2 : الرجال غدارون ✅

60.8K 2.5K 96
                                    

- جيد والآن انصرف
قال عثمان باصرار :
- سأظل جالس هنا ...
نهضت من مكانها وقالت :
- اجلس قدر المستطاع
وذهبت الى المطبخ الملحق في الشركة
بدأت تعد طعامها المفضل ليجلس عثمان على المقعد ليفاجأها بصوته :
- اذا يا سيدة اروى .. رئيسة الشركة تقوم باعداد الطعام لوحدها
- ليس من شأنك ..
- قلت لك انك تعجبييني
تأففت بضجر لتأخذ الطعام وتغادر بينما هو يلحقها من مكان للآخر لينتهي بها الأمر بعد اربع ساعات بمكتبها ...
- ماذا تريد الا تمل ؟
- لا ...
لتدخل المساعدة قائلة :
- سيدتي السيد جميل هنا ...
- واو رجل آخر غيري يدخل شركتك ... وانا ظننت انني اول رجل 😏
اغمضت عينيها بملل لتردف :
- اخرج ...
- لا اريد
نظر للمساعدة وقال :
- ادخليه لدي فضول في ان اراه
- اسمعني يا احمق منذ الصباح وانت تلاحقني لقد سئمت منك
صرختها اروى ليردف ببراءة :
- ستجرح مشاعري
- للهلاك يا ..
ابتسم بخبث وقال :
- عثمان ...
- جيد والآن انصرف يا عثمان ...
- اروى وعثمان .. نليق ببعضنا ليس مثل اروى وجميل
نهضت بغضب وقبل صراخها
- ماذا يحدث ؟
قالها جميل وهو يدخل للمكتب لتجلس اروى بهدوء وتنظر لجميل
- كيف حال خطيبتي اليوم ؟
- لماذا جئت لهنا
- بووووم ..
صرخها عثمان لجميل لينظر له باستغراب ويتسائل :
- حبيبتي اروى من هذا ؟
نهض عثمان وعدل طقمه امام المرآة التي في المكتب ليقول وهو يسرح شعره :
- حبيبها ..
- يا هذا ... صرخها جميل لتقول اروى بهدوء :
- معتوه لا تهتم له ... لما اتيت الى هنا
امسك عثمان بهاتفه لينظر لجميل بكره ...
وضع هاتفه على الطاولة وتقدم من جميل ليردف :
- جميل رائد .. صاحب اكبر سلسلة بنوك في العالم تعادل ثروته حوالي المليارات .. صحيح
نظر له جميل باستغراب بينما اروى امسكت بكأس قهوتها وظلت تنظر للاطلالة العالية ليرد جميل :
- نعم هذا انا ...
- اروى ... هل تصدقين انه على وشك الافلاس
نظر له جميل بغضب ليكمل عثمان :
- اروى .. انه يستفيد بخطبتك بكسب مالك من ورائك .. البارحة استطاع ربح 3 مليون دولار بصفقة مزيفة معك كانت عند الساعة الواحدة
وضعت كأسها بكل هدوء ليبتلع جميل ريقه بصعوبة ...
- افسخ خطبتك اللعينة منها والا تدمرك شركة عثمان ... وتعلم من هي شركتي في البلاد نظر جمال لأروى ليراها تنظر وكأنها لا تسمع شيئا عنه
- ان كان لديك كرامة طبعا ...
وضع الخاتم على الطاولة ليردف :
- كلامه صحيح .. كنت اخطبك لاسباب مالية
ابتسم بخبث ليردف :
- وانتهت مصلحتي منك وجئت لكي افسخ الخطبة
وهم للرحيل دون ردة فعل بسيطة لاروى ...
- توقف ...
قالتها اروى لتخرج هاتفها وتقول بهدوء :
- الآن ...
اغلقت الهاتف وقالت :
- تظنني غبية ؟ هل من الممكن ان ارتبط برجل ؟ طبعا لا ... لهذا سألتقي بك في سوق الخضار وسأعطيك بعض الدولارات ان كان معي نقود نقدية للمتسولين ...
- ماذا تقصدين ؟
- ستعلم بنفسك ... والآن انصرف
خرج جميل ليقول عثمان :
- ار...
- لما فعلت هذا ؟
- هل كنتي تحبيه ؟
حركت اعينها بشكل غير مبالي
- لقد كنت اعلم ما كان يريد فعله ولكن انت مثل اللعنة ... كنت اريد ان اجعل الشرطة تعتقله غدا وسط احتفاله بسنوية انشاء شركاته لتكون صاعقة له ومذلة لجميع الحضور لكي يتعلم ان يستغل الأنثى لمصالحه ...
- خطيرة ... قلت لك انك تعجبييني
- انتم الرجال غدارون ماكرون
نهضت لتخرج من مكتبها تاركته ورائها ...
وصل شركته الكبيرة رمى جاكيته على الاريكة ووضع قدميه فوق الطاولة لتدخل احدى الموظفات وتقول :
- هل ناديتني ؟
وهي تدلك كتفيه وتقولها بدلع
لبنهض من مكانه ويقول :
- مطرودة ... الا تعلمين كم اكره الفتيات مثلك ؟
- ولكن سيد عثمان ....
- اخرجي لا اريد رؤيتك ومن سمح لك بالدخول ؟
خرجت وهي خائفة ليدخل صديقه سيف
- ما بك يا رجل ؟
- ليس من شأنك
- لما تدمر قلوب الفتيات ؟
- انا لا احبهم
- تحب اروى ؟
- اصمت واللعنة
- ولكن لما لا تعترف ؟ انت من جعلت شركتها من افضل الشركات وتصل لمستوى شركتنا وتنافسنا
- والمطلوب ؟
- انت تعلم انها تكره الرجال كما تكره الفتيات ولكن لا اعتقد انكم ستكونون في علاقة ...
- وفر كلامك لنفسك
ونهض ليرتدي ربطة عنقه ليردف :
- وداعا

جلست في منزلها امام الموقدة تدفئ نفسها من برد الشتاء تتمنى لو انها هي من قضت على جميل ليس المتطفل عثمان امسكت حاسوبها المتنقل وبيدها كأس نسكافيه وبدأت تبحث عنه في الانترنت فيجب على كل شخص تتعامل معه خصوصا من المجتمع الذكوري ان تكون على معرفة او اطلاع به ...
عثمان ليث ... صاحب اكبر الشركات في البلاد
بدأت تقرأ عن مسيرته المهنية حتى وصلت الى :
" يعد عثمان احد اهم الرجال الذي يشجع المرأة ويؤيد وجودها في المجتمع ويحترمها ... ولكن ليس جميع النساء "
جلست باهتمام لتقرأ :
" في احدى مقابلاته في الشركة قامت احدى الموظفات بوصفه بالقاسي لأنه يطرد الفتيات ويسمعهم كلام جارح وهذه الشهادة كانت كافية لطرده من المؤسسة الانسانية لحماية حقوق المرأة بعد ان كان عضوا فعالا بها ... ولكن حين سأل قال " انا مع كل امرأة مظلومة ومثابرة وتريد ان تكون نفسها ولست مع النساء ذو النوع الخائن الفضولي فأنا لم اطرد اي امرأة سوى لأنها حاولت التقرب مني وان اكره ذلك ... "

بدأت تذهب للمعلومات الشخصية
الحالة الاجتماعية : اعزب
العمر : 27 عاما
الاب : متوفي
الام : *****

سمعت صوت طرقات الباب نهضت لكي تفتحه رأت عثمان يرتدي طقمه الرسمي الذي غسل بالماء من الخارج ولاحظت اصطاكاك اسنانه من البرد ...
- ماذا اتى بك الى هنا ؟
- جئت مشيا ..
- لم اسئلك كيف اتيت بل لماذا ؟
- بعد كل هذا الطريق وانا امامك ارتجف بردا تقولين هكذا ؟
- لا احب لأحد ان يدخل منزلي
- او قصرك تستطيعين القول
- يفضل ان تعود لمنزلك فوجودك هنا عبثا ...
واغلقت الباب ...
نظر نحو السماء لو ان الامطار تهطل بشكل ابطء ولو قليلا ...
جلس امام الباب سامح لقطرات الماء باختراق جسده بينما هي كانت تقرأ معلومات عنه ظنن منها انه قد رحل ليس امام منزلها يفكر بها ... استولت على عقله منذ ان كان صغيرا...

القاسيةWhere stories live. Discover now