53 : الطفلة

16.1K 1.2K 200
                                    

اخذت والدته نفسا عميقا ثم قالت :

- عزيزي عثمان .. اروى على قيد الحياة وهي في المشفى الآن

نظر لها بشك وكأنه ينكر ما سمعته اذناه وكأنها كذبة وكم احب تلك الكذبة .. هي ادركت انه لا يصدقها لذلك قالت :

- اروى كانت هنا قبل قليل ولكنه يمنع ان تخرج من المستشفى ...

نظرت حولها لترى هاتف أروى التقطته بسرعة واعطته اياه .. قالت بفرح :

- هيا غير ملابسك هذه واحلق ذقنك ثم الحقني .. لقد سمحوا لنا برؤية طفلتك ..

وخرجت تاركة المصعوق لوحده .. كان دائما ينام في السرير على اليمين ويستيقظ فقط يوضب مكان نومه ولكن اليسار من السرير يشير بأن هناك متطفل قد نام بجانبه .. اقترب ليشتم رائحة .. تلك رائحتها

عندما تبلغ حالة الطوارئ للجنود يهرعون بسرعة من امكانهم استعدادا للحرب .. هذه هي حال عثمان الذي سرعان ما خفف ذقنه واستحم ليرتدي اجمل الثياب وقام بتعطير نفسه .. امسك هاتفه واتصل على والدتها مسرعا ..

استقبلت الطبيبة أروى بغضب شديد بدأت بتوبختها ولكن سرعان ما قالت أروى :

- من انتي لتصرخي بي ... اخرسي وأدي واجبك .. هذا ما كان ينقصني .. واحدة تقول لي ماذا افعل وماذا لا افعل .. انا مسؤولة عن نفسي وعن صحتي ثم ما هذا المستشفى السخيف ؟ اريد رؤية طفلتي

قالت الطبيبة بغضب :

- لا تستطيعي

هذه المرة أروى لن تتساهل .. قالت بلا مبالاة :

- لن اطلب رأيك .. سأخذ طفلتي ونذهب لمشفى آخر

كادت ان تدخل ولكن سرعان ما اعطتها حقنة وقالت لوالدتها :

- قلت لكم ممنوع خروجها من غرفتها انه خطر عليها .. انها لا تهتم انظري لجرحها الذي ينزف !!

تفهمت روان ذلك بينما زينب وصلت لاهثة .. عقدت روان حاجبيها قائلة :

- زينب ! ماذا تفعلين هنا ؟

قالت بسخرية :
- ابنتك البريئة اتصلت بي وقالت بكل ذوق واخلاق وصوت منخفض ومتفهم ان آتي الى هنا

- بريئة !! على اية حال لن ادقق كثيرا جملتك بها اخطاء .. تفضلي ..

دخلت زينب لتبدأ بفحص الطفلة .. رن هاتف روان عندما اخرجته من حقيبتها كان عثمان يجلس على السرير ويهز قدميه متوترا .. وما ان سمع صوت والدتها حتى قال بسرعة :

- امي روان .. هل أروى على قيد الحياة ووالدتي لا تكذب علي ؟

سمع صوتها المطمأن والمبشر :

- نعم يا بني .. تعال الى المستشفى .. لما غبت كثيرا لقد خاف الجميع عليك ..

قال متجاهلا سؤالها :

القاسيةWhere stories live. Discover now