القاسية

51 : روحين في روح واحدة

الحقد والكره عندما يملئان القلب تهرب السعادة .

- مرحبا ... جيد .. لم اتوقع انك بهذه الكفاءة .. لا يهم المهم احدهم سيموت .. هكذا ينتهي حسابي مع عثمان

نظر له احد الرجال مقطبة حاجبيه .. قال ببحة رجولية خشنة :

- ماذا فعلت ؟

اطلق ضحكة طويلة وقال :

- انا عزت ! يقتل ابني واضع بسجن ؟ واظل صامتا

نظر له الرجل متسائلا ليقول :

- كنت اريد قتله طفلته عن طريق الدواء الذي قلت لك لا شأن به .. المهم كان الدواء من المفترض ان يقتل الام والابنة ولكن هناك شيء خاطئ .. يبدو ان اروى لم تشرب بالقدر الكافي

- وما هو ؟

- لا يهم المهم ان زوجته التي يغار عليها لدرجة دخوله للسجن لقد رحلت حسب ما رأى ..

- واذا لم تمت ؟

- احد رجالي راقب عثمان وهو يضرب الطبيب وعائلتها منهارة .. ولكن لو لم تمت .. سأنتقم .. دم ابني لن يذهب هكذا ...

~~

استيقظ بهدوء كان ينظر للسقف .. قليلا قليلا حتى عادت ذكرياته بشكل متسلسل .. ايقظته وهي تلد .. اوصلها .. قالت له احبك .. ثم .. ثم .. رحلت

نهض بغضب كانت الساعة الرابعة صباحا ازال عن يده المصل الناقل ( السيروم ) ثم خرج .. كان عثمان يرتدي زي الأطباء ... دخل غرفة الأطفال ينظر للاسماء باحثا عن طفلته .. كان جميعهم لديها اسماء مختلفة واغلبهم ذكور .. حتى وصل الى اخر طفلة لم يكن هناك اسم وهذا ما جعل قلبه يتألم ..

اشعل الضوء بشكل أقوى ليتسنى له رؤيتها ... كان يريد ان يحملها بين يديه ولكنه ابتعد .. قاطعه دخول الممرضة كادت ان تصرخ ولكنها قالت :

- ايها الطبيب ! ماذا تفعل ؟

- انا الدكتور سليم .. جديد اليوم بدأت العمل

- اسفة .. على اية حال ماذا تفعل الآن هنا ؟

- اتأكد على صحة الاطفال

اومأت له لتقول :

- جميعهم وضعهم مستقر ما عدا الطفلة التي امامك ..

- لما ؟

- قم بفحصها وتأكد ...

حمحم بهدوء وقال هاربا :

- اقصد من اي جهة هي ليست بخير ؟

قبل ان تقول رن انذار الجهاز الذي بجيبها قالت بسرعة :

- يبدو ان هناك وضع طارئ

وركضت مبتعدة .. ظن ان الوضع الطارئ هو خروجه من الغرفة لذلك خرج بسرعة ..

كان المشفى فارغ تقريبا مشى بتخبط نحو الخارج .. اخرج المفتاح من جيبه وجلس في السيارة .. اسند رأسه على عجلة القيادة اذرف دموعه متألما .. كان سعيدا معها جدا .. لما تركته .. لو ان طفلته غير موجودة هو وحده يعلم ما ستكون نهايته