القاسية

5 : ستأتي معي

نهض من مكانه متألما ليلا لم يراها منذ ان حاول ان يتقرب منها بدأ يبحث بالغرف عنها حتى وصل غرفة مؤصدة الابواب طرقها بخفة ليرى ضوء خافت دلالة على استيقاظها وضع اذنه على الباب يريد سماعها
- غدا سأكون بالشركة ... لا يهمني لقد ابتعدت عن العمل يوما واحد وحصل كل هذا اعتبروه يوم عطلة بسبب الثلوج ... ليكن بعلمكم عندما اعود لن ارحمكم على فعلتكم هذه
فتحت الباب ليرتطم بها عثمان ...
- ماذا تفعل هنا ؟!
- اا..ا..ا.ا.ا
- ماذا ؟
- اروى اريد ان اعتذر عما حصل اعتقد انه تجاوزت حدودي اكثر من اللازم
- جيد
مشت متجاهلته ليقول وعلى وجهه ابتسامة خبيثة :
- اروى اريد الذهاب للمرحاض
نظرت له وعلامات الصدمة تملؤ وجهها
- ماذااااااااااااااا !!
- مثل ما سمعتي ؟
- انا لن افعل ذاك ولا تستغل اي شيء لصالحك هل فهمت افعل ذلك بنفسك
وهددت برفع اصبعها له ليضحك ويقول :
- ليس مثل افكارك القذرة فقط اسأل اين الضوء لم الاحظ مفتاح الضوء

( وداعا ايتها الجبهة 😂 )

استدارت وكأن لهيب النار يخرج من اذنيها توجهت للحمام واشعلت له الضوء وحين كانت ستخرج اصطدمت به
- يا فتاة لا تقلقي لن اهرب .. لا ترمي بنفسك لي
وغمز لها لتضربه على قدمه ركلة ناسية انه مصاب ليقع ارضا على كتفه نظرت له رأت جسده ساكن لا يتحرك اقتربت بتردد ويديها ترتجفان رتبت على كتفه بخفة :
- عثمان !
صدر صوت تآوه ضعيف منه لتضرب وجهها بخفة وتلعن نفسها
- عثمان استيقظ .. لم اقصد .. اقصد نسيت انك مصاب .. انهض
- ابكي لأجلي وسأنهض
قالها مع ابتسامة خبيثة لتنهض وتقول :
- كاذب مخادع
وخرجت بينما هو يقهقه ويقول :
- حبيبتي اعترفي انك تحبييني لو رأيتي فقط كمية الخوف علي .. انا جاهز سأحبك
عادت بخطواتها للوراء وقالت :
- حتى في احلامك لن يحصل هذا ..
- ولكن في احلامي حصل هذا واكثر من ذلك
وغمز لها لتتأفف وتغادر بسرعة

خرجت نحو الحديقة لم يكن هناك احد السكون عائم والثلوج تملؤ المكان معطية ذلك نكهة جمال خلابة تسحر اي شخص مكان قصرها الصغير وسط الجبال الجميلة التي ترتدي ردائها الابيض
شعرت بشيء يعانقها لتلف صارخة :
- لا تقترب
رفع يديه باستسلام وقال :
- الحق علي احضرت لحافا لكي لا تبردي
كانت تجلس على احدى الادراج الخشبية ليجلس بجانبها
- لماذا اتيت ؟
- لا اريد ان ابقى بعيدا عنك
رفعت حاجب واحد وقالت :
- ستمل ..
واكملت نظرها للجبال ليتنهد قائلا :
- لو انني سأمل لمللت منذ القدم
- ماذا تقصد ؟
- لا شيء
تنهد ليكمل النظر رأى جسدها يرتجف ليفرد اللحاف عليهم
- ما هذا الآن ؟
- ماذا ؟
- هل احضرت لحاف يكفي واحد لنا الاثنين
قال مادحا نفسه :
- ذكي صحيح
لفها باللحاف ووضع رأسه على كتفها لتقول :
- ابتعد ... قلت لك لا احب مثل هذه الأمور
- لم اسمع
- اذا انا لا احب مثل هذه الأمور ويفضل ان تبتعد
حركت كتفها لأعلى ليقول بصوت شبه نائم :
- ماذا ؟
- لا تكذب لم تنام
- اتركينني انام
سمعت صوت ضحك ونظرت للمصدر شردت بتفكير وهي تنظر لأعلى قمة جبلية في جبل المقابل الذي هو يمتاز بتوافر بعض البيوت الفخمة فيه يمكن مشاهدتها رأت اطفال يجلسون على زلاجة جبلية خاصة وقت الثلوج ويتزحلقون بها لتصل اصوات ضحكاتهم لها ...

في المساء سمعت صوت هاتف يرن نظرت لعثمان كان معانق يدها وينام على كتفها مثل الأطفال ايقظته لتقول :
- هاتفك
فرك عينيه ثم مسح وجهه ليرد :
- من اللعين الذي قطع لحظتي الجميلة ؟
- سيدي ها نحن في اسفل الجبل ان استطعت ان تأتي لنا سيكون جيدا لان السيارة لا تستطيع ان تصعد اكثر
اومأ له لينظر لها ثم للمنزل
- ما بك ؟
- لا شيء .. هيا بنا
- الى اين ؟
- ستوصلينني لكي ترتاحي مني
- الطرق مغلقة
تنهد بتعب ليقول :
- رجالي بالاسفل
- واخيرا
- ماذا ؟
- لا شيء
- اقفلي باب المنزل ..
- لما سأوصلك واعود
- لا تدري قد يتعرض للسرقة
- لا يهم ..
ذهب واغلقه لتصرخ من وراءه :
- وماذا يضايقك ؟
- امشي
لتتأفأف وهي تمشي ليقول لها :
- ستشتاقي لي ؟
- بالطبع لا ..
- ولكن ان دخلت المنزل ورأيتيه فارغا الن تتذكرينني ؟
قالها وعبس بطريقة طفولية
- قلت لك لا ... ثم لما اهتم بك
ضحك بصخب وامسكها من يدها وقال :
- في المرة القادمة ان اردتي معلومات عني .. تسألينني انا شخصيا
- ومن قال اني مهتمة بك ؟
- حاسوبك
صرخت به :
- ولما تعبث بأغراضي ها ؟
- فضول
تأفأفت وعندما وصلوا قالت :
- هؤلاء رجالك ؟
- انتظري لأعلم ان كانوا هم .. حسام
صرخها ليركض له سائقه
- كيف انت يا سيدي ؟
- بخير
- سأذهب اذا
قالتها اروى وقد ادارت وجهها لتغادر ليشير عثمان لحسام بعينيه ويقول بخفوت :
- خذها معنا
أومأ حسام وامسكها ليضعها بسيارة وسط صرخاتها ومحاولة الافلات وعندما ركبت صرخت به :
- ماذا تظن نفسك فاعل ؟ هل هذا هو ردك للجميل ؟
- هل تظنين انني سأتركك هنا وهم قد علموا مكانك .. سيقتلوكي
- لا تقلق اهتم بنفسي
- واضح ... انت لا تغلقين باب المنزل كيف ستهمين بنفسك ؟
- قذر