القاسية

6 : غريب

دخلت قصره بغضب بينما هو ارتسمت معالم البرود وجهه لتكشف لها كيف يتصرف معها ومع احبائه ومع من لا يشعر بالارتياح معهم ..
قال لها بحزم :
- انتظريني في غرفة الضيوف ..
نظرت بحقد له لم يستطع احد على اجبارها ان تفعل شيء ليأتي ويفعل ذلك ..
ذهب نحو غرفته يتفحص عدة ملفات
في تلك اللحظات جلست اروى في غرفة الجلوس لتدخل عليها امرأة تبدو في الخمسين من عمرها لتجلس بجبانبها قالت اروى بحرج :
- مرحبا ...
ظلت المراة تنظر لها بينما هناك خوف في قلب اروى من نظراتها الى حين اومئت :
- انت اروى صحيح ؟
هزت رأسها ايحابا لتقول :
- مثل ما وصفك ابني واجمل بكثير ...
- ابنك !!
- نعم عثمان ... كل يوم ينام في حضني ويقوم بوصفك لي
- انا ؟
- نعم يا ابنتي .. لقد قال لي كل شيء عنك منذ ان خرج من الميتم
جلست تفكر بكلامها لتقول :
- مع انني لم اتوقع ان يعجب ابني في احدى الفتيات ولكن عندما عثرت عليه وارتاح لي اخبرني بقليل من الاشياء ثم بعد عام وعندما خفت من برود ابني الدائم حرصت على ان احاول ان يحب فتاة غيرك تبادله شعور الحب ولكنه رفض واخبرني في ذلك اليوم ما لا تعلميه عن نفسك استمر ساعات وهو يتكلم عنك وختم ذلك قائلا :
- عندما يحين الوقت سألتقي بها واجعلها تعلم من انا
ابتسمت لها بضعف لا تريد ان تريها انها تكره ابنها فسيكون ذلك قلة ادب بنسبة لها دخلت فتاة صغيرة يقدر عمرها من خلال رؤيتها 19 عاما .. جلست وقالت باندفاع :
- من انت ؟
- انا ...
- هذه اروى حبيبة اخاكي
ابتلعت ريقها واقشعر بدنها لدى سماع كلمة حبيبة اخاكي ..
مر عثمان على غرفة الجلوس ليسند رأسه على الحائط ويرى كيف تتكلم معهم ...
- انت اروى .. واو لقد سعدت برؤيتك
ابتسمت لها لتقول :
- اسمي شروق ... اخت عثمان الصغرى والوحيدة ... ادرس في الجامعة
واشارت لوالدتها
- وهذه زينة امنا انا وعثمان ..
تقبلت ذلك برحب وقالت مستغلة شعور الراحة الذي بقلبها لتقول :
- اسمي اروى .. اعمل في شركتي الخاصة .. وبنسبة لعائلتي فهي متوفية
- اسفين على تذكيرك بهم
قالتها شروق بحزن لتربت اروى عليها قائلة :
- لا يهم ..
لمحت شروق اخاها لتقول باندفاع :
- لما لم تخبرني انك ستجلب حبيبتك هنا اليوم ها ؟
اقشعر جسدها مرة اخرى ليقول عثمان بخبث :
- هي من اصرت على ان تكون مفاجأة ..
- تحسنت اموركم كثيرا اذا ؟
بدأت اروى تحك شعرها بتوتر ..
- نعم امي
- اذا فلتحددوا موعد زفافكم ولا داعي للمماطلة
نظرت بانصدام نحو عثمان ليقهقه ويقول :
- افكر في ذلك
جلست لوحدها بعد مدة من ذهاب شروق و زينة والدة عثمان للنوم ..
نهضت وهي تشعر بجوع لكي تشرب ماءا فلن تأكل شيئا من منزل ليس لها ...
رأت عثمان يعد الطعام عندما رأها قال :
- هيا تعالي وساعديني كتفي يؤلمني لن استطع اخبار والدتي باصابتي بالرصاص فستخاف بتأكيد ..
اومأت لتساعده ليقول :
- انظري لي
- لما ؟
قالتها وهي تحرك البيض ليمسك فكها ويشدها نحوه لتلتقي عيونهم عن مسافة قريبة يشعر بانفاسها المعتدلة وهي تشعر بانفاسه المتخبطة السريعة ليهمس امام شفتيها :
- غاضبة مني اذا ؟ لماذا ؟
ابتعدت وهي تقول :
- لست غاضبة
- بلى غاضبة واضح من عيناكي ..
نظرت له بحقد لتقول :
- لما اخبرتهم انني ..
وصمتت ليكمل :
- حبيبتي بالتأكيد سيعلمون
ضربته لتقول :
- انا لست حبيبة احد ... لما اوهمتهم انني حبيبتك
امسك خصرها وقربها قائلا :
- هم ارتاحوا لك فاختي تريد صديقة مثل الاخت و والدتي تريد ان تزوجني وتطمئن علي بينما انا بتأكيد اريد زوجة مثلك ..
وغمز لها بخبث لتصفعه وتقول :
- لا تلمسني
وابعدت يديه ليهمس بحزن :
- لما انت قاسية ؟
- هكذا ..
امسك يديها وقال :
- سأظل معك شئتي ام ابيتي ..
- من اين خرجت لي ؟
امسك يدها وقال :
- اجلسي ..
جلس امامها على احدى المقاعد ليقول بجدية :
- انت مجبرة ان تظلين هنا واعلنت لجميع افراد شركتك بأن يوهموا الشركات الاخرى انك موجودة وبقوة وطردت ميساء لانها جاسوسة .. ستبقين هنا تحت حمايتي .. انا اعلم كم انت بخطر اكثر منك
نظرت له بغضب لتردف :
- كيف تتحكم بأموري الشخصية و بشركتي ؟
- لانني احبك ان بادلتيني او لا
نظرت له وقالت :
- غريب ..
وضع لها الطعام وقال :
- تناولي اريد التحدث معك في موضوع ...
جلست وهي غير مبالية لتبدأ بتناول الطعام وهو يراقبها بنظراته الثاقبة ..
- لا تنظر لي
- لن تمنعينني
تأفأفت بضجر ليقول :
- ستبقين هنا لحيثما ينتهي الخطر عليكي وستمثلين بأنك تحبينني ولو قليلا
- اكمل .. قالتها مسايرة له بسخرية
- وعند زوال الخطر سوف نتزوج
بدأت تصفق لتردف :
- هل هناك شيئا آخر تريده
- اسمعينني اروى ... يوجد خمس شركات رجال اعمالها من الذين يعشقون جسد المرأة ويعتبروه لعبة يغيرونها كل يوم ويقتلون مثل قول مرحبا ... لدي جواسيس هناك اخبرتني بأن لديهم رغبة في القضاء عليكي .. ولكن ذلك ليس مخيفا بقدر ان اجتمعوا الخمسة عليكي سيدمرون كل شيء .. المطلوب فقط هو ان تبقي لدي لأنهم يعلمون انك مناصرة لدور المرأة ولن تكوني في بيتي وكل اللذين يعملون لديكي هم نساء ولا تنسي ان كنت انت قوية هم ضعفاء
نظرت له باهتمام ليردف :
- هنا بجانبي لن يخطر على بالهم .. انا ادير امور شركتي وشركتك وسأحضر لك بعض الملفات التي تحتاجين تدبيرها انت بينما سنوهمهم انك قوية ولا تعلمين بمحاولة الانقلاب عليكي
- ولما تفعل كل هذا ؟
- انت تعلمين لما .. ثم بعد ان يمر على هذا الوضع وقت طويل سيحدد علي اوغلو حفلة احتفال بفتح شركته الجديدة في فرنسا وستضطرين للذهاب وهذه فرصة جيدة لهم بينما انا سأقوم بزواج على الورق معك انت اوثقي بي ... لن اقترب منك الا بارادتك من الآن .. وسنعلن كوننا زوجين ان الشركتان اتحدتا فبالتالي سوف تنضم لكي عدة شراكات وبهذا نكون قد تأمن على حياتك وعندما اتأكد ان الخطر قد زال عنك للاسف سأطلقك
تنهد وقال :
- لقد جف ريقي .. ما رأيك ؟
نظرت له مطولا لينهض ويجلب لها ملفات وتقارير ليقول :
- إقرأيهم بتمعن وستعرفين ان ما قلته صحيح ... ولا تنسي بأن شركتي هي الاقوى في البلاد و الخمس شركات تلك بحاجتي لذلك الشراكة بيننا ستجعلهم يصرفون النظر ...
امسكت الاوراق وقالت :
- في الصباح سأرد لك الخبر ...
- حسنا .. تصبحين على خير حبيبتي ..

☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆