاخركِ بعد أن كشفتُ عن هويتكِ العظيمَة. لي الشرّف أن أص__"

خفّي أصابَ رأسَه تمامًا.. كما أردت.

"لماذا كان عليهما أن ينجحَا؟ أيا كانت الجامعَة التي سيدخلانِها فسأصلي لها ولطلابِها." جايدن همس لإيما وسمعتُه، لكنني ام أستطِع الرّد عليه لأنني كنتُ مشغولَة بتفادِي خفي الذي أعادَه إلي ذلكَ الساقِط.

"ياي!! حفلَة أحذيَة." صرخَ هان وهمّ بنزعِ حذائه هو الأخر ليحاولَ رميَه نحو آيزك.

وعمّت الفوضى أرجاءَ المكان بالفِعل.

لكني شعرتُ أن هاجسا غريبا يستنقص من سعادتي. أردته أن يكون معي في هذا الحدث المهم بالنسبة لي. أن يرى بأني لستُ فاشلة كما يصفني دائما، أني خطوتُ أول خطوة لتحقيق حلمي.

لكنه لم يفعل، لم يكن هناك.

بصري زاغَ نحو السلالِم حيث صعدَ ولم يعد منذ وقتٍ طويل.

ربما كان الاتصال أهم مني في هذه اللحظة!! 

_______

إيما:

أجمل شعور هو حين ينسل عنك الواقع بعد أن يرهقكَ ويرديك جثة خاوية من الأفكار وها هو النعاس أخيرا يزورني، ليجعلني أسيرة لأحلامي.

أستطيع أن أنام أخيرا اليوم قريرة العين بعد اجتياز أسبوعين على الأعصاب.

"إيـما!!"

لا تدعي شيئا ينغص عنك هذه الصفنة يا إيما، أنتِ تتقلبين منذ ثلاث ساعات في الفراش فقط لأجل هذه اللّحظة.

"إيـما هيا استيقظي، لقد نام الجميع."

أنا لا أتخيل بل إنه حقا صوت ييرون كالكابوس يجفل أذاني، لقد كانت جادة بالأمر حقا، لكنني لستُ جادة به.

سأستمر بالنّوم وكأني لا أسمعها، تعلم أن نومي ثقيل لذا من المفترض أن تستسلم.

"هيـا انهضي أيتّها البليدة، لا وقت لسبات الدّب هذا."

يمكنكِ المقاومة إيـما، أنتِ لها. فقط تجاهليها وستخرس بعد ثوان قليلة.

"أنتِ من أجبرني على هذا."

ماذا؟ أجبرتها على ماذا؟ مالذي ستفعله؟

لم أتابع التساؤل لأن يديها طوقتا قدماي ثم سحبتني من فوق السرير لأقع. تأوهتُ بألم وأنا أحس بأن عظام ظهري ومؤخرتي انكسرت لقوة الإرتطام. فتحتُ عينيّ الناعستين على هيئتها بتوعد وأنا أصيح بانزعاج: "هل أنتِ مجنونة؟"

اعتدلتُ في جلستي وأنا أمسّد مؤخرتي مع أنين خافت يصدر من حلقي واللعينة بجانبي تكتفت تتشمت بنظراتها نحوي متمتمة بلا اكتراث: "أخبرتك، أنتِ من أجبرني على هذا."

تنهدتُ بقلّة حيلة وأنا أحاول الاستقامة ببطء وهي راحت تتأكد من عدم استيقاظ هان على ضجتنا ثم غطّته جيدا مقبلّة جبينه.

اتجهت إلى الصندوق المتوسط الموضوع عند الزّاوية وأخرجت منه زيًا لترتديه أمامي فوق منامتها، حدقتُ فيها بتوجس أطرف ببطء قبل أن أتمتم: "كنتُ أعلم أنه لم يكن على عائلة ثرية تبينكِ، انظري في ماذا تصرفين أموالكِ غير المعدودة."

أجابت وهي تعدل القناع الأبيض على وجهها: "أحدهم يحسدني على الإستمتاع بالأموال."

تجاهلتها وأنا أحدق في العباءة السوداء الطويلة التي تغال جسدها الصغير والقناع الأبيض الذي بدى لوهلة مخيفا فوق وجهها. التفتت إلي وهي تبسط ذراعا أمامي هاتفة بمرح: "ما رأيك؟"

"هل عليّ الرّكض الأن لإتمام المشهد." سألتها بجدّية ساخرة وعقلي يستحضر مقاطع الفيديو الخاصة بالمقالب المرعبة، بالطّبع مقاطع الرّكض كانت الأشهر وييرون ستطبقها على أرض الواقع الأن.

لا أظن أن الوغد الأشقر من النّوع الذي سيصرخ فزعًا وينفذ بجلده من المكان، بل أظننا نحن من سنفعل.

سرنا بهدوء من خارج غرفتها عبر الرواق إلى الجهة التي تقع بها غرفته وكلي صلوات للّه ألا يكتشفَ أحد أمرنا.

همستُ بضيق: "لا أصدق بأن مستوى تعقلي انخفض لهاته الدرجة وجعلني أتسلل معكِ الأن كالمجرمين." تلقيتُ ضربة على ظهري من قبلهَا وهي تمتم: "اصمتي."

توقفتُ فجأة مستدركة أمرًا ما وهذا جعلها تصطدم بظهري متأففة: "ماذا الأن؟" استدرتُ إليها وهمستُ بريبة: "أخبريني فقط أن نومه ثقيل."

حدقت بي بتوجس وهي ترمش ببطء قبل أن تحرك شفاهها باستهزاء: "الليلة الماضية كان ثقيلاً جدًا، والتي قبلها كان أخف من الريشة." أضافت بانزعاج ونفاذ صبر: "بربّك، هل أخبروكِ بأني أنام معه لأعلم؟"

ظريف جدًا.

بل هذه مصيبة!! ماذا لو شعر بدخولنا فقط قبل أن نقترب منه حتى؟

أعلم أن أفكار ييرون ستقضي على أخر عصبٍ فيّ يومًا ما.

نبضات قلبي هاجت من فرط التّوتر وأنا أحدق في باب الغرفة بتردد ظاهر، من الواضح أني لا أريد الإحتكاك به مجددًا لأنه لم تكن هناك مرّة جيّدة من فعل ذلك.

نحن نستمر في التقطّع والتمدّد ولو أن كلمات آيزك تلعبُ بعقلي منذ مدّة.

وأنا أدرك حظي، لا خير يأتي من هذه الغرفة المشؤومة.

دفعت ييرون الباب بنفسها عندما ملّت من انتظاري، طرقت برأسها يمينًا ويسارًا قبل أن تُدخِل جسدها بهدوء وهي تحمل أطراف العباءة كثوب راقي. عضضتُ شفتي بقهر وتبعتها متنّهدة. الغرفة كانت هادئة ومظلمة نسبيًا فقط مصباح صغير خفيف الإضاءة موضوع فوق إحدى مناضد السرير يجعل من الرؤية أوضح قليلاً.

هناك لمحتُ جسده فوق السرير، ينام على جانبه وهو..
مالذي أراه الأن؟

ه_هل هو عاري الصدر؟!

تبًا.

عدتُ أدراجي ببطء ونظري ارتكز على الباب أفكر بالاستسلام بعد أول خطوة. أنا حتما لن أستطيع توريط نفسي معه أكثر من هذا.

"مكانكِ أيتها الجبانة."

تصنمّ جسدي لثواني على صوتها الغاضب ثم سرعانما زفرتُ بحنق لأستدير نحوها. ازدردتُ بإرتباك شديد: "دعينا ننسحب ييرون، إحساسي يقول أن شيئا سيئا سيحدث."

"لن تخدعيني إذا قلتِ أنكِ خائفة، لأنكِ لست كذلك." نبست بتأفف وهي تقف على جانب السرير تخفض قناعها إلى وجهها وتحاول تعديله. أشارت لي بالتقدّم إلى الجانب الأخر، وعندما فعلتُ لعبت عيناي على المكان أبحث عن هاتفه.

عندما توقفت عليه شتمتُ داخليا وأنا أراه يظهر من تحت وسادته. أستطيع أن أسحبه دون أن أوقظه أليس كذلك؟!

إنها حركة واحدة وسأركض بعدها لخارج الغرفة وأنسى أمر ييرون.

مددتُ يدي وأمسكته بهدوء محاولة إخفاء الرّجفة التي سيطرت على أصابع يدي، لكن كانت أقل من ثانية عندما شعرتُ بيده تطوق رسغي وبدون أن أدرك الأمر وجدتُ نفسي أستلقي فوق السرير وجسد متصلّب يعتلني ويضغط على كلا رسغي بقوة.

عيناي انجبستا في توسع وعجزتُ عن اغلاقهما لفرطِ الصّدمة.

تبا لهذا الموقف الذي لا أحسد عليه البتّة.

تبا لكِ ييرون!!

تبا لي لأني مجددًا أسايرُ خططكِ اللعينة.

شعره كان مبعثرًا على وجهه وعيناه بالكاد مفتوحتان وهو يقاوم إغلاقهما، رمش ببطء وبدا وكأنه يتحقق من هويتي. عندما انبلجت عيناه أخيرًا وبريق الاستنكار لمع بهما أدركتُ أنه استوعب الأمر أخيرًا لأنه همس بخشونة: "ليس مجددًا؟"

حاولتُ تحرير يداي من كلتا قبضتيه وحدقتُ في ييرون أطالبها بنجدتي، تحرك بصره تلقائيا للجانب نحوها فأُجفل جسده فوقي للحظة قبل أن يرتخي.

هل أفزعته حقا؟

همس ببحة صوته الثقيلة بسبب النوم: "مالهراء الجديد الذي تفعلانه تحديدًا؟ هل من المفترض أن أخاف مثلاً؟!"

ييرون لم تنبس ببنت شفة بل هزت كتفيها بلا مبالاة ثم رفعت يديها تشير إلى استسلامها، بل وما أدهشني أنها أشارت للباب وهو تخطوا نحوه ببطء وكأنها تقول 'حسنًا أنا سأخرج، لا تغضب فقط.' قبل أن تتوارى عن أبصارنا.

ها؟!

مالذي فعلته هذه اللّعينة الأن؟!

هل تمّ خيانتي وهجري الأن؟

صحتُ بتجهم متناسية كونها الثالثة صباحًا: "عودي إلى هنا أيتها المجنونة."

عندما تلقيتُ الصمتَ ردًا علي عدتُ أنتفضُ مكاني. "كيف تجرؤينَ على تركِي؟ إنّها فكرتكِ أيتها اللّعينة؟ ييـرون!!"

لكن تعابيري تجمدت إثر ضحكته الخافتة التي صدحت، نبرته خرجت ساخرة: "لو لم أرَ ذلك بأم عيني لما صدقت أنها من اندفعت لتلقي الرصاصة بدلاً منك."

حسنًا أنا أفكر في ذلك أيضًا الأن.

علمتُ أن شيئا سيئا سيحدث لكني لم أتوقع خيانتها لي بهذه البساطة.

مجددًا تم استغفالي واستغبائي بجدارة من قبلها.

تحممتُ محدقة في الجانب أتحاشى النظر إليه أو إلى جسده العاري فوقي قبل أن أتمتم ببرود: "الوضعية من فضلك."

لكنه تجاهاني سائلا باستهزاء: "هل لديكِ هواية اقتحام غرفتي وسرقة شيء في كل مرّة؟" أضاف مغمغما بتلاعب تحسسته في نبرته: "أتذكر أن شيئا ما حدث في أخر مرّة دخلتها."

كانت الأولى أيضا إن نسيت هذا.

أعدتُ بصري أحدق في زرقاوتيه اللتين بدت أقتم من العادة بسبب الإنارة شبه موجودة أتحداه بنظرتي ونبرتي: "هل تقصد تعرضكَ لبضع لكمات من قِبَلي وعدم ترككَ تأخذ هاتفي؟ أجل أتذكر بوضوح."

دحرج عينيه بملل قبل أن يرفع طرف شفته باستعلاء: "هراء! شقيقكِ كان على وشكِ الوصول، لذلك لم أكن جادًا بمنعكِ من الفرار."

هل علي تصديق ذلك؟ لأنه لم يبدو أنه يريد تركي قبل أن يأخذ الهاتف!!

إلا إذا..

فعل ذلك لمماطلتي!!

حدقتُ فيه بعين أخذت تتسع شيئا فشيئا فابتسم مسايرًا ومؤكدًا للأمر، ابتلعتُ ريقي ببطء وأنا أطرف بعينيّ بتوجس حتى وقعت على جسده.

ب_بحق الإلـٰه!!

م_ما كل هذا؟

لم أستطع منع ثغري من الفغور ولا حتى عيناي من الجحوظ وأنا أرى ندوبًا ورضوضا تتوسّد جسده، منها صغير على شكل خطوط تبدو متقرّحة، وهناك بعض الكدمات بألوان قاتمة والتي تبدو إصابات قديمة.

ت_تبدو وكأنها تشكل لوحة فنية في جسده الأسمر.

الأثر لا يدل إلا أنها قديمة لكني أستطيع رؤية تقشر الجلد في بعضها دلالة على كونها جديدة.

بل وتفاجأتُ أيضا بالوشم الذي استقر على يسار صدره والذي كان خاصا بالعصابة، كان كبيرا وتلفه العديد من الوشوم الجانبية التي لم أدرك ماهيتها، بل وامتدت الوشوم حتى أيسر معدته وهناك لفت انتباهي رسم غريب لنصف قلب ينتهي بخط منكسر وقد اخترقته جملة ما بلغة غير مفهومة.

ماللـعنّة!!

أظنني شردتُ في جسده لدرجة ملاحظته لذلك وقد تفاجأتُ به ينهض من فوقي فجأة بكل هدوء ثم إلتقط قميصه الأبيض من فوق الكرسي ليرتديه. تعابيره كانت غريبة بل إنني لم أستطع قراءتها.

هل استاء لأني رأيتها؟

ثم ما هذا الأن مجددًا؟

ظننتُ أنه سيستمر باستفزازي بل ولن ينهض إلا بعد بضعك لكمات وركلات!!

"هل السرير مريح؟ تريدين النّوم هنا؟!"

انتفضتُ بجسدي في رعب وفي نصف ثانية كنتُ واقفة أمام السرير أتخبط بجسدي وأنا أحدق فيه بإجفال أفرك ذراعي العارية.

عندما ضحك باستهزاء وهو يستند بيده على الكرسي تسلل الغضب إلي وتجهمت ملامح وجهي نابسة باستهجان: "وغد منحرف!!"

توقفت قهقهته وجمدت ملامح وجهه لثانيتين قبل أن ترتخي تعابيره ويزفر بقلّة حيلة: "ربّما عليّ الإستسلام بشأن تأديبكما!!"

سلكتُ طريقي نحو الباب الذي تركته ييرون مفتوحا وأنا أنبس بلا مبالاة: "من الأفضل أن تفعل هذا حقا."

وقف أمامي فجأة يحول بيني وبين المخرج فاتخذتُ خطوة للخلف بحذر وأنا أرفع له حاجبًا. لاحظ حركتي فأطلق نفسًا ساخرًا وهو ينبس: "لا داعي لكل هذا الحذر، لو كنتُ أنوي على شيء لما تركتكِ تنهضين أصلا."

دفعَ خطوة أخرى نحوي. "هل تدركينَ ما تفعلينَه؟ تأتينَ لغرفة رجلٍ بعد منتصفِ اللّيل؟" نبرتُه خفتَت بشكلٍ ملفتٍ مع لونِ عينيه المظلِم. "الشيطَان حولنَا دائمًا لكن في هذه اللّحظَة هو ليس ثالثنَا.. بل يختفي."

م_الذي يقوله؟!

ابتلعتُ ريقي أعود للخلف خطوة. أنا لا أمانع في إعطائه ركلة في منتصف وجهه أسقط به ابتسامته الساخرة هذه وأنسيه في كلماتِه المنحرفة التي يسردها الأن.

"إذا؟" تهكمتُ وأنا أنتظره أن يتحدث بما يريده لكنه كان ينظر إلي فحسب وهذا نوعا ما وترني. شتتتُ بصري عنه حتى سمعته ينبس بهدوء وجدية هذه المرّة.

"لماذا أخذتِ صورة جين من غرفتي في ذلك اليوم؟"

عيناي اتسعتا بروعٍ قبل أن أطرف بشكلٍ متسارع نحوه عدة مرات، كيف علم بأني من أخذتها دون غيري؟ هل لاحظ اختفاءها في نفس اليوم لذا تكهن بكوني من أخذتها؟

على كل لا أستطيع نفي الأمر الأن لأن ردة فعلي لم تكن تساعد، أن يباغتني بالحديث عن هذا الأمر فجأة بعد مدة من حدوثه فاجأني كثيرا.

كما أن العتب يقع عليّ لأني أخذتها، كان علي تصويرها فقط لكني كنتُ متوترة ولم أدرك أنه سيشعر باختفائها، أنا فقط صدمتُ لوجود صورة شقيق ديلين لديه وهناك علمتُ أن له علاقة بهذا العالم القذِر.

وأظنني أكثر قذارة لأنني قررتُ استغلال الأمر في مصالحي.

أنا المخطئة مجددًا!!

"حسنا دعيني أسأل سؤالا أخر، هل واعدتِ شقيقه لهذا السبب؟"

أعدتُ انتباهي له عند سؤاله مجددًا وهنا تقلّصت ملامح وجهي بإرتياب وحيرة.

هل الأمر واضح لهذه الدرجة؟

حتى آيزك لم يشك بالأمر بل امتعض بشّدة وأخذ يعاتبني على الأمر وكأنه ولي أمري، بل وأنه من حثّني على الإنفصال عنه بشكل رسمي وبقي يضغط علي.

أعطيته نظرة حادة أخفي فيها التباسي فزمّ شفتيه بتبرّم وهو يعدل خصلات شعره المبعثرة بضجر نابسًا: "حسنا لا تجيبي لأن الجواب واضح." عيناه لمعتا بتحدٍ: "أنتِ لن تنفصلي عنه لو كنتِ تحبينه."

عدتُ خطوة أخرى للخلف موسعة عيناي أكثر أصّك أسناني بحنق قبل أن أهمس بترقب: "هل تراقبني؟"

"بالطبع أفعل." مسح تلّة أنفه متثائبا وكأنه يشعر بالملل ثم تقدّم خطوة أخرى نحوي فاتخذتُ وضعية أكثر حذرًا. أمال زاوية رأسه قليلا يرفع حاجبا مضيفًا: "هل تظنين بأنني صدقتُ أمر انضمامكِ اللامبرر لنا؟ هل تحاولين استغفالي؟ أ لهذه الدرجة أبدو لكِ ساذجًا يا إيـما؟"

إيـما؟!

هذه أول مرّة يتلّفظ باسمي على لسانه، صحيح؟!

حسنا، لماذا أنا مضطربة الأن؟

ربما لشكه فيّ الأن!! نوايايا لم تكن صافية منذ البداية وهو علم بالأمر. هل الجميع يشك في أمري أيضا؟

"أنتَ تتفوه بالهراء!" قلبتُ عيناي بسأمٍ أحاول اقناعه بتفاهة ما يتحدث به الأن، لكنه ابتسم ببسالة يلعق شفته السفلى ببطء: "لنرى إلى متى ستستمرين بإنكار الأمر؟"

'أنا لا أخطط للإعتراف لذا لا تقلق نفسكَ بالأمر الأن' أردتُ بصقها في وجهه المستفز لكني كبحتُ نفسي وأنا أضغط قبضتي وأكبحها عن تحطيم وجهه أيضًا.

"بالمناسبة، أنا لم أنسى أمر هاتفي الذي حطمته. هل كان من الصعب عليكِ إخباري أن هناك من يتتبعني دون تلبُسِ شخصية اللعين المتنمر؟"

أرجوا أن أنجح في تغيير مسار الحديث الأن، لأني سأشعر بالضغط إن أصر على أن أعترف بالأمر.

لوى شفتيه بعدم إعجاب يشيح برأسه جانبًا وسمعته يهمس: "ذلك الأحمق ثرثر بالأمر إذا."

قبل أن يضيف كلمة أخرى تعالى صوت صرخة قوية مرتعبة في الأسفل أجفلتنا فنظرنا إلى بعضنا باضطراب قبل أن نخرج من الغرفة مسرعين.

______
يتبع...

سلام على الجميع، أند سبرايز ايڤريون☺️ ان شاء الله تكونوا بخير بعد غيبتي المفاجأة هي.

اشتقتولي ولأمير مو؟ وأنا بعد 😭 أدركت كمية تعلقي بالرواية وبيكم فهالفترة، واشكر كل وحدة جات تسأل عني وعن الرواية. ♥️♥️

السبب فسحبتي كما يعلم الجميع الامتحانات الزقق ولي أحب أبشركم أني لسا ماجتزتها مع الأسف، سو اتوقعوا أني أسحب مرة ثانية فأي لحظة.

اينيواي نرجع للرواية؛

- رأيكم فالبارت؟ وأفضل مقطع؟

- هان الكيوت ظهر 😭😭 وابشركم أنه رح بيظل معنا كم بارت.

- إيما وجمن انفصلوا رسميا🙂 افرحوا. تتوقعوا كلشي خلص هون؟

- انتبهتوا أنو ايما بتحكي فالهاتف!! بس هاتفها اتكسر!! سو..؟؟

- باركوا لييرون ولوو على نجاحهم. ماذكرت تفاصيل الحدث لأنه ما يهمنا.. المهم هو رحلة جيجو🙂🙂 شو لي تتوقعوا رح يصير فيها؟

- مقلب ييرون فسونغ ويلي ما زبط!! 😂😂
-لا تحكموا على الامر من هلأ، ييرون مو هينة فلعبة الانتقام-

- إيما وسونغ 🙂🙂 أصلا كانت حركة متوقعة. وخيانة ييرون ليها.

- الورقة يلي اخذتها إيما من سونغ كانت صورة جين، أتوقع الأمور بدأت تتوضح وليش ايما واعدت جمن.

- سونغ كان عارف أصلا، هو أصلا شاكك فنواياها بس لإمتى بيضل ساكت؟

- الجروح والوشوم يلي شافتها إيما فصدره، أي توقعات للماضي أو حتى المستقبل؟

- الصرخة يلي سمعوها بالأخير؟

• مين متحمس ل "don't stop"؟
مين مدلع مثلنا؟😭😭

• مابوعدكم ببارت الأسبوع الجاي، أنا أتفاعل فالوات على حسب إدارة المدرسة الزقة الي بدرس فيها 😭😭

ان شاء الله بس أشوفكم الأسبوع الجاي باذن الله ♥️

اترقب توقعاتكم هنا!!

Continue Reading

You'll Also Like

4.2K 940 36
افعل ما يحلو لك. هم سـ يكرهونك. لكنهم بكل الأحوال سيفعلون." حليب - قصة بفصول قصيرة
119K 8.5K 30
إن كـانَّ الموُتُ حليفيِ وانَا جِوارُكَّ لإخترتُه عن العيشُ دوُنكَّ إنَّ التحرُر بسبيـِلُ النـفس واجـِب وحَبسُ النفسُ عن الهـوىَ مُحرّم والـهوُىَ بس...
2.8M 189K 73
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ...
1.5K 119 3
عندما يكون حُبًا غريبًا، مُتطفلًا ومُفاجئًا. كالمرض يدخُل لخلاياهُم. لكنهُ ممنوع، لكنهُ مُحرم، لكنه خطيئة. عندما تُحِب من لا يجِب أن تُحبه، بشكلٍ مُف...