البارت العاشر

154 13 0
                                    

وقف محمود أمام الباب بفرحة طفل سيلقي أمه خلف هذا الباب رن الجرس وانتظر حت فتح عصام الباب لينظر إليه طويلا يفكر كيف التصرف ولكنه في النهايه ضيف علي باب البيت رحب به وأدخله غرفة الصالون ليتجه إلي كل من والده ووالدته يخبرهم بالأمر
أشجان بخوف : أسترها يارب احنا ما صدقنا أختك فاقت شويه لسه عاوزين مننا ايه
سمير : ميصحش يا أشجان الراجل ضيف في بيتنا وبنتك مش صغيرة ثم يلتفت الي عصام : روح يابني بلغ أختك وشوف أخر قرار لها ايه وأنا هدخله
أشجان : هي لسه فيها قرارات
سمير بانفعال : أشجان أنا عارف بعمل ايه ثم يتركها ليدخل لضيفه
أشجان : أستر يا رب
يدخل سمير لمحمود وقد شد انتباهه علبه الهدايا وبوكيه الورد ليحييه ويجلس
سمير : تشرب ايه يابني
محمود بابتسامه : شكرا يا عمي
سمير : أزاي ميصحش أنا هخلليهم يجيبوا عصير ثم ينادي علي أشجان يطلب منها العصير ويلتفت مرة أخري لمحمود : خير يابني
محمود : بخجل انا كمت جاي أبارك لعزة عالنجاح وجايبلها هديه بسيطه
سمير : بمناسبه ايه يابني
محمود بخجل واضح وهو يفرك بيديه : عمي انا عارف اني غلطت واتمني تسامحوني انت عارف انا بحب عزة قد ايه
سمير : بتحبها تقوم تفضحها قصاد الكل ......دا أنت حتي مهانشي عليك تيجي تتكلم مع الراجل اللي حطيت ايدك في إيده ورميتلها الدبله قدام الكل
محمود تجمعت الدموع في عينه ونظر الي سمير نظرة استعطاف ولكن لسانه عاجز علي إخراج الكلمات حتي وجد عصام يدخل من الباب وهو ينظر اليه نظرة قاسيه بينما يوجه الحديث لوالده : خمس دقايق وعزة جايه
فكانت هذه الكلمات بمثابة أمل يتجدد لمحمود حتي كادوا أن يسمعون دقات قلبه وبدأ يجمع أفكاره وقرر أن يتحمل أي شئ منها كعقاب في سبيل العودة إليها فهو لن يحتمل فكرة الفراق
عند عزة
تقف عزة متوترة فاليوم أول لقاء لهما بعد الانفصال وقفت وأخذت نفس عميق ونظرت في المرآه تتحدث الي نفسها : عزة انتي قويه وخلاص خدتي القرار اللي فيه راحتك خلليكي قوية ومتضعفيش وتأخذ نفس أخر طويل ثم تفتح باب الغرفه متجه اليهم لتدخل بجمود وتلقي التحيه وعندما رآها محمود سافر إلي عالم آخر ويكاد قلبه يخرج من بين ضلوعه من الفرحه
سمير : تعالي يابنتي محمود عاوز يتكلم معاكي
عزة بوجه خالي من التعبير : وايه اللي بينا نتكلم فيه يا بابا
سمير وهو ينهض انا هسيبكم ربع ساعة اتكلموا فيها وشوفوا هتوصلوا لايه
نظرت عزة الي أخيها تطلب منه المساعده ليطمئنها بنظرة منه
عصام : بابا انا هفضل معاهم
سمير بحزم : قدامي يا عصام
ليستسلم عصام ويخرج مع ابيه ليعم الصمت لدقائق تجلس فيها عزة شارده أما محمود يملأه التوتر ليقرر قطع الصمت وتلقي عقابه
محمود وهو ينقي حلقه : مبروك يا عزة
عزة : الله يبارك فيك يا أستاذ محمود
محمود باستنكار أستاذ ولكنه قرر تجاهل الكلمه قد تكون جزء من عقابها
محمود : وحشتيني
عزة : نعم .....ياريت تلزم حدودك انت بالنسبالي جار وبس ياريت تلتزم حدود العلاقه دي
محمود باستعطاف : متقسيش علي كده
عزة : والله وانت كنت طبطبت علي لما فضحتني في الشارع قدام الكل
محمود : أنا آسف
عزة تضحك بسخرية: ودي تتصرف فين
محمود : عزة أنا مقدرشي أعيش من غيرك وانتي عارفه
عزة بتهكم : وتربط حياتك وسمعتك بواحده ماشيه علي حل شعرها .....انا حتي مرضهاش ليك
محمود نهض متجها اليها ونظر في عينها نظرة كادت عزة تتنازل عن كل قراراتها وقال بصوت هامس : أنا آسف
عزة : فاقت لنفسها لو سمحت يا أستاذ محمود التزم مكانك وانا جيت عشان أقولك أنا نسيتك من يوم ما رميت الدبله في وشي ربنا يسعدك في حياتك ويوفقك مع بنت الحلال
لم تنتظر منه ردا وغادرت المكان ووقف هو ثابت في مكانه كأنه في كابوس هذا معناه انه فقدها للأبد فجلس مكانه يزرف الدمع غير واع لأبيها الذي دخل وأخيها لينهض ويمسح وجهه ويستأذن منهم ليغادر ولكن أوقفه عصام ليعطيه هديته وورداته
__________________________
عاد محمود الي البيت وقد ترك روحه عندها نظر الي الورد يشتكي له هجرانها فهو الحبيب العاشق الغيران كيف لها ان تتخلي عنه .....نعم انا من تخليت عنها بالبدايه لينام علي سريره كأنه دخل في غيبوبه يريد الانعزال عن العالم أجمع
أما عنها فلم يكن حالها أفضل منه فكان قلبها ينزف علي هذا الفراق ولكن لابد منه
فحمدت ربها علي هذا الصمود الخارجي لكن بداخلها العديد من الصراعات اهدأ أيها القلب الخائن فلن انساق خلفك بعد الأن
أشتقت إليك فعلمني ألا أشتاق
علمني كيف تموت الدمعه في الأحداق
علمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق
يا من صورت لي الدنيا كقصيده حب
وزرعت جراحك في صدري وأخذت الصبر
نزار قباني
__________________________
عند تهاني
تجلس تهاني تتحدث في الهاتف
تهاني : يا بنتي هنأجل ليه كمان أسبوع عاوزة أخلص بقي
سها : ........................
تهاني : متخافيش نفذي بس زي ما قولتلك
سها: ........................
تهاني : أولا لو عملت كده مش هيوافقوا
ثانيا بقي أنا طالع من عيني الشبكه مش عاوزة أرجعهاله
سها: ...................................
تهاني : خلاص أول ما ييجي هديكي رنه اتفقنا
سها : .....................
___________________
عند عزة
يجلسون جميعا أمام التلفاز يشاهدون مسلسل عربي تمثل عزة بجدارة دور الصمود والا مبالاة وتخمد ثورات وصراعات بداخلها لتبدو أنها طبيعيه ولكنهم يشعرون بها ومن بين حين لأخر ينظر اليها أخيها ليدق الجرس
أشجان : مين تاني يا تري
سمير : أكيد لما نفتح هنعرف
ليضحك عصام علي تعليق والده وينهض ليفتح ليجده يوسف وبجواره والده حسين ويحملون بعض الأكياس ليأخذ يوسف بين أحضانه ويدخله وبعد السلامات والترحاب والأشواق يجلس يوسف ليدور بعينه في المكان
عصام : ايه يا بني فيه حاجه وقعت منك
يوسف : بدور عالزئرده أختك
عصام : يضحك بشده زئرده أه لو سمعتك
لتدخل عزة بعد ان ارتدت حجابها وعندما يراها يوسف يميل قليلا الي عصام :مين دي
عصام : دي الزئرده
عزة بعصبيه : بتقول ايه يا عصام
يوسف : عيب عليك والله بقي المدمازيل الحلوة دي يتقال عليها كده
ينظر اليه عصام باندهاش
يوسف بتلقائيه : هو انتي كبرتي كده امته
لتضحك عزة عليه : حمد الله عالسلامه يا يوسف
يوسف : الله يسلمك يا زئردة قصدي يا وزة
ليضحك الجميع عليهم
ويمضي الوقت بهم في حديث عائلي وقد أعطي كل فرد فيهم هديته وبارك خطوبة عصام من أخته وفي نهايه الجلسه العائليه تم تحديد موعد الخطوبه وقد اقترح عصام أن يكتب الكتاب ولم يعارض عمه علي الاطلاق
________________________
في منزل تهاني
تجلس تهاني بجوار فتحي في الصالون يتبادلون الحديث ويرن الجرس لتكون الطارق سها تنظر لها تهاني نظرة خبيثه لترحب يها
تهاني : أهلا سها تعالي
سها : يا خبر انا كل مرة كده أجي اضايق الأستاذ فتحي
فتحي بتلقائيه : لا أبدا مفيش مدايقه ولا حاجه دا انتي حتي بتخلليني أسمع صوت تهاني
سها بضحك : للدرجادي .......ايه يا تهاني حد يزعل أستاذ فتحي
تهاني : أنا أقدر أزعله كل الحكاية اننا بتكسف ( وش كسوف ياختي )
سها: معلشي بقي أستحملها
فتحي بعد أن أطربته كلماتها : دي في عنيا الإتنين
سها : الله يسهلو
تهاني متكسفينيش بقي ثم تغمز لسها وتنهض : أنا هقوم أعملكم عصير
سها : خلليكي وأنا أعمل
تهاني : ودي تيجي لازم أعمل عشان خاطر فتحي
عن اذنكم مش هتأخر لتخرج وبعد ثواني قليله تعود لتقول لهم : أنا هقفل الباب عشان ماما تعدي وهفتحه تاني
لتغلق الباب وتنصرف بعد دقائق صريخ سها يملأ المنزل ليجري الجميع علي مصدر الصوت
-يا تري كانت بتصوت ليه سها
- هل هتنجح تهاني في أغراضها والا ايه ؟!!!
- هل عزة هترجع عن قرارها وترجع لمحمود
كل ده في البارت اللي جاي

الضائعهWhere stories live. Discover now