PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

Da Lilas_psh23

74.4K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... Altro

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

٤٠| نكران.

722 69 388
Da Lilas_psh23

إيما:

كان عقلي في حالة خواء وفراغ وقد توقفتُ عن ذلك البكاء الهيستيري والإلتصاق بكل ممرض مضطر لدخول الغرفة أمامنا. المدعوة روزالين ذهبت لتغيير ملابسها وقد دعتني لمرافقتها لكني رفضتُ مبارحة مطرحي حتى أطمئن على ييرون.

كنتُ أحاول استيعاب أخر جملة تحدثت بها قبل التقاطها للرصاصة وربطها مع ما حدث معها. أحدهم كان ينوي قتلي وهي تلقت الرصاصة مكاني، لكن لماذا؟ من سيحاول فعل ذلك وأنا في عرين هذه العصابة المشؤومة؟

ولماذا أنا وليست ييرون المعروفة لدى كل عدّو لهم؟ هناك حلقة مفقودة.

ليس عليّ التفكير بهذا الأن، على ييرون النجاة من هذا الأن. على رين النّجاح في إنقاذها.

لن ألوم أحدًا غيري على هذا وما كان إلا هذا الذّنب الذي ينقصني بعد شعوري به اتجاه سام وديلين.

بالتفكير فيه، ترى مالذي حدث له؟ أرجوا أن يكون قد خرج بسلام من ذلك المكان، لأنه وإن لم يفعل فسيقلب شقيقه تلك الحانة عليهم، وفي هذه الحالة بالذّات لا ينقصهم أي عدو أخر.

كلّ شخصٍ كنتُ ألتصق به كان يطمئنني، إصابَة ييرون لم تكن خطيرة لأنها مجرّد رصاصَة في الكتِف، منطقَة غير حيويَة وبالتأكيد ستنجوا. لأن بعضَهم نجا من إصابَة عدّة رصاصَات وفي مناطِق أكثَر خطورَة.

وأملتُ في حديثِهم الخَير.

أفقتُ على صوت ركضٍ يأتي من منعطف الرّواق ثم ظهر لوكاس بعد ثوانٍ بمظهره المبعثر والدّماء التي تلطخّ قميصه الأبيض وبعضًا من وجهه. تجاوزنا وتوقف عند باب الغرفة لاهثًا وهو يسند يديه عليه وقد اقتربت شقيقته -التي عادَت منذ دقائق- تسأل عن حاله.

غير أنه أجابها بحدّة: "كيف حالها؟ هل تم نزع الرّصاصة منها؟" بدا أن شقيقته تفاجأت من انفعاله اللامبرر هذا وقلقه على ييرون غير أنني كنتُ واثقة من ردة فعله هذه.

كان اهتمامه بها واضحًا جدًا لكل عين. من الواضح أنه يكن لها بعض مشاعر الإعجاب. ربما!!

لم أهتم بحوارهما وحدقتُ أمامي في الفراغ، أحس أن دموعي جفت على وجنتي ولستُ قادرة على البكاء أكثر، كل ما أستطيع فعله لها الأن هو الدّعاء لها والثّقة برين.

بعد مدّة أخرى وجدتُ أن الرواق قد امتلأ بالأشخاص، كريستيان، آيزك وجايدن الذي هلعتُ ما إن لمحتُ الدّماء تقطرُ من ذراعِه، قبل أن أصِل إليه تمّ ايقافي من قبل الممرضين الذين قادوه إلى قسم آخر. منحني ابتسامَة واهنَة قبل أن يتوارى خلف الجدار.. آخِر من ظهرَ كان أليكساندر.

لن أقولَ بأنني كرهتُ رؤيَته للتو لأن عقلي أعاد تجسيدَ مشهَد إصابة ييرون لذاكرَتي، لو لم يظهَر في الوقت المناسب لرّبما ثقبَ ذلك الرّجل جسدها وفي أسوَء الأحوالِ كان ليصلَ إلي.

في حين أن الفوضى كانت تعمّ المكان بسبب اكتظاظِه، آيزك اقترب مني وجلس إلى جانبي بعد أن تفحصّ هيئتي بشكلٍ طفيف. "أنتِ لم تصابي بأي مكروه صحيح؟"

"وهل هذا مهم حتى؟" رفعتُ عيناي الجامدتان إلى ملامح وجهه التي تراجعت في استنكار قليل قبل أن يتنهد، مرر حدقتاه على الأشخاص من حولنا. "بالطّبع مهم خاصة إذا علمتِ من كان خلف الإقتحام وما سببه."

ارتخت ملامح وجهي المتيبسة في حيرة طفيفة لتقابلني مقلتاه اللتان لمعتا ببريق غريب جعلني أرتاب: "مالذي تقصده؟"

"سأخبركِ بالتفاصيل لاحقًا، لدينا الكثير لنناقشه ونغيره." نبرته كانت جادّة بحتة وهذا جعل القلق يعاود التسلل إلى جسدي مجددًا. لابد وأن الكثير حدث عندما كنتُ في الأسفل مع آركيت.

قلبتُ عيناي على الجموع أمامي وعقلي يتساءل عن مكانه لأني لا أراه بيننا. في لحظة التهور التي كنتُ سأسأل فيها آيزك عنه تجمد جسدي واستكنت ملامحي على هيئة القادم.

كان يركض نحونا وعندما أدركتُ أن مسلكه كان نحوي بالذّات وقفتُ تلقائيا في النفس اللحظة التي تلاحم فيها جسده بخاصتي وذراعاه طوقتا جذعي يدفن رأسي في صدره الدافئ.

"خفتُ أن مكروهًا قد أصابك." نبرته كانت تفشي قلقا مهولاً بين ثناياها جعلت أساريري تنفرج. "خشيتُ أن أخسرك." أردف بحشرجة في صوته العميق جعلت من دموعي المتجمعة بين أهدابي تتسرح.

رفعتُ ذراعاي أطوق جسده بدوري وأشعر بكل خلية دفء تغمرني من حضنه هذا. اشتقتُ إليه.

"ييرون!!" صرحتُ بين دموعي. "ييرون ترقد في تلك الغرفة بسببي." تابعتُ وأنا أحس به يمرر يده على شعري ليمسح عليه ببطء وبطريقة تجعل من الخَدَرِ يصفعني.

كان ولا يزال شقيقي الوحيد القادر على تهدئتي.

"أنا السبب يا سام، لن أسامح نفسي إن حدث لها شيء ما." لم أدرك أن صوتي كان يعلوا شيئا فشيئا ونبرتي تلوح إلى التحشرج بسبب الغصّة التي تستكِن حنجرتي.

أبعدني عنه ببطء لينظر في وجهي الفضيع، نظرة دافئة وعينان مقوستان برثاء وليونة. "لا تقولي هذا." يداه الكبيرتان طوقتا وجنتاي ليمرر كلا ابهاميه على وجنتي ويمسح دموعي، ثم دفع رأسي نحوه ليلتصق جبيني بخاصته وعيناه الكحليتان طالعتاني بحنو: "لستِ السبب، وييرون أقوى مما تظنينه وستنجوا، ثقي بها، رين بارِعٌ في عمله."

الجميع ظل يتفوه بهاته الجملة التي ظننتها مجرد كلمات مواساة، لكن ولأن شقيقي من قالها الأن فعقلي برمِج على تصديقها وتقبلّها.. وهنا تأكدتُ بأن ثقتِي به لم تنهّد بالكامِل. كنتُ أكابر وحسب.

أومأتُ زامة شفتي وأنا أستنشق ماء أنفي أحاول التوقف عن البكاء فأبعد وجهي عن خاصته وأعطاني ابتسامته الدافئة التي اشتقتها حدّ الموت. ابتسامته التي تقول أن كل شيء سيكون بخير حتى ولو كنا تحت أنقاض الحرب، ابتسامته التي تجعل من راحة وسكينة غريبة تستكن جسدي وتجبره على الهدوء.

نعم، هذا كان تأثير شقيقي علي ولا أدري كيف استطعتُ التحمل تلكَ الأيام واستمريتُ بتجاهله.

"أكاد أبكي، أ هذه قوة علاقة الأشقاء؟ من المؤسِف أنني لا أمتلكُ واحدًا يمّن عليّ بهذه الحنيّة." وبالطّبع كان على لسان آيزك التّدخل وهتكُ صفوتنا ممّا جعلني أستدِير له بملامح متجهمة أجده لا يزال جالسا على مقعده يسند رأسه فوق كفه وينظر لنا بحالمية مصطنعة وهو يمسح دموعه الوهمية.

يا له من مدّمر مواقف.

"اخرس." كان سام من ألجمه بجملته هذه وهو يبتعد عنّي قليلاً ويمنحني مساحة كافية للملمة شتاتي المبعثر، رأسي استدارت بفضول لأجد أن الجميع كانوا يحدّقون بنا بنظرات لم أستصغها. طرفتُ بارتباكٍ شديد وأخفضتُ بصري بتوتر نحو الأرض، لما يحدقون هكذا؟ ألم يروا شقيقان يتعانقان قبلاً؟

تجاوزني سام بعد أن ربت على كتفي ثمّ أخذ يتحدّث مع لوكاس، وأليكساندر وروزالين أمام الباب، حينها رفعتُ بصري إلى مدخل الرّواق الذي جاء منه وهناك لمحتُ آركيت يسند جسده على الجدار وهو يعقد ذراعيه عند صدره. وجهه المشّوه بالكدّمات كان مصوبًا نحوي تمامًا.

وعندما تلاقت نظراتنا مالت زاوية شفتيه في ابتسامة جانبية، جعلتني ملامحي تتصلّب في صدمَة وإدراك. هو!! كان هو من أحضر سام إلى هنا، بمعنى نقلَ إليه الأخبار الحصرِية وجعل من قلبِ سام يقع ويهروِل إلى هنا.

أجل، بالتّأكيد فعلها. لكن السّؤال الذي يطرح نفسه دائمًا هو لـماذا؟ ما العلاقة التي تجمعهما تحديدًا ليكونا بهذا القرب؟ أو بالأصح، لماذا اختار سام شخصًا جامحًا كآركيت دون غيره ليصبّ فيه جلّ ثقتِه؟

يبدو الأمر كلغز عسير الفهم عليّ.

فُتح الباب فجأة فوجدتني أول من دفعت نفسها أمام وجه رين المتجهّم الذي ظهر لنا. "كيف حالها؟ هل هي بخير؟ هل استيقظت؟ أستطيع رؤيتها صحيح؟" حدجته بأسئلتي المتتالية وأنا أتمسكُ بقميصه دون أن أدرك ذلك.

ارتخت تعابيره وهو ينظر إلي بنظرة فارغة قبل أن ينظر إلى خلفي، حيث لا أعلم من كان يقف خلفي بالضّبط. نزع قفازه المليء بالدّماء التي تملكني الرّعب لرؤيتها ثم تنهد مرخيًا كتفيه: "حالتها ليست خطيرة لكنها لن تستيقظ من التّخدير إلا بعد أربع ساعات."

شفتاي تفرقتا وأطلقتُ نفسًا مطمئنًا وأنا أبتعد عنه، وصل صوتُ أليكساندر: "عليكَ رؤية جايدن أيضا. إنه يرفض أن يخرج أي أحد الرصاصة غيرك." توقفت قدماه عن السير ثمّ استدار وسار في الطريق المعاكس للذي كان يسير به.

للحظة تذكرت، جايدن لم يبدو مصابا عندما أخرجني من ذلك المكان وأمّن الطريق لي نحو السّطح. أتذكر أني سمعتُ صوت رصاصة قريبة عندما كنتُ أصعد السلالم.

هل يعقل؟

الشخص الذي أراد قتلي نفسه من أصاب ييرون جايدن.

بسببي؟ كل هذا حدث بسببي!!

لا أفهم. من يكن الضغينة لي لهذه الدّرجة ليريد قتلي بهذه الطريقة؟ عدو لسام؟ حتى لو كان ذلك.. أنا لستُ ذائعَة الصّيت كييرون، من هذا الذي يدرِك هويتي؟

عندما عدتُ للبحث عن سام بناظرِي وجدتُه برفقَة آركيت، كان يتهامسان بشيء ما بعيدًا عن الجميع وهذا جعلني أقطب جبيني تلقائيا، لستُ مرتاحة لهذا التقارب وأعين آركيت التي تراقبني دون استيحاء ثم.. هو غمز لي وأمام سام.

يا إلـٰهي!! افعل شيئا أيها المسّمى بالشّقيق.

عدت للجلوس بجانب آيزك الذي كان يركز على هاتفه، فتحدث دون أن يرفع بصره إلي: "أرجوكِ اذهبي لتغتسلي وتبدلي ملابسك، أنتِ تلوثين عيناي." انتبهت حينها إلى هيئتي الكارثية حيث كان شعري مبعثرًا وغرتي تحلّق فوق جبيني، السترة المضادة للرصاص ما زالت تعانِق جسدي، أقصِد فستاني الملطّخ بدماء ييرون، حتى ساقاي لم تسلما من تلكَ اللّطخات. نظرتُ إلى كفَي الدّماء جفّت بأناملي وجعلت منظرهُما مقزز.

لا أريد النظر إلى نفسي في المرآة لأني حتمًا سأكره نفسي لأني واقفة بكل ثقة هكذا أمام الجميع.

رفع آيزك عينيه نحوي أخيرا وبريق ماكر لمع بهما لم يخفى من نبرته التي جاءت بنفس الوتيرة. "وأخشى أن تفشل خطتنا بسبب هذا المنظر المرّوع."

بردت ملامحي وأعطيته نظرة جافة تقول 'أضف كلمة وتحمل نتائج لسانك الثّرثار بعدها' فقهقه بخفة حتى تقوست عيناه يجعل من الأنظار تنجذب إلينا. جمدت ملامحه وتحدث بخفوت وجدية مفاجئة: "لستُ أمزح، لقد كان يقتنص النظرات نحوكِ كل برهة بالفعل."

لا أريد التأكد من كلامه لأني لا أريد تصديق ذلك أصلا، أنا متأكدة من أن النظرات التي يرمقني بها بعيدة كل البعد عن ما يهذي به هذا الأحمق.

"إيـما!!" سام اقترب لينحني لمستواي محتجزًا كلا كتفي. "سأعود للعمل الأن لأني لا أستطيع التغيب أكثر، رتبي مظهركِ قبل أن تستيقظ ييرون لا نريد منها أن تفقد الوعي مجددًا." التمستُ المزاح في نبرته وعلمتُ مقصد حديثه. هل مظهري فضيع لهذا الحد؟

أومأتُ زامة شفتي بهدوء فمسح على شعري بيده واستدار مبتعدًا. لما لا يزال الأمر صعب التقبل بالنسبة إلي؟ يستحيل أن تعود علاقتنا متينة كما كانت لكن على الأقل اختفى ذلك الغضب الحاد الذي كننته له بسبب كذبته.

لكن، هذا لا يجعلني أغفر له.

غادر، كما يفعل دائما وتركني معهم وحيدة وكأنهم يأتمنهم على حياتي.. بل إنه يفعل. سخرتُ داخليًا والتفتُ إلى الواقع الذي صدمني بتقدم آركيت نحوي يشرعُ في نزع السترة عني بكل جرأة تحت نظراتي المصدومة. كيف يجرؤ؟

رغم ذلك أرخيتُ جسدي وساعدته بنزعها حينها شدّ يدي وجرني خلفه فجأة: "لنذهب وننظف هذه الفوضى الأن."

بحقهم!! لما كل هذه المبالغة؟

ليس وكأنني سأكون كأحد_ توقفتُ خطواتي عن اتباعه وأنا أحدق في انعكاسي على زجاج الممر؟ بحق الإلـٰه ما هذا؟

شعري لم يكن مبعثرًا فقط بل يحلق في السماء كأغصان عارية. وجهي تملؤه الدماء.. فضلا عن مظهر جسدي. كيف تحملوا النظر إلي؟

عند خروجنا من المستوصف إلى القاعدة الرّئيسية وجدنا شابة ذات شعر أشقر وملامح ناعمة بعينين سوداوتين، رغم ذلك نظرتها كانت حادة وجدّية. ألقت التحية على آركيت في احترام.

"تفضلي معي يا آنسة!!" أشارت لي باتباعها فنظرتُ إلى آركيت الذي دس يديه في جياب بنطاله بعد أن تركني، أشار لها بذقنِه. "ستهتم بك."

لم يكن لدّي خيار غير فعل ذلك، إن كان سام سيثق بهذا الشّاب أمامي فسأفعل. هو لن يأتمن شخصا على حياتي دون أن يكون أهلاً لهذه الثقة. خير دليل كان ما حدث منذ قليل حيث أنقذ حياتي ممن حاولوا قتلي كما فعل قبلاً.

السؤال المطروح دائمًا وأبدًا يبقى: لماذا يفعل هذا؟

تركتُ التفكير الذي استنزف خلايا عقلي المتبقية وتبعتها إلى إحدى الأقسام حيث يوجد الكثير من جنس الإناث هنا إن لم نقل أنه الوحيد فأنا لا أرى أي ذكر هنا. الجميع رمقنني بنظرات مختلفة المغزى، تباينت ما بين الفضول، السخرية وحتى عدم الإعجاب والاستخفاف.

بربهم!! ليس وكأنني توسلتُ لأعجبهم.

أخذتُ حماما خفيفًا أزحتُ فيه القذارة التي كانت تغطيني ودماء ييرون وذلك الشخص الذي فجرّ آركيت رأسه أمامي. مجرّد تذكرّ ذلك يجعل من قشعريرة تسري في عظامي. كان ذلك مرعبًا!!

ارتديتُ ملابس سوداء بسيطة التصميم وجدتها معلقة على الباب الحمام وخرجتُ بعد أن وضعتُ منشفة فوق شعري، تذكرتُ للتو بأني لم أشفى تماما من الزّكام وها أنا أخرج بشعري المبلل مجددًا.

لا يهم هذا بقدر اهتمامي بالعودة إلى ييرون الأن، يجب أن أكون متواجدة بقربها عندما تستيقظ. دسستُ هاتفي -الذي لا أدري كيف لم يقع من جيب الفستان الداخلي- بجيب البنطال ووجدتُ نفس الفتاة منذ قليل تنتظرني خارج الحمام قبل أن تقود الطّريق مجددًا.

"من هذه التي تلتصقين بها كالجرو يا جاين؟ ماجنة جديدة؟" وقحة ذات شعر أبيض اللون وعينان بنيتان وقفت أمامنا، تسألها بخبث وتؤرجح نظراتها المستخفة على جسدي.

الفتاة بجانبي تنّهدت متململة: "ابتعدي عن الطريق."

ذات الشعر الأبيض أعطتنا وقفة أكثر غنجا وهي تلوي خصلة من شعرها حول أصبعها ولا تبدو كمن ألقت ذرة اهتمام لجملة الأخرى: "من طلبها هذه المرة؟ أربعة؟ القائد؟ أم آيزك؟"

هذه هي!!

نوعية رديئة من البشر لا تنفض عنك إلا بعد أن تكسر عظامها وكرامتها إلى أشلاء.

أقسم إني لستُ قادرة على خوض شجار أخر، ما مررتُ به منذ قليل لم يكن هينًا وحالتي النّفسية الأن أكبر عائق بالنسبة لي. لكن هذا لم يمنعني من إلقاء نظرة محتقرة عليها تجعلها تستصغر نفسها إلى أقصى حد.

"إنها عضو جديد هنا، مهمة بالنسبة لأربعة وشقيقة لخمسة."

وقع الأرقام في الجملة غريب، غير أن هذا كان كفيلا بجعل حدقتيها تتسع قليلاً بادراك قبل أن تحاول كتم ملامحها هذه وتمتم: "بأي يكن." قبل أن تبتعد.

جيّد فلو أضافت كلمة أخرى لم أكن لأمنع نفسي من دس قبضتي بوجهها البخس وانهاء هذه المهزلة.

أعادتني إلى المستوصف وغادرت المكان، لم أدخل إليه ولبثتُ في الردهة التي تطل على القاعدة الرّئيسية، اتأكتُ بجسدي على الدرابزين لأحدق في المبنى الأسطواني بشرود.

من المؤسف أن كل هذه التكنولوجيا المتطّورة تهدر في أعمال فاسدة وتُسَّخرُ لتحقيق رغبات أناس ذات عقول أفسد. كيف لا تمتلك الشرطة أو حتى قسم المخابرات قاعدة بيانات متطورة كهذه؟ لماذا عمالهم ليسوا بكفاءة الأفراد هنا؟

لما على الشّر أن يفرض نفسه دائما على الخير؟

رنّ هاتفي فجأة فسحبته أحدّق بجهة الاتصال بملامح باهتة أخذت في البهتان أكثر. ديلين!!

لقد نسيته للحظة، هل هو بخير؟ هل أُصيب؟ يجب أن أطمئن عليه.

فتحتُ الخطّ ووضعتُ الهاتف في أذني. "إيـما_" بمجرد رنين صوته بمسامعي سُحبَ الهاتف من يدي فُجاءَة فاستدرتُ بسرعة لأجد الأشقر يضع الهاتف بأذنه قاطبا جبينه قبل أن يخفضه إلى مرأى عينيه و.. يغلق الخط.

اتسعت عيناي بذهول وأنا أتمتم: "ماذا تفعل؟"

"ألم تكفينا المصائب التي جاءتنا من رأسه؟ وانظري إلى نفسك ها أنتِ ذا تتورطين في شيء أكبر منكِ مجددًا." تحدّث باستخفاف شديد جعلني أطرف بعدم استيعاب لثوانٍ قليلة قبل أن أتحدث: "مالذي تقوله؟"

"أرأيتِ؟ أنتِ حتى لا تعلمين بما أقحمتِ به نفسك!!" تجاهلتُ حديثه وركزتُ مع هاتفي في يده والذي كان يحركه أثناء حديثه وذلك لأنه رنّ مجددًا.

"أعده إلي." حاولتُ أخذه إلا أنه رفعه عاليا وأغلق الخط مرة ثانية، ثمّ عاد بصره إلي وعيناه كانتا محتدتان في انزعاج والذي شاب نبرته بالفعل: "عندما أتحدث أصغي إلي."

"أنا لن أصغي إلى تراهات فارغة. أعد إلي هاتفي." صرحتُ بإنفعال شديد متجاهلة كوننا جذبنا بعض الأنظار إلينا، عيناه ارتختا وقد أغلق الخطّ للمرّة الثالثة ثم اقترب مني، التصقتُ بالدرابزين أكثر عندما عدتُ للخلف.

يداه أمسكتا بكلا جانبي الحافة يجعلني محصورة بينهما وصدره كاد يلتصق بخاصتي لولا توقفه. "ماذا إن قلتُ لا، لن أعيده؟ مالذي ستفعلينه؟" همس وتفاجأتُ بأن أنفاسه ضربت وجهي، هادئة ورزينة كهيئته الأن، عكسي أنا التي اصنع احتفالات صاخبة داخلي.

حاولتُ الحفاظ على هدوئي عبر جعل ملامحي ثابتة بحيث لا يلتمس توتري منه، نبرتي خرجت ساخرة ولا أدري كيف فعلت ذلك: "ربّما أصفعك مجددًا!! من يدري؟"

لمحتُ اتساعا طفيفا لزرقاوتيه وزاوية ثغره انفرجت قليلاً في تعبير غريب، صوته خرج هادئا لكن مشبعًا بالسخرية: "هل تتحدينني؟ ربّما جعل سكوتي في المرة الفارطة الأمر ممتعا لك لدرجة أنكِ تريدين تكرار الأمر!!" زميتُ شفتي لقربه أكثر ولم أستطع إخفاء ملامح الإرتباك هذه المرة من وجهي.

هذا انتهاك للخصوصية.

ثم مالذي يقصده بتجاوز الأمر؟ هل إلقائي في حفرة عميقة، مظلمة ومليئة بكائنات بحرية تجاوز بالنسبة له؟ هل يريدني أن أكون جثّة ليقول عن نفسه أنه رد الصاع صاعين؟

أي عقلية ساقطة هذه؟

تجاوزني يهمس بجانب أذني: "جربيني مجددًا ميلر!! وأقسم لكِ حينها أنني س_" رفعتُ ساقي قاصدة تلك المنطقة حيث لا تشرق الشّمس لكنّه أغلق ساقيه على خاصتي واحتجزها قبل أن أحقق مرادي، نظره إنخفض إلى وضعيتنا قبل أن يعود إلي.

"أنتِ لا تعقلين." شيء من عدم التّصديق برز في نبرته السّاخرة. حاولتُ سحب قدمي غير أنه كان يحكمُ الشّد عليّ ويراقب محاولاتي الفاشلة في صدّه بملامح مستمتعة. "اتركني، أنتَ تجذب الأنظار إلينا."

قبل أن يأتيني ردّه صدح صوت سحب الزّناد، عيناي تتبعتا المسدس الذي وُضِع على جانب رأس أليكساندر إلى اليد التي تحمله ثم هيئة آركيت الواقف إلى جانبه وكفه الأخرى مدسوسة في جيب بنطاله.

"أخبرتكَ أن تتركها. ليس عليكَ أن تكون كالمتتبع المنحرف.. قائد."

دحرج الأشقر أمامي عيناه بتململ وهو يلطم وجنته الدّاخلية بلسانه. بصره تعلّق عليّ قبل أن ينسحب بهدوء يجعل أنفاسي تعود إلى وتيرتها أخيرًا.

وقف مقابلا له ويداه بجياب بنطاله بينما آركيت أخذ يلعب بالمسدس بين أصابعه وعيناه تفيضان استمتاعا.

"لم أعلم أنها وكلتكَ حارسًا لها!!" صوته بارد كنظرته الحادة التي يلقيها نحو المستفز أمامه.

آركيت نظر إلي من طرف رماديتيه قبل أن يرفع حاجبه ويطلق نفسا مرتخيا. "ربما سام من فعل!!" استدار إلي هذه المرة بوجهه كاملا وهو يميل رأسه في تساؤل: "ألم يفعل، قطة؟"

ابتلعتُ ريقي محدقة فيه بوئيدة. هكذا إذا، سام فعل ذلك!! كان ذلك متوقعا جدًا.

عندها أمال أليكساندر رأسه بزاوية طفيفة نحوي وعلى الرّغم من جمود عيناه إلا أني لمحتُ لمعة تعبرهما، بدتا مترقبتان.. لإجابتي!!

عيناي طرفتا حولنا أهربُ من نظراتهما الخاسفَة لتقع على آيزك وكريستيان اللذان كانا يقفان على بعد مسافة متوسطة عنا ويبدوان مستمتعان بالعرض الذي يشاهدانه. نظرة آيزك خبيثة وذات مغزى وصلني، كان يوصل إلي رسالة بعيناه وشفتاه تحركتا ينبس بشيء صامت غير أنني أدركته.

لنرى إلى أين ستصل لعبتكَ!!

أومأتُ بثقة وأنا أعتدل: "ذلك صحيح!!"

تبسّم آركيت في لحظَة انتصار يتوقَف عن اللّعب بمسدسّه، لكنّ الأخر__

هل يخيلُ إليّ أم أن عيناه احتدتا بعدم إعجاب؟ قبل أن ينبس بأي شيء رن هاتفي مجددا من داخل جيبه، أخرجه وألقى نصف نظرة عليه قبل أن.. يرميه من فوق الدرابزين نحو الأسفل!!!

يا إلـٰهي!! مالذي فعله؟

عينايا اتسعتا بصدمة وشهقة فلتت من ثغري وأنا ألقي بناظري نحو الأسفل لأسمع صوت ارتطام الهاتف بالأرض.. وتحطمه.

"أيها الـ.." جحظتُ عيناي نحوه بحنق وعدم تصديق لكنه لم يلقي نحوي أي نظرَة معبرّة حتى، بل نظره كان معلقا على آركيت، ساخرا ومتحديا. فلتت شخرة ساخرة وهازئة من ثغره وعيناه طرفت نحوي لثانيتين قبل أن يستدير مبتعدًا.

لا أصدق، كيف لأفعاله أن تسوء أكثر؟ كيف لي التعامل مع شخص صعب المراس مثله؟

لو كان الأمر بيدي لألقيته خلف هاتفي حالاً.

أظافري تكاد تخترق لحم باطن كفي من شدّة ضغط قبضتي، أسناني تكاد تتفرم من شدة اصطكاكها ببعضها. نظري كان حاقدًا على آيزك الذي كان يومئ للوغد بعد أن توقف يتحدث معه، وها هو يتقدم في اتجاهي.

آركيت كان يحدّق في ظهر اللعين المبتعد بنظرة باردة عجزتُ عن تفسير فحواها ثم طرف نحوي ببطء، وللعجب هو لم يبتسم ابتسامته العابثة تلك كالعادة بل استدار هو الأخر مبتعدًا في الطريق المعاكس.

أحدثا ثورة كنت مركزها ثم نفضا أيديهما وابتعدا تاركين إياي أتخبط بين قهري وغضبي.

لماذا انضممتَ إلى مجموعة مختلين يا سام؟ أنتَ لا تشبههم. ألم تجد غيرهم سبيلا في تحقيق انتقامك؟

أشعر بالضياع.

ثم هل كان على هاتفي تحمل هذه الضريبة؟ ما ذنبه؟

اقترب آيزك مني وعلامات الانتصار بادية على وجهه. أرغب في تشويهه الأن وانتزاعها. "أعلم أنكِ تريدين قتلي الأن ولا ألومكِ على هذا." أشار إلى المصعد برأسه: "اتبعيني وأضمن لكِ بأنكِ ستغيرين رأيك."

ماذا الأن؟

كلما تبعتُ أحدا منهم وجدتني أغرق في حفرة أكثر عمقا، ذهني تشتت في من علي أن أمنحه ثقتي ومن لا أفعل. حتى آيزك بدأتُ أشك في صحة أقواله وهرائه.

بقدر عدد شعرات رأسي أنا ندمتُ على قبول الأمر منذ البداية. لو لم أفعل ما كنتُ لأوقع ديلين، ما كنتُ لأعلق بين هؤلاء المختلين.. والأهم ما كانت ييرون لتصاب بسببي.

أكره نفسي أكثر من أي وقت مضى.

تبعته بخطى دمثة وملامح جافة إلى المصعد. الدموع جفت بين أهدابي لأني مرة أخرى لم أرد البكاء أمامهم بسببهم. لا يجب أن أهدم صورتي أمامهم على الأقل الأن.

أتحدث وكأن دموعي لم تجف منذ قليل بسبب ييرون.

تجاهلتُ محاولات آيزك في خلق حوارات معي لأني لم أكن في المزاج المناسب بتاتا لمسايرة تعليقاته وتعقيبه على ييرون حتى وهي وعلى فراش الموت.

لو لم أرى الأمر بعيناي لما صدقتُ بأنه صاحب القماشة التي استعملناها في محاولة ايقاف النزيف.

المصعد وصل إلى الطابق الأرضي حيث قاعدة البيانات الكبرى، خرجنا وتجاهلتُ تحديق الجميع بنا حتى لاح هاتفي المحطم إلى أشلاء من بعيد. ركضتُ نحوه ثم قرفصتُ أخذ أشلاءه بين يداي.

يا إلـٰهي!! لماذا فعل ذلك؟

آيزك قرفص إلى جانبي وانتشل إحدى القطع يقلبها بين يديه ثم رفعها إلى الأعلى يتفحصها بعينين ضيقتين. "تعلمين أمرا؟" صدح صوته بنغمة هادئة جعلتني أولي انتباهي له. "لحسن حظك أني أنا بالذّات من أقف في صفك دون غيري."

"بدأتُ أشك في هذا." تمتمتُ ساخرة بخفوت قبل أن أصرّح: "تتحدث وكأنكَ قدّمتَ معروفا لي. تذكر أنه كان اتفاقا ذا مصلحة مشتركة." أردفتُ بترقب لم أخفي فيه استهزائي نحوه: "ثم مالذي يدعوكَ إلى قول أمر مماثل؟"

عبث بقطع الهاتف باهتمام: "لأنه كلفني بالإهتمام بالأمر."

قطبتُ جبيني باستغراب طفيف وأنا انقل بصري بينه وبين القطع: "أي أمر؟"

"هذا." رفع إحدى القطع أمامي وعبث بأظافره حتى أخرى رقاقة صغيرة جدا منها ليضعها في إصبعه ويريها لي.

"ما هذا؟"

"جهاز تتبع، في شكل رقاقة."

طالعته بعدم استيعاب وصدمة شديدة. جهاز تتبع؟ متى تم وضعه في هاتفي؟ والأهم من كل هذا من فعل هذا وجع_

جحظتُ عيناي بصدمة وادراك ليزم شفتيه متحدثًا بهدوء: "أجل، إنهم يدركون حقيقتك وما تنوين فعله. فاستغلوا الأمر لصالحهم."

"هل تقول بأنهم أصحاب الهجوم؟ لهذا كانوا يستهدفونني؟"

أومأ وهو يطلب ولاعة من أحد الرجال الذي رماها له، ثم حرق الرقاقة أمامي. "ولهذا انسحبوا بمجرّد أن علموا أن ديلين كان داخل المبنى."

هذا يفسر الكثير وفي المقابل يضع الكثير من الأسئلة أيضا.

أدركتُ الأمر الأن ولم أمنع نفسي من السؤال بنبرة ساخطة: "وكيف علم ذلك الوغد بالأمر؟"

شفتاه تقوستا أكثر وهو يرفع عيناه عن الرقاقة المحترقة إلى وجهي: "عندما يكون الأمر خاصا به أو حتى مهتما به فسيكون أذكى شخص قد تعرفينه."

بدأتُ الأن أستوعب ما كان يتفوه به منذ قليل حين خطف الهاتف مني. كان يقصد ديلين بالمتاعب؟ كان يعلم بأن شقيقه من افتعل كل هذا؟ بل وكان يدرك بأن هذا الهجوم حدث بسببي؟

هل هذا يعني أنه يدرك ما أنوي القيام بفعله؟ أنا و وآيزك؟ لكن هذا الأحمق أمامي لا يشعرُ بالخطَر.

أشعر بالضياع والتشتت.

آيزك كان لا يزال يحدق بي بابتسامته الحمقاء تلك التي جعلت مني أكرمِش ملامح وجعي في امتعاظ أكثر. "لا تنظر إلي هكذا."

"إذًا، هل اقتنعت جلالتك أم لا يزال علي تحصيل أسباب وحجج أخرى؟"

"بالطّبع لم أقتنع." ضربتُ كتفه ثم أشرتُ إلى أجزاء الهاتف المبعثرة: "إن كان الأمر فعلا كما تقول فلماذا لم يخبرني بالأمر بدل تحطيم هاتفي؟ هل ستعض أسنانه لسانه إن حل الأمر بالحديث بدل هذا الفعل اللعين؟"

كان يجلس على الأرض ويسند ذراعه فوق ركبته مبتسما وكأنه يشاهد عرضا كوميديا للتو. رغم ذلك تابعتُ بلَوعة تحرق حلقي: "يستحيل على مجنون كهذا أن يكن لي أية ذرة عاطفة، إن كنتَ تقصد أنه يحب رؤيتي مذلولة ومنكسرة فهذا حق. إنه يحب ذلك ويستلذ بالأمر بالفعل."

هزّ رأسه بقلة حيلة زافرا بيأس: "أنتِ حقا ستتجاوزين ييرون في الغباء."

عضضت سفلية شفتي بغيض، فكما يبدو أن رأسي يابس ويرفض تقبل الأمر، يتضح أن رأسه أيبس ويفضل تصديق ما ينسجه من تراهات.

حدقتُ في هاتفي مجددا: "سواء كانت نيته طيبة أو النقاش العقيم الذي نخوضه الأن، فلا شيء سيعيد لي هاتفي الأن."

"لا تقلقي." نهض نافضا يديه وبنطاله لأنهض معه بدوري. "يبدو أن هدية ثمينة ستصل أحدهم قريبا." غمز.

دحرجتُ عيناي بسخط ونفاذ صبر فأضاف بمرح: "على كم تراهنين؟"

"على كسر رأسك العنيد."

سقطت ابتسامته المرحة وأمسك رأسه: "اوتش! هذا عنيف." قبل أن يضيف كلمة أخرى رن هاتفه فأسرع يخرجه ويضعه أمام أذنه. لاحظتُ أن تعابير وجهه تصلبت مرة واحدة وبرود فسيح اكتسح وجهه وعيناه علي.

"حسنا." قال بنفس النبرة المتجمدة قبل أن يخفض الهاتف عنه.

"ماذا حصل؟" سألتُ باندفاع خشية أن يكون الأمر يخص ييرون، لكنه صحح توقعاتي بقوله. "لقد جاءت أخيرًا، إنهم يطالبون بعودتنا."

_____
يتبع..

السلام عليكم ♥️ كيفكم بعد الكمباك الأمس 😭😭 أنا وحدة مو بخير أبدا وبصراحة خانتني الكلمات عن وصف شعوري أو وصف الأمڤي بأي شي.

شي واحد أقدر أقوله. أقدر أكتب أمير وأنا مرتاحة لحين، وأخلي سلوكياتهم نذلة مثل ما بدي، لأنو هذا الظاهر على ملامحهم طول الأمفي. 😭😭

نرجع للبارت الحين.

- أفضل مقطع؟

- يلي كانوا ينتظرون تتصلح العلاقة بين يونهو وإيما😭 راضيين؟

- قبل ما تقرؤوا جزئية رقاقة التتبع، شو كان ببالكم سبب رمي سونغ لهاتفها؟

- لو كنتوا مكان إيما وحدا رمالكم الفون؟ أنا برميه بعده عادي🙂

- سان 😭 المفروض ما يظهر ويكون لمومنت بس لإيمهوا بس أصابعي خاقة عليه، وكل شوي يعمل تسجيل دخول.

- جين فعلا هو صاحب الهجوم، تتوقعوا أنو بسبب إيما فعلا؟ هناك حلقة مفقودة فظن إيما.

- وأخيرا وليس أخرا الي كان يتكلم عنه وو طيلة البارتات الماضية كلها كان سونغ 🙂 لا سان ولا جمن 😂

- تتوقعوا ييرون رح تعرف بالأمر؟ خصوصي وأنها رح تبدا تشك فسان بعد ما شافته مع البنت.

- امتى تم وضع الرقاقة فهاتف إيما وكيف سونغ عرف؟

- أخر مقطع، مين الي يقصد وو؟ الجواب سهل ما يروح عقلكم لبعيد.

- البارت كان عبارة عن وجبة دسمة من التلميحات، أتمنى أنوا كثير منكم استوعبها. لأنو لا يزال لدينا الكثير والرواية مو ناوية تخلص لحين. 😩

في الفصل القادم:

"هيه سان!! ينبغي عليكَ تغيير لقب القطة من إيمـا إليها، أشك في أن لديها أكثر من سبع أرواح."

"لن أموت الأن جونغ حتى أدفنكَ بنفسي وأبصق فوق قبرك."

"اعتني بنفسكِ يا عزيزتي وحاولي إغلاق فمك قدر الإمكان لكي لا تتشاجري مع القادم والذاهب بداية من يوسانغ."

"هل أنتِ متأكدة من قرارك هذا. ستأخذ حياتك منعطفا أخر مليئا بالقتل والدّماء؟"

"صدفة؟ أنا لا أومن بالصدف. إن دفاتر الغيب لا تعرف معنى لهذه الكلمة."

"تحسني بسرعة وسألقنك درسا لتتعلمي ألا تلقي نفسكِ نحو الرصاص مجددا."

Continua a leggere

Ti piacerà anche

375K 32K 47
"تكتمل مثاليتنا بعيوبنا" طالما شعرت أوليفيا بأن لا فائدة منها، وأنها شخص ميؤوس منه لا غير. ما لم تكن تدركه حينها، هو وجود ذلك الشخص الغامض الذي وضع...
268K 13.8K 69
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
135K 9.5K 92
وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا نَتَنَهَّدُ أَكْثَرَ مِمَّا نَتَنَفَّس .. ( #1 في "البوح". ) (#1 feelings.) (#1 thoughts )(#1 في "خواطر". ) - ممنوع الاقتباس أو...
119K 8.5K 30
إن كـانَّ الموُتُ حليفيِ وانَا جِوارُكَّ لإخترتُه عن العيشُ دوُنكَّ إنَّ التحرُر بسبيـِلُ النـفس واجـِب وحَبسُ النفسُ عن الهـوىَ مُحرّم والـهوُىَ بس...