50 : الموت

15.4K 1.3K 408
                                    

ارتخى جسدها ليشعر بثقله عليه كان مغيبا في غرفة الولادة .. اختفى صوت تألمها وربما هكذا شعرت الطبيبة التي اسرعت وهي تراها .. هو كما قلت كان مغيبا ... من جهة كان سعيدا لانها قالت له احبك ومن جهة اخرى خائف .. خائف ان يبعدها عنه هو اقنع نفسه انها تنام ..

- جهزوا غرفة العمليات فوراااااا

صرخت الطبيبة لتسرع الممرضة تحاول ابعاد عثمان الذي كان ينظر فقط للأمام ..

- سيد عثمان ..

استيقظ من شروده كانت الطبيبة تأخذ اروى خارجا نهض بسرعة وقال بخوف :

- أ... أ.. أر .. ر .. و .. ى

- سندخلها للعمليات يبدو ان جسدها لم يحتمل ..

ضاعت كلماته .. لقد نسى ان جسدها عكسها .. فهي قوية قاسية ولكن جسدها ضعيف جدا .. ان كانت درجة حرارتها عالية لا تنهض من الفراش اسبوعا .. مشى بتخبط ناحية الخارج ..

جلس على المقعد بحيل مهدود .. كان اهله قد وصلوا نظرت زينة له قائلة :

- بني ماذا حدث هل تلد ؟ منذ متى ؟

ابتلع ريقه بألم وقبل ان يتحدث كانت عائلتها قد توجهت نحوه بتوتر على حال ابنته ... استجمع قواه قائلا :

- لقد اخذوها للعمليات ...

الصدمة احتلت وجوههم بينما هو نظر لباب العمليات بأعين حزينة ... زينة كانت خائفة كثيرا .. انه التاريخ يعيد نفسه .. تتمنى ان لا تموت أروى لأنها ستكون قد ودعت ابنها ايضا ... لن يتحمل

مرت ساعات كالسنين هم فقط يجلسون خائفين بينما عثمان بعد ان زرع الممر ذهابا وايابا صعد للسطح جلس في مكان ما .. يريد اخذ نفس شعر بأن الاوكسجين غير موجود .. لما الوقت بطيء هكذا ..

مجرد ان اخرجوا الطفلة بعد عناء استنفرت نبضاتها تحولت غرفتها نقطة استنفار رسمية للاطباء .. وعائلتها لاحظت ذلك زينة كانت اكثر واحدة خائفة تحمد ربها ان ابنها لا يرى ما يحصل امامهم .. اما روان المسكينة كانت تركض وراء الممرضات تحاول اخذ الكلام منهم .. حتى امسكت احدى الاطباء قالت وعيونها باكية :

- اقبل يديك .. قل ما بها ابنتي ؟

ابتسم بحزن ناظرا اليهم :

- صدقيني نحن نحاول فعل ما بوسعنا ولكن الامر خطر جدا الآن ..

وتركهم مسرع للداخل .. موجة الحزن التي هبت عليهم كانت مؤلمة كثيرا ..

الألم .. الفراق .. الحزن ..

جلس عثمان بجانبهم ليرى امه تسعل بقوة .. هو لا يعلم انه تمثيل منها ..

- امي ما بك ؟

- بني .. احضر لي دوائي من سيارتي .. ارجوك

اومأ لها ذاهبا .. هكذا ستجعله يبتعد ساعة فالسيارة بعيدة والدواء غير موجود ..

بينما هو توجه للمصعد كان مزدحما لهذا فتح امامه باب المصعد على احدى الطوابق التي اختارها احد الاشخاص صادف امامه صيدلية المستشفى ... ترك المصعد متوجه نحوها ليشتري دواء امه

الجميع متوتر فقط ينظر لباب غرفة العمليات ..

الفقر .. الميتم .. المذلة .. المرض ... لو نعود للوراء امها اصيبت بسرطان للاسف .. بينما الفقر حل عليهم .. اضطرت والدتها لتترك طفلتها الصغيرة في الميتم الألم ذاقته في ذلك الميتم يضعون لها القليل من الطعام الذي يكفيهم هم ليوم يضعوه لطفلة في الميتم لاسبوع .. نامت كثيرا بدون طعام .. سوء تغذية وسوء نوم .. سوء تدفئة في الشتاء وسوء تكييف في الصيف ملابس مهترئة .. عثمان لم يعش كثيرا في الميتم .. اما هي المسكينة قضت كثيرا في الميتم .. لا يوجد علاج سوى النوم لهذا مناعتها قلت .. عندما عملت بتعبها وشقائها ذاقت الفواكه لأول مرة واصناف طعام ترددت في تجربتها .. كم وقفت في زوايا الميتم تنظر للمديرة التي تأكل عن عشرة اشخاص .. لا تقبل سوى بطعام افخر المطاعم ..

كانت اروى تنظر للمديرة وهي تأكل ثم تغمض عينيها تبلل شفتيها بلسانها تتخيل ان تتذوق الطعام الشهي الساخن ...

كل ذلك حدث معها واكثر .. بسبب مرض سرطان ..

في تلك الاثناء فتح باب العملية خرج الطبيب وقال :

- لقد حاولنا قدر المستطاع ولكن لا نعلم للآن ماذا حصل معها

انقطعت انفاسهم وهم ينظرون له بترقب ..

فتح باب المصعد ليدخل عثمان وبيديه الادوية يا ليته لم يدخل لانه لن يجلب سوى المصاعب ...
عقد حاجبيه عندما رأى الطبيب واقف مطأطأ رأسه .. ركض بسرعة نحوه وامسكه من ياقته وصرخ :

- ماذا حدث قل لي ؟؟؟

ابعدته والدته بسرعة قال وهو يهدد وعيونه حمراء :

- قل لي ماذا حصل .. هل استيقظت وتريد رؤيتي ؟

ابتلع ريقه ناهضا لقد اختنق رسميا بصعوبة اخرج حروفه وقال بذعر :

- لقد فعلنا ما نستطيع .. لقد انقذنا الطفلة

صرخ عثمان مزمجرا :

- ماذا حصل بأروى ؟

- للاسف فعلنا ما بوسعنا

لم يكمل جملته لينهال عثمان عليه لاكما اياه و عيونه تدمع يضربه بكل قوة

يتخيل حياته بدونها .. ولكن اي حياة سيتخيل وهي حياته وقلبه وروحه ..

امها انهارت صارخة بكل قوة بينما شروق خرجت راكضة تمنع دموعها ... لم يكن عثمان حنونا على شروق سوى عندما دخلت اروى حياتهم وتحديدا منذ ذلك اليوم الذي بكت به بسببه ورأتها كم تفاجئت حينها انه يوبخ اخته ولا يتصرف معها بمرح ..

اقترب جميع الممرضين والاطباء ليفكوا الطبيب من يدين عثمان ... كان الامر صعبا .. لم يشعر عثمان سوى بحقنة تخترق جسده معلنة سقوطه أرضا قبل ان يغمض عينيه تمنى ان يكون حلما .. ولكن ألم جسده يثبت انها حقيقة .. وحقيقة مرة

☆☆☆☆☆

لانو اكملتو الشرط نزلت بارت بس انا مش فاضية للاسف ..

250 تعليق 220 تصويت

القاسيةWhere stories live. Discover now