القاسية

25 : القاسي والقاسية

نظرت نحوه بهدوء كان يعتصر يده بغضب التي تنزف على الأرض وكأنه يتعمد احراق قلبها .. كان مغيب تماما عن هذه الحياة فقط منتظر كلماتها توقظه .. هي تفكر .. ان ابتعدت عنه ماذا سيحدث ؟ هل ستكون سعيدة وهي لم يكتب لها السعادة ..

جلست على الأرض وقالت :

- لن تكون سعيدا بوجودي ...

نظر نحوها بحزن وقبل ان يتفوه بشيء ..

- تذكر يا عثمان .. في الميتم كنت عندما تضحكني تعاقب في القبو وكأنهم يكرهون صوت ضحكتي او شعوري بالسعادة ...

حاول مجتمعي الانتقام مني عندما نجحت .. بسببك

عندما عثرت على والدتي اعتقدت بأنني سأسترجع مرح الفتاة !! ولكن اصعق بأن والدتي مصابة بالسرطان ...

حاولت السخرية من سميرة واجهز لها ضحكة خبيثة بعد السباق .. ولكن اصبت انت

انا لعنة السعادة .. القسوة تليق بي .. اينما اكون تهرب السعادة لهذا ارجوك يا عثمان ...

ابحث لنفسك واحدة غيري ..

قالت جملاتها بألم .. هل اصبحت قاسية من فراغ ؟ انها ضغوطات الحياة .. التي ستجعلك تضعف يوما ما

- سأضحكك حتى لو اضطررت للموت ..

- عثمان .. عش حياتك وابتعد عني

- تعنين ان اجابتك لا ..

- لا استطيع المماطلة اكثر واعطيك املا .. انا لا استطيع اسعادك ولا اعطيك حقوقك .. انا امرأة استقلالية احب العيش لوحدي ...

تنهد بألم وقال بينما يده السليمة تعانق يدها :

- ييدو انك لا تفهمي ؟ ... ان كنتي انتي القاسية فأنا القاسي ... رأيتي كم اضحك معك واكون سخيفا ؟ انا العكس .. لقد دمرت حياة ناس وجعلت رجال الشركة يرتعبون خوفا من اسمي .. انا معك ومع العائلة شخصية عكسية ... انا لم اعود للحياة ولم اعقل سوى عندما علمت بوجودك ...

دمرتيني وافلستي شركتي .. وعندما اتيتي لشركتي استقبتلك برحابة الصدر كنت استطيع الانتقام منك بسهولة و فخ سميرة كان سيساعدني لو اردت ان انتقم .. ولكن انا احبك ولا اريد سوى البقاء معك .. حمايتك ... الاستيقاظ ونظر لوجهك .. اشتمام رائحتك .. النظر لعينيك .. تقبيل يدك .. يكفي يا اروى اهانة لي ولرجولتي .. انا بدونك لا شيء ... ان رفضتي سأعود عثمان .. عثمان اللعين .. لن ارحم قلبا .. لن اعيش .. سأكون حيا ميتا .. اتنفس ولكن ميت .. روحي ستعلق هنا .. على هذا الفراش تستعيد كلماتك وتحفظها وترددها معك .. لنختصر الألم .. ولنبني حياتنا بسعادة ... قلت لي اننا سنرى اطفالنا لما الآن لا تريدين .. هيا قولي لي ... اريحي قلبي واريحيني من هذا العذاب ...

تمزق قلبها في كل حرف .. انه سليم اميرها .. الذي اشتاقت له ولحنانه انه يتوسل اليها بان تبقى معه هو خائف عليها ... ترى بعينيها كم يريد عناقها ويمنع نفسه همست بخفوت :