PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ...

By Lilas_psh23

74.4K 4.8K 30.9K

|مكتملة| |قيد التعديل| من قال أن الرّقص وسط حلقة النّيران يحرق؟ ربمّا يجعلك فقط تزداد اشتعالاً وجموحًا.. ال... More

[The Extremists are back]
٠٠| حرب العصابات انبلَجت.
٠١| عليكَ اللّعنة جونز.
٠٢| كيفَ ستُلملمُ آثارَها الأن؟
٠٣| الفضول قتل القطّة.
٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.
٠٥| انزاح القناع.
٠٦| ابر القشّ تلسع.
٠٨| بيتٌ جديد.
٠٩| مهزلة مع آل باركر.
١٠| جثة.. بلا رأس.
١١| اقتفاء المشاكل.
١٢| وليمَة عزاء (١).
١٣| وليمَة عزَاء (٢).
١٤| تهديدات صريحة.
١٥| والجة العرين.
١٦| غريب أيها الأشقر.
١٧| ممدد.
١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.
١٩| توجس وارتياع.
٢٠| الفأس وقَعت والرّأس انقسَم.
٢١| أدهَم.
٢٢| ميثاق سينسِف كل شيء.
٢٣| المستنقَع لا يهواه غير كائناته.
٢٤| كلنَا خونَة في نقطة ما.
٢٥| زائغَة وسطَ المعمَعة.
٢٦| الانتصَار هو حماقَة عدوكَ.
٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.
٢٨| في حضورِ الدّهمَاء.
٢٩| شَرخ في الأفئدَة.
٣٠| آثار ذكرى.
٣١| عِتاب منفصِم.
٣٢| ملاك.. بجنَاحٍ واحد.
٣٣| تمهيدٌ للجزاء.
٣٤| اختبار تقييم.
٣٥| في غمار الموت.
٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.
٣٧| خط أحمر.
٣٨| الجانب المتوارِي.
٣٩| هفوة جسيمة.
٤٠| نكران.
٤١| صفعَة الحقيقَة.
٤٢| خدعَة الشّيطان.. ليليث.
٤٣| أَخدَع أم أُخدَع؟
٤٤| صدِيق الطّفولة لم يكن سيئًا.
٤٥| انتِكاسَة الشّيطان.
٤٦| اللّعب بين القطبَين.
٤٧| شفاه مباغتة.
٤٨| اضطـراب.
٤٩| أفواه مكمّمة.
٥٠| حقيقَة مزيّفة.
٥١| آيروس وسايكي.
٥٢| المتطرّفون.
٥٣| آيروس أخطأ مجددًا.
٥٤| تأجج الجمرة.
٥٥| على شفا الضّمور.
٥٦| أمير اللّيل.
٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.
٥٨| لا واحِد ولا اثنان.. زمنُ الصّفر قد حان.

٠٧| وقعت المُعضلة.

759 80 273
By Lilas_psh23

آيزك:

اصطدم ظهري بالعمود الخشبي ثم تزحلق للأسفل يجعلُ من الألم يتصاعد بشكل مضاعف، تلى هذا العديد من الهتافات باسمه. لم أتمكن من مواصلة الشعور بالألم لأنه جذب ياقتي بيده اليسرى يدفعني إلى الوقوف أمامه بقدمان تكادان تحملانني.

لمحتُ ابتسامته الشامتة نحوي ولم أمنع نفسي من التعليق: "لم أكن أظن أنكَ تحمل كل هذا الغل نحوي يا سميث." اتسعت ابتسامته أكثر وطرحني على الأرض يضع قدمه فوق ظهري، الهتافات من حولنا تصاعدت أكثر تنادي بـ"اقضي عليه" لكنه فقط تجاهلهم يحني جسده العلوي نحوي. "حتى وأنتَ في أذلِ حالاتكَ لا تستطيع ايقاف لسانكَ عن لدغِ من حولك."

أطلقتُ نفسًا ساخرًا بصعوبة وتوقفتُ عن المقاومة منذ مدّة أجعل جسدي تحتَ رحمة قبضاته. "لماذا خُلقتُ إذا؟" لا أعلمُ لمَا أنا متأكد من أنه دحرج عينيه بملل قبل أن يرفع قدمه عني ويبتعد، سمعتُ تمتمته "صحيح، لماذا خُلقت؟"

هدأ الهتاف من حولنا والبعض أخذ يتذمر عندما أدركوا أنه لن يقضي علي أو لن يفقدني الوعي، لذا بدأ الحشد من حول الحَلبة يتفرق كل إلى عمله. فلتستقبلكم الجحيم بنيرانها. بصعوبة استطعتُ قلبَ جسدي لأصبح منبسطًا على ظهري ورأيتُ الوغد أمامي يشربُ من قارورة الماء ثم يصب الباقي فوق رأسه محركًا شعره الأسود المبلل، إنه يفعل ذلكَ بكل راحة وكأنه لم يكن على وشكِ سحق جسد هزيل للتو!! النّذل.

تتساءلون مالذي يجري؟

حسنًا!! وكأمر لم أتوقعه أبدا، احزروا ماذا كان عقاب لوك لي!! أخبرني أنه لن يعاقبني بشيء سخيف كالتنظيف أو الحرمان من دخول المقر لأنه يعلمُ أني برأس كالحجر وسأدخل ولو اضطررت لاختراق نظام الأمان، لذا استغل الأمر وأمرني بفعل شيء مفيد ينمي مهاراتي. هو لم يكن غافلاً عني حين كنتُ أتهرّب من التدريبات الجسدية سابقا لأختبئ في مكان خفي أخترق فيه حواسيب أفراد العصابة وأكتشف خصوصياتهم التي أستغلها فيما بعد لأجل قضاء مصالحي الشخصية. لستُ وغدًا لكن ذكي مقارنة بمن هم في عمري آنذاك فلم أتجاوز السادسة عشر حينها.

لذا هو جعلني كيس ملاكمة لجايدن بدلا من جعلي أتدرب عنده، ألا يدركُ أن من يستطيع شق التفاح إلى نصفين بيديه قادر على جعل شخص مثلي ممسحة للحلبة؟

لا جدال في أنني فقدتُ كرامتي منذ زمن في هذه العصابة. حتى جايدن يعاملونه كأنه بمنتصف عقده الثالث بل ويخافونه ويتجنبون إغضابه، بينما أنا أكبر منه بما يقارب العام. هذا غير عادل.

بصعوبة استطعتُ الوقوف والتوجه نحو الحمام، أغمس جسدي الملّون في الماء السّاخن. كانت ساعة لأخرج ولم أجد أحدًا أمام الباب، تبسمتُ بشماتة. جايدن قضى عشر دقائق وهو يطرق الباب مندهًا علي بالإسراع ومتوعدًا إياي، لكني شعرتُ بنشوة أكثر ولم أرغب في إنهاء الحمام حتى أمدٍ غير محدد بما أنه يحتاجه. لذا أظن أنه ذهب إلى حمام الحانة فوق.

كنتُ أحركُ المنشفة فوق شعري أحاول تجفيفه بينما أسير نحو الردهة الرئيسية حيث يجلس أغلبنا إذا لم يكن لدينا عمل، لكني وجدتها فارغة إلا من شخصين فقط كانا يضعان مجموعة من الأسلحة فوق الطاولة أمامهما ويتناقشان فيما بينهما، حينما لاحظا وجودي اكتفيا بإيماءة بالرّأس وعادا إلى نقاشهما. حتى تحية كاملة ولا أحصل عليها.

لم أرَ أحدًا من المجموعة اليوم، تفقدتُ مكتب أليكساندر بعد أن طرقته وكان فارغًا، بحثتُ في كل شبر من المقر وحتى القبو لكن لا أثر لهم وكم كان ذلكَ عسيرًا مع جسدي المتهالك. هل الجميع مشغول اليوم لدرجة ألا أحد سيأتي إلى المقر حتى هذا الوقت من المساء؟ عادة ما يكون آركيت هنا، لأنه لا يعمل في الحياة العملية مثل الأخرين، لكن هو أيضا أثره مختفٍ!!

قررتُ العودة إلى المنزل لأخذ قسطِ من الرّاحة، وأظنني سأخلد إلى النوم ولن أستيقظ إلا بعد أسبوعين حينها سأرتاح من الدراسة ووجه ييرون لفترة. على ذكر سيرتها، نحن لم نتشاجر منذ قرابة الأسبوعين أي منذ حادثة القطّة اللعينة وهذه معجزة!! فنحن بالكاد نمنع أنفسنا عن ضرب بعضنا في كل دقيقة نلتقي فيها.

لكني أفضل مشاجراتها الجسدية كما كنا نفعل طيلة السنوات الماضية على خوض شجار لدقيقتين مع جايدن.

غابت لأسبوع كامل حين تم طردها وحين عادت، عادت بشخصية مختلفة ومنقلبة مئة وثمانين درجة. لم تعد صاخبة كما كانت ولم تفتعل أي مصيبة كما تفعل دائما، وكانت تتجنبني حتى قبل أن أنطق أي كلمة تتسببُ في بدء شجارنا. بل ولم تخفَ علي نظرات الرهبة التي كانت أحيانا تطلقها نحوي.

مالذي جرى لها خلال هذا الأسبوع؟ ليس الأمر وكأنني أهتم!! فلتذهب للجحيم.

وصلتُ إلى المنزل وفتح الحارس العجوز البوابة الخارجية لي مرحبًا بي ولم يخفِ صدمته من وجهي، حييته وأسرعتُ أقطع الحديقة التي ستسببُ في جعلي مُقعدا يوما ما بسبب شساعتها. وصلتُ أخيرا إلى الباب الرئيسي أمامي ثم ذهبتُ خلفه أرغب في الدخول من الباب الخلفي أو حتى من شرفة المطبخ.

دخلتُ بالفعل من الشرفة عندما وجدتها مفتوحة وهناكَ كانت السيدة مادلين تأمر إحدى الطباخات بشيء ما، لكنها توقفت ما إن أحست بوجودي ونظرت نحوي بتقطيبة جبين بوجهها الحاد. أشرتُ لها بالصمت ثم بإكمال ما تفعله بينما كنتُ أخذ خطواتٍ خفيفة على رؤوسي أقدامي. أخرجتُ رأسي خارج باب المطبخ اتفقد المحيط حولي وقد كان الطريق نحو غرفتي خاليًا.

لذا أطلقتُ الريح لقدماي وكدتُ أقع عدة مرات بسبب ملمس الأرضية الرّطب، دخلتُ الباب وأسرعتُ بإغلاقه أستندُ عليه وأتنفس باهتياج. إن كان شيء يجبُ أن أقلق بشأنه حقًا بدل تعليمات لوكاس فهو_

"آيزك!!" سقط قلبي بين قدمي حين سمعتُ نبرتها المستغربة خلفي والتي علمتُ أنها لن تبقَ مستغربة لأنها تعلمُ متى أركض هكذا إلى غرفتي. الأمر هو أنني لا أريدها أن ترى الكدمات على وجهي. لم تكن يومًا راضية أو موافقة على انضمامي إلى العصابة، لكن لم يكن بيدها حيلة وهي تعمل تحت يد الرأس المدبر، لم يكن إبعادي عن هذا المستنقع أمرًا تستطيع فعله.

"نعم أمي!!" سمعتُ خطواتها تقترب نحوي ودفنتُ وجهي أكثر ضد خشب الباب أحس بالكدمات تلسع أكثر، اللعنة عليكَ يا جايدن وعليكَ أيضًا يا لوك. "لماذا تدير ظهركَ إلى والدتكَ أيها الولد؟ هيا استدر." صدقيني لن ترغبِ في رؤية وجهي هكذا، والإلـٰه وحده يعلم نوع العقوبة الجديدة التي ستذرينني بها يا والدتي العزيزة.

قبل أن تتفوه بأي حرف ولـحسن الحظّ سمعتُ ضجة قادمة من الخارج وعلمتُ حينها أن أحد الشقيقين قد أتى وهذا كافٍ بالنّسبة لي ليكون ذريعة للهرب في هاته اللّحظة. "سأعود لاحقًا، وداعًا أمي."

فتحتُ الباب أخرج بأسرع ما لدي وأغلقتهُ خلفي بقوة أتجه نحو الرّدهة الرّئيسية للبيت، وأظنني كنتُ متأخرًا قليلاً لأنني أراها فارغة الأن، لكن يمكنني سماع صوت الحديث بالطّابق الثاني لذا أسرعتُ أصعد السلالمَ وألتفتُ نحو الرواق الأيمن حيث جناح أليكساندر، هناكَ في آخر الرّواق لمحته ولمحتُ صاحب الخصلات البيضاء خلفه.

ليس مجددًا، غضبي منه لازال في ذروته!!

ليس لدّي خيار لكنهما ذريعتي في التهرب من والدتي الأن، فأمي لن تجرؤ على أخذي في حضرة أحد الشقيقين أو حضرة أليكساندر على الأقل. قبل أن يغلقَ لوكاس باب الغرفة خلفه أوقفته بقدمي ودخلتُ تحت نظراته المتفاجئة متعمدًا رفع رأسي ليرى نتيجة أفعاله، أقصد أوامره.

"لا يمكنه أن يستقيل هكذا دون سبب مقنع.." توقف أليكساندر عن حديثه حين رآني واستمر يحدّق في وجهي باستغراب وقبل أن يفتح ثغره ليتساءل سبقته بالإجابة وأنا ألقي بجسدي المهدم فوق أريكته من الجلد الأسود. "لا تسأل، إنها ضريبة رؤيتكَ تفقع رأس ويلز." تعمدتُ الضغط على كلمة 'ضريبة' أحدج صاحب الخصلات البيضاء بنظرة حادة وهو كالثعلب تعمدّ يجلس بجانبي مقهقهًا. "حسنًا هذا كثير، عندما أخبرته أن يؤدبك لم أكن أقصد جعل وجهكَ بالونًا ملونًا."

ليته كان وجهي فقط، هو لم يترك عظمة فيّا إلا وكسرها. أردتُ النبس بهذا لكني متعب حتى من الكلام لذا اكتفيتُ بتجاهله. رغم ذلكَ سمعتُ نبرته الجادة: "هذا لتتعلم أن لا تخرقَ كلمتي مرة ثانية."

معكَ حق لن أخرقها مجددًا، وإن فعلت سأحرص على قتلِ نفسي قبل أن يصل إلي جايدن.

أليكساندر مقابلا لنا كان قدر رمى سترته التي كان يحملها فوق سريره وفتح أول زرين من قميصه، قبل أن يجلس على الأريكة المقابلة لنا ويسكب لنفسه كأس ويسكي يتجرعه دفعة واحدة. كالعادة كأس الشراب الذي يفارق يده في كل الأوقات.

"على رسلك!! أخبرتكَ أني سأرسل من سيتحرى بشأنه." لوك تحدث بهدوء شديد يخطف الملف من فوق الطّاولة ويمررُ عينيه فوق محتوى الأوراق. من هذا؟ ضحية جديدة؟

"ليس الأمر كذلك!!" تمتم وقد هبط بجذعه يستند فوق ساقيه المفتوحتان، مسح وجهه بكفيه وأعاد شعره للخلف قبل أن ينهض متجهًا نحو خزانته التي تقع خلف أريكته. سحبَ الدفة ذات المرآة الكبيرة وعبث بين أغراضه قبل أن يعودَ نحونا واضعًا ظرفا أبيضا فوقَ الطاولة.

حدق كلانا فيه وهو أومأ للوكاس بعينيه أن يسحبه ليفعل الأخر ذلكَ ويقرأ الرّسالة بداخله، قرأتُ ملامحه التي كانت مرتابة ثم غدت قلقة مرتعبة قبل أن ينظر نحو أليكساندر بعينين جاحظتين. "متى وصلت؟"

"منذ يومين." تنهد وارخى جسده على ظهر الأريكة. مالذي يتحدثان عنه ولمَ كل هذا الإنفعال من لوكاس الهادئ عادة؟! لم أستطع قراءة شيء لأنه أعاد الرسالة إلى الظّرف وخبأه في جيب سترته الرسمية التي كان هو الأخر يحملها. أشعر بالفضول ينخر عظامي الأن.

"مالذي حدث؟!" سألت ورشقني بنظرة حارقة تأمرني بأن أخرس وأطبقتُ شفتي بعبوس، مجددًا هذا غير عادل!!

"لم يكن ينقصنا إلا هذا." هذه المرّة لوكاس هو الذي استقام من مكانه يدور حول الغرفة ويديه في رأسه يهتف بنبرة عصبية. "لم أرد أن نرتبط معهم بأي شكل من الأشكال!!"

سمعتُ شخرة ساخرة تصدر من أليكساندر بعد أن رمقه بنظرة ساخطة. "لا تجرؤ على الشعور بالنّدم الأن لأن هذا يقرفني، أنتَ لن تحبَ لساني اللعين حين يخرج عن سيطرتي." عاد بجسده للخلف وخفت نبرته اللاذعة متنهدا. "لا تدعني أخطئ أكثر مما فعلت."

في تلكَ اللحظات سمعنا طرقا على الباب قبل أن تدلف أمي بوجهٍ حاد وهي تقف باحترام، ولوهلة اكتسحني الروع من أنها قد تجرني من أذني الأن أمامهما لذا أسرعتُ بالإلتفات إلى الجانب الأخر.

"سيد باركر، المفتش لارسون وصل."

"دعيه يدخل."

"أمركَ سيدي." ثانيتين وسمعتُ صوت الباب يُغلق ثانية لأستدير نحوه في دهشة، يبدو أنها لم تلاحظني واكتفت بطأطأة رأسها وهي تحدث أليكساندر. هذا من حسن حظي.

لكن لحظة؟! من يكون المفتش لارسون هذا؟ هل الشرطة قادمة إلى هنا؟

"آيزك انصرف." سمعتُ نبرة لوكاس الآمرة وكنتُ سأعترض لولا وجهه الجاد الذي قابلني به وهو يعدل ثيابه ويعود إلى مكانه بجانبي، زفرتُ بسخط ورفعتُ نفسي أتجه نحو الباب، يبدو أن المسألة أكبر مني كالعادة.

أغلقتُ الباب وكدتُ أخطوا في الرّواق لولا ملاحظتي لأجساد قادمة في اتجاهي. أمي وخلفها رجلان، الرجل الأول كان طويلاً بأكتاف عريضة وملابس كانت عبارة عن قميص أسود ذو رقبة عالية وبنطال عريض كستنائي مع معطف ثقيل بني بدوره، بشعر أشقر وملامح حادة.

والذي الأطول بجانبه كان__ لحظة!! أليس هذا سام؟ حركَة عينيه الغاضبة علي والتي كانت وكأنها تأمرني بالإختفاء من أمامهم أكدّت لي بأنني لا أهلوس.

فعلتُ، وابتعدتُ عن طريقهم مصليًا أن والدتي لم ترفع عينيها إلي. وتلقائيا قادتني قدماي نحو غرفة رين لأنني أحتاج إلى تطبيب هذه الجروح. لكنني تركتُ عقلي أمام غرفة أليكساندر.

وجود سام ومفتشه هنا ليس إلا دلالة على دنّو الخطر منا بعد أن قرأنا الأمان في آخر مهمَة. هل هناكَ ما غفلنا عنه وجعلَ موضع الأعين علينا؟ 

_____

ييرون:

"ماذا؟! قلتِ عص_" قبل أن تنطق أي كلمة أخرى أغلقتُ ثغرها الذي يغدوا كالأوبيرا حين تصرخ، هسهستُ بغضب: "أخفضي صوتكِ يا غبية." عندما تأكدتُ أنها تجاوزت حالة الصدمة التي تجعلها تصرخ كالمخابيل، نزعتُ يدي من فمها بقرف.

جمدت تحدقُ فيا بصدمة مع مقلتيها الجاحظتين ثمَ نزعت نظاراتها تمسح زجاجها بكّم قميصها الصوفي. "قولي شيئًا." عندما طال صمتها نبرتُ بقلق من ردة الفعل هاته، ابتلعت ريقها باضطراب تعيد إرتداء نظاراتها. "أخبرتكِ أنه ليس بصفحة بيضاء، لكنني لم أتوقع هذا. عصابة؟ أليس هذا كثيرًا للتعامل معه مرة واحدة؟"

تنهدتُ أستلقي فوق سرير وأزفر بقوّة "أجل، ولكِ أن تصدقي بأنهم ينادونه سيدي أيضًا."

"هذا يعني أن له مكانة سامية فيها، هذا إن لم يكن القائد من الأساس." وهذه الفكرة بالذات ترهبني أكثر من باقي الأمور، ما شهدته في ذلك اليوم لم يكن يدّل إلا على قوة نفوذهم لدرجة أنهم تسببوا في إحراق جزء من الغابة غير مهتمين بالشرطة أو أي أحد.

"هل تظنين أنه لربما تمّ إلتقاطي حين كنتُ أتبادل الرّصاص مع السّيارة الأخرى؟" غيرتُ رأيي، هذا أكثر شيء سيقودني للجنون بسبب فرط التفكير به. ماذا لو إلتقطوا صورتي وهم الأن بصدد البحث عني وسأعتبرُ شريكة له في الجريمة؟!

"مشكلة أخرى، ونعم.. على الأغلب تمّ ذلك وهم الأن في صدد البحث عنكِ لأنهم يظنونكِ فردا منهم لا ضحية تم الإيقاع بها." بردت ملامحي ورفعتُ جذعي العلوي أقابل ملامحها الحيادية. "مرحبا، أنتِ لا تساعدين هنا." أشحتُ برأسي للنافذة بجانبنا متمتمة: "كما أنني لم أملك الخيار في تلكَ اللحظة، كنتُ خائفة."

دقيقة صمتٍ عمت بيننا لكن في سريرتي كان عقلي يضج بالأفكار لدرجة أرهقت أعصابي، سئمتُ التفكير في الموضوع في الأيام الماضية فهذا أرهق عقلي وغيّر في بعض صفاتي لدرجة أن الكثير سألني ما خطبي. أجل كنتُ واضحة لهذه الدرجة، ولم يكن هناك مفر من إخبار إيما بالأمر.

"لا عليك، لن يلومكِ أحد على هذا." أدرك أنها تحاول تهديئي الأن عندما استشعرت حساسيتي من الموضوع وخطورة الأمر لكنها فشلت. لن يصدق أحد أن من تمكنت من إبعاد سيارة تلاحقهم بخمس رصاصات مرة واحدَة هي مجرّد ضحية.

قفزت من فوق السرير تتجول حول الغرفة وبالمقابل غرقَ نظري في اللاشيء، في نقطة لا محدودة. لمحتُ توقفها أمام سرير ماريان وبيدها شيء ما كانت شاخصة البصر فيه وقد كانت توليني ظهرها لذا لم أعرف ما هو. إلتفتت بغتة إلي "لمن هذه؟!"

تنهدتُ براحة بعد أن رأيتُ ما تحمله، لوهلة ومن صمتها المدقع رهبتُ من أن تجد شيئا غير متوقع. "إحدى مجلات ماريان" لم يبدو وكأن إجابتي قد روت فضولها بل التمستُ قلقًا بارزًا في عينيها، حيثُ كان بريق عينيها السوداوتين يرتجف.

استقمتُ في جلستي "مالخطب؟" بريبة طالعتها وهي تقدمت نحوي ترفع المجلة إلى مدّ بصري، كانت صورة لعارض أزياء طويل بعينين ضيقتين وحادتين وشعر مشتعل لونه. لم أفهم ما تشير إليه!!

رفعتُ بصري نحوها بعدم فهم. "مالأمر؟ منذ متى وأنتِ تهتمين بالمجلات؟" أعادت المجلة صوب نظرها وبدت مركزّة وهي تطالع الصورة بنظرات متفحصة. "هذا الشخص.. لقد رأيته أمام العيادة."

مالذي تقوله؟!

سرقتُ المجلة منها أنظر لوجهه وقد كان مألوفًا. مألوفًا لأن ماريان تشترين جميع المجلات التي تعرض صوره. صوت إيمـا تردد من القلق.  "متأكدة من أنه هو، كان مع شخص آخر أمام عيادة رين. لقد كان بنفس هذا الشعر المشتعل."

رفعتُ حاجبا أطالعها بتشوش. "في نفس اليوم الذي دخل فيه ذلك الأشقر العيادة، أراهن أنهما كانا ينتظرانه." الاسم على غلاف المجلة كان مكتوبا بالخط العريض: 'كريستيان مارتينز'

ما علاقة عارض أزياء شهير لمجموعة زارا بالموضوع؟ 

"هل يعقل أن يكون هو الأخر_" أومأت نحوي بدون تردد وأخذت تغتح المجلة لتقرأ المقال المكتوب عنه بينما غرقتُ في أفكاري بشكل أكثر عمقًا. ليس علينا إساءة الظن به فقد يكون ذو معرفة سطحية فقط به، لكننا لن نستبعد كونه يعمل معه، أغلب المشاهير وذائعي الصيت ذو خلفيات معتمة وفي بعض الأحيان دموية.

"إنه عارض شهير لماركة زارا. سخي جدا." جاءني صوتها السّاخر وهي لا تزال تفلي المقال بعينيها. لم أخبرها بأمر آيزك ولستُ أنوي فعل ذلك حتى أتأكد من علاقته بالأمر. لا ينقصني إلا تلفيق اتهامات صحيحة أو حتى باطلة لأحمق مثله.

أعادت المجلة إلى مكانها فوق السرير وأزالت نظاراتها تمسح زجاجها للمرة التي لا أعرف كم ثم وضعتها بنظرة لم أفهم مغزاها، بريق بؤبؤتيها لمع فيهما. "سأبحث عن الموضوع، إلى ذلكَ الوقت لا تنفعلِ بأي شيء متهور سابق لأوانه." أومأتُ ببداهة، ليس لي خيار في فعل أي شيء الأن ووحدي. إضافة أني لم ألتقِ برين منذ تلكَ المرّة، لم تكن لي الشجاعة الكافية للذهاب إلى العيادة مجددا.

طرق على الباب جعل كلتانا تطبقُ ثغرها في صمتٍ وكانت ماريان كالعادة بوجهها المشدود والجدي خلال العمل، بالمناسبة هي تكون أحد اليتامى الذين تركهم والديهم هنا ومع مرور السنوات أصبحت تعملُ هنا نظرًا لتعلقها بالمكان وشخوصه، لا أتذكر أحدًا من ماضيّ غيرها فقد كانت أول من احتواني حين جُلبتُ إلى هنا، وكلمة شقيقة كبرى لا تمثل ذرة من مما تمثله بالنسبة لي وما أكنه من تقدير وامتنان نحوها. بالرّغم من ذلك تكون في أشد مراحل صرامتها معي ولا يمر يوم دون أن تعاقبني فيه لأفعالي.

لكن هذه المرّة لم تكن جدية بشكل كامل، وجهها منطفئ على غير العادة ونبرتها جامدة وكأنها تخفي صحيح مشاعرها بها: "المديرة تطلبك" قطبتُ حاجباي في استغراب وأنا أقفز من فوق السرير "لا أذكر أني فعلتُ شيئا!!" لقد كنتُ مسالمة جدا في الآونة الأخير وهذا حدث لم يشهده العالم منذ تذكري لطفولتي.

تنهدت ترخي كتفيها وتشيح بوجهها جانبًا "نعم، لم تفعلِ شيئا لكنها تريدكِ في موضوع بشكل خاص" موضوع بشكلٍ خاص؟! وهل تعترف بي المديرة كشخص عاقل يستطيع المرء التحدث معه في أمور جدية للبالغين؟! لا أظن ذلك.

ركضتُ في الرّواق ثم نزلتُ الدرج بطريقتي وهي التزحلق على الدرابزين وعندما قفزت اصطدمتُ بساين التي كانت تحمل كومة من الملابس والتي أصبحت متناثرة الأن فوق الأرضية. اوبس!!

"ييرون!!"

"آسفة ساين، أعدكِ بمساعدتكِ في طيها حين أنتهي من أمر ما!!" جريتُ نحو مكتب المديرة الذي يقع في آخر رواق الطابق الأرضي، أتجاهل انتحاباتها وصراخها بأني دائما ما أعدها بهذا في كل مرة أُسقط الملابس فيها.

خف وقعُ خطواتي حين اقتربتُ من الباب واتضح لي هيئتان أمامه، كانا رجلان ببنية عرضية يرتديان بذلات رسمية ونظارات شمسية ويقفان باستقامة ينظران أمامها مثل الروبوتات، على الرغم من أني متأكدة أنهما شعرا بقدومي وبأني أقف على مقربة منهما لكنهما لم يلتفتا.

لماذا تذكرتُ رين فجأة الأن؟!

مالذي أقوله؟! مالذي سيأتي به هنا بعد تهديده ذاك؟! ربما ليتأكد بأني لن أشي به وليثير الرّهبة في نفسي ثانية!! ألا يعلم بأني أجبنُ من قط سيامي مدلل؟!

ابتلعتُ ريقي وطرقتُ الباب حتى سمعتُ صوت المديرة تأذنُ لي بالدّخول، فتحتُ الباب وقابلتني المديرة تجلس خلف مكتبها وابتسامة واسعة تكشف ضروسها تستحل محياها، يقابلها في الجهة اليسرى امرأة بملامح وجه حادة بسبب عينيها الزرقاوتين كلون المحيط العاصف، شعرها المهذب في قصة قصيرة يصل كتفيها وغرة محددة كان لونه بنيًا خافتا لدرجة الشقارة، ملابسها الرسمية الفخمة توحي بمكانتها في المجتمع وطبعًا بالمعدن المترهل في جيوبها.

"تقدمي ييرون" أومأتُ برأسي وتقدمتُ أجلس مقابلاً للسيدة التي أظهرت نظرة ودودة لي وابتسامة صغيرة خفت من حدة ملامحها، لا أعلم لم بدت نظرتها مألوفة إلى حد ما!! وتوا انتبهتُ أنها لم تكن تجلس على كرسي عادي.. بل متحرك!!

لم أستطع اخفاء تعابيري المندهشة لولا حديث المديرة. "ييرون دعيني أعرفكِ على السيدة، هذه السيدة جيوڤانا باركر، سيدتي هذه وانغ ييرون."

بدون سابق إنذار مدّت السيدة كفها لمصافحتي ولاتزال محافظة على نظرتها الودودة واستجبتُ لها أسحب كفها. "سررتُ بمعرفتكِ ييرون"

"وأنا كذلك سيدتي" كانت يدها دافئة، أدفأ ما قد يمكن للإنسان لمسه، لدرجة أن جسدي لم يُعجب بحركة سحبي لكفي من خاصتها.

"أعلمُ أنكِ تتساءلين عن سبب استدعائي لكِ!!" المديرة رتبت الأوراق بجانبها ورفعت نظاراتها عن تلّة أنفها قبل أن تعقد يديها فوق مكتبها وتناظرني بسعادة.

"هذه السيدة تريد تبنيكِ"

_____
يتبع...

جمعة مباركة على الجميع وان شاء الله تكونوا كلكم بخير.

فصل جديد، ان شاء الله تدعموه وتقدروا تعبي فمحاولة اني اكتب بارت كل أسبوع، تراني هاد الايام جد مشغولة + اني مريضة واليوم استيقظت وصوتي راح 😭 بس مع هيك اجبرت اكمل اكتب البارت عشان ينزل فاليوم المحدد. اتمنى بجد تعلقوا وتفوتوا ♥️

- رأيكم بالبارت؟!

- عقاب هونغ لوويونغ 😂😂

- وويونغ ابن رئيسة الخدم بيت عيلة بارك، سو هو عايش معاهم.

- شو لي مكتوب فالرسالة عشان يرهب هونغ كذا؟

- تاي برجليه جا عند هوا!! تتوقعوا يقدر يجيب دليل على انه المجرم؟!

- تتوقعوا مين المرأة يلي جات تتبنى ييرون؟ وهل رح تروح معها؟!

- عرفنا الأن أعمالهم كلها تقريبا.
يوسانغ: بيطري.
سونغهوا: رئيس فرع زارا للأزياء بكوريا.
هونغ: نائبه.
مينغي: عارض أزياء لشركة هوا.
يونهو: شرطي.
سان: عاطل عن العمل.
وويونغ وجونغهو: طالبان.

في البارت القادم:

"لستُ في وقتٍ يسمح لي بمسيارتكَ أيها الأرعن، أسرع فرجال الشرطة ذاهبون إلى الشركة لتفقد كاميرات المراقبة"

"ذلكَ اللعين، من يحسب نفسه؟! كيف يجرؤ على تهديدي وفي بيتي؟!"

"لنسرع بالعودة قبل أن يقرر فجأة الإطلاق عليكِ وإراحة ضميره خوفًا من أن تفضحيه"

"من أنتِ؟"

- نسبة حماسكم للفصل الجاي!!

القاكم الأسبوع الجاي باذن الله ♥️

Continue Reading

You'll Also Like

4.2K 940 36
افعل ما يحلو لك. هم سـ يكرهونك. لكنهم بكل الأحوال سيفعلون." حليب - قصة بفصول قصيرة
4.1K 420 39
ترجمة الكتاب الرابع من سلسلة shatter me من رؤية جولييت و آرون اعتقدت جولييت فيرارز أنها فازت. لقد استولت على القطاع 45، وتم تعيينها القائد الأعلى الج...
MAXIMA By سافيرا

Mystery / Thriller

879 45 2
الهاربة، جُزر أولبا. ذكريات تخدش جدارا قد حاوطها محاولة التحرر. وريمي وحشُ سرير خائف. أراه ضلالًا كثيرةً ترقص داخل كل إنعكاس، ويناديني: «ماكسيما!» وأ...
3.4K 429 9
"نجمةٌ ما في السماء ، أمامَ مقعدنا الخشبي ، استمعُ لموسيقاك ، يانجميَّ الفريد".