11 : مرض

30K 1.7K 182
                                    

ارتجفت وهي تقترب من والدتها ودموعها تنهمر قبلت جبين رأس والدتها وتلمست يداها مكان شعرها الراحل 💔

قالت اروى بصوت مرتجف :

- لما .. لما يا امي لم تقولي لي عن مرضك

اجشهت امها بالبكاء لتقول :

- ابنتي احترقت شوقا لرؤيتك ولكن ... ماذنبي انا في كل مرة افكر بالعلاج يكبر مرضي ... شفيت منه قبل خمس سنوات ولكنه عاد

احترق قلب اروى على والدتها بالتأكيد لن ترغب في لقاء ابنتها القوية بحالتها الضعيفة ... قالت والدتها مكملة :

- لم يكن لدي دافع للعلاج سوى رؤيتك ... بحثت عنك كثيرا ولكن لم اعثر عليكي ....

عانقتها والدتها وهي تبكي لتبادلها اروى العناق قائلة :

- ابنتي ... سامحيني فابوك وانا وانتي كنا اسعد عائلة

لمعت عيني اروى قليلا وقالت بأمل :

- ابي ! أكان والدي به خير ؟

- نعم ... كان ينام معي في المستشفى وانا اصارع المرض و للآن .... ولكن المرض فككنا

دخل رجل كبير بسن مقاطعا حديثهم ..
قالت روان ( والدة اروى ) :

- هذا حسن والدك ...

نهضت اروى وفي مقلتيها الدموع لتقول :

- ب..ا..با !

وقعت بعض الاغراض من يده ليركض نحو ابنته معانقا اياها وهو يقبل رأسها بهستيرية معبرا عن مدى اشتياقه .. كان هذا ثاني رجل تراه يبكي امامها بعد عثمان !

دخل الطبيب وامر بخروجهم ... خرجوا ليجلسوا بالحديقة قالت اروى :

- طالما انتما تحبانني لماذا ابقيتموني في الميتم ؟

انقلب حال وجهه وقال بغضب وكأنه يعيش تلك اللحظة :

- كنا نرعاكي انا وامك بسعادة حتى وصلني خبر افلاسي بشكل مفاجئ وبدأ الحجز على املاكي ... بعد شهر اشتريت منزل متواضع لي ولك ولامك وعندما علمت بأمر مرض امك اضطررت للعمل بكل الاشكال ولكن حياة الفقر صعبة واجهتنا الشؤون قائلة :

- انتم لستم اهل كفائة لرعاية الطفلة !

واخذوكي منا بالاجبار اما انا وبعد صدمتي تلك بعت كل شيء لي ... وكرست حياتي لعلاج والدتك ولكن للاسف ...

تعبت يا اروى

قالها بصوت متعب كثيرا ... عانقت اروى والدها لترى اتصالا على هاتفها ذهبت لاحدى الزوايا وقالت :

- من ؟!
- اريد رؤيتك ..
- من انت ؟
- صديق عثمان .. ان لم تخرجي فلن يعجبك ما سيحدث .. انا امام المشفى

واغلق الهاتف تأفأفت بضجر وتوجهت لتقول له :
- هل شركتكم استسلمت ام لا ؟

ضحك ضحكة قصيرة ثم رمى بعض الملفات بغضب على الطاولة التي بجانبه ليصرخ :

القاسيةWhere stories live. Discover now