القاسية

46 : إفراج

كانت المحكمة شديدة الحدة يتناوب الشاهدون والمحامي يدافع بهستيرية و غضب ... تراجعت أروى بهدوء بعد ان شعرت بالدوار ثم خرجت .. لحقتها اسيل بسرعة خوفا عليها ...

بدأت تشربها الماء وتحاول إطعامها ولكنها ترفض وكل دقيقة تسأل ماذا حصل في الداخل ؟
عندما عادت كان القاضي سيعلن الحكم بعد ان مر ساعتين ...

وقفت باستعداد وعثمان ينظر لها وكأنه يستمد القوة منها ... قال القاضي برسمية :

- حسب الأدلة الموجودة وحسب الإفادة التي تم تقديمها من قبل الشهود .. اعلن انه سيتم تمديد الإعتقال لمدة لا تقل عن خمس سنوات

اغمضت أروى عينيها بألم وامسكت بيد أسيل بضعف الغبية لم تأكل شيئا ... اكمل القاضي :

- بزعم تخطيطه لمحاول قتل .. واعلن انه يوم الجمعة اي غدا سيتم الإفراج عن المدعي عليه عثمان ولكن مع عدم سفر خارج البلاد لمدة شهر

رمت نفسها على الكرسي بسرعة وهي تدمع فرحا عليه وضعت يدها على بطنها بسرعة وقالت :

" والدك سيعود "

اخرجته الشرطة بسرعة وهي تقيده ثم قالت أروى بتوتر :

- لمن قال القاضي حكم الخمس سنوات

التفت لها المحامي قائلا :

- الى عزت ... لا اعلم كيف سأقول ذلك .. ولكن بسبب الغيرة اكتشفنا تاجر المخدرات خطر

اومأت ذاهبة للفندق فهم ليسوا في اسطنبول بعد ذلك تناولت القليل من الطعام

وفي اليوم التالي ودع عثمان جميع المسجونين معه وقبل ان يخرج قال علي :

- لا تنسى ما قلته ...

اومأ له وسرعان ما هجمت عليه الصحافة .. قال عثمان بهدوء وبرود :

- اتمنى منكم عدم الهجوم علي وعلى أخباري حسنا .
اريد ان اعيش بدون تدخل أحدهم .. وايضا سأترك لكم آخر خبر اعيشه ... سأتطلق من أروى الأسبوع القادم وسأبدا عملي بعيدا عن هنا ... اتركوني لوحدي .. والا سأرفع قضية على كل محطة تنقل خبر يحمل اسمي

وذهب بغضب لتنشر الاذاعات هذا الخبر بينما هو يمشي رأى أروى التي كانت تقرفص امام فتاة صغيرة بيدها مجموعة من المناديل ويبدو ان أروى تتحدث معها بعفوية وحب مطلق .. كان قد ابتعد عن صحافة وهي كانت في طريقها له لكي تستقبله ...

نهضت مبتعدة عن الفتاة وسرعان ما التقت أعيونهم رفع يديه لتركض نحوه معانقة اياه بكل حب يدها داخل شعره وهو يخنقها في عناقه ويلتف بها انزلها ليقول :

- اشتقت لك كثيرا

كورت وجهه بيديها بينما هو لا يزال يعانقها

- انت هنا ؟ حقيقي ؟

اومأ لها وهو يسند جبينه على جبينها ثم قالت :