PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

By Lilas_psh23

74.3K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... More

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٧| وقعت المُعضلة.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

١٤| تهديدات صريحة.

664 82 451
By Lilas_psh23

ييرون:

كانت الأجواء من حولنا هادئة لدرجة أني نسيتُ العالم من حولي وأنا أحدقُ في سودويتيه المبتسمتين، كان يضعُ يديه على خصري بكلّ رّقة وسلاسة تجعلني أقشعرُ لكل لمسة، أسندُ يديّ فوق صدره العريض وأخطوا برفقته تحت هذه الأنغام الهادئة.

حقيقة، لم أكن أعرف أين أضع خطواتي خصوصا مع هذا الكعب الذي سبب لي ألمًا طفيفًا، لكنه بدا يعرف ذلكَ لذلك يسايرني بخطوات بطيئة هادئة.

"مباركٌ لك يا وريثة باركر الجديدة." تحدث بهدوء ووصلت إلي أنفاسه الهادئة فزميتُ شفتي مومئة: "شكرًا لك." في ذلكَ اليوم، أول لقاء لنا هو دعاني باسمي ولا أدري كيف علِم به، كما أنه بدا على معرفة مديدة برين. أتساءل عن سر علاقتهما.

ثمَ لمَ بدا رين حانقًا جدًا عندما رآه؟!

الهالة المحيطة بهذا الشاب قوية، ثقيلة وغريبة. لديه نظرة مستمتعة لامبالية يرمقُ بها من حوله.

"كريس."

"هاه!!" أعدتُ انتباهي نحو عينيه المبتسمتين وهو أردف هامسًا: "هذا اسمي آنسة بارك، أرجوا منكِ أن تتذكريه." رفعتُ حاجبا نحوه باستغراب ولاحظ هذا ليقطع المسافة بيننا وتصل شفاهه أذني متمتمًا بتلاعب: "فأنتِ ستحتاجينه مستقبلاً عزيزتي!"

جفت الكلمات من حلقي في حين أبعد وجهه عن جانبي يرفع حاجبًا لي مبتسما وكأنه يقول 'هل هذا مفهوم؟' طرفتُ بإرتباكٍ شديد أخفض نظراتي وابتلع ريقي ببطء. هذا غير مطمئن، نظرته هذه، وكلماته!!

سأحتاجه؟! لمَ قد أحتاج اسمه؟! هل هو يقول أننا سنلتقي مستقبلاً بطريقة غير مباشرة؟! مالذي يخفيه هذا الشاب الغريب؟!

وصلني صوتُ ضحكات صاخبة فعقدتُ حاجبيّ قبل أن أرى ما يحدث خلف جسد كريس، وحينها طرفتُ بعيني بذهول قبل أن أحاول كتم ضحكتي وأنا أرى آيزك يحاول أن يراقص تلكَ القصيرة، لا بل يبدو وكأنه يصارعُ الموت بتلكَ التعابير المنتحبة التي يضعها على وجهه، وعندما تقوم بدوران حول نفسها ويساعدها بذراع كفه الأخرى يضعها على وجهه نادبًا حظّه.

انتبهتُ إلى جايدن الذي انضم له آركيت فجأة وذلكَ العارض ذو الشعر الأحمر الذي كان يحمل هاتفه وأجزم أنه يصور وضحكاتهم هي ما كانت تصلُ مسامعي ومسامع آيزك الذي كان يرمقهم بنظرات قاتلة بين الحين والأخر.

أرغبُ في الوقوف معهم ومشاركتهم هذه اللّحظة التي لن يكررها التاريخ وأسجلها لأهدد آيزك بها فيما بعد. علي محاولة توطيد علاقاتي مع ذلكَ العارض لأطلب منه الفيديو فيما بعد.

ولـحسن حظي وأظن أن هذا الكريس حين ملّ من تطبيبِ خطواتي العابثة ها هو أخيرًا يطلق سراحي مع آخر نغمات هذه الأغنية، ولا أنسَ ابتسامتها العابثة وكلامه الغريب الذي يخبرني فيه أننا سنلتقي مرّة أخرى.

تجاهلتُ التفكير في أمره إلى وقتٍ لاحق واصطففتُ بجانب الثلاثة الذين لا يزالون يتخذون شبيه القردة مَضحكَة لهم وقد رحبوا بوجودي حين انتبهوا لي، لم تفتني النظرة الغريبة التي رمقني بها جايدن وهو يمرر بصره بيني وبين كريس الذي كان بجانبنا قبل أن يغادر مجال نظري.

آيزك كشّر عن تعابير باكية وبدا أنه يحاول كبح نفسه عن الصراخ بألم حين داست الفتاة قدمه بالخطأ، أو ربّما دهستها. وبعد ثوانٍ قليلة استطاع التملّص منها حين قرر جايدن أخيرا -بعد أن اكتفى من سخريته- مناداته والإعتذار للفتاة القصيرة قائلاً أنه يحتاجه.

"يا إلـٰهي!! لا أصدق أنني سأقول هذا لكنني أفضل مراقصة شبيهة الذّكور الحمقاء على كرة الشحم هذه.." لم ينهِ جملته لأنه رفع رأسه وتجمدت تعابير وجهه الممتعضة على وجهي الشامت. لنتجاهل وصفه لي بـ'شبيهة الذّكور الحمقاء' لأني حقيقة معتادة على هذه الصفات ولن أنتظر غيرها منه، لكن لنسلّط الضوء على تفضيله للرقص معي.

"سأكون مسرورة بذلك سيد التعري." رفعتُ كأس عصير التوت نحوه كحركة صنع النّخب وهو امتعض أكثر يمسد على قدمه المدهوسة متمتمًا بتهكم: "أسحب كلامي." قبل أن يهمس لجايدن بتهكم شديد وعيناه تخترقانني: "مالذي تفعله هنا؟ لا تخبرني أنكم دعوتموها لتشارككم هذه المهزلة؟"

مضحك!! هو لم ينتبه أني كنتُ بجانبه من الضّفة الأخرى.

على كل حال، كان العارض ذو الشعر الأحمر لطيفًا وقبِل حقا بإرسال الفيديو لي لاحقا لأني لم أحضر هاتفي الأن. أتساءل إن كان حقًا فردًا منهم مع لطافته هذه وسمعته التي من المفترض أن يعمل جاهدًا ليبقيها ناصعة أمام معجبيه!! لو فقط تعلمُ ماريان أني أتكلم معه الأن.

تحركتُ بعدها بحثًا عن ايما ووجدتها عند إحدى الطّاولات تجلس فوق كرسي وتنظر نحو الفراغ شاردة الذّهن، بدت غائصة جدًا بين أفكارها حتى أنها لم تنتبه لوقوفي أمامها، أم أنها فعلت لكنها تتجاهلني؟!

"أرى أن الملل قد نال منك." أخذتُ كرسيًا إلى جانبها أخلع حذائي براحة وقد كنتُ محقة في أنها انتبهت لي من البداية لأنها أجابت هامسة ولا تزال تحدق في نفس المكان: "لا أحبذ هذه الأجواء من الأصل."

دلكتُ كعب قدمي وأصابعي بألم وحدقتُ بلؤم في الحذاء، يستحيل أن أرتديه ثانية، لقد اكتفيتُ من الألم. "ما الخطب؟!" سألتُ بعد قليل باستنكار شديد حين طال صمتها وشرودها هذا وخمنتُ أن الشاب آركيت له علاقة بمزاجها هذا. "هل حدث شيء م المدعو آركيت؟ هل هددك؟"

طرفت بعينيها الخضرواتين لثانية قبل أن تزم شفتها نافية ثم تدحرج عينيها على المكان من حولنا. إنها تكذب!! لكني لن أضغط عليها حاليا، لكن لنرى إلى أي مدى يمكنني الصبر على صمتها الغريب هذا منذ حادثة محاولة اختطافنا.

استقمتُ فجأة وحدقت فيّا باستغراب. "ما رأيكِ أن نذهب إلى غرفتي؟ لقد مللتُ أيضا من هذه الأجواء التراجيدية وأرغبُ في دخول الحمام وتغيير هذا الشيء الضّيق." أومأت بصمتٍ ووقفت تتبعني بنظرات مستنكرة حين رأت أني حملتُ الكعب بين يدي ومشيتُ بقدمين حافيتين. ليس وكأن العشب ملوث.

دخلنا المنزل وكان من الغريب أن يكون هادئًا جدًا فالخدم عادة ما يتراكضون هنا وهناك، لكني لم أرَ خادمًا أو خادمة يخرجون أو يدخلون إلى البيت. غريب!!

فجأة جذب صوتٌ خافت انتباهي والتفتُ إلى ايما لأجدها ترمقني بنفس النظرة الفضولية. تتبعنا مصدر الصّوت وكان يصدرُ من ردهة الطّابق الأول تحت الدّرج. بدأ يتضح شيئا فشيئا وعرفتُ بالفعل من كانا يتحدثان.

رين والمدعو كريس!!

توقفنا عند زاوية الجدار وبنظرات فضولية استرقنا النظرات بهدوء لنجد الإثنين واقفين يقابلان بعضهما البعض، كريس يقف في وضعية لامبالية ويضع كلتا يديه في جيوب بنطاله ويرمقُ رين باستخفاف كعادته. رين يعقد ذراعيه أمام صدره ويرمقه ببرود وهو يحركُ سبابته اليمنى.. وكأنه ينتظر شيئًا ما.

"صدقني إلا هذه لن أمررها لك، لقد تجاوزتَ الحدود هاملتون." نطق رين بحزمٍ وهدوء يغطي على نبرته الغاضبة خصوصًا عندما شخرَ كريس وهو يعض على لسانه مدحرجًا عينيه باستمتاع: "أنا أنتظر متى ستبدأ هجومك باركر، ألا تظن أنكَ أرخيت دفاعاتكَ الفترة الأخيرة؟ صار من السهل على رجالي استفزازك."

"أجل، تقصد جرذانك النتنة؟ ألم تمل من إرسالهم كلّ مرّة إلى حتفهم؟ هل يهون عليكَ اللهو بهذه الدمى بهذه الطريقة المثيرة للشفقة؟!"

كريس خدشَ جبهته بسبابته مغمضًا عينيه لثانيتين: "لا أظن أنكَ لكَ شأنًا في هذا.." فتح عينيه فجأة وغدتا مظلمتين حادتين ليردف بحدة: "ينبغي عليكَ تجهيز نفسكَ لما هو قادم يا رين، ستندمُ على اليوم الذي فكرتَ فيه في جذبِ انتباهي مجددًا." أضافَ بسخرية: "وبعائلتِي؟ هذا مشِين، حتى منك."

عائلته؟! مالذي يقصده؟

كان دور رين ليدحرجَ عينيه بسخرية وهو يمسح بلسانه شفتيه قبل أن يتقدم خطوة نحو كريس. "هل تظنني أحمقًا لهذه الدّرجة حتى ألا أدركَ أن ذلك السافل لم يكن يعني لكَ شيئا؟ هذا إن لم تكن تنوي أن تغتاله أنتَ فيما بعد. فكر قليلاً، لقد وفرتُ عليكَ الجهد وإثارة الشّبهات، بل ويسرتُ لكَ السبيل نحو مقعد السّلطة. يجب عليكَ أن تكون ممتنًا ولو قليلاً."

ضحكَ كريس بخفة واعتدل في وقفته يواجه رين وقد تبين أنه أطول منه قليلاً، ربما يكون بطول أليكساندر. "معكَ حق، سأكون ممتنًا وأشكرك بطريقتي.. قريبًا جدًا." ونظرَ في اتجاهنا فجأة ما جعلنا نعود للخلف بذعر.

هل.. رآنا؟! بل هل كان يعلمُ أننا هنا منذ البداية؟!

نظرتُ إلى ايما المُقرفصَة تحتي وكانت ملامحها تؤكدُ شكوكي. علينا المغادرة الأن قبل أن يكتشف رين أمرنا.

عدنا إلى الخلف ومن شدّة الهلع الذي يدب داخلنا لم ننتبه للجسد الذي كان خلفنا حتى اصطدمت ايما -التي سبقتني في التراجع- به، إلتفتُ أصلي داخليًا ألا يكون من أفكر به والذي دائما يحصدني في مواقف كهذه، لكن يا للسخرية القدر!!

عاقد ذراعيه نحو صدره وقدمه اليمنى تضربُ الأرض في هدوء وزرقاوتاه تلمعان اثر ضوء الإنارة الذّهبي، وضعيته تقول أنه كان ينتظرنا إلى حين انتهاء اختلاسنا. "مالذي سمعتماه تحديدًا؟!"

كان يقتلني حرفيًا بنظرته الحادّة وكان واضحا أن السؤال موجه لي، لكن ايما أجابت مكاني بتوتر شديد أخفته بخفوت صوتها: "لا شيء، وصلنا للتو." تلكَ الحمقاء، لا تخبرني أنها لا تزال خائفة منه؟

لكنه تجاهلها تمامًا ولازالت نظرته مسلطة نحوي وكأنني المسؤولة عن كل هذا، أومأتُ برأسي موافقة لكلامها قبل أن أراه يدحرج عينيه بنفاذ صبرٍ ويشير برأسه للخلف بمعنى 'اختفوا من أمامي في الحال.'

تنهدتُ مومئة وقبل أن آخذ أول خطوة صدح صوتُ ارتطامٍ قوي بقربنا أجفلنا، خلال ثانية مرّ أليكساندر من جانبي واتجه ناحية من كانا يتناقشان قبل قليل، تبادلنا النظرات أنا وإيما لثانية أخرى قبل أن نتبعه وحينها وجدنا جسد كريس العلوي مسطحًا على الطّاولة في حين أن رين كان يضغطُ رأسه على الطاولة ويده الأخرى تسللت إلى جيب سترته الداخلي يُخرج مسدسـه ويوجهه ناحية رأسه بيسراه.

مالذي يفعله؟ هل ينوي قتلـه حقًا وفي هذا المكان؟!

وقف أليكساندر أمامه وخطف المسدس من يده قبل أن يرتكبَ أي شيء مهسهسًا بغضب: "هل جننت؟" لكن رين لم يكلّف نفسه بإجابته وبدل ذلكَ أخذ يضغطُ أكثر على رأس من كان يقهقه بسخرية متعمدًا استفزازه.

"دعهُ يفرغ مكتوماته مادام أن الفرصة واتته." إنه حقًا لا ينوي على الخير بأفعاله وأقواله هذه.

النقرة على كتفي أجفلتني وجعلتني ألتفتُ سريعًا إلى من فعلها. "لا أظن أنه من الصحيح أن تريا شيئا كهذا." كان آركيت ينظرُ نحو ثلاثتهم وعيناه حادتان وجادتان اختفى بريق التلاعب المعتاد منهما. "أرجوا أن تغادرا هذا المكان في الحال."

وكأن ايما كانت تنتظر هذه الإشارة من أي أحدٍ لأنها سارعت في جذبي للخلف تجبرني على الابتعاد، رمقتها بلؤم وتذمرتُ بمضض: "لم أشفي فضولي بعد!!"

"فلتذهبي أنتِ وفضولكِ للجحيم!!"

___________

"من أنا؟!" تساءلتُ مغيرة صوتي وأنا أغمضُ عينينه وأشيرُ لريوك الذي كان يناظرني مصدومًا بالصّمت، "مينا!!" تلّفظ بطرَبٍ وأنا عبستُ أنفي برأسي وكأنه يراني. "خطأ."

همهمَ مفكرًا قبل أن يتلّمس يداي ويتساءل بخفوت: "يداكِ كبيرتان، إذًا ماريان؟!" زميتُ شفتي ورميتُ رأسي أمام وجهه قبل أنزع كفيّ هاتفة بـ'تدا!!' أجعلهُ يعود للخلف قليلاً والصدمة عنونت ملامحه.

"ي_ييرون!!" أومأتُ بقوة مشيرة لنفسي وأنا أعتدل في وقفتي "بشحمها ولحمها" لكنني تفاجأتُ بأن مقلتيه اغرورقتا بالدّموع وهو يلقي نظرة غير مصدقة و.. مؤنبة نحوي!!

تقدمتُ خطوة نحوه: "هان صغي_"

"لا تتحدثِ معي.." صرخَ بها وأسرع راكضًا نحو المبنى يجعلني أحدق في طيفه المختفي. ما كان هذا؟! هو حتى لم يأخذ اللعبة التي أحضرتها له. حدقتُ في ريوك بملامح مستفهمة مطالبة بالتفسير وهو قوسّ فمه الصغير يشيح بوجهه عني وينبرُ باستياء واضح: "لقد كان أكثر من تأثر بمغادرتكِ وظل يسأل الجميع عن مكانكِ وماريان كانت تجاريه وتختلقُ الأكاذيب فقط لتبررَ غيابك، انتظر جميعنا زيارتكِ وعندما طفح الكيل بسايا من أسئلة هان المعتادة أخبرته أنكِ غادرتنا للأبد ولا يبدو أنكِ تنوين العودة مجددًا."

وغادرني هو الأخر بعد أن انهى كلامه بغضب تاركًا إياي احاول ابتلاع صدمتي، كان جميعهم ينتظرونني لكني نسيتُ أمرهم بعد أن وعدتهم بالزيارة الدائمة.

أسبوعان.. لقد مرّ أكثر من أسبوعان منذ أن تمّ تبنيني ولم أزرهم لمرّة واحدة. يا إلـٰهي!! أي فتاة أنا؟!

هل عليّ التواقح والدخول لأريهم وجهي الأن بعد كلّ هذه المدّة أم أعود أدراجي فحسب؟! هل سيتفهمون عذري؟! لكن أي عذر سأصوغه لهم؟! بأنني أعيش مع مجرمين ومحاولات القتل والإختطاف هذه أصبحت بالنسبة لي كشرب قهوة الصباح؟! وبأنهم بالكاد يدعونني أخرج إلى مكان غير المدرسة لأنني مهددة الأن بسببهم؟!

"ييرون؟!"

صوت ماريان المصدوم أجفلني واقتطع أفكاري، رفعتُ رأسي نحوها حيث تقفُ بتعابير وجه غير مصدقة، اندفعتُ نحوها أغمرها بحضن ساحق قبل أن تختفي هي الأخرى، لستُ مستعدة لفقدان عائلتي الوحيدة. هدأ جسدي وأحسستُ بقليل من الرّاحة حين بادلتني تلف يديها حولي على الرغم من إحساسي بترددها.

"لن أسأل عن حالكِ لأنكِ تبدين بخير، لكن لديكِ الكثير لتفسيره لي." رنّ صوتها المؤنب ولم تخفَ علي نبرتها المشتاقة التي تغلفها فأسرعتُ أومئ بقوة، سأحاول اختلاق الأعذار دون الخوض في الحقيقة البشِعة لعائلتي الجديدة، من يعلمُ ما قد يكون الثمن حينها؟!

حين التقيتُ بالجميع اختلفت ردات فعلهم بين من غفر لي من النظرة الأولى وساقني بين أحضانه وبين أبدى استياءه الشديد نحوي وقابلني بالبرود والنّفور ومن بينهم هان الذي صعد إلى غرفته ورفض الخروج إلى حين مغادرتي.

كان الضّغط شديدًا علي وأنا أحاول تبرير سبب اختفائي كالتجهيز لحفل العائلة والذي لحسن الحظ سمعوا عنه، كما أخبرتهم عن أن السائق لا يسمح لي بالذهاب لمكان أخر ويأخذني مباشرة للبيت بعد الدّوام. بالطبع غضضتُ البصر عن محاولة اختطافنا وحادثة قتل ثلاثة رجال أمام أعيننا.

كان ذلكَ مريعا.

لحسن الحظ تذكرتُ ميشا وطلبتُ من ماريان إحضارها إلي، لقد كانت أكبر ذريعة لتعرفي على رين وتوغلي في متاهته القذِرة. ربما حين أبلغ الثامنة عشر سأستقل في حياتي بعيدة عنهم وعن مشاكلهم وأنسى ذلك الوعد السخيف الذي قطعتُه أمام عدة رؤساء شركات مهمة في بلدنا.

تحدثنا عن الكثير وكان أغلبهم فضوليا نحو حياتي الجديدة او بالأحرى حياة الأثرياء، ووعدتهم بأني في المرة القادمة سأحضر الكثير من الهدايا لهم وعلى سيرة هذا الموضوع اجتذبتني ماريان نحو غرفتي القديمة.. غرفتي!! الكثير من الذكريات الحلوة تدفقت نحو ذاكرتي بمجرّد دخولها والكثير من المشاعر تهافتت إلى جسدي.

ماريان أيقظتني من عودتي نحو الماضي بقولها: "هناكَ من تبرّع للميتم منذ أسبوع." رفعتُ حاجبا نحوها وأنا أجلس فوق سريري الذي علمتُ أنه تمّ شغله من قبل إحداهن من قبل. "وإن يكن؟ هذا ليس جديدًا بالفعل، نحن نعيش على تبرعات الناس أصلا."

"الأمر لا يكمن هنا." جلست بجانبي وتفحصتني بنظرتها الغريبة مردفة: "بل في هوية المتبرع." أشرتُ لها برأسي لتتابع وهي فعلت "باركر!!" رمشتُ مرتين أمامها أصل إلى مقصد حديثها، حينها ضحكتُ مستقطعة: "مهلاً، مهلا!! ليس من المفترض أن يكون من العائلة التي تبنتني، هناك الكثير يحم_"

"بل هو، لقد تبرع بالكثير من الملابس الباهظة والطعام المعلب الذي يمكن تخزينه، وبمبلغ كبير جدًا، وعندما تساءلنا عن سبب هذه البادرة الكبيرة قال أنها طريقته في شكرنا للإعتناء بك."

_____

عقلي مشوش وأفكاري تتشابك فيما بينها، رين فعل هذا حقًا؟! هي لم تخبرني اسمه لأن مديرة الميتم لم تفصح عنه لكن وصفها لشكله أكد لي أنه هو.

لمَ سيفعل شيئا كهذا؟ يشكرهم على الإعتناء بي!! لم أعد أفهم طريقة تفكير هذا الفتى حقًا، تارة يسحقني بأفعاله وكلماته وكأنني حشرة لا طائل منها وأحيانًا.. لا أعلم ما علي وصف أفعاله به.

كم هذا متناقض ومتعب للتفكير به!!

بمجرد عبورنا من عيادته التي تقع بالقرب من الميتم طلبتُ من السّائق التوقف أمامها وانتظاري، ثم دخلتُ برفقة ميشا كما كنتُ أفعل منذ شهور مضت.

رأيتُ بعض الأشخاص برفقة حيواناتهم في غرفة الإنتظار وتعمدتُ المرور بسرعة من أمام الباب لكي لا يشكوا بأني أتجاوز الترتيب المحدد، أنا هنا فقط لإلقاء نظرة، وإن امتلكتُ الشجاعة الكافية سأسأله عن سببه الحقيقي في التبرع للميتم.

الميتم الذي توعدني يومًا ما بجعله مسبح دماء.

لم أطرق الباب بل فتحته بهدوء خشية أن يسمعني أحد الأشخاص الذين ينتظرون لكن المشهد أمامي جعلني أتجمد. ارتخت ملامحي بعدم استيعاب واركتزت عيناي على ما أراه أمامي.

ما هذا؟!

طرفتُ بعيني دون فهم أو إدراك عدة مرات. تلكَ العسليتان طرقتَا نحوي لكنّها لم تبتعد، لم تزح وجهها عنه بل عادَت تعانق ملامِحه الباردَة المشاحَة عنها. لم تعطِي لوجودي أي لعنَة وكأنني ذبابَة متطفلّة وشيء ما منعنِي من الخروجِ وتركِهما على راحتهما.

بعد ثوانٍ من الصّمت التي مرّت عليّ كالدّهر وأنا أراقب هذه الوضعيَة الغريبَة، هي وقفَت أخيرًا بطولِها الفارِع -إثرَ الكعب- وفستانِها الماهوجني الذي يضيق على قوامها المثالي ثم حملت جروها الذي كان فوق منضدة الفحص لتتجاوزني، قبلها ألقت بجملة أخيرة: "فكّر في ما قلتُه جيدًا."

ما كان هذا؟!

لحظة!! أليست هذه الفتاة التي كانت متأبطة بذراعه ليلة الحفل؟!

رفعتُ عيناي نحو رين الذي يجلس على كرسي المكتب ويحدق في شاشة حاسوبه بإنهماك ولم يلقِ علي ولو نظرة خاطفة، لكنني انتبَهت إلى اللمعة الغريبَة التي تخلّ بلونِ البنّ في عينيه. 

أيا كانَ الحوار الذي خاضاه فهو لا يستدعِي أبدًا وضعيَة كهذه.

ازدردتُ ريقي بصعوبة بالغة وأنا لا أزال أحدق فيه بصدمة واستنكار شديدين، بدت وضعيتهما مثيرة للشك بالفعل!! لكن!! ألم يجدا مكانًا أخر غير مكان عمله؟

مثير للإشمئزاز!!

نظر إلي أخيرا بهدوء إلا أنه لم يعلق وإنما عاود ينظر إلى شاشة الحاسوب ثم تحدث بهدوء ينافس هالته: "مالذي أحضركِ إلى هنا؟!" كانت الجملة تصرخ بأنه يطردني بدل سؤاله، لذا حدقتُ في ميشا بتوتر وأنا أمسد رأسها بلطف متمتمة: "لا شيء، سأخرج في الحال.."

أبعد ناظريه عن الحاسوب ليحدق في بعض الأوراق بإهتمام بالغ واندماج قبل أن يتمتم: "حسنا، أخبري أمي أنني سأتأخر عن عشاء اليوم، لذا لا تنتظروني.."

زميتُ شفتي مومئة قبل أن أستدير وأغلق الباب خلفي، لمَا كل هذا التوتر والاضطراب يختلجني بينما يفترضُ أن يختلجه هو صاحب الموقف؟ لكنَني لا أستطيعَ تخيّل مظهرِ الحيَاء يغزوا وجهَه الوقحَ ذاك.

يبدو أنها مقربة منه بالفعل لدرجة أن يسمح لها بتجاوز مساحته بهذه الطريقة!! بل وحتى يبدوا أنهما يتواعدان بالفعل.

ما لا أفهمه هو لماذا أشعرُ بوَهَن كهذا؟! وشيء ما داخلي يرفضُ ما شاهدته توًا؟!

____
يتبع...


السلام عليكم وجمعة مباركة على الجميع ♥️

فصل جديد كان من الصعب علي اني أكمله لأنو صارلي عسر أفكار، أتمنى يعجبكم وتنفذوا الشروط لأنو التفاعل بالبارت السابق قهرني 😭😭

- أفضل مومنت فالبارت؟

- تتوقعوا كوك يخطط لشي بما أنه قالها أنها تحتاج اسمه مستقبلا؟

- وويونغ😂😂؟ وربي احس بالسعادة لما أكتب عنه.

- تتوقعوا طريقة كوك فشكر يوسانغ كيف راح تكون؟

- ايما؟ تتوقعوا شفيها؟

- ليش الجنتلمان حقنا تبرع للميتم؟!

- نشبة الرواية أخيرًا ظهرت فآخر مومنت تتوقعوا مين تكون؟

- ردة فعل يوسانغ، تقهر او لا 😂😂

ماني متأكدة إذا كنت اقدر انزل بارت الأسبوع الجاي، لو ما نزلتو للأسف رح تنتظروا 3 أسابيع حتى اخلص امتحاناتي النهائية. ادعولي بالتوفيق 😭😭

ثاني مرة أسألكم، مع مين تظنون رح أشبك ايما؟ البارت الجاي لها.

شسمه، وأخيرا بدأت أنشر فبارتات روايتي الجديدة لسونغهوا، تصنيفها: فانتازيا، خوارق، شياطين، ملائكة.
اتمنى تشيكوا عليها اسمها:
انكيوبس: الساقطون من الملائكة.

شي ثاني، غيرت خلفيات الأبطال فالبارت الاول اتمنى تلقوا نظرة عليهم.

في البارت القادم:

"البداية ستكون لك، أنا لطيف مع الفتيات بطبعي. خصوصًا من أراقصهن."

"اعترف بأني استهنتُ بقوتك، لكن تركيزكِ يتضاءل حين تكونين خائفة."

"أنتَ تعلم لماذا سرحتها المرة الماضية، لكن مرة أخرى.. هذا كثير. أنتَ تعلم أي ستضعها الأن، وأحذرك من أن تفعل شيئًا دون إخباري إلى أن أتحدث معه بشأنها."

"أهلاً بكِ في عرين الذّئاب قطتي."

- توقعاتكم وحماسكم للفصل الجاي؟!

Continue Reading

You'll Also Like

MAXIMA By سافيرا

Mystery / Thriller

879 45 2
الهاربة، جُزر أولبا. ذكريات تخدش جدارا قد حاوطها محاولة التحرر. وريمي وحشُ سرير خائف. أراه ضلالًا كثيرةً ترقص داخل كل إنعكاس، ويناديني: «ماكسيما!» وأ...
1.5K 119 3
عندما يكون حُبًا غريبًا، مُتطفلًا ومُفاجئًا. كالمرض يدخُل لخلاياهُم. لكنهُ ممنوع، لكنهُ مُحرم، لكنه خطيئة. عندما تُحِب من لا يجِب أن تُحبه، بشكلٍ مُف...
79.6K 5K 29
... | لم تكُن سافانا جوش كأي فتاة مُراهقة بل كانتْ تعيش حياتها دون سبب تتمسك به أو شخص ترى النور في عينيه الأ في اللحظات التي تُصفَع حياتها بِظلامه ل...
2.7K 292 11
«لمَ أنا أضحك؟» تسائلت مع عيونٍ باهتة للّذي يجلِس أمامي. «لطالما تساءلت، لمَ أنا أضحك؟!». عندما تُحاول الخروج من قعر حزنكَ، ظلمتكَ، ويأس...