البارت الثاني والأربعون

143 9 11
                                    

صرخات تدوي في أرجاء المنزل تحتضن مروة والدتها وهي لا تصدق أنها تركتها لتأتي مها تهرول تخطف جثة والدتها الملقاه علي الأرض في حضنها مشهد أبكي الجميع بكاء وصراخ لقد ماتت وهي تتمني أن تري وحيدها تودعه ولكنه قسي قلبه وبعد عنها لم ينل منها حتي وداعها ذهب أحد الجيران لإخبار إبنها بموت أمه فأتي هرولة ليصرخ بأعلي صوته : أما ليه سبتيني حتي من قبل ما أودعك طب قومي بس سامحيني أوعي تموتي وأنتي غضبانه علي والنبي والنبي قومي
ليدخل في نوبة بكاء شديدة
مروة بصريخ : أنت اللي قتلت أمك
أمك ماتت من حصرتها عليك حسبي الله ونعم الوكيل فيك
لتحتضنها مها وهي تبكي
أجواء من الحزن عمت المنزل بأكمله حتي الأثاث أصبح حزين علي فراقها
تمت الدفنة ووقف إبنها ليأخذ العزاء بعض توسط مجموعة من الأهالي عند أخوته ليحضر جنازة والدته ويأخذ عزائها
مها ومروة جالسين بين النساء تنزل دموعهم كشلالات في صمت ينظرون حولهم وكلهم أمل أن تخرج لهم من إحدي الغرف تبتسم لهم إبتسامتها الهادئه ولكنها أحلام فهي دفنت تحت التراب ولن تعود مرة ثانية وفجأه تدخل تهاني مع والدتها لتقدم العزاء لتتفاقم الأمور وتنهض كل من مروة ومها وينظرون لها نظرة تحدي
مروة بعصبية : إنتي إيه اللي جابك
تهاني بكل هدوء: جايه أعزي
مها : وإحنا مش عاوزين عزاكي بالسلامه يالا
سهير برجاء : عيب يا مها أنتي عارفة الأصول ودي أم جوزها ودا واجب
مها: وإحنا مش عاوزين الواجب ده
تهاني وهي تجلس : أنا جايه عشان خاطر جوزي
مها وهي تشدها من زراعها : طب يالا يا ماما خدي جوزك في إيدك وروحي
تهاني بصراخ : إبعدي عني عاوزة تصقطيني
مروة : مين صدق تقتل القتيل وتمشي في جنازته
سهير : ليه كده يعني هي سامحت فاللي أنتوا عملتوه فيها وجايه تعمل الواجب تقابلوها كده
مروة : لا وبنتك تعرف الواجب أوي وعملته من زمان
سهير : عيب يا مروة أنتي لسه عيلة
مها : بقولك إيه يا خالتي خدي بنتك من هنا عشان منفرجشي علينا الناس
سهير تشد إبنتها من زراعها : يالا يا بنتي والله أخوكوا عنده حق إنه يقاطعكم وبنتي غلطانه إنها عملت بأصلها وجت تعمل الواجب مع اللي أنتوا عملتوه فيها
وأخذت بنتها وغادرت وتركتهم بنار الفراق والحسرة
              ______________________
{خذي بيدي سيدتي فأنا رجل جاهل بفنون الحب فقير للحظات الحنان خذي بيدي غيري دنيتي أنيري دربي وكوني لي الرفيق وكوني لي قمر منير ينير ظلمات قلب أنهكته القسوة }
تركب ريهام بجوار مراد السيارة يختلس إليها بالنظر بين الحين والآخر كلما قرر قطع هذا الصمت يتراجع في آخر لحظة لتقطع هي صوت صمته
ريهام : ده مش طريق الشركة
مراد ينقي حلقه ويتحدث بجمود : لا ما أحنا هنتغدي الأول
ريهام : بس أنا مش جعانه
مراد : بس عصافير بطنك اللي بتصفر دي لها رأي تاني
ريهام وهي تضع يديها علي بطنها : هااااااا
مراد : أقفلي بس بقك ده
وبعدين مش جعانه إيه وأنتي في محاضرات من ٩الصبح
ريهام بإرتباك : ما أنا هاكل في المكتب
مراد : متخافيش هعزمك
ريهام بإبتسامه : وهتعزمني علي إيه بقي
مراد ضحك علي تلقائيتها : دا أنتي واقعه بقي
لتصمت ريهام خجلا ويعاود الصمت يملأ المكان
يصل الإثنان إلي المطعم
مراد : ها تطلبي إيه
ريهام : إسكالوب
مراد : تعرفي أننا بحبه جدا مع مكرونة إسباجيتي سبايسي إيه رأيك
ريهام : أوك
يتناولون الطعام بصمت ثم يقرر مراد قطع هذا الصمت
مراد بتردد : فكرتي
ريهام : لسه بفكر .....ممكن سؤال
مراد : أتفضلي
ريهام : ليه أنا
مراد : وليه مش أنتي
ريهام : مش فاهمه
مراد : يعني هو بيبقي نصيب يا ريهام
ريهام : والا صعبت عليك
مراد : مفيش واحد بيربط حياته بواحدة عشان صعبت عليه دا بيت بيتبني وأسرة حياة جديدة
ريهام : أنت أكيد قابلت كتير
كانت ريهام تنتظر منه أن يريح قلبها بكلمه ولكنها لا تعلم من هو مراد سيظل يكابر حتي آخر نفس له
مراد بتلقائية : بس أخترتك أنتي والدور عليكي بقي
ريهام : أديني مهله أفكر
مراد : تمام بس يا ريت متتأخريش علي
ريهام : تمام يالا عشان هنتأخر
مراد : يالا بينا
               _________________________
سامح يدخل الشقه ليرتمي علي الكرسي
تهاني : البقاء لله يا سامح ربنا يصبرك
سامح : أمي ماتت ....قولتلك أروحلها أهي ماتت وسابتني
تهاني : معلشي عمرها أدعيلها بالرحمه ........شفت أخواتك عملوا فيا إيه طردوني وبهدلوني وأنا بعد كل اللي حصل كنت راحة  أعمل الواجب
لينظر لها سامح دون أي رد ويتركها ويغادر
تهاني بتهكم : هيزعل بقي وينكد ويقرفنا عمرها وخلص نعمل إيه بقي
          ________________________
في الشركة
تجلس ريهام لتجمع بعض الأوراق وتدخل لتمضيها من مراد لتطرق طرقات خفيفه علي الباب وتدخل لتري مراد مستغرق في النوم أمام شاشه الحاسوب ولكنها صعقت عندما وجدت ان الشاشه عليها صورة مكتبها في الخارج فتخرج ريهام بكل هدوء وتغلق الباب وتجلس بحيرتها
             _______________________
تجلس ليلي بجوار زوجها تنتظر ميعادها في العيادة
يملأها القلق والتوتر ولكن محمود يطربها بكلمات تبث فيها الطمأنينة لتأتي الممرضة وتبلغهم بدورهم لتنظر ليلي إلي محمود نظرة قلق ليأخذها من يديها ويدخلا ليرحب بهما الطبيب ويقوم بإجراء الكشف عليها
محمود : خير يا دكتور
الطبيب : لا المدام زي الفل هي اللي بتدلع شوية ثم يوجه حديثه إلي ليلي أتفضلي يا مدام كملي باقي الفحوصات مع الممرضه
لتذهب ليلي مع الممرضه في غرفة أخري
محمود بلهفة : خير يا دكتور
الطبيب بعملية : مخبيش عليك حالة المدام مش حلوة وعضلة القلب بدأت تضعف
محمود : والحل
الطبيب : هنتستي لما الحمل يكمل بعد الولادة تعمل قلب مفتوح
محمود : لو ينفع ننزل الجنين
الطبيب : نزول الجنين ده خطر علي حياتها سيبها علي الله
محمود : ونعم بالله
            ________________________
في الجامعة
ريهام : أنا هديله فرصه
عزة : يعني موافقه
ريهام : خطوبة بس وبعدها أشوف
عزة : ربنا يوفقك
ريهام : طب إيه
عزة : إيه
ريهام : إيه
عزة :إيه يابنتي
ريهام : مين هيبلغ مراد
عزة : أكيد مش أنا
ريهام : أكيد مش أنتي طبعا يوسف اللي هيبلغه
             ______________________
نعيمة بحزن : مالك يا بنتي
سها : مخنوقة من اللي أنا فيه ده
نعيمه : خلاص سيبك من الطريق ده
سها تتنهد تنهيدة ألم : ياريت يا نعيمة أقدر
         _______________________
يجلس محمود علي السرير  ويأخذ ليلي بين أحضانه وتنام ابنتهما في سريرها
ليلي : محمود أنت طلعت حنين أوي ياريتني صارحتك من الأول بجد ندمانه إني ضيعت العمر ده مني
محمود يقبلها علي رأسها : لسه العمر قدامنا طويل نعمل كل حاجه عاوزينها
ليلي : أقولك علي حاجة بس متضحكشي علي
محمود : قولي
ليلي: زمان كنت بحلم أتجوز واحد يوم الوقفة يعلقلي الستاير ويساعدني في الفرش وبعدين نعمل كوبايتين قهوة ونشربها في البلكونه علي أغنية لأم كلثوم
محمود : الله طب إعملي حسابك علي المضوع ده العيد اللي جاي
ليلي : ياريت نبقي مع بعض العيد اللي جاي 
      ______________________
مراد : أنت بتتكلم بجد يا يوسف
يوسف : هي الحاجات دي فيها هزار يا مراد
مراد : يعني هي قالتلك أنها موافقة
يوسف : هي قالت لعزة وعزة قالتلي
مراد بفرحه : أنا مش مصدق نفسي
يوسف : المهم يا يوسف أنك لازم تتغير لأن هيا عاملاها فترة إختبار بس رسمي شويه
مراد : ربنا يستر
            ________________________
مها ببكاء : قومي يا روحي لمي حاجتك عشان نمشي
مروة بدموع : أروح فين يا أبلة
مها : هتيجي تعيشي معايا
مروة : لا أنا عاوزة أعيش هنا
مها تأخذها في حضنها : مش هينفع يا حبببتي أسيبك لوحدك عبدالرحمن جهزلك أوضه
مروة : وهينفع نقفل البيت هنا يا أبلة
مها : معلشي يا حبيبتي بكرة يتفتح تاني
مروة ببكاء هستيري : ماما ماتت يا مها وسابتني
لتدخل مها أيضا في بكاء هستيري
مروة وهي تمسح دموع أختها : خلاص يا حبببتي عشان اللي في بطنك.
منه لله اللي كان السبب
            _____________________
في الجامعه
عزة تقف تنتظر يوسف لتجد من ينادي بإسمها لتلتفت تجده محمد
عزة بإبتسامه : إزيك يا محمد عامل إيه
محمد بإبتسامه : الحمد لله
أخبارك كلها عندي يا رافعه راس الحارة
عزة : مش للدرجادي
محمد : إيه يا بنتي سمعت أنك الأولي
عزة : هههههه فعلا
محمد : لوإحتجتي حاجة أنا موجود بس مطحطيش أمل فيا أوي
عزة : ههههههههههه
ليأتي في تلك اللحظه يوسف لتغلي دمائه في العروق يوسف : السلام عليكم
عزة : وعليكم من السلام أعرفكم يوسف إبن عمي وخطيبي
وده محمد جارنا
يوسف بلامبالاة : أهلا يالا بينا
لتسير معه  وما إن بعدوا قليلا
يوسف : ممكن الهانم تفهمني إيه اللي شفته ده
- يوسف هيعمل إيه مع عزة
- مروة هتعمل إيه
ريهام هتغير مراد
كل ده في البارت القادم
🌺🌺مع تمنياتي بقراءة مممتعه🌺🌺

الضائعهWhere stories live. Discover now