PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

By Lilas_psh23

74.1K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... More

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

١٧| ممدد.

685 84 279
By Lilas_psh23

ييرون:

لم أنتظر وصوله إلي لأني هرولتُ صاعدة الدرج بسرعة حتى أني تركتُ خفي خلفي ويا إلـٰهي صوتُ خطواته المسرعة خلفي ظهرت، هل هو حقا يركض خلفي؟

عبرتُ الردهة وصعدتُ السلالم نحو الطابق الثاني حيث غرفتي لكن وفي أخر الدرجات أحسستُ بأصابعه تقيد طرف قميصي يحاول ايقافي عن الركض. شهقتُ بذعر وخطرت ببالي فكرة ركله أو لكمه ودفعه ليسقط عن الدرج.

حينها سأصبح قاتلة مثله.

لكنني لجأتُ لحل فعال فقد أخفضتُ جذعي وعضضتُ أصابعه التي تأبى أن تفلتني، حينها أطلق تأوها وهسهس بألم: "هل جننتي؟"

"اتركني أيها المنحرف!!"

اتسعت عيناه يحاول استيعاب ما نعته به للتو، ثم بدأت ملامح الغضب تتجزل سحنة وجهه تدريجِيًا. فجأة وبدون سابق إنذار فتحَت أضواء الردهة السفلية وسمعنا خطوات خافتة، هذا أدى إلى تشتتِ تركيزه وجعلني أستطيع نزع يده بسهولة وذهبتُ لخلف الأريكة التي وجدني بها أليكساندر في اليوم الأول.

لحظات وجثى جسد رين إلى جانبي هو الأخر فرمقته بروعة وحذر لكنه تجاهلني وعيناه تسبحان في الفراغ مركزًا على صوت الخطوات، توقف صوت الخطوات فجأة ثم سمعنا تمتمتة حائرة خافتة: "متأكدة من أنني سمعتُ صوتًا ما!!"

السيدة سومين؟

سكنت هكذا في مكانها للحظات قبل أن نسمع تمتمتها مرة ثانية وهي تهبط الدرج: "لابد أن أحدهما عاد ثملا كالعادة." نظرتي زاغت نحو رين تلقائيا حيث انتبهتُ إلى إحمرار وجنتيه الطفيف والعرق الذي بدأ يتصبب من بشرته ثم هبطَت رقبته التي نالَت جزءً من لون الحمرة أيضًا. هو مخمور بالفعل.

نظر إلي مجددًا بنصف جفن وبدت ملامحه ترتخي ببطء إلا أنه هتف بحدة: "مالذي تظنين نفسك بفاعلة وأنتِ تتجولين بهذه الملابس هكذا في البيت؟" ثم صمت عندما أغلق جفينه مجددًا وفتحهما بصعوبة وبدا وكأنه يقاوم الصداع، انتبهتُ إلى يده التي تسللت إلى صدره تقبضه.

أجبتُ بحنق وأنا أنهض: "ليس وكأن الأمر أني أتجول في العراء هكذا، إنه بيتي ثم إنه الليل. بربك! هل تريدني أن أنام بمعطف مثلا؟" نظراته الناعسة مسحت جسدي مجددًا تجعل الدماء تحتقن بوجنتيّ، أشاح بوجهه جانبًا مهسهسا بإنهاك: "اغربي عن وجهي، وارتدي شيئا أطول بحق الإلـٰه."

"كنتُ سأذهب لو لم تحاول الإمساك بي." نفثتُ بحنق وكنتُ مغادرة، لكني رأيته بنصف جفن يحاول النهوض وهو يمسكُ برأسه ويستند بظهر الأريكة إلا أنه فقد توازنه وسقط على الأرض، هرولتُ نحوه بذعر ثم قرفصتُ نحوه أتفحص ملامح وجهه التي تجمدت فجأة. هل مات؟

وضعتُ يدي قرب شفتيه وأحسستُ بتنفسه المهتاج، وجنتيه لا تزالا محمرتين. لحظة!! كيف يكون ثملاً وقد قاد السيارة إلى هنا بل واستطاع الركض خلفي أيضا؟ أدركتُ شيئا ووضعتُ يدي فوق جبينه لتتسع عيناي حين لسعت البرودة كفي، رغم تعرقه الكثيف.

كانت بشرته كالصقيع حرفيًا.

"رين هيا استيقظ. توقَف عن المزاحِ يا رَجل هذا ليسَ ممتعًا." صفعتُ وجنته مرتَين بقوّة: "يبدو أنكّ لا تمزَح." أضفتُ صفعَة ثالثَة للتأكد. "حسنًا فهمت أنت لست بخير، لكن ألا ينبغي تقع مغشيًا في غرفتِك!" لكزتُ صدرَه في تذمَر. ماذا أفعل؟ يستحيل علي إسناده لأخذه لغرفته لأن وزنه الأن في هذه الحالة سيزداد عن وزنه الحالي وهو أصلا كومة عضلات فقط سينكسر ظهري قبل أن آخذ أول خطوة حتى.

وقفتُ أدور حول نفسي وأحاول التفكير في حل ما. هل ربما علي أن أحاول جعله يستلقي على الأريكة ثم أبحث في الأنترنيت عن هذه الأعراض التي تجعلكَ تغرق في عرقك بينما بشرتكَ باردة كاللعنة؟ أم علي ايقاظ السيدة سومين فقط؟ حسنا هذا أسهل خيار أمامي.

كدتُ أن أهبط الدرج لولا سماعي لصوت رنة مفاتيح قادمة من الأسفل يتبعها صوت خطوات هادئة وبعد لحظات ظهر أليكساندر الذي كان ينكسُ رأسه إلى الأسفل ويلعبُ بالمفاتيح بسبابته اليمنى، وحينما رفع رأسه نحوي اختفت تلكَ الابتسامة الطفيفة التي كانت تحتل شفتيه وبدل ذلك حلّت ملامح الإستغراب على وجهه، نظرته هبطت على جسدي.

مهلا!! هل كان يضع ابتسامة للتو على وجهه؟ ليست باردة ومهددة ولا حتى غاضبة كما يفعل عادة. ترى مالذي جرى حتى يبدو في حال جيدة لدرجة الإبتسام؟ هل هو ثمل هو الأخر؟

توقفت سبابته عن اللعب بالمفاتيح وانعقَد حاجباه بخفة يتساءل بحدة: "لماذا لم تنامِي إلى الأن؟ ومالذي تفعلينه هنا؟" أشرتُ إلى الأريكة ونظر لها بترقب رافعا حاجبه فتمتمتُ مفسرة دون مقدمات: "شقيقنا الذّكي ثملَ إلى أن فقَد الوَعي."

رمش مرتين ناظرا إلي ثم اتسعت عيناه بصدمة قبل أن يهرول إلى هناك ويقرفص نحوه متفحصًا جبينه ثم هسهس بغضب وقلق استشعرته من نبرته: "سحقًا، ليس الأن." ثم استقام فجأة يطرق الأرض بقدميه مبتعدًا ليصعد الدرج، إلى أين يذهب ويتركني هكذا مع شقيقه؟

أعدتُ نظري نحوه حيثُ كانت ملامحه منكمشة بنفس الإنزعاج الذي كان عليه قبل أن يفقد وعيه، خصلاته الذهبية مبعثرة وإلتصق بعضها بجبينه المتعرق. مالذي يقصده أليكساندر بليس الأن؟ مما أفهمه من كلامه فهذه ليست المرّة الأولى. هل تنتابه حالاتٌ كهذه دائمًا أم أن قدرتَه على الشربِ ضعيفة؟

قرفصتُ نحوه مجددًا أبعدُ خصلاته عن جبهته المتعرّقة، وفي تلكَ الثّانية كان أليكساندر قد عاد يحمل شيئا في يده وعندما قرفص نحوه يضعه في فمه علمتُ أنه محرار، لم أستطع قراءة الدرجة التي كان عليها لأنه سارع في نزعه مهسهسا: "تبًا، هذا ليس وقته أبدًا."

وقت ماذا؟ ومالذي يجري؟

انتفضتُ حين حدّق فيّ بوجه متهكم: "اذهبي وارتدي شيئا." رفعتُ حاجبًا لنبرته الغاضبة لكني تحركتُ حين كان سينطق بكلام أخر، لستُ في مزاج لأسمع ألفاظه الحادّة نحوي. أسرعتُ في ارتداء معطف طويل وأغلقته، ثم عدتُ إليهما ووجدتُ أن أليكساندر قد أجلس رين على الأريكة وأسند رأسه على قدمه قبل أن يدخل يده في جيب بنطال رين ويمسكَ بالمفاتيح ليرميها نحوي.

إلتقطتها ولم يدع لي الوقت لأتساءل لأنه أسرع بقوله: "اسرعي وافتحي باب السيارة." رمشتُ مرتين وأنا أراه يحاول حمله فأسرعت أهبط بخطوات سريعة وارتديتُ خفي الذي تركته في الدرج الخارجي ونزلتُ أمام السيارة، ضغطتُ على جهاز التحكم لأسمع صوت تّكة ثم فتحتُ الباب الخلفي في اللحظة التي ظهر فيه أليكساندر يحمل شقيقه بين يديه قبل أن يدخله في السيارة.

انتبهتُ إلى السيدة سومين كانت تهرول خلفه وهي تضع ملامح هلعة وتنبر بقلق: "أرجوكَ دعني أذهب معكما." تجاهلها وأدخل جسده عبر الباب الذي فتحته ثم سمعتُ صوته من الداخل: "تعالي وأجلسي لتسنديه إلى جانبك." لا أدرِ إن كان حديثه موجها نحوي أم نحو السيدة سومين لذا حدقتُ فيها بغير فهم وهي كانت متوجهة نحو الباب الأخر للسيارة إلا أنها توقفت إثر صرخته: "ييرون!!"

انتفضتُ لصوته وحينها علمتُ أنه يقصدني لذا تجاوزتُ السيدة وفتحتُ الباب الأخر لألج للداخل، وجدتُه يحاول تثبيت رين وإجلاسه وحين جلستُ بجانبه تركه ليسقط جسده في حجري يجعل بدني يهتز.

أغلق الباب ورأيته يتحدث مع السيدة سومين للحظات قبل أن يركب مقعد السائق ويطلبني في المفاتيح. عندما تحركت السيارة أخفضتُ رأسي نحو جسد رين وحاولتُ تعديل وضعيته أكثر لأجعله يستلقي على ظهره حينها حدقتُ في وجهه المتعرق وحاولتُ ابعاد خصلاته العسلية عنه كي لا تزعجه.

مالذي يعاني منه بالضبط؟ ما هي هذه الحالة التي ستجعله يفقد وعيه بسهولة هكذا؟ التي تجعل جسده متعرقا وفي نفس الوقت باردًا كالصقيع؟ لساني يأكلني كي أسأل أليكساندر لكني أعلم أنه سيفضل عضّ خاصتِه على أن يجيبَني لذا علي الإنتظار إلى أن نصل المشفى.

'اللعنة، هل أنا أحلم أم أنكِ تريدين إثارتي'

لا زالت جملته ترّن في أذني، لابد أنه كان يهلوس!! ليس من عادته التلّفظ بهذه الكلمات. لكن ماذا عن الوضعية المشبوهة التي رأيتها عليه اليوم مع تلك الفتاة؟ أليس هذا غريبا أيضا؟

أستطيع القول أني شهدتُ الكثير من شخصية رين اليوم. ولايزال أمامي الكثير بعد.

وصلنا إلى المستشفى أخيرا فترّجل أليكساندر من السيارة وابتعد عنها يجعلني أقطب جبيني، إلى أين سيذهب ويتركني عالقة هكذا مع شقيقه؟ تحركتُ بعدم راحة ثم فتحتُ الباب وحاولتُ أن أبعد رأس رين عن حجري بهدوء لأضعه فوق المقعد ثم أترجل من السيارة.

المكان مظلم لكن إنارة أعمدة المشفى كانت كفيلة بجعل الضوء ينير المكان قليلاً، سمعتُ صوت دفع قادما خلفي وحين استدرتُ لمحتُ شخصين يرتديان معاطف بيضاء يركضان ويدفعان سريرًا متحركًا معهما.

ابتعدتُ تلقائيا من أمامهما حين اقتربا وحاولا إخراج جسد الفاقد للوعي ليضعاه فوق السرير ويتحركا بسرعة شتتني، لحسن الحظ أن أليكساندر ظهر من بعدهما ليغلق الباب والسيارة ثم أشار لي برأسه أن أتبعه. يبدو هادئًا الأن مقارنة بما كان عليه منذ ثواني.

هل أسأله مالخطب؟

لكني أعلم أنه سيتجاهلني فقط لذا تبعته بخطوات هادئة، سأعلم بالأمر عاجلاً أن آجلاً، وشاء أم أبى ذلك.

صعدنا إلى الطّابق الثاني بمساعدة إحدى الممرضات التي قادتنا إلى الغرفة التي أخذوا رين إليها، وهناك طُلِب منا المكوث في الخارج إلى أن ينتهي الطّبيب من فحصه. كنتُ أجلسُ فوق كراسي الإنتظار ألعب بأزرار معطفي بتململ بينما أليكساندر يستندُ بجسده إلى الحائط عاقدًا ذراعيه ضد صدره ويرفع رأسه قليلاً مسدلاً أهدابه الفاتحة.

هدوؤه مريب!!

لا أعلم حتى كم الساعة الأن لأني لم أحضر هاتفي، كان من الواضح أن الشمس لم تشرق بعد ربما تكون الثالثة صباحًا، أتساءل إذا كانت أمي قد استيقظت وانتبهت لغيابنا!! قد تخبرها السيّدة سومين بذلك إلاّ إذا أرادت ألا تزعجها.

بما أنه من ردة فعل أليكساندر توحي بأنها ليست المرّة الأولى التي يحدث فيها هذا لرين، أظن أن الجميع على علمٍ بأمره أو على الأقل والدته والسيدة سومين.. ولربما آيزك كذلك.

صوت رنين الهاتف أيقظني من شرودي لأرفع رأسي نحو أليكساندر الذي أخرجه ينظر له بحاجب مرفوع قبل أن يزفر بتهكم شديد ويهسهس بشيء ما، ابتعد بضع خطوات وفتح الخطّ وبدأ يتكلّم بخفوت لدرجة أنني لم أستطع لقف شيء من حديثه.

ممّا يخشاه تحديدًا؟

في تلك الأثناء خرج الطبيب من غرفة رين وخلفه ممرضة تحمل دفترًا ما، نهضتُ واقتربتُ منه لأتفاجأ بأنه يقطب حاجبيه استغرابًا من وجودي قبل أن يسأل بفضول: "عفوا، من أنتِ يا آنسة؟"

لماذا يسأل هكذا بإستغراب؟ من الواضح أنني أتيتُ معه وقد أكون شقيقته ولربما صديقته حتى!! لكن ردة فعله تؤكد أنه يعرف رين وقد استغرب من وجودي لأنه لم يرني من قبل. حسنًا! كنتُ أظن أن جميع معارفه على علم بأنني أخته المتبناة لكن اتضح أن الأمر ليس كذلك.

"قريبته، كيف حاله؟ هل استيقظ؟" تساءلتُ بقلق طفيف وهو تنهد ينزع نظارته ويمسحها بكم معطفه منبرًا باستياء تخلل جملته: "أخبرته أن يقلل من نشاطه البدني ويبتعد عن الكحوليات، لكنه عنيد. لقد تضاعفت الأعراض هذه المرّة حتى وصلت إلى حصول تشنجات عضلية بجسمه.."

مالذي يقوله الأن؟ تشنجات ماذا؟

قبل أن أفتح فمي لأتساءل عن قصده كان أليكساندر قد عاد وانتبه له الطبيب الذي بدأ في شرح وضع رين بتفاصيل أكثر مما أخبرني بها، ثم أخبرنا أنه سيستيقظ بعد وقت قصير وأن هذا يعتمد على درجة حرارته.

دخلتُ غرفته بعدها لأجده نائما بكل خضوع وسلام فوق السرير بدون غطاء! بشرته باردة وفي المقابل يجعلونه ينام هكذا؟ كمادة موضوعة فوق جبينه وضمادة موضوعة فوق ذراعه الأيمن ويبدو أنه تم حقنه بحقنة. اقتربتُ قليلاً وتمعنتُ في ملامحه التي ارتخت لتصبح مسالمة وهادئة عكس التعبير البارد الذي يضعه دائمًا.

بتلقائية مددتُ يدي أتلمس جبينه لألحظ أن حرارته بدأت ترتفع شيئا فشيئا لتعود لطبيعتها ودون انتباه فرّ من ثغري نفسٌ مطمئن. لم أهلع لتلك الدّرجة لكني فقط استغربتُ الأمر، أن أرى رين طريح الفِراش هكذا دون حول ولا قوة له لهو أمر صعب التصديق!!

لطالما اعتدتُ على جبروتِه ونرجسيتِه، على قوّته ومظهرِه المهيب السّوداوي.. رجل العصابات، القاتِل بدمٍ بارِد وليسَ هذا الضّعيف الهش المستَلقي أمامِي.

عندما سمعتُ صوت انفتاح الباب أزلتُ كفي عن جبينه واستدرتُ لأرى أليكساندر يدخل، هاتفه بيده وتبدو ملامحه حانقة، متى كانت غير ذلك أصلا؟ ارتَخت تعابيره فجأة حين حطت عيناه على شقيقه الممدد، اقترب إلى حافة السرير وحدق فيه هامسًا بتأنيب: "تهوركَ سيقتلكَ يومًا ما، ويقتلني معك."

اهتز جسدي حين نظر إلي فجأة ولوى شفتيه: "قد تطول مدّة غيابه عن الوعي لذا سأعيدكِ إلى البيت." قطبتُ حاجباي ارتيابًا، لما أحضرني إذا كان ينوي إعادتي بعد وقت قصير؟

هززتُ رأسي نافية وأنا أجلس فوق الكرسي الذي بجانب السرير: "لا بأس، سأبقى حتى يستيقظ. لا أظن أنه سيطيل البقاء هكذا." ختمتُ جملتي بابتسامة جعلته يستغرب وهو ينظر نحوي مطولاً ثم ينقل بصره نحو رين مجددًا قبل أن يتنّهد. بعثر شعره الأشقر بعنف قبل أن يستدير مغادرًا الغرفة.

ما خطبه حقا؟

أعدتُ عيناي ناحية جسده مفكرة بعمق. لا أعلم لما رؤيته طريح الفِراش هكذا تجعل جسدي ينبض بألم طفيف، أعني أنني لم أعتد على رؤيته هكذا بل وأن عقلي يرفض الصورة التي يراها الأن. لقد عرفته منذ أكثر من أربعة أشهر وكانت شخصيته ومظهره يوحيان بالهدوء والرزانة و القوة، كان يبدو لي كالصفحة اليضاء الخالية من الشوائب خصوصا حين أرى معاملته للحيوانات ولمساته الرقيقة نحوها وكأنه يمسك بشيء زجاجي ثمين يخشى كسره.

أن يكون فردًا من عصابة ما كان آخر توقع قد أخرج به عن حياته الشخصية بل والحقيقية التي يعيش على دثارها. ثم سخرية القدر التي جعلت والدته تتبناني لأصبح أختًا له وأبدأ في الإنغماس في حياتهم المكفكفة بالأخطاء والأثام.

المصيبة والشيء الذي بدأتُ أدركه للتو أني.. لم أكن أكره هذا!!

لم أكره وضعي الأن بل ولا أمانع التوغل في بئر أسرار هذه العائلة الغامضة، الأمر لا يكمن في فضولي وحسب بل وفي أمر أخشى الإعتراف به وأريد أن أتأكد منه في أقرب وقت.

إن علمت ايما بما أفكر به فستتبرأ من علاقتنا المديدة. أدركُ هذا بالفعل، لذا لن أفتح فمي بسيرة هذا الموضوع أبدًا.

صوت رنين الهاتف هاتف ما قاطع تدافع أفكاري وبحثتُ عن مصدر الصوت لأجده يصدر من رين وتحديدًا.. من جيب بنطاله الخلفي!!

وقفتُ متوترة أعض على ياقة معطفي بإنكتام، ماذا أفعل؟ هل أتركه يرن حتى يتوقف أم أستدعي أليكساندر ليجيب؟

توقف الرنين وزفرتُ أنفاسي بإرتياح في اللحظة التي عاد فيها للرنين ثانية، بحق الإلـٰه!! تركته يرن ثانية لربما يمل المتصل، أو لربما سيجعل الصوت رين يستيقظ.. توقف أخيرًا.

وها هو يرن للمرة الثالثة يجعلني أزفر بنفاذ صبر، من هو عديم الكرامة هذا؟ اقتربتُ من جسد رين بتردد ثم نظرتُ نحو الباب، لا يبدو أن أحدا قادمًا لذا هذه هي فرصتي.

حاولتُ رفع جسده قليلاً وقد لمحتُ هاتفه يبرز من جيبه الخلفي لذا دفعتُ يدي نحوه أحاول سحبه ببطء. توقف الرنين، لكنني استمريتُ في سحبه قبل أن أجفل لليد التي أمسكت برسغي.

نظرتُ لها ثم ناحية وجه رين لأجده ينظر إلي بنصف نظرة ببندقيتيه المنطفئتين، ابتلعتُ ريقي حين تحدث بصوت رخم وبحة ثقيلة: "هذا يسمى تحرشا علنيا إن لم تدركي هذا."

تيبستُ في مكاني وأضحيتُ كالصنم الذي لا حياة فيه أتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعني، ألم يجد أي وقت يستيقظ فيه إلا الأن؟ هذا ما يسمى بالحظ التعس.

وما يؤكد أنه تعس فعلاً هو صوت الباب الذي انفتح فجأة وظهر من خلفه أليكساندر الذي تجمد في مكانه واتسعت عيناه وهو ينظر نحونا، هل أبدو متحرشة بالفعل إلى هذه الدرجة؟

نزعتُ يدي بسرعة عنه دون أن أسحب الهاتف الذي كان ليكون ذريعة لموقفي، لكني متأكدة من أن رين كان ليغضب أكثر لو علم بأني أردتُ التطفل على خصوصياته.

حدّق بي بجفنيه المترخيين ولمعة من الغضب كانت تكتسح بندقيتيه قبل أن يشيح بصره وينزع الكمادة من فوق رأسه، أليكساندر تجاهل الأمر واقترب منا وعلى حين غرّة وضع كفه فوق جبين شقيقه وأطلق نفسًا مستريحًا فجأة.

لا أصدق!! إنه قلقٌ حقا عليه وعاطفته هذه قد أبداها لنا.

بدا أنه تدارك تحديقنا -أنا ورين الذي رفعَ حاجبًا في حدّة- لذا سارع ينزع يده ويشيح بوجهه للجهة الأخرى وسمعتُ صوته الخافت اللاذع بنبرة تأنيبية: "إن كنتَ تشعر بأنكَ بخير الأن فهيا انهض لنعود إلى المنزل، والدتك قلقة."

سحبتُ طرفَ جفني نحوه، أحشوا كلماته في عقلي وأحاول استيعابَها. والدتك؟ ما بال كاف المخاطِب هذه؟ أين نون الجماعَة التي يفترض بها أن تكون؟

أومأ رين بصمت وبدأ يحاول الإستقامة من وضعيته الممدودة، وتلقائيا اقتربتُ لأساعده لكنه أوقفني بنظرته التحذيرية التي رمقني بها من نصف جفنه المرتخي. عدتُ خطوتين للخلف وأنا أخفض ذراعي مستسلمة ومشيحة ببصري بعيدًا عنه.

أستحق القتل لأني كنتُ قلقة عليه.

إلا أنني أعدته نحوه حين سمعتُ صوت أنينه المنكتم عندما حاول الوقوف قبل أن يعود للجلوس ممسكًا بقدميه، أليكساندر عقد ذراعيه ضد صدره متهكما: "هنيئا لك، كنتُ سأخبركَ فقط أن الأعراض تطورت لتشمل التشنجات العضلية أيضا."

اتساع طفيف لمقلتي رين وهو يرفع رأسه نحوه قبل أن يعود ببصره إلى قدمه التي أخذ يدلّكها ببطء. في تلك اللّحظة دخلت الممرضة التي هرولت نحوه وأجبرته على التمدد ثانية لتقوم بجلسة تدليك له قبل أن تتركه يغادر المشفى.

_____

أحسستُ بألم فضيع وبأن شعري سيُقتلع من جذوره حين تم سحبه بقوة إلى الخلف، صرختُ بألم ورفعتُ رأسي نحو من كان يجب أن أتوقع أن يكون وأول شيء فعلته كان إمساكَ مقلمتي ورميها عليه شاتمة: "إلى الجحيم أيها اللعين."

لكنه تجنبها رافعًا حاجبه بسخرية وهو ينظر إلى المقلمة التي اصطدمت بالسبورة وينفي برأسه: "إصابة خاطئة وانغ، لستِ قناصة جيدة." ثم إلتفت إلي ووضع كفيه في جياب بنطاله قبل أن يغمز: "كما أنني لا أريدكِ أن تتجاهلي دراستك. مستقبلكِ على المحك كما تعلمين!!"

"أيها الوغد!!" صحتُ بعصبية واقفة في مكاني إلا أنه تجاهلني مغادرًا الصف ويتبعه جايدن الذي دحرج مقلتيه بيأس لتصرفاتنا الطفولية المعتادة. كنتُ سأرحب بالشجار معه كالعادة -قبل أن يتوقف هو الفترة الماضية ولوهلة ظننتُ أنه تغير فجأة لكنه اتضح أنه لا زال وغدًا كما كان- لكني لم أكن بمزاج جيد اليوم بتاتا.

لقد عدنا بالأمس إلى البيت على الساعة الرابعة ونصف ومع البيت الذي وجدنا أغلبية ساكنيه مستيقظين وهلعين ولم أتمكن من النوم إلا قرابة الخامسة والنصف. لذا أنا لستُ بخير.. تماما.

أول شيء فعلته عند جلوسي في أول حصة هو النوم. أنا حتى لم أرَ ايما وهي تجلس بقربي. حدقتُ فيها وهي تضع سماعاتها وتدرس بصمت متجاهلة ما حولها، كنتُ سأعود للنوم لولا أنني تذكرتُ ما حدث بالأمس، حين لم تجب على هاتفي.

انتبهت لتحديقي المطول بها لذا رفعت بصرها باستغراب نحوي وأزالت إحدى السماعات قبل أن تنبر بلطف استغربته: "كنتِ غاطة في نوم عميق لذا لم أشأ ايقاظك."

تجاهلت تصريحها واستدرتُ بجسدي الكامل نحوها أسألها في شك: "أين اختفيت بالأمس؟ لماذا لم تجيبِي ثم أغلقتِ هاتفك؟" لمعَت حدقتاها من تحتِ زجاج نظراتِها ترفَع حاجبًا قبل أن تعود نظرتها ثابتة وهي تجيب باستغراب: "ما هذا السّؤال؟ تعلمين بأنني أضعه في الوضع الصامت عندما أدرس ولم أنتَبه أساسًا أن بطارِيته نفِذت.. لم أغلِقه عن عمد بالطّبع."

ضيقتُ عيناي أكثَر أحاول التباس موضع الكذب منها: "أين كنتِ البارحَة؟" بلعت لسانها وضمت شفتيها تقترن ملامحها بجدّية غريبة، عنقها ارتفع إثر ابتلاعها. ردّة فعلٍ انتظرتُ مثيلتها لتأخذ بشكوكي نحو اليقين.

"ما هذا فجأة؟ تلعبين دور المحقّق المشكّك في جولة استجواب؟" مالت زاوية شفتها دون فكاهة. "آسفة لصراحتي لكن الدّور لا يناسبك." ثم أعادت سماعاتها إلى أذنها تلقي بنظرة أخيرة علي من طرف جفنها. "وكنتُ في البيت." وعادت تدرس تاركة إياي أحدّق فيها بتشوش.

لم تجب على اتصالاتي لأنها كانت تدرس.. وتقول أنها عادت إلى البيت مباشرة؟ إذا لماذا قدِم سام إلى منزلنا يبحث عنها، وذلك بعد ثلاث ساعات من انتهاء الدّوام؟

إنها تكذب وهذا واضح، لكن لماذا تخفي الأمر عني؟ ألم نعتد على إفصاح كل شيء لبعضنا البعض؟ أم أن الأمر أكبر مما أتوقع؟

___
يتبع...

السلام عليكم ♥️
ريلي مبعرف شو قصة التفاعل إلا أنه أحبطني جدا جدا😭 كل هذا لأني غبت 3 اسابيع؟ اينيواي البارت الجاي مستحيل ينزل لو ماتحققوا الشروط ايثينك لازم أكون شوي صارمة لأني احس تعبي يروح علفاضي -حاشا الي يتفاعلون معايا دائما بووسااات الكم 😘♥️♥️-

- رأيكم بالبارت؟ أفضل مومنت؟

- ليش هوا كان يبتسم؟

- شنو تتوقعوا يكون مرض يوسانغ؟

- شو قصدته ييرون لما قالت انها ماراح تخبر ايما بموضوع ما؟

- ليش ايما مارضيت تحكي لييرون عن اختطافها؟

في الفصل القادم:

"لا عليك، حالة توتر غريبة تمر بها بسبب اقتراب الإختبارات."

"جونغكوك ينوي التخلص منا فردًا فردًا."

"بالكاد أستطيع المكوث معكَ داخل أربع جدران، لا أظنكَ نسيتَ ما كنتَ عليه ليلة الأمس."

"السيارة التي كان يركبها هونغجونغ وسونغهوا انفجرت."

- مين مستعد لعودة جو الحماس؟ 🔥🔥

Continue Reading

You'll Also Like

78.9K 4.9K 29
... | لم تكُن سافانا جوش كأي فتاة مُراهقة بل كانتْ تعيش حياتها دون سبب تتمسك به أو شخص ترى النور في عينيه الأ في اللحظات التي تُصفَع حياتها بِظلامه ل...
1.3K 149 25
بدل أن تجف في قلوبنا، نسجّلها كي تبقى في ذاكرة الغير. جميع الحقوق محفوظة ©
3.4K 428 9
"نجمةٌ ما في السماء ، أمامَ مقعدنا الخشبي ، استمعُ لموسيقاك ، يانجميَّ الفريد".
234K 12.4K 69
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .