PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

By Lilas_psh23

74.4K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... More

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

١٩| توجس وارتياع.

729 78 431
By Lilas_psh23

ييرون:

من كان لـيصدق أننا عدنا إلى نفس المشفى الذي كنا به بـالأمس؟ إن القـدر حقًا شيئ ما!!

خرج الطّبيب منذ ربع الساعة، يطمئننا أن حالة المدعو لوكاس مستقرّة لأنه أصيب برضوض خفيفة إلى متوسطة الشّدة. بينما كانت حالة أليكساندر خطيرة لأنه كان لربما الأقرب إلى موقع الإنفجار مما جعل اصطدامه بحافة الرصيف عنيفا. وهذا ما أدى إلى حدوث نزيف لدماغه، الجراحة انتهت منذ مدة ونحن ننتظر الأن استيقاظه.

لكن الأسوء.. هو أنه قد يضطَر للدخول في غيبوبة.

كنا ننتظر بصمت لكن في جو متوتر أنا، رين، أمي، السيدة سومين، آيزك، جايدن، آركيت وكريستيان. الرواق كان مكتظًا حرفيا. سُمحَ لنا برؤية لوكاس بعد أن يستيقظ لكن بالنسبة لأليكساندر فالأمر غير معلومٍ إلى الأن حتى وقت استيقاظه، الطبيب لن يتمكن من تحديد ما إذا كان قد دخل في غيبوبة أم لا إلا بعد مرور عدة ساعات أخرى.. لذا ليس علينا الأن سوى الإنتظار.

لستُ على علمٍ يقيني بعقلية هذا الأخ، لكني وعلى قدري الضئيل بمعرفته لا أظنه سيطيل هذا النوم لأن حسابا ينتظره ليسويه.

الصّحافة تحتشدُ في الأسفل أمام باب المستشفى لذا اضطرِرنا إلى الإستعانة بحراس شخصيين أكفاء يمنعونهم من الولوج. نشرات الأخبار في فوضى والخبر انتشر كالنار في الهشيم مؤكدين أن هذه العملية تَتِمة لاغتيالات رؤساء الشركات.

حتى ايما اتصلت قبل قليل تتأكد من الخبر، وأخبرتني أنها قادمة لكني نهرتها عن ذلك مبررة أنها لن تستطيع اثرَ الفوضى في الأسفل، فصمتت موافقة.

"مالذي تقوله؟ كانا يحملان أسلحة؟" صوت آركيت المصدوم اندلع وأحصى انتباهنا جميعًا نحوه بفضول، في حين استوعب هو مستوى صوته ليخفضه ويستدير معطيًا إيانا ظهره متحدثا عبر الهاتف. "أخبرني أنكَ تصرفت حيال الأمر؟"

لكنني كنتُ لا أزال أستطيع سماعه لأنني كنتُ الأقرب إليه. لاحظتُ نظرات رين المبهمة نحو آركيت وأفعاله وكانت بضع ثوان فقط قبل أن يتقدم ساحبًا الهاتف من يدي غرابي الشعر يضعه في أذنه ويبتعد عنا متحدثا بهدوء.

مؤسف.. ضاعت فرصة التصنت معه.

نظرتُ إلى آركيت الذي كان يتبادل نظرات ذات مغزى مع كريستيان قبل أن ينتبه لنظرتي نحوه ويلقي ابتسامة متكلفة نحوي رابتًا فوق شعري عندما تجاوزني. قبلها هو همس في أذني: "لا بأس، كوني قوية ستعتادين على الأمر."

بحقه!!

هل يظنني متأثرة، حسنا ليس تمامًا لكن ليس لدرجة أن أبكي أو حتى يبدو التأثر على وجهي. أليكساندر لم يشعرني أبدًا بكونه ذلك الأخ العطوف -بغض النظر الحالات النادرة من الإهتمام الذي يبديه لي- ولربما يعود ذلك إلى عاطفته التي أشك في كونها موجودة وبالتالي جامد ومتجهم على الدوام.

لماذا أتحدث عنه فقط؟ شقيقه أيضا لديه إعاقة في التصرفات هو الأخر، للحظة أشكُ في محيط تربيتهما، مالذي عاناه حتى يصبحان متبلّدان هكذا؟ ما زلتُ أعتبرُ سام أخا أفضل منهما بمراحل.

أمي كانت هادئة بشكل غريب، لم تصرخ أو تبكي وبالكاد يبدو عليها الحزن أو التأثر على حالة ابنها. تحادث كريستيان بجانبها والسيدة سومين تارة وتارة أخرى تتحدث عبر الهاتف في مواضيع تبدو رسمية ومتعلقة بالعمل.

عقلي مشوش ومضطرب أكثر مما فيه عند رؤيتها. حتى أنني سمعتها تخبر أحدهم عبر الهاتف أنها ستحاول القدوم. وأنا من كنتُ أعد نفسي لمواساتها عند انهيارها. أ ربما عملهما في هذا المجال جعلها تعتاد على إصابة ابنيها إلى درجة أنها اكتسبت مناعة ضد هذا الأمر؟

"المريض استيقظ، أرجوكم تفضلوا بهدوء إليه ولا تزعجوه بكثرة الحديث." قاطعنا صوت الممرضة التي أشارت إلى الطريق بيدها وجميعنا نهضنا نتبعها.

دخلنا الغرفة وكان الطّبيب هناكَ يطمئن عليه ويتفحصه في حين كان المدعو لوكاس يومئ فقط، كانت هناك لاصقات وضمادات طبية تزين وجهه، أنابيب متصلة بإحدى يديه بينما الأخرى ملتفة بشاش مربوط حول رقبته.

وعندما خرج الطاقم الطبي من الغرفة، سارع الجميع نحوه يطمئنون عليه حتى أمي التي تغير وجهها مئة وثمانين درجة بمجرد رؤيته هكذا وأخذت تؤنبه على عدم حذرهما وانتباههما من المترصدين بهم.

"لم أدرك حتى كيف علموا بشأننا، بل ومتى زرعوا القنبلة في السيارة من الأصل." لوكاس تحدث بخفوت وبدت ملامحه حانقة بل وفي نفس الوقت بدا أنه يؤنب نفسه.

"لا عليك، لقد بدأنا بالتحقيق في الأمر." طمأنه كريستيان إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتهديئه لأنه رفع بصره الغاضب نحوه: "أنتَ لا تفهم، كانت خطتنا مُحكَمة الصنع، عمِدتُ إلى الإلتفات إلى جميع التفاصيل والترّصد بجميع الأخطاء التي يمكُن أن تعيقنا. هناكَ خائن لعين بيننا."

وضع رين يده على كتفه متحدثًا بهدوء: "كفَّ عن التفكير، دعنا نتدبر الأمر بينما اهتمَ بنفسكَ الأن واحرص على أن تشفى في أقرب وقت." تنهد لوكاس مومئا بموافقة وهو ينكِسُ رأسه للأسفل لثوانٍ قبل أن يرفعه مجددًا ويتحدث بنبرة استدراكية: "أليكساندر!! أين هو؟ كيف حاله؟"

عمّ الصمت للحظات وبدى ان الجميع كان مترددًا في إخباره لذا صاح بإستغراب: "ماذا؟ لما أنتم صامتون هكذا؟ أين هو؟"

"لم يستيقظ بعد." دفعه رين ليعود للإستلقاء بعد أن كان يحاول النهوض، ثم ابتعد خارجًا: "خمسة اهتمَ بإخفاء أي شيء قد يكون ضِدكما، أما أنتَ استعد فالشرطة قادمة لإستجوابكَ بعد قليل." ثم دفع الباب خلفه تاركًا غمامة ضبابية تلفُ الجو.

خمسة؟ من يقصد؟ هل ينادون بعضهم بالأعداد؟

"حمدًا للّه على سلامتكَ لوك، هذا هو المهم الأن." تحدث جايدن مبتسمًا يحاول تلطيف الجو إلا أن كثرة التنهدات طغت على الغرفة.

الجو مكهرب ولا يساعد أبدًا على الإسترخاء والإطمئنان حتى لمجرد أن أحدهما قد استيقظ.

فُتح الباب فجاة على مصرعِه وولجت فتاة شقراء بسرعة لتقتربَ من السرير ولا إراديا أفسحنا لها المجال لتمر. "لوكاس هل أنتَ بخير؟ يا إلـٰهي!! كيف حدث هذا؟" قفزت عليه توزع لمساتها على جسده ووجهه بلهفة واندفاع.

لحظة؟ شعر أشقر قصير وعينان عسليتان!! هذه الفتاة.. أليست التي رأيتها الأمس في عيادة رين؟ إنها هي.

مالذي تفعله هنا؟ وما علاقتها بالعائلة ومعارفها؟ كانت مع رين والأن لوكاس!!

"كيف ينزلقُ حذركَ إلى هذا المستوى أيها الأحمق؟" أنبت باكية وهي تمسكُ بيده: "هل تعلمُ ما حدث لي بمجرد أن سمعتُ الخبر؟ لماذا تفعل هذا بي أخي؟"

أخي؟

هذه الفتاة شقيقة لوكاس؟! صحيح..

كيف لم ألاحظ الشبه الكبير بينهما؟ تدرج مقارب للون الشعر ونفس العينين العسليتين. يالي من غبية.

"آسفة على انفعالي هكذا." كان لوكاس يمسح دموعها بيده الحرة ولم أسمع ما كان يقوله لأن تركيزي كان منصبًا عليها بشكل كبير. من تكون وما صلتها برين؟ حسنا.. شقيقها هو سكرتير أليكساندر لكن ماذا عنها؟

بحرص، راقبتها تهدأ تدريجيًا مع كلمات لوكاس المهدئة ونبرته الحنون، انتشلها سريعًا من بحر التخبطّ والانفعال الذي كانت تغرق فيه، حتى أن ابتسامة طفيفة ارتسمت بشفاهها على ما يبدو أنها طرفة ألقاها شقيقها.

بدأت في التحدث مع الجميع بشكل طبيعي وبدت أنها على معرفة وثيقة بهم حتى حطت عيناها عني وتيبس جسدها فجأة، أنا على يقين أنها تذكرتني وربّما هي حتى تهمس لنفسها بـ'لماذا مفسدة اللحظات هذه هنا؟'

وللمفاجأة، هي ابتسمت لي، واحدة خفيفة لكنها كسرت جمود لحظة لقائنا الأول في العيادة. ثم سريعا تجاوزتني تستمر في الحديث مع البقية إلا اني لم أهطها ردة فعل بالمثل، فقط استمريتُ في تتيعها بنظرتي ولم أكن أعلم أن البعض لاحظني إلا عندما اقترب جايدن مني يصدمُ كتفه بخاصتي متمتمًا بقربي: "على رسلك. لو كانت النظرات تحرق لكانت رمادًا الأن."

رمشتُ سريعًا أضع ملامح البلهاء بوجهي. "ماذا تقصد؟" رأسه دنا من خاصتي وحروفه انغرسا بطبلة أذني. "هي لا تعجبك. عيناك تقول ذلك." نظرتُ له ألوي شفتي بعبوس: "هل هذا واضح إلى هذه الدرجة؟"

أومأ بتريث وتأسف مزيف يجعلني أعض على شفتي، غير أنه أضاف رافعًا كتفيه. "لا عليك، أنا معك.. لا أستطيع تحملها."

"حقًا؟!"

زم شفتيه مومئًا بحزن مصطنع: "كثيرًا!!" ضحكتُ مبعدة عيناي عنه: "جيد في تحسين المزاج!!"

"مالذي تتهمسان بشأنه؟" آيزك أدخل رأسه بيننا متسائلا بتحاذق وهو يبعدنا عن بعضنا ويتوسط المكان بيننا بإبتسامة رضى والتي سقطت بمجرد أن أجابه جايدن ببرود: "توقف عن حشر أنفكَ الكبير وسط كل شيء."

اتسعت عينا الأخر قابضًا على أنفه. "أنفي الكبير؟ هل تدركُ ما تقول يا كتلة العظام؟" دحرج جايدن عينيه ساخرًا. "تقصد العضلات."

"لا فرق، ولعلمك فقط الجميع يتمنون الأنف الكبير الذي تسخر منه."

بعد قليل جاءت الممرضة لتخرجنا قائلة أن وقت الزيارة انتهى وأن الشرطة وصلت للتحقيق، بالرغم من اعتراضات شقيقته.

انقسمنا إلى مجموعتين، واحدة ستغادر للعودة لأعمالها والأخرى ستمكثُ لانتظار موعد استيقاظ أليكساندر والذي لايزال غير معلوم إلى الأن. كنتُ سأذهب ضمن المجموعة الثانية مع أمي والسيدة سومين والأحمق ابنها إلا أن أمي أجبرتني على العودة للبيت لأخذ قسط من الراحة، وأكدت على أنها ستتصل بي عند استيقاظه.

لم أحتج كثيرا على قرارها لأني كنتُ بالفعل منهكة فأنا لم أنم ليلة أمس ساعتين كاملتين بسبب أحدهم، كما أن قدمي لاتزال تؤلم إذا ارتكزتُ عليها. وبذكره أين هو؟

لم يكن في الرواق عندما خرجنا ولم نصادفه حتى في طريقنا إلى الباب السرية للمستشفى، حيث أن هذه الباب تستعمل لحالات الطوارى باعتبار أن المشفى يستقطب الكثير من المرضى المشاهير وكبار الشخصيات والتجمع عند بوابته شيء عادي لذكره.

خرجتُ برفقة الثلاثة عبر الباب وكنا جميعنا نضع كمامات وقبعات سوداء، إلتففنا شمالاً لنجد ثلاث سيارات سوداء مركونة أمام الرّصيف، وصوتُ إنفتاح إحداها صدَح ليسرع آركيت في ركوب مقعد السّائق وبجانبه كريستيان وأنا وجايدن في الخلف.

كنتُ لا ازال أعرج بقدمي قليلاً لكن ذلك لم يكن بالشيء الكبير فعلاً مع ما يحدث.

"مالذي يحدث؟ إن الوضع يتجه إلى الأسوء!!" صرّح كريستيان متنهدًا وهو يرتدي الحزام، آركيت أخرج هاتفه يضغط أزراره بسرعة. "علينا إعادة برمجة خططنا والتدقيق في جميع التفاصيل لتجنب مثل هذا الفخ المميت، هذا الخطأ لا يغتفر."

"راج اتصل بسايمون وأخبره أننا نريد شحنة الأسلحة قبل الموعد المحدد، لدينا حالة طارئة." هذا ما نطق به حين وضع الهاتف في أذنه ثم صمت قليلاً ليردف وقد احتد صوته: "اهتم بالأمر لا يهمني كيف، وحضر تقرير إحصائيات المزاد وضعها في مكتب القائد." أومأ عدّة مرات وكنت أستمع بإهتمام والذي قُطِع برؤية رين يمر من أمامنا متجها نحو سيارته التي تقبع خلفنا.

ذلك لم يكن ما أثار اهتمامي بقدر ما رأيتُ تلكَ الشقراء تنزل من سيارتها التي اتضحت أنها أمامنا وتتجه ناحيته. فتحتُ زجاج النّافذة ورحتُ أحدق فيهما حيث كانت قد وقفت تتحدث معه بغضب متأجج في ملامحها ولم تدعه يدلف لسيارته بعد أن فتح بابها، وفجأة إلتقت عيناي بخاصته فأسرعتُ أعيد رأسي للخلف أغلق النافذة وأنا أتنفس بحدة.

أرجوا ألا يسيئ الفهم ويظن بأني أراقبهما!!

فضولي أكلني مجددًا لألتفت للخلف وأجد أنها لا تزال تحدثه لأنه لم يبدو وكأنه يتفوه بأي كلمة، ثم سارت للجهة الأخرى لتدلف السيارة في اللحظة التي انطلق فيها آركيت بالسيارة بسرعة فابتعدنا عنهما. انتبهتُ فجأة إلى رأس جايدن الذي كان بجانبي وبدا أنه كان يراقبهما بدوره وعندما انتبه لنظراتي استدار نحوي يرفع حاجبه.

عدنا نجلس بإعتدال وحاولتُ تجاهل الأمر لكنه علّق: "تبدين فضولية اتجاه علاقتهما؟" نفيتُ برأسي: "ليس الأمر كذلك، لكني مستغربة قليلاً من أمر ما."

"والذي هو؟"

كنتُ ألعب بأصابعي وأنا أراقب المدينة من النافذة: "رين فقط يبدو متبلّد المشاعر وليس من النوع الذي قد يتخذُ صديقة أو شيئًا من هذا القبيل، هو بالكاد يحتملُ من حوله.. من قد تحتمله أصلا؟" توقفتُ اثر ضحكته الصاخبة التي جعلت كلاً من آركيت وكريستيان يتوقفان عن الحديث وينظران إلينا.

ضربتُ ذراعه بخاصتي متحدثة بعبوس: "مالمضحك بالأمر؟" نفى بذراعه وقهقهته تخفتُ تدريجيًا: "لا أدري كيف أفسر كلامك وطريقة تفكيركِ هذه!!" رفعتُ حاجبًا لطريقة حديثه أو بماذا فسّر كلامي وانتظرتُ تعليقه عن الأمر لكنه صمت يجعلني أغرق في دوامة أكبر.

ما خطب وجهة نظري؟

_____

لوكاس:

تفكيري مشوش وصداع رأسي يكاد يفتكُ بي، وكل تفكيري كان منصبًا حول سؤال واحد: ما التفصيلة التي غفلتُ عنها والتي تسببت في هذه الكارثة؟ من يكون هذا الخائن الذي لعب بنا رفقة هاملتون؟

حرصتُ على إرسال أكفاء جواسيسنا لأجل مراقبة رجال ذلكَ اللعين ومحاولة إحباط أي هجوم نحونا، لكنه يبدو أنه سبقنا بخطوة أخرى كالعادة. تلك كانت مسرحية لعينة من تدبيرهم، لقد كنت مراقبين من أزل، كانوا يعلمون أننا سنخرج اليوم، كانوا يعلمون حتى أي سيارة سنأخذ وزرعوا فيها قنبلة لذا__

مهلاً__ هل يعقل؟!

"هاتف!!" تلفتُ من حولي أبحث عن هاتفي أو أي جهازٍ لعين يمكنني الاتصال به، إن كانَ ما أفكّر به صحيحًا، غهذه كارثَة.. كارثة بالمعنى الحرفي.

صدح صوتُ صرير الباب منتشلاً إياي من زوبعة تخبطي وانفعالي، كانت إحدى الممرضات وخلفها ظهر المفتش ڤيكتور بمعطفه البني الفخم وشعره الأشقر المبعثر وخلفه سام بحلّته السوداء الدّائمة.

"حمدًا للّه على سلامتكَ سيد غارسيا." صدح صوتُ المفتش العميق وهو يقتربُ من السرير ويقف أمامي مومئًا لي. "شكرا لكَ مفتش لارسون." أومأت باستحسان محاولاً اخفاء اضطرابي الساخن، زاوية عيني التقطت سام الذي كان يبدو قلقًا، فهو لم يتمكن من الإطمئنان علي إلا الأن بسبب بدء تحقيقهم في قضيتنا.

"أعلمُ أن الوقت غير مناسب وأننا سنزعجكَ بأسئلتنا لكننا حقًا نحتاج إلى التحقيق في الأمر بأسرع ما يمكن." نطق ڤيكتور وهو يتربع على الكرسي بجانبي وسام خلفه يخرج مذكرةً وقلمًا من حقيبته. "لا بأس، أنتم تقومون بواجبكم." ساعدتني الممرضة على الإستقامة بجذعي لأستند بحافة السرير ثم غادرتنا.

حينها دخلنا في جو الجد وعلمتُ ذلك حين وضع قدمًا على أخرى وملامحه الحادة تحورت إلى جدية بَحتة. "بداية، هل لديك شكوك حول شخص ما أو عدة أشخاص؟"

لويتُ شفتي بتفكير وأنا أوزع بصري على الغرفة قبل أن يهبط عنده مجددًا وأنفي برأسي. "شخص يكن لكم حقدا ظاهرًا، أو ربما يتصرف بغرابة معكم. ربما مؤخرًا، ألم تلاحظ أي شيء؟" تابع.

عضيتُ وجنتي الداخلية أجيبه: "كلما زاد النجاح زاد عدد الكارهين والحاقدين هذه قاعدة لابد منها. أعلم أن الكثير يترصد بأقل هفوة منا ليقتنصها لكني لا أشك في أي أحد بوجه الخصوص." آسف أيها المفتش لستُ راغبًا في جعلكَ تشكُ في هاملتون منذ الأن، لدينا حساب لنصفيه مباشرة ولا نحتاج إلى وسيط.

تنهد المفتش وأستطيع استشعار هالته اليائسة لكنه أومأ على مضض قبل أن يضيف: "أنتم والضحيتان السابقتان، هل تعاملتم كثيرًا مع بعضكم مؤخرًا؟" ما هذا السؤال الغبي؟

أومأتُ ببداهة وأنا أتفقد شاش ذراعي. "بالطبع تجمعنا علاقة وطيدة ولا نكاد في اجتماع لا نلتقي. نحن ممولون مميزون لبعضنا."

"أقصد هل هناكَ علاقات خاصة بينكم خارج إطار العمل؟" توقفتُ إثر سؤاله هذا، جيد لقد بدأ يصب النقاط على الحروف. رفعتُ حاجبي مستفهمًا: "علاقات خاصة؟ مثل ماذا؟"

شبكَ ذراعيه ببعضهما وبدا مهتمًا جدًا بكل كلمة أنطقها وكأن لساني سيزّل وأتفوه بما يحتاجه."علمتُ أن باركر لديهِ حانَة في حيّ بادنغتون، هل سبقَ وأتى أحدهما إليها؟" بدوتُ وكأني استوعبتُ مقصده وأنا أفتحُ فمي وأومئ بإستيعاب قبل أن أقهقه قليلاً متسببًا في رفع حاجبه بإستنكار نحوي.

"حسنًا، فهمتُ مقصدكَ لكن ربّما قد أتيتَ إلى الشخص غير المناسب فأنا لا أملك إجابة لسؤالكَ هذا. لا أعلمُ حقًا أن كان أحدهما قد ذهب مسبقًا إليها أم لا وأنا بشخصي لم أرى أحدًا منهما من قبل هناك، السيد ويل لديه واحدة بالفعل لكن لا أظن أن المدير باركر تعامل معه في هذا الأمر."

أومأ بتحفظ لكنه لم يبدو مقتنعًا بإجابتي ثم رفع رأسه إلى سام الذي أومأ له بأنه دوّن كل شيء قلتُه، كان سينطق بشيء آخر لولا هاتفه الذي رن مقتطعًا إياه. "أعذرني!" وقف خارجًا يجيب على المحادثة.

"هل أنتَ بخير حقا؟ كيف حدث هذا؟" سارع سام بإلقاء أسئلته بنبرة خافتة قلقة لكنني طمأنته بنظرتي: "أنا بخير حقًا لا تقلق، أما في ما يخص كيفية حدوث هذا فالأمر مبهم إلى الأن، إلى ماذا توصلتم أنتم في التحقيق؟"

تنهد بتعب وهو يقلّب صفحات مذكرته: "لا زلنا في طور التحقيق وجمع الدلائل، استطعتُ إبعاد مسدسيكما عن موقع جمع الدلائل، غير ذلك تقريبا كل قطعة في السيارة قد تفحمت."

شددت على الغطّاء بقبضتي أحس بالغضب يتصاعد تدريجيًا في جسدي: "ذلك اللّعين!!"

"لا شيء يشير إليه حتى الأن لذا لا تقلق." بدا وكأنه تذكر أمرًا ما فسارع يسأل: "القائد؟ كيف حاله؟ لماذا لم يستيقظ بعد؟" زفرتُ حانقا وبيدي الحرّة أعدتُ شعري للخلف هازًا كتفاي: "لا أعلم لم يخبروني لماذا، استفسر في طريقك.."

توقفتُ إثر صوت صرير الباب ودلوف المفتش بتعابير غير مقروءة. وتابعنا بعدها التحقيق ولا أظن أن هنالك شيئًا مهما لذكره. كنتُ فقط أنفي معرفتي بأي شيء كالعادة مع وضع افتراضات خاطئة له. ليست الشرطة من ستجلبُ لنا حقنا بطريقتها المثيرة للشفقة هذه.

لذا نحن لم ننتظرها وتحرّكنا لننتقمَ لأنفسنا بأنفسنا.

______

ايما:

اللعنة!! أظن أنه أصبح لي عقل متحجرٌ كخاصة ييرون تمامًا فها أنا ذا أقف أمام مستشفى سانت توماس وحشد كبيرٌ من الصحافة وغيرهم يقفون أمام الباب الرئيسي. هل قلتُ يقفون؟ قصدتُ يتزاحمون على كل داخل وخارج.

لماذا لم أسمع كلام ييرون وأتيت؟ أعلم أني من المستحيل أن أستطيع الدّخول وحتى وإن استطعتُ فعل ذلك -وهذا من المستحيلات السبع- فبماذا سأجيبهم عند سؤالهم لي عن قرابتي بالمرضى؟ شقيق صديقتي وصديقه؟

فلأذهب للجحيم على اللحظة التي قررتُ أن أكون فيها صديقة وفية وأقف بجانب صديقتي في محنتها. رغم أني سأشكُ أنها تأثرت من الأصل، أعلمُ أنها لا تكن الكثير لأخيها ذاك -ليس كما تفعل لرين-

تنهدتُ أعدلُ القلنسوة برأسي وأتخذُ طريقي بعيدًا عن الباب بينما أغرق في أفكاري، الإعتداء الثالث هذه الفترة وجميعها كانت تستهدف رجال الأعمال وأصحاب الشركات. أعلم أن الضحيتين السابقتين كانوا من فعل ايتيز أنفسهم، لكن من يتجرأ على مهاجمة قائدهم ومحاولة اغتياله؟

أ تكون حرب عصابات؟

أو ربما يكون انتقامًا من المدعو هاملتون ذاك؟

احتمال كبير بسبب ما حدث يوم الحفل، قال أنه سيشكرُ رين بطريقته بعد أن قتل والده، لكن لماذا هجم على شقيقه بدلاً منه؟

لحظة!! أهذا آركيت؟ توقفتُ وحدقتُ بالشاب الذي نزل من السيارة التي توقفت بعيدا عني قليلاً، كان يرتدي ملابس سوداء مختلفة التصميم عن التي ارتداها ذلك اليوم بالإضافة إلى قبعة رياضية سوداء ولثام.

إنه هو بالفعل؟ جسده مميز وهالته أكثر تميزًا. لكن إلى أين هو ذاهب؟ إنه يتجه إلى المبنى لكن ليس إلى الباب الرئيسي فهو الأن يسير في الإتجاه المعاكس له. شهقتُ بإستدراك، هل يعقل أن ما أفكر به صحيح؟

أخذتُ خطوات سريعة خلفه، لن أضيع فرصتي فهو تذكرتي الأن للدخول وأعلم أن ييرون ستنصدم حينها لرؤيتي. كنتُ أسير خلفه محافظة على مسافة آمنة بيننا.

لمحتُ بابًا منزويًا عند أحد أركان المبنى، ورأيته يفتحه بكل بساطة ويدخل هكذا!! مالذي حدث؟ أين الحراسة كيف يدخل هكذا دون مراقبة؟

فعلتُ نفس الشيء وقابلني رجل أمن أمام الباب بوجه صارم ونبرة باردة: "مالذي تفعلينه هنا أيتها الصغيرة؟" وضعتُ ابتسامة متكلفة وأنا أشير بإصبعي للداخل. "أتيتُ برفقة الشاب الذي دلف للتو." رفع حاجبه بشك نحوي ثم مدّ يده: "بطاقتك." رمشتُ لثانيتين قبل أن أخرجها له ويفسح لي المجال للمرور. حمدًا للّه أنني بالغة رسميًا منذ خمسة أشهر.

وتبًا له لأني أضعتُ آركيت، كيف سأجد الغرفة الأن؟ بل وأين أنا بالضبط؟ كان أمامي درج وطريق واحدة لذا صعدتُ الدرج مقنعة نفسي أنه من المستحيل عليهم وضعهما في الطابق الأرضي.

أعلمُ أن المستشفى عادة ما يخصص غرفًا لأصحاب المال تكون مريحة وفخمة ومتوفرة بأحدث سبل العلاج والراحة، حتى أنني سمعتُ أن أجمل الممرضات وأكفأهن يضعنهن في خدمتهم. مثير للإشمئزاز!!

أظنني سأصل إلى الطّابق الثاني لكني لم ألتقِ بشخص إلى الأن ولا أعلم ماذا سأفعل وقبل أن التفتَ عند الردهة وفي ثانية واحدة أحسستُ بظهري يُصدَمُ بالجدار في حركة خاطفة وحدقتان رماديتان أمامي.

"مالذي تفعلينه هنا؟" نبرته خافتة وباردة كعينيه وكلا ذراعيه تحبسانني بينه وبين الجدار، أشحتُ ببصري متمتمة بإستياء: "نحن في مستشفى وهناك كاميرات مراقبة، لذا من الأفضل أن تتركني."

ملامحه اللعوبة عادت لتغلف سحنة وجهه وقهقهة انفلتت من ثغره تحت الكمامة: "هل طال لسان القطة وأصبحت تهددني؟" تنفستُ بحدّة وأنا أعيد بصري بقساوة نحوه وحاولتُ تليين نبرتي علّه يستجيب لي: "أرجوك!! لقد أخبرتُ ييرون بأني قادمة لكني لم أستطع الدّخول بسبب الحشد في الأسفل، وعندما رأيتك لم أستطع منع نفسي من تتبعكَ لأني أعلم أنكَ هنا من أجل قائدكَ والفرد الأخر.."

تحورت تعابيره إلى شيء لم أتمكن من قراءته وابتعد عني يجعلني أزفر براحة. "هل ظننتي بأني لم أنتبه لخطواتكِ خلفي." كان بالفعل قد أخذ يسير في الرواق وتبعته: "عمليًا نعم، بما أنكَ قاتل فحواسكَ ستكون يقظة أكثر من أي شخص أخر، لكني لم أكن بموقف يسمح لي بالتفكير في هذا الأمر."

سمعتُ قهقهته الخافة وهو ينظر لي من فوق كتفه: "هل أعتبر هذا مدحًا أم ذمًا؟" هززتُ كتفاي بعدم اهتمام بالطبع قصدتُ الذم لكن لا يهمني ما سيؤول إليه كلامي بالنسبة له، لستُ قادرة على مجادلته.

وضع يديه بجياب بنطاله وهو يستدير لليمين وبعض الأشخاص بدؤوا في الظهور في طريقنا: "بالمناسبة؛ ألم تخبركِ ييرون أنها عادت للمنزل؟" توقفت قدماي لا تلقائيا عن السير وأنا أحدق في ظهره الذي توقف أيضًا ثم استدار ينظر إلي بعينين مستغربتين: "لماذا لم تخبرني بذلك من قبل؟"

رفع حاجبًا مستنكرًا "وما شأني أنا؟ ظننتُ أن صديقتكِ فعلت، أليس واجبها بعد كل شيء؟" اللعنة!! تلكَ الحمقاء لم تفعل لأني لم أتكلم معها منذ أخر اتصال تخبرني فيه ألا آتي. أما كان عليها تذكري والاتصال لإخباري أنها عادت على الأقل؟ ثم كيف تعود وأخوها لم يستيقظ بعد؟

"على كل نحن وصلنا بالفعل وفات الأوان على الندم." أفقتُ على صوته المبتعد وأسرعتُ أسير خلفه بتعبير ممتعض فقد كان محقًا وللأسف. عضضتُ سفلى شفتي وأنا أرى والدة رين، آيزك ووالدته يجلسون أمام غرفة ما وحين انتبهوا لخطواتنا بدوا مستغربين جدًا لرؤيتهم لي.

سحقا!! ماذا سيكون تبريري الأن؟

"إيما؟!" السيدة جيوڤانا أنبرت بإستغراب عند وصولنا وهززتُ رأسي لها ولوالدة آيزك التي بادلتني أتكلف ابتسامة رعناء: " آسفة لما حدث سيدتي، أرجوا أن يعود لكِ ابنكِ سالمًا ومعافًا." لم أكن أعلم إذا كان ما قلته صائبًا لكنها ابتسمت نحوي مومئة: "شكرًا لك، أقدر لكِ مجيئكِ إلى هنا من أجل الوقوف مع صديقتكِ لكن كما ترين للأسف، لقد أرسلتها للبيت فقد بدت مرهقة جدًا وقدمها مصابة."

قدمها مصابة؟ لم تخبرني بالأمر.

تداركتُ ملامحي قبل أن يلوح أي استغراب على وجهي وأومأت لها: "أجل لقد علمتُ للتو بذلك، فهي لم تخبرني في الهاتف عن ذلك." هزت رأسها بتفهم واقترحت: "تستطيعين المكوث هنا قليلاً، فآيزك والسيدة سومين سيعودان بعد قليل إلى البيت. وآركيت اقترح البقاء معي إلى غاية استيقاظ أليكساندر."

وجهتُ بصري نحوه وكان قد استند بظهره على الجدار وعقد ذراعيه عند صدره يناظرني بعينين مبتسمتين. هه!! تابع وفي.

"لكن سيدت_"

"ولا كلمة سيدة سومين، هذا أمر يجب عليكِ تنفيذه." طأطأت السيدة سومين رأسها مومئة وأنا تحركتُ أجلس فوق كرسي بجانب آيزك الذي كان ينظر إلى جدال السيدتين بنظرة غريبة بدت لوهلة.. حاقدة!! قبل أن يشخر ساخرًا ويعيد بصره إلى هاتفه في يده.

ما بال هذه النظرة؟

لقد بدى حتى أنه لم يلاحظ جلوسي بجانبه حتى الأن لأنه استدار رافعًا حاجبًا نحوي قبل أن يتقدم هامسًا لي باستفزاز: "تبدين مثيرة للسخرية بزيارتكِ هذه."

ضربتُ كتفه مبعدة إياه أتمتم بيأس: "لا تذكرني بالكاد أتماشى مع الأمر، ثم ذكرني أن أقتل ييرون لاحقًا." ألقى ابتسامة خبيثة نحوي: "اتفاق، أنتِ اجعليها كيس ملاكمة لك وأنا أصور." أشرتُ له بيدي بمعنى 'أيا يكن' متنهدة، لن يتغير كلاهما وسيظل أحدهما يحب مشاهدة الأخر مذلولاً إلى أن يدخلا القبر.

أحسستُ بنظرات تلقى كالسهم علي ورفعتُ بصري تلقائيا نحو آركيت الذي كان يخفض القبعة وبالكاد عيناه تبرزان لكنني متأكدة من أنه من كان يحرقني بنظرته. بالله عليه!! ألم تكفيني نظرة ذلك الأليكساندر التي تحرقني حية كل مرّة.

لقد علقتُ مع مجانين بملامح حادة وللأسف جذابة.

يبدو الأمر غريبًا وأنا هنا أنتظر هنا -مع الشخص الذي اختطفني أمس- استيقاظ الشخص الذي أعادني لبيتي. يوم فقط!!

أنا حقا أتوغل في أمور هذه العصابة بسرعة، ولن يكون سام مسرورًا أبدًا بأمر هكذا. هل هذه ضريبة صداقة خرقاء ذات حظٍ منحوس؟

ممرضتين مرتا من أمامنا تنحيان بخفة قبل أن تدلفا الغرفة التي يرقد فيها الأشقر، وبعد أقل من دقيقة واحدة منهما خرجت راكضة متجاهلة تعابيرنا المستغربة والسيدة جيوڤانا دفعت بكرسيها للداخل لولا الممرضة الأخرى التي وقفت بوجهها تمنعها من الدلوف ثم تحدثت محاولة طمأنتها: "لقد استيقظ لكن يحتاج أن يراه الطبيب أولاً."

تبًا!! ظننتُ أننا سنغادر قبل أن يستيقظ؟

_____
يتبع..


السلام عليكم وجمعة مباركة على الجميع ♥️ من أطول بارتات الرواية 3300+ كلمة ولو تركت نفسي كنت كملت ل5000 وانا مدري. شفتو كيف مدلعتكم 😭😭 ما استاهل تدعموني انتو بعد؟ 

- عموما رأيكم بالفصل؟ وأفضل جزئية؟

- هونغ كانت إصابته خفيفة بينما هوا تعرض لنزيف فالدماغ!! ولا واحد توقع كذا. التعليقات كلها كانت عبارة 'المهم ما يموتون' 😂😂

- الصدمة الي خبرتكم عنها البارت يلي فات. النشبة حقتنا شقيقة هونغ وبرضو ولا واحد توقع ذا رغم أني حطيت حوارها معه البارت الماضي.

_ كيفني وانا بلحس مخكم كل شويتين 😂😂

- فضولكم من فضول ييرون، شو تتوقعوا تكون علاقة يوسانغ وشقيقة هونغ يلي ما ذكرت اسمها للحين؟

- ردة فعل جونغهو على كلامها عن يوسانغ!! ما تعليقكم؟

- تتوقعوا تاي مصدق كلام هونغ؟ وهل راح يكشف كوك؟

- ايما عمالة تلتصق بالأحداث كثيير، ترى والله خرجت عن سيطرتي وكل شوي الاقي نفسي اكتب عنها لا إراديا 😂😂

- صارت:
تمشي ورا سان كثير✖️
تمشي ورا المشاكل كثير✅

- مومنت الدرج ولما قفطها سان؟

- تراه خطأ ييرون لأنها ما خبرتها أنها رح ترجع للبيت او خطأ ايما لأنها ما سمعت كلامها واجت؟

- وويونغ؟ فيه شي غريب؟ شو هو؟

- سان برضوا، بشو يفكر الولد؟

- سونغ رجع للحياة وايما جابت لعيد، شو تتوقعوا ييصير بمجرد استيقاظه؟ (تلميح: سيحدث الكثير🙂🙂)

- توقعاتكم وحماسكم 🙂🙂

أراكم العيد بإذن الله ♥️♥️

Continue Reading

You'll Also Like

866K 64.6K 19
عَالم مظلم مغمور بالغموض حكاية خطت ورُسمت بالوان الغموض والخفية سَنشاهد التقاء روحين للتصدي للماضي الأليم والمواجهة مع التحديات الجادية هل ستجد ال...
119K 8.5K 30
إن كـانَّ الموُتُ حليفيِ وانَا جِوارُكَّ لإخترتُه عن العيشُ دوُنكَّ إنَّ التحرُر بسبيـِلُ النـفس واجـِب وحَبسُ النفسُ عن الهـوىَ مُحرّم والـهوُىَ بس...
1M 69.8K 29
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
MAXIMA By سافيرا

Mystery / Thriller

879 45 2
الهاربة، جُزر أولبا. ذكريات تخدش جدارا قد حاوطها محاولة التحرر. وريمي وحشُ سرير خائف. أراه ضلالًا كثيرةً ترقص داخل كل إنعكاس، ويناديني: «ماكسيما!» وأ...