PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

Da Lilas_psh23

74.4K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... Altro

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

٣٣| تمهيدٌ للجزاء.

594 71 490
Da Lilas_psh23

ييرون:

"مستحيل، أنا استسلم. أحس بأني سأصاب بالعمى قريبًا من شدّة سطوع الشاشة." تذمرتُ بصوت باكٍ وأنا أدفع الحاسوب عني وأنهض لأمدد عضلاتي المتصلّبة وعظام رقبتي التي ومضت بألم.

"أقسم أنكِ ستكملين باقي المقالات الأن، ليس وكأنكِ كتبتِ الكثير، أنتِ حتى لم تصلي لنصف ما كتبته." صوتها كان غاضبا بالفعل وهي ترتشف من القهوة -والتي لا تحبها أساسًا- ثم تعيد تحريك أصابعها على لوحة المفاتيح.

تتساءلون مالذي يحدث، صحيح؟

بعد المصيبة التي افتعلتها وتهديد أخي لي، تمّ حجزنا نحن الإثنتان -فقط- هناك في الشركة رفقة العديد من الحراس، فقط إلى أن ينتهي أليكساندر من اجتماعه ذاك ثم ينظر في أمرنا.

عندما عادا سمعتُ لوكاس يسخر منه ويخبره أنه أخبره بذلك وأنه من المستحيل أن يرفضوا شراكة شركة قوية مثلهم. وفهمتُ من إيما أن الصفقة لم تلغى بشكل رسمي لكن حدثت بعض الأضرار، وجميع الأوراق اُتلِفت.

وهنا يأتي دورنا أنا وإيما، عقابنا كان إعادة كتابة تلك  الخطابات ومواضيع أخرى بالكاد أفهمها حول عملهم هذا. الكلمة الوحيدة التي فهمتها كانت، المال والأموال.

ونعم، أنا وإيما نكتب في تلك اللعنات منذ السادسة مساء وحتى الأن -الثانية صباحا- نجلس في غرفتي التي تم ايصادها من الخارج بالمفتاح بطلب من ذلك الأخ الأحمق النذل. أمهلنا إلى منتصف نهار الغد، وأخبرنا أنه لا خروج من الغرفة إلا وجميع الملفات مكتملة.

اللّعنة عليه.

هل هكذا يبدأ الناس عطلتهم الصيفية؟

إيما كانت غاضبة جدًا لأنها علقت معي في الأمر دون أن تستطيع الفرار منه، وقد كانت تتجاهلني تماما وإذا تحدثتُ تصرخ في وجهي.

خرجتُ إلى الشرفة أحدق في أضواء الحديقة الخلفية وأتنهد بقوة محاولة فتح عيناي والذي بدأ النعاس يلعب بهما. لقد انتظرت هذا اليوم على أحر من الجمر فقط لأنام لأسبوع، لكن انظروا الأن.

آيزك الأرعن غارق في عالم أحلامه بينما أنا هنا أسبح بين كومة من الكلمات الغريبة وإضاءة الحاسوب التي تكاد تعمي عيناي. تبا لفضولي وحظي.

لم يكن لقب إيما لي بـ'مغناطيس جاذب للمشاكل.' عبثًا.

"ييـرون!!"

"حسنـا، قادمـة."

عدتُ إلى هذا العمل المقيت والممل وأنا أفكر في شيء واحد، يستحيل أن أعمل في الشركة أبدًا. أفضل العمل في مطعم صغير، مسح الطاولات وغسل الأواني وتقبل توبيخ المدير على هذا العذاب.

كنتُ أفكر بالأمر كثيرا لدرجة أني لم أدرك إلا وأنا أحس بالنعاس ينال مني لأسقط رأسي فوق السرير.

صوتُ خافت وصل مسامعي وجعل من جفناي ينفرجان بانزعاج، ما هذا الصوت؟ استقمتُ من وضعيتي غير المريحة وأنا أحدق في الباب حيث مصدر الصوت.

أحدهم يحاول فتح الباب عبر المقبض لكنه كان مغلقًا، استمر الأمر لثوان قبل أن يتوقف ثم سمعتُ صوت خطوات مبتعدة. من هذا؟

أخفضتُ بصري إلى إيما التي كانت نائمة بدورها في نفس وضعيتي ورأسها أمام الحاسوب الذي كان مفتوحا، أغلقته كما فعلتُ مع خاصتي ثم توجهتُ إلى الأمام. اللّعنة طار النعاس من جفناي الأن.

مالذي سأفعله الأن ببقائي هكذا؟

صوت داخل عقلي كان يشمت بي ساخرا ويخبرني أن أعمل وأعوض الأوقات التي كنتُ أضيعها قبل قليل أمنح إيما شرف الانتهاء من أكبر قدر من العمل.

خرجتُ من الحمام وحدقتُ بساعة هاتفي التي كانت تشير إلى الرابعة وثلث، جيد لم أنم حتى ساعتين كاملتين. خرجتُ إلى الشرفة مجددًا ولسعني الجو البارد قليلا لهذا الوقت لكني لم أهتم.

نظرتُ للأسفل وانتبهتُ إلى دخان خفيف كان يخرج من تحت المظلة الشمسية الكبيرة التي تغطي الطاولة. أظن أنه رين يدخن هناك مجددًا!!

هل هذا يعني أنه لربما هو من جاء إلى غرفتي منذ قليل وحاول فتحها؟ وإن كان.. لما فعل هذا؟

لم أملك طريقة للتأكد من هوية الذي حاول دخول الغرفة لكني متأكدة من هوية رين بالأسفل. مالذي يفعله بالأسفل في هذا الوقت؟ لم أعد أستطيع إحصاء عدد المرات التي وجدتُه فيها هناك بالأسفل..

آخرها كانت الأسوَء وجعلت من القشعريرَة تسري بعظامي لمجرّد تذكر ملمس الخنجَر بركبتي وعنقي.

لحظة!! لماذا حتى قد أهتم بشأنه؟

أفيقي يا غبية إنه نفسه الذي أهانكِ قبل يومين بل مسح بكرامتكِ الأرض. طفولية ووحشية وبالغة بعقل طفل، واو!! هل كان يكن كل هذا لي؟ بل واتضح أنه يخجل مني ومن أني أحمل لقبه.

اللّعنة عليه وعلى لقب باركر وحامليه. من قال إني أريده؟ عيد ميلادي اقترب وعندما أصبح في السن القانونية سأتحرر من هذه العائلة بشكل رسمي وقانوني، فأنا لا أحتاجها هي أو مشاكلها.

دخلتُ وصفعتُ باب الشرفة بقوة ليصدر صوتا عاليا لا يهمني إن سمعه، ولحسن الحظ أن نوم إيما ثقيل وإلا لكانت رمتني بالحاسوب الذي أمامها. عدتُ للعمل أنتظر من النوم أن يزورني مجددًا.

______

"عليكما النظر إلى نفسيكما في المرآة، تبدوان كجثتين متحركتين."

هل عليّ ضربه الأن؟ للأسف جفناي بالكاد يفتحان وأخشى أن يؤثر هذا على تصويبي فأصيب أمي بدله، وحينها يا مرحبا بمصيبة أخرى.

"فقط اخرس ودعني أنعم بالهدوء بدل صوتكَ المزعج." كان هذا أقصى ما قد أتلفظ به نحوه في وجود أمي لذا كنتُ أصكُ أسناني بحنق وأنا أراه يقهقه بشماتة.

"من كتبت مقالة الاستثمارات الأجنبية؟" قاطعنا صوت أمي لألتفت لها بحاجب مرفوع، كانت هي قد بدأت بمراجعة ما قمنا بكتابته إلى حين وصول ذلك اللعين والذي أتمنى أن تنقلب سيارته وسط الطريق.

"لستُ أنا." إيما نفت بصوت مستغرب، لذا حتما ستكون أنا.

ضيقت أمي عينيها بحزم نحوي ثم سألت: "هل كنتِ واعية حين فعلت ذلك؟ لقد أعدتِ كتابة الفقرة ثلاث مرات بالإضافة إلى الأخطاء الاملائية الجمّة." وحتما انفجار آيزك بالضحك لم يزد إلا غيظي وحنقي.

دحرجتُ عيناي بملل وأسندتُ رأسي فوق يدي على الطاولة. "اشكري الإلـٰه على هذا، لقد كتبتها في الخامسة صباحا بأجفان نصف مغلقة." لا أعلم حقا إن كان هذا المقال هو الذي كتبته عند الخامسة، لأني لا أتذكر كوني كتبته أصلا. لكن أيا يكن.

"في الحقيقة لم تكن هذه الأخطاء الوحيدة الموجودة."

"أمـي أرجـوكِ!!" توسلت وهي اكتفت بالتنّهد والعودة إلى المراجعة في صمت، أخيرا بدأ طعام الغداء يصل والطاولة تمتلئ شيئا فشيئا وها هو الوغد رين يهبط الدرج ويتجه إلينا. ألـم يذهب للعمـل اليوم؟

ما شأني به؟ فليذهب للجحيـم السّابعة إن شـاء.

أعطاني نظرة متعالية وهو يجلس بجانب آيزك فاكتفيتُ بدحرجة عيني بتململ وحرصتُ على أن يرى ذلك. بعد لحظات قليلة أخرى وصل اللعين الأخر الذي أعطاني نظرة باردة وهو يصعد لغرفته وبعد دقائق قليلة عاود الهبوط وجلس في مقعده بجانبي.

بدأنا الأكل في صمت مطبق، لكن حرب النظرات كانت قائمة، أقتنص النظرات إلى الذكور من حولي وأتمعن في طريقتهم في الأكل مصلية في أعماق قلبي أن يختنق أحدهم بالطعام، وإن كان ثلاثتهم فهذا حقا يوم حظي.

"بالمناسبـة!!" قاطع صوت أمي جو السكون هذا وأعارها أغلبنا انتباهه، كانت تنظر إلى أليكساندر بعد أن وضعت شوكتها ومسحت ثغرها بالمنديل بطريقة نبيلـة: "فيما يخص تدريب الفتاتين، أظـن أن الغد سيكون مناسبًا للبدء." أمالت حدقتيها الزرقاوتين نحونا: "ألـيس كذلك؟"

هززتُ كتفي بغير اهتمام وأنا لا أزال أحرق الأشقر أمامي بنظراتي ولاحظت هي ذلك لتضحك بخفوت، هي موقنة بالسبب بالفعل. لن يهدأ لي بال حتى أنتقم منه أو ينال عقوبته الإلـٰهية. أي شيء ليشفي غليلي.

"توقفي عن البحلقة فيّ فأنا لن أختنق بالطّعام كما تأملين." صوته خرج متململاً وكتأكيد لكلامه هو توقف عن تناول الطّعام ورمى نظرة بنفس نبرته من طرف جفنه قبل أن يسحب الحاسوب ويضعه فوق حجره.

"بالطّبع، كمـا تريديـن. سأحرص على تجهيز الأفضل خصيصًا لهما." محاولة كبحِ آيزك لضحكته الصّاخبة أعطتني فكرة عن كينونة الأفضل التي يتحدث عنها. أظن أن ما فعلناه اليوم كان مجرّد ديباجة للعقاب الحقيقي الذي ينتظرنا غدًا.

"ما هذا؟" قال بعدم إعجاب قبل أن يسحب مقلتيه من شاشة الحاسوب نحوي فحذرته بساببتي التي رفعتها أمام وجهه: "ولا كلمة، لقد حذرتكَ مسبقًا بأني لا علاقة بهذا العمل، وهل استمعت لي؟ لا، إذا إياك والتذمر مجددًا."

أنا لم أدعه يضيف كلمة لأني نهضت وسحبت إيـما معي أعطي جميعهم نظرات حازمة منزعجة، وهم يراقبونني بملامح متجمدة وكأنهم لم يتوقعوا انفعالي اللامبرر. بالطبع الأمر لا يشمل آيزك الذي يشير لي بيده بالإبتعاد وكأنه يهشُ كلبًا ضالاً.

سحبتُ إيـما خلفي حتى وصلنا إلى غرفتي وهناك أغلقت الباب أتنهد براحة وأنا أرى الغرفة تبرق من النظافة، لقد كانت قبل نصف ساعة من الأن مزبلة لا تستطيع أن تمشي خطوتين فيها دون أن تتعثر بشيء ما.

"مالمقطع الدرامي الذي افتعلتيه بالأسفل؟" سخرت وهي تتجه للخزانة لتفتحها، ركضت ثم قفزت ورميت بجسدي فوق السرير أسمع صوتًا جعلني أخاف إن كنتُ قد كسرته. هييه لحظة!! لم أرى لحد الساعة شيئا غير فخم منذ وطأت قدمي هذا البيت ولن يكون السرير استثناءً.

"وأنا لم أعهدكِ صامتة كمن أكل القط لسانها." تنفستُ بعمق ضدّ الملاءات وأنا أسمع بضعة أصوات خافتة تدل على أنها ترتدي ملابسها الأن.

"أنا صامتة دائما هكذا، لكن اليوم كان عليكِ سرقة الأضواء بهذا العرض الدرامي المبتذل." رفعتُ رأسي بسرعة نحوها لأجدها تعدل أكمام فستانها أمام المرآة، وعندما التقت عيناي بخاصتها عبر انعكاس المرآة رفعت حاجبًا تسأل بانزعاج: "ماذا؟"

هل أخبرها؟ أم علي التأكد من هويته أولاً؟ لربما هي تعرف بالأمر فعلا ولم تخبرني لأنها تظن أنه أمر لا طائل منه. لكني سأصحح وجهة نظرها بقول أن آيزك أخذ الأمر بشكل جدي.

لن أخبرها بأمر الصور حاليا، فأنا أحتاجها لأهدده بها لأنني لازلت سأستقبل وجهه المغيظ مستقبلا.

"أخبريني يـا عزيزتي!!" نهضتُ من مكاني وأنا اتجه نحوها حيث كانت ترتب خصلات شعرها القصير، نظرت لي بملل: "لست مرتاحة لهذه النبرة. ليكن، ماذا لديك؟" وقفت خلفها وأمسكت بكلا كتفيها أديرها للأمام وأحدق في انعكاسها بالمرآة.

"هل تكنين مشاعر لديلين؟" اتسعت سودويتاها قليلاً وانتبهتُ أنها ارتبكت قليلاً قبل أن تغال ذلك بملامح حازمة وغاضبة: "ما هذا السؤال السّخيف؟"

"ليس سخيفا بل أكثر من عادي، وإجابته أكثر من سهلة. إما نعم، أو لا." هززتُ كتفي ببلادة وأنا أتحدث ببرود فتنهدت تنزع يدي من كتفيها وتستدير نحوي لتخفض نظراتها لي بسبب فرق الطول هذا الذي أكرهه.

"بل سخيف جدًا، لما سأواعد شخصًا لا أحبه يا حمقاء؟ تعلمين أني لستُ من تلك الفئة اللاتي يحبذن اللهو مع شاب كل يوم." رغم ملامحها الثابتة ورفعها لحاجب لي تستخف بما قلته مسبقا وبالرغم من منطقية حديثها إلا أنني أحس بأن هناك شيئا خاطئا.

أولا، هي ليست من هواة المواعدة وهاته الأمور وهي حتى لا تختلط بالجنس الأخر أو تخالطه، حتى أن البعض يمقتها ويناديها بالمعقدة. ثانيا هي لن تخاطر وتواعد في هذا الوقت بالذات حيث علمت أن حياتها لم تعد عادية كأي شابة في مثل عمرها، بل إنها علقت في متاهة مع أكبر عصابات البلاد وأخطرها.

لا أظنها ستكون بتلك الحقارة وتشرك ديلين في هذه المعمعة. لا أفهم!! هي حتى لا تحبه. ديلين شاب ذكي، لطيف ووسيم جدا وأي فتاة ستتمناه لكن ليست هي أو أنا من سنفعل.. لأنه مجرّد صديق.

"هل تعلمين مالذي اكتشفته؟" سألت بخبث واستمتاع لملامحها التي تدل على أنها لم تتوقع أن أغير الموضوع هكذا، وفي الحقيقة أنا لم أغيره بل وصلت للهدف بالفعل.

"ماذا؟" سألت بارتياب وهي تضع نظاراتها فاتسعت ابتسامتي أكثر وكنتُ على وشك فتح فمي لأدلي ما بجعبتي لولا طرقة الباب التي أجفلتني ثم صدح صوت صريره في الغرفة.

أليكساندر ظهر من خلفه يضع يدا بجيب بنطاله والأخرى فتح بها الباب. تهكمت بوجه متجهم: "هيه!! كيف تجرؤ على اقتحام الغرفة هكذا؟ ماذا لو كنتُ أغير ملابسي؟" لحسن الحظ أني لم أفكر في الأمر بالفعل.

نظره كان على إيما يعاينها بتعبير بارد ثم بدا أنه انتبه لي حين صرحتُ بتعبير شبه صارخ فتنهد يهدِر بنبرة ساخرة: "اوه، يا لسوئي حظي فعلاً لأني دخلتُ قبل حدوث المشهد المروع." تجمدت ابتسامته الساخرة في تعبير قاس قبل أن يردف: "ماذا وظيفة الحمام في غرفتكِ تحديدا يا ذكية؟"

أرجوا ألا يلاحظ منامتي الزرقاء -التي كانت ترتديها إيـما- فوق الأرض بجانب الخزانة بعد أن غيرت الحمقاء ملابسها وتركتها هناك.

تقدم للأمام نحونا ونظراته على إيمـا التي اتخذت خطوة للخلف بتعبير حذر ومنفر، رغم ملاحظته لذلك إلا أنه لم يبدي رد فعل وبدلا من ذلك أخرج ظرفا صغيرا من جيبه ومده نحوها، مما جعل كلتانا تبدل نظراتها بينه وبين الظرف.

"ما هذا؟" سألت بريبة، بوز شفته وهز كتفيه وهو يقول: "افتحيها وستعرفين."

أخذت عدة ثوان قبل أن تمد يدها وتلتقطه لتفتحه ببطء وكأنها خائفة من معرفة ما به، ولا أعلم لما توترت معها وجاء إلى ذهني شخص واحد. سام!!

هل يعقل أنها رسالة منه إليها؟

أحبطت توقعاتي حين لمحتُ الخط الذي كان مكتوبا بالحاسوب إضافة إلى هيكل الكتابة المنظم، التقطت الكثير من الكلمات الرسمية التي لم أستطع استيعابها. عيناي حطتا على جملة فهمتها. 'استحقاق تعويض بقيمـة ثلاثة ألاف باوند.'

ما هذا؟

أخفضت إيـما الورقة واستهجنت في وجهه. "مالذي يعنيه هذا؟" قطب جبينه بغير إعجاب وهو يبدل وضعية وقوفه ليستند على القدم الأخرى: "هل أنت غبية؟ ألا تستطعين قراءة وثيقة رسمية واستخلاص المفيد منها؟"

سمعتُ صوت تكور الورقة بين يديها: "لستُ غبية لألا أدرك بأنك تطالبني بتعويض قدره ثلاثة آلاف لعينة. سؤالي كان بأي حق توجه لي هذه التهمة وأنا لم أمسس حتى مغلفك اللعين في ذلك اليوم؟"

أوه!! أصابني الإدراك الأن بعد جملتها. هل هذا يعني بأنه كان جادا عندما أخبرني بأمر تلك المسائلة القانونية؟
واه، هذا مثير.

هز كتفيه بغير مبالاة وهو ينظر إلى الورقة المكورة بين يديها قبل أن يرفع زرقاوتيه نحوها مجددًا: "لا يهم الأمر طالما أنت السبب في تلفها. لو لم تصطدمي بي بعنفٍ لما كنا في هذا الأمر الأن."

"لماذا حذفتَ جزئية أنك من أوقعته وسمحت لميشا بالفرار به؟" أحس أن إيـما ستنقض عليه بعد ثوان وتكسر استفزازه هذا.

"لا يهم، كل ما يهم هو أن القانون لصالحي وإن لم تدفعي ستتعرضين للمساءلة بالفعل بما أنكِ بالغة قانونيا على ما أظن." رفع حاجبه عند أخر جملة وكأنه يسألها وهذا جعل أعصابي تفلت فما بالك بها.

"أيها الوغد القذر." هسهست بخفوت لفرط القهر وهذا جعل قلبي يلين أكثر لحالها لذا قررت التدخل.

"كنتُ أظن أن آيزك الطفل الوحيد في هذا البيت!!" استرعيتُ انتباهه أخيرا وهو ينظر إلي بغير استيعاب ثم حرك رأسه بمعنى 'ماذا قلتِ؟' حسنا أعلم أن الجملة والمعنى وصلاه، لكنه الأن يعطيني فرصة لتغيير جملتي قبل أن ينحرني.

"جميعنا نعلم أن هذا المبلغ لا يشكل ذرة قيمة بالنسبة لك، لكنك تصر على أن تدفعه لك." إيـما أيضا رفعت رأسها تنظر نحوي بترقب لما سألفظ به تاليا. عقدتُ ذراعي ضدّ صدري وأحاول كبح ابتسامتي عن الإنفلات و المحافظة على ملامحي الجادة: "أتساءل إن كنت ستفعل نفس الشيء لو كانت فتاة أخرى مكانها!!" 

اتسعت عينا إيـما بشيء من الاستغراب والريبة وكذلك هو. لا أعلم كيف طنت فكرة في رأسي تناشدني على استغلال الموقف للبحث عن إجـابة لسؤالي، رغم ردة فاله الباردة من المرة الفائتة لكن هذا الموقف يعيد الشكوك حوله.

تفاجأتُ به يبتسم باستسلام وهو يخفض رأسه نحو الأرض لثوان.

مهلا!! هل هو يبتسم الأن؟ لابد وأنني الأن أدركتُ سبب وجهه النكِد دائمًا، لأنه أهون من ابتسامتِه الشيطانية هذه.

"معكِ حق." رفع رأسه ولا تزال ابتسامته تتلبس شفتيه إلى أنها غدت ساخرة وهو يعيد بصره إلى إيـما: "لم أكن لأفعل نفس الشيء بل كنتُ لأقتلها قبل أن ترمش حتى."
اوه!! هذا دموي جدًا.

لم يبدو من ملامحه أنه يمزح لذا قهقهت بتوتر وأنا أضرب كتف إيـما بخفة: "أتسمعين؟ إنه يلمح بأن حياتكِ لا تساوي أكثر من ثلاثة ألاف باوند. لكن انظري للجانب المشرق يا صديقتي، على الأقل هو لن يقتلك."

لم تنظر إلي ولا يبدو مزاجها ملائما للمزاح البتة لذا سحبتُ يدي إلي ومعها كبريائي الذي يشتمني لمحاولة كسر جدية الموقف والذي بالمناسبة يأخذ منحى مكهربا.

"كفاكَ لفًا ودورانا فقد سئمتُ من ألاعيبك، وأخبرني مالذي تريده بالضبط مني فأنت تعلم بأني لن أستطيع الدفع لك."

صحيح، من الواضح أنها له غايَة من افتعالِ كلّ هذه المعمعَة!! ثلاثة ألاف باوند هذه ربما لا تصل حتى لثمنِ أحدِ معاطِفه، لكنّه يريد شيئا آخر غير المال.. وإيمـا تدرك ذلك.

كان يدوِر مفاتيحه بسبابته ولا أعلم حتى متى أخرجها وابتسامته الثقيلة اتسعت لأنه لربما وصل إلى هدفه. استسلامها.

"لكن شقيقك يفعَل." رفع حاجبَه في تساؤلٍ مزيّف وشتيمَة إنفلتَت من ثغرِ إيما بجانبي، لأنه فعلاً جعلها تخرجُ من هدزئها وثباتِ نفسِها.

إنه حقا نذل ولعين. أرغب حقا في لحمِ قبضتي بوجهه.

يده توقفت عن اللعب بالمفاتيح وأخفضها إلى خصره قبل أن يتقدم خطوة نحوها ويخفض جذعه إليها حتى قارب وجهه خاصتها بمسافة متوسطة. "وأنا سأكون رحيما بكِ لأجل شقيقك وأسقط التعويض عن عاتقكِ فقط إذا كنتِ مطيعة واعتذرتِ لي_" أشار بعينيه للأسفل مردفا بأكبر ابتسامة لعينة رأيتها في حياتي: "جاثية على ركبتيك."  

هذا_ هذا شيء لا يستطيع عقلي استيعابه، درجة نذالته تخطت الحدود التي يمكنني استيعابها وهو تخطى بذلك رين. هل الحقارَة تسري في شرايين هاته العائلَة بدل الدّماء؟

هل ما حدثَ حقا بشأن العقد يستحقُ كلّ هذه الجدّية؟ يستحقُ اعتذارًا منها جاثيَة على ركبتيها؟ بدأتُ أشكّ في أن ما حدثَ بينهما أمرٌ آخر لم تفصِح إيما بشأنِه.. وهذا كان إنتقام أليكساندر منها.

الشرارة التي كانت تشتعل داخلي لفرط القهر بدأت تخمد تدريجيًا حين دوى ذلك الصوت الذي كنت حقا بحاجة لسماعه، ومع سقوط ابتسامته المستفزة وتحورها إلى دهشة غير مستوعبة وبدء بشرته في الإحمرار اكتمل المشهد وجعل من ابتسامتي تتسع متجاهلة أمر أنه يراني لأن وجهه دار إلى جهتي.

استحقها، بل ويستحِق أكثرَ منها على وجهه الوقِح هذا.

"اذهب إلى غرفتك واستلقي فوق سريرك المريح لتزورك هذه الأحلام الوردية أيها الوغد. على جثتي سأفعلها." ثم حملت هاتفها لتتجاوزه وخرجت من الغرفة لتتركه متيبسا على نفس وضعيته المنحنية وينظر إلى مكان وقوفها بصدمة.

يده صعدت لتتلمس وجنته المحمرة وهنا لم أستطع كبح ضحكتي أكثر فتعالى صوتي أجعل منه ينتبه لي وهو يضع تعبيرًا ممتعضا متمتمًا: "تلك اللعينة، كيف تجرؤ؟"

"عليك رؤية نفسك الأن، كان علي تصوير المشهد ونشره في الأنترنيت بعنوان 'رئيس أكبر مافيا في البلاد وفرع زارا العالمي يتعرض لصفعة من قبل فتاتة مراهقة' أين تلاشت الهيبة يا أخي؟" لم أمنع نفسي من التشمت به خصوصا وأنا أراه يصك أسنانه في محاولة لكبح غضبه بينما يده تمسح على وجنته.

"أنتِ لم تري شيئا بالفعل." جملته التي كانت بصوت خافت جعلتني أتوقف عن الضحك وأنظر له باستغراب وهو قد انخفض يلتقط الظرف والورقة المكوران واللذان رمتهما إيـما.

"مالذي تقصده؟" صفعتني ملامحه بتعبير بارد ولا أظنه يقوى على تكلف أي ابتسامة الأن. "أخبريها أنها ستعض أصابع يديها ندما على ما تجرأت بفعله الأن." ثم خطى إلى الباب وقبل أن يخرج توقف ولم يكلف نفسه عناء الاستدارة لي: "أو لا تفعلِ، سنلتقي غدا بالفعل."

وهكذا غادر يتركني مع كلماته المبهمة والتي أثارت القلق داخلي، كنتُ متحمسة لليوم الذي سنبدأ التدريب فيه لكن الأن لست متحمسة بقدر ما قلقة وخائفة.

ثم جملته الغريبة التي بدا أنه يخبر نفسه بها ولم يقصد أن يجعلني أسمعها تجعل الكثير من الشكوك تستوطن عقلي وتجبرني على التساؤل؛ يبدو أن الكثير حدث بينهما وإيـما لم تكلف نفسها بإخباري بذلك.

بل أنا متأكدَة من هذا الأن.

وهذا يجعل شيئا واحدا يطن في رأسي. أليكساندر يعود للمركز الأول منافسا بذلك آركيت.. وبشراسة.

______
يتبع..

السلام عليكم ♥️ كيفكم يا حلوين؟ مولد نبوي شريف ولا تنسوا تكثروا من الصلاة على الحبيب المصطفى (عليه أفضل الصلوات والسلام) في هذا اليوم العظيم.

شوفو مين حدث يوم الثلاثاء 😭 طبعا ذا ما كان نتيجة الإستفتاء الماضي لأنوا أغلبكم قالولي اعملي يلي يريحك. بس البارت كتبته بسرعة لهيك قرىت انشره هدية عتفاعلكم بالبارت الماضي ولي كان يخقق😭😭

والله شاهد أني احبكم واموت فيكم 😭 صارلي 4 سنين بالواتباد وبحياتي ما تعلقت بقراء مثلكم♥️ تعليقاتكم تصنع أسبوعي كله، بمجرد ما اتذكر انو في ناس تستناني يوم الجمعة وتسعد لما احط البارت احس بلخبطة بمشاعري وبالامتنان لكم ولايتيز الي جمعونا هون 😭

طبعا ذي نبذة صغييرة عن مشاعري نحوكم♥️ نرجع للرواية.

- رأيكم فالغلاف الجديد؟

- كيف البارت؟ افضل مومنت؟

- عقاب سونغ؟ 😂 محد توقعه ادري، بس هاد الشي مبدئي بس وكمان رحمهم شوي لأنو الصفقة بالأخير ما تلغت.

- ييرون والمعلوماتية خطان متوازيان. + تظنوا الي اجا للغرفة بالليل كان سانغ صح؟

- هوا ما ترك حكاية المغلف 😔😔 يبغاها تتعذر عشان كبرياءه.  كل ذي الدراما عشان يقولها اعتذري. ييرون ما كذبت لما قالت أنو في أكثر من بزر فالبيت. بشو يفكر الورع؟

- ردة فعل إيما!!

- تتوقعوا سونغ مرة أخرى رح يخليها تنفذ بفعلتها؟

- بعد المشهد ذا، فكروا مع ييرون. من كان يقصده وويونغ؟

- ودونت ووري جاية تترقب ردة فعل سان بعد وتتفشل طبعا😂😂

- وأخيرا وليس أخرا بكرا نبدا التدريبات ونتوغل فأجواء العصابة الحقيقية. هرمت عشان اللحظة دي 😭😭 ريدي فور مومنتات الخفقان+ الفشلات طبعا 😂

- نمط يونهو: ISTJ
نمط وويونغ: ESFP
البارت الجاي نمط هونغ وسان.

سؤال ماله علاقة بالرواية: الكل عارف أني سونغ ستان، بس حدا فيكم يقدر يتوقع مين الريكر؟

في الفصل القادم:

"أحبطتِ محاولتي في أن أكون نبيلاً."

"ماذا أرى؟ انسحاب من أول خطوة؟! هل تعلمين ماذا ستكون ردة فعل أخويك حين يعلمان بانسحابك في أول مرحلة بينما هما يعتبران أسياد المكان؟"

"ماذا؟ توقفوا عن النظر إلي بهذه الطريقة وليتقدم منافسي لأمسح به أرضية البلاط."

"ييجي!! مفضلتي الجميلة."

"كنتِ طوال الوقت تسترقين النظرات نحوي، هل علي الاغترار بنفسي والقول بأنكِ واقعة في حبي مثلاً؟"

- توقعاتكم للقادم ونسبة حماسكم؟

- لو عجبني التفاعل وقدرت أخلص البارت انزله بالجمعة أو سبت، ولو ما قدرت انتظروا حتى الثلاثاء. سو إلى ذلك  الوقت بإذن الله ♥️

Continua a leggere

Ti piacerà anche

3.4K 429 9
"نجمةٌ ما في السماء ، أمامَ مقعدنا الخشبي ، استمعُ لموسيقاك ، يانجميَّ الفريد".
264K 13.6K 69
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
135K 9.5K 92
وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا نَتَنَهَّدُ أَكْثَرَ مِمَّا نَتَنَفَّس .. ( #1 في "البوح". ) (#1 feelings.) (#1 thoughts )(#1 في "خواطر". ) - ممنوع الاقتباس أو...
1K 94 3
فيانا رونبيرك،المستذئبة الصغيرة التي عُرفت بشيئينِ أثنينِ،أو هوسينِ أن صح التعبير..عشقها للون البنفسجي و هوسها بفكرة العثور على رفيقها. رغم أنها لم ت...