نبض لا يهدأ ..❤(مكتملة)

❤البارت السادس والعشرون❤

❤ نبض ❤ لا ❤ يهدأ ...

نظر ثائر بغيظ لهاتفه الذي يُنير باسم صهيب ويصدح صوته في الأرجاء ليُتمتم بحنق: مش هرد عليك إن شاء الله تتفلق .. تتفلقوا كلكوا ..

وقف رنين الهاتف ليتنهد بغيظ ولكن الصوت عاد يتعالى في الشقة ليُمسكه ويضعه على الصامت: والله ما هرد عليك سيبني أعمل اتزان داخلي لنفسي من غير تشويش ..

تأفف بضيق ليتعالى رنين الجرس في تلك اللحظة .. رمش بعينيه بغضب وسار باتجاه الباب ليفتحه هاتفاً: مرديتش عليك يعني مش عايزك ومش هفتحلك الباب برضه بس فتحته احتراماً ليك علشان قولك إني مش هفتحلك وهقفل تاني ..

تابع كلامه بتمتمة تلقائية وهو يرى فارس يقف أمامه بأنفاس لاهثة وكأنه جاءه راكضاً ..

تحمحم هاتفاً: في إيييه ؟

دفعه فارس بقوة ارتدّ على إثرها للخلف بتفاجؤ .. ودخل بصمت مُتجاهلاً النظر إليه ..

التفت ثائر هاتفاً بغضب: أنت يابني فاكر نفسك داخل زريبة ..

لم يُجبه وتابع سيره للداخل ليصفع ثائر الباب بحنق: يااارب أنا اللي أعرفه إني كنت أتخانق مع جواد إيه اللي قلب فارس لجواد كده مبقتش عارف ..

زفر داخلاً خلفه ليجده يجلس فوق أحد المقاعد .. مُستنداً بذراعيه فوق ركبتيه وينظر نحو نقطة ما بشرود كبير ..

نظر نحوه بتوجّس عدة لحظات والآخر على حاله .. ليهمس بتوتر سخيف: هاي أنا ثائر وأنت ؟

رفع حاجبيه وتوتره يزداد من صمت الآخر ليهمس: احم عايز تشرب إيه ؟

رفع أخيراً نظراته إليه ليُصعق من احمرار عينيه الواضح .. عينيه هائجتين بغرابة لدرجة أخفت زرقتهما الصافية وحلّت محلّها خيوط حمراء دامية وكأنه يُقاوم بكاءً عنيفاً داهمه ليبكيه داخله قبل الخارج ..

هتف ثائر بخوف داخله: فارس في إيه ؟

أغمض فارس عينيه بشدة وقبضتيه فوق قدميه تنقبضان بقوة كادت تكسرهما .. أنفاسه تعالت بجنون وكأنه فقد قدرته على التنفّس مُحاولاً مع كل ذلك الهدوء ..

واقترب ثائر منه يُطالعه بحيرة وقلق ونسي مكالمات صهيب له ولم يتوقع بأن حقيقته قد كُشفت: في إيه يا فارس قلقتني مالك ؟

صمت فارس صمت طويل مُستجدياً هدوئه رغم ثوراته الداخلية ونظر إليه بهدوء مُزيّف: عايز أحكيلك حكاية ..

تراجع ثائر بدهشة ناظراً إليه بريبة مُشكّكاً بسلامة عقله: نعم ؟

فارس بهدوء: حكاااية .. تسمع ؟

ابتلع ثائر ريقه وضحك بتوتر: أه أه بسمع بص هعملك ليمون الأول شكلك مش تمام ..

استدار هارباً من أمامه يتجه للمطبخ ليوقفه صوت فارس الجامد: اقف عندك ..