القاسية

16 : انكار مشاعر

- ربطة عنق
- ولما تحملها ؟ انت لا تضع ربطات عنق
- شكرا لملاحظتك ... ولكن فقط شيء غبي

نظرت له نظرة غريبة نهضت وتقدمت نحوه اخذت اربطة العنق بسرعة وقالت :

- قل لي ماذا تفعل معك لم اصدق ان شيء غبي تعطيه اهتمام وتضعه في جيبك ؟

ابتلع ريقه وقال بصوت معتدل غير مهتم :

- كل ما في الأمر اردت تقليد احدهم وان اجعلك تضعين لي ربطة العنق ولكن يبدو انه لا يوجد شيء بيننا لكي اطلب منك هذا الطلب عكس ما كنت اتوقعه ..

واخذ يشرب كأس اخرى من الماء بينما هي تلاعب ربطة العنق بأصابعها ... وضع الكأس وهو يصارع نفسه لكي لا يكسرها بين يديه ... التف ليصطدم بها نظر لعينيها نظرة عميقة هو يشتاق لها من الآن !!!
قالت اروى بتفهم :

- يمكنني ان اضعها لك ...

ابتسم ابتسامة سريعة وهو ينظر لها بهيام وعشق يحاول اشباع عينيه بها ... لم يشعر بنفسه سوى انها ترفع ياقة قميصه ويديها تحتكان برقبته وهي تضعها له وتقول :

- تعلمت كيفية وضعها في الفترة الماضية كنت اضعها لوالدي ...

وما ان انتهت واستفاق نزعها وقال :

- ضعيها مرة اخرى ارجوكي ...

حملقت به مستغربة !! بماذا يهذي ؟ وضعتها تحت توتر بسبب نظراته لها وابتعدت قائلة :

- علي ان اذهب للعمل تأخرت ...

تقدم وامسك يديها بحنية بينما يده الأخرى يمسح بها على شعرها .. قبل جبين رأسها وقال :

- سأعتبر هذا وداعا .. سأعود بعد اسبوع حسنا ..

اومأت بهدوء ليقبل يدها مطول وغادر بهدوء نظرت حولها ... لما تشعر بالفراغ الآن ؟ لا هذا هو مجرد شعور بسبب بدأ بعمل جديد هكذا كان عذرها ..

شعرت بالملل ولا تريد بدأ عمل اتصلت باسيل وقالت :

- اريد ان نجتمع ..
- حسنا
قالتها اسيل بصوت مبحوح
- ما بك اسيل ؟
- لا شيء

واقفلت الخط لتذهب نحو منزلهم ... جلست في الفناء الخارجي تنتظرها وهي تنظر للطبيعة حولها ... اتت اسيل بهدوء وعيونها محمرة قليلا انتفضت اروى واقتربت نحوها قائلة :

- اسيل ما بك لا تخيفيني !!

جلست بهدوء ليقول وطن بتنهد :
- لقد ودعت بابا قبل قليل

- ايها المشاكس كم تحب ان تفضح الفتيات الى غرفتك
جلست اروى امامها وقالت :
- حسنا اسيل سيعود هذه ليست اول مرة يسافر بها

- العالم فارغ بدونه ليس لدي سبب للبقاء هكذا اشعر يا اروى !

وكأن صديقتها تقرأ مشاعرها هي تشعر كذلك ايضا ولكن الانكار اهم شيء لديها ...