رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر

By aiahshaker

177K 5.7K 699

حين دق الفرح بابي، أقبلت إليه مُرحبة، وفتحتُ قلبي زاعمة أن السعادة دائمة، وسأكون دومًا ناعمة. زالت سعادة خافق... More

الحلقة الأولى
الحلقة الثانيه
الحلقه الثالثه
الحلقة الرابعه
اقتباس
بداية الحلقة السادسة
الحلقة السادسة
المواعيد الجديدة
الحلقه السابعة
الحلقة الثامنه
الحلقة التاسعة
اقتباس ناري
الحلقة العاشرة
الحلقة الحادية عشر
الحلقة الثانية عشر
الحلقه الثالثة عشر
اقتباس واعتذار
مهم
الحلقه الرابعه عشر
الحلقه الخامسة عشر
هبه وآصف
الحلقة السادسة عشر
الحلقة السابعة عشر
اقتباس
الحلقه الثامنة عشر
الحلقة التاسعة عشر
اقتباس
الحلقة العشرون
الحلقة الواحد والعشرون
الحلقة الثانية والعشرون
٢٣ بداية
الحلقه الثالثه والعشرون
الحلقة الرابعة والعشرون
اقتباس
الحلقة الخامسة والعشرون
الحلقه السادسة والعشرون
تكملة الحلقه السادسة والعشرون
اقتباس
الحلقة السابعة والعشرون
الحلقة الثامنة والعشرون
الحلقة التاسعة والعشرون قبل الأخيرة
مشهدين من بداية الحلقه الأخيرة
الحلقه الأخيرة الجزء الاول
الحلقة الثلاثون والأخيرة (٢)
الخاتمة
إعلان

الحلقة الخامسة

3.8K 137 10
By aiahshaker

الحلقة الخامسه
-وسام! إنتِ لابسه ليه كده؟

قالت وهي تنهض واقفة وتلهث أثر الركض:
-إنت جيت في وقتك عارف لو مش حرم والله كنت هحضنك دلوقتي.

وثب ليقف جوارها وغمز بعينيه قائلًا:
-طيب إيه رأيك نخليه حلال؟

سألته بلهفة شديده وكأنها تريد معانقته بجديه:
-إزاي؟

ابتسم قائلًا:
-تتجوزيني؟!

شهقت بصدمة واعتدلت واقفه وهي تغمغم بتلقائية:
-قليل الأدب.

سمع ما قالته ونهض متاوهًا وهو يقول بتجهم مصطنع:
-لو حد هنا قليل الأدب يبقا إنتِ حد يقول لواحد لو مش حرام كنت هحضنك! يا خسارة تربيتي فيكِ.

أجفلت حين نظرت خلفها فقد كان والدها يقبل نحوهما هاتفًا باسمها، جحظت عيناها ونظرت لفؤاد قائلة:
-يلا بسرعه!

ابتسم قائلًا ببهجة:
-إيه نتجوز؟

قطبت جبينها قائله بنزق:
-نتجوز إيه! يلا نهرب.

نظر لوالدها الذي أوشك أن يدنو منهما وقال باستفهام:
-إنتِ عملتِ إيه؟ هما عاوزين يجوزوكِ بالعافية ولا إيه!؟

ركضت للخارج وتبعها ركضًا وهو يقول:
-خدي هنا فهميني لابسه كدا ليه وعملتِ إيه وفيه إيه!

وقفت أمام سيارته ونظرت له قائله بارتباك:
-هفهمك كل حاجه بس في الطريق عشان لو لحقوني هيعملوا مني بوفتيك.

تنهد فؤاد ووقف لوهله يفكر بكلامها فنظرت خلفها بخوف قائلة بعفوية:
-يلا يا حبيبي الله يهديك.

ابتسم قائلًا ببلاهة:
-إنتِ قولتِ إيه؟!
-لا ركز كدا مش وقته خالص.

ابتسم وهو يفتح سيارته مرددًا:
-ماشي بس إنتِ قولتِ حبيبي.

لم تلحظ ما قالته لتوها شهقت بصدمة وأشارت لنفسها، قائلة:
-أنا!

رأت والدها يخرج من البيت يلتفت حوله بحثًا عنها فتوارت خلف سيارة فؤاد وهي تقول بنبرة راجية:
-يلا يا فؤاد عشان بابا وراك.

وهنا أدرك ما يتوجب فعله وفتح سيارته ليركبا وينطلقا على الفور، ورأها والدها بعدما انطلقا بالسياره، كان جواره سالم الذي يزمجر بغضب، فهتف سالم:
-عجبك عمايل بنتك دي؟!

نفخ وحيد بحنق وقال:
-وأنا في إيدي إيه أعمله! بنت كلـ**ب متربتش.

فرك سالم يديه معًا وزم شفتيه بغضب ثم قال بنبرة حادة:
-أنا خلاص مش عايزها ومش هتجوزها بس أنا عايز ٢٠ ألف جنيه حساب الفستان إلي هي لبسته.

عقد وحيد بين حاجبيه مستفهمًا بتعجب:
-وإنت شاري الفستان ب ٢٠ ألف؟!

وضع سالم يد بإحدى جيوب بنطاله وقال:
-أيوه وعايز حسابه وإلا مش هيحصل كويس.

شهق وحيد وصفق بيده كأنه يردح وقال بانفعال:
-وأنا مالي يخويا حد كان قالك تجيبلها فستان روح بقا خد فلوسه منها.

هدر سالم بغضب:
-إنت بتكلمني كدا ليه؟

دفعه وحيد بقـ ـوة وتوجه نحو سيارته وهو يصيح بغضب:
-غور من قدامي كفايه إلي أنا فيه جتك نيله في ذوقك ملقتش غير المعـ ـتوهه دي وتحبها!

رسقه وحيد له بنظرة متهكمة واستقل سيارته وغادر.

أما سالم فركب سيارته وانطلق مغمغمًا بضجر متوعدًا وسام بداخله وقد عزم ألا يمرر لها ما فعلته!
صلوا على خير الأنام ♥️
_____________________________

على جانب أخر انفـ ـجرت بالضحك وهي تقول:
-ميعرفوش إني عندي موهبة أقدر أقلد صوت طفل وراجل وست وكل الأصوات.

رمقها فؤاد بدهشة قائلًا بذهول:
-يا نهار أبيض يا وسام إنتِ بجد عملتِ كده؟

ابتسمت ورفعت ذقنها لأعلى بثقة وهي تردد بزهو:
-أيوه وضـ ـربتهم كلهم.

انفـ ـجر بالضحك وقال من خلف ضحكاته:
-أنا مش قادر أتخيل المنظر والله.

ابتسمت وقالت:
-أنا كدا أخدت حقي ولو بابا جه ياخدني تاني هولـ ـعلهم في الشقه.

ضحك قائلًا:
-مجنونه وتعمليها.

رفعت رأسها بشموخ ونطقت وكأنها تطمئن حالها:
-أنا مش ضعيفة أنا قوية وأقدر أجيب حقي كويس جدًا.

ابتسم وهو يرمقها بإعجاب ثم نظر أمامه ليكمل طريقه وهو يقول:
-طبعًا قوية وطول ما أنا معاكِ متقلقيش من أي حاجة.

رمقته بنظرة سرعان ما استعادتها وهي تردد: شكرًا.
_________________________________
-حرام عليكِ كفايه زن ارحميني.

قالها شاب في أواخر العشرينات من عمره بامتعاض، لطفله لا يتعدى عمرها الخمسة أعوام، كانت الطفلة تبكي وتصرخ لأنها تريد لعبة، ورفض هذا الشاب أن يشتريها لها، هتفت الطفله ببكاء:
-بابا... هاتلي العروسة... عايزه العروسة.

سحبها من يدها بقـ ـوة وهو يقول بغضب عارم:
-ياربي على الزن إلي مبيخلصش أنا بجد زهقت منك ومن قرفك مفيش عروسه انسي.

نفخ بحنق ورفع سبابته بوجهها مجعدًا ملامحه بغضب ثم قال بنبرة حادة:
-اقعدي هنا متتحركيش على ما أجيبلك طفح.

أردف وهو يبتعد خطوتين:
-وبطلي زفت عياط.

تابعت «هبه» الحوار وبمجرد ابتعاده عن الطفلة التي كانت رقيقة الملامح بيضاء البشرة ترتفع عن الأرض بقليل، فنقطة ضعف هبه هم الأطفال.
هرولت نحوها وانحت لمستواها لتملس شعرها الناعم المنساب إلى بداية كتفها وهي تقول:
-بتعيطي ليه يا قمر؟

ارتعبت الطفله ونظرت خلفها تبحث بنظرها عن والدها، بينما أخرجت «هبه» بالون من حقيبتها ونفختها ثم ابتسمت وهي تقتربه منها قائله:
-متخافيش يا قلبي خدي دي هديه مني ليكِ بس بلاش دموع بقا.

مسحت الطفله دموعها ومدت يدها لتأخذ البالون مبتسمة ليقاطعها صوت والدها الذي هتف باسمها فدب الرعب بقلبها وانتفضت ثم سحبت يدها على الفور ولم تأخذ البالون، دنا والدها منهما راكضًا ونظر لهبه قائلًا:
-چوري!؟

ازدردت الطفله لعابها بتوتر وأشارت نحو هبه قائله ببراءه:
-دي هي يا بابا قالت هدية.

نظر الشاب لهبه قائلًا:
-شكرًا مبنقبلش هدايا من حد منعرفهوش.

انفعلت هبه قائله بحدة:
-حرام عليك إلي بتعمله ده! دي طفلة صغيرة إنت بتكلمها كدا ليه؟

رد الشاب ببرود مستفز:
-متتدخلش بيني وبين بنتي لو سمحت لأن محدش طلب رأيك!

-يا أستاذ البنت مرعوبه منك... إنت متخيل إنك المفروض مصدر الأمان ليها!... عاملها بلطف شويه دي كائن رقيق وبرئ بلاش تدمر برائتها ورقتها بمعام
لتك القاسيه!

زفر الشاب بقـ ـوة وقال بلامبالاه:
-ماشي شكرًا على النصيحة.

نظر لإبنته قائلًا بهدوء:
-يلا بينا يا چوري.

أوقفته هبه وهي تنحني لمستوى الطفله مجددًا:
-طيب لحظه...

مدت يدها بالبلون قائله بابتسامة عذبة:
-خلاص بابا وافق على الهدية.

نظرت الطفلة له فأومأ برأسه بنفاذ صبر ليتخلص من تلك الواقفه أمامه، ابتسمت الطفلة وأخذت البالون، وابتسمت هبه بسعادة وهي تملس على مقدمة رأسها قاصدة شعرها فتجهم وجهها فجأة ووضعت يدها تتحسس جبين الطفلة قائله بصدمة:
-البنت مولعه نار!

اتسعت حدقتيه وحملها بلهفه ثم وضع يده على رأسها وهتف:
-يا نهار أبيض.

نظر لطفلته وسألها:
-إنتِ تعبانه يا چوري؟

اومأت الطفلة رأسها قائلة:
-رجلي وجعاني ودماغي.

قبل يدها بحنان قائلًا:
-يا حببتي مقولتليش ليه؟

عاتب حاله قائلًا:
-أنا إزاي مأخدتش بالي!

شهقت الطفلة باكيه وقالت:
-عشان إنت وحش بتعصب عليا.

ضمها بحب وهو يقول:
-أنا آسف يا روحي بس كنت زهقان شويه.... يلا حالًا هنروح للدكتور.

كانت تتابع كلامه بدهشه، كيف تغير فجأة فقد ظنته أسوء من ذلك، ابتسمت وهي ترمقهما بإعجاب وقالت:
-مفيش داعي تروحوا لدكتور أنا ممكن أكشف عليها.

نفخ الشاب بحنق وعقب بامتعاض دون أن ينظر إليها:
-شكرًا مش محتاج مساعده.

غادر دون أن يعقب بكلمة أخرى، أما هي فوقفت مكانها لبرهة لتستوعب إحراجه لها وهزت رأسها باستنكار قائله:
-إيه الراجل الغريب ده!

أردفت هامسة لحالها:
-هي مالها بردت كدا ليه ولا أنا باينلي محروجه ولا إيه!
___________________________________
-وقف يا فؤاد هنا بسرعه.

قالتها وسام وهي تفتح باب السيارة قبل أن يوقفها فهتف وهو يوقف القيادة:
-إيه يا بابا عايزه إيه؟!

ارتجلت وسام من السياره متناسية تمامًا أمر فستانها الذي ترتديه والذي يدفع أي شخص ينظر إليها أن يظنها عروس بليلة زفافها، وقفت أمام البحر ضيق العرض لكنه طويل يمتد لمسافة بعيدة عن مد البصر، شعرت بلسعة برودة تلفح جسدها فأصابتها بقشعريرة لطيفة تصيب قلبها بالسعادة فهي تحب الشتاء وبرودته، ارتجل فؤاد خلفها، ابتسم وهو يقف جوارها فرمقته سريعًا وقالت بنبرة هادئة مرحة:
-لا تقولي بحر إسكندريه ولا كورنيش القاهره بحر كفر الشيخ يغلب.

ابتسم ولم يعقب ساد الصمت للحظات فسألها:
-لسه بتحبي الشتا يا وسامي؟

رمته بنظرة استعادتها سريعًا قبل أن تقول بابتسامة:
-وسامي! مسمعتهاش منك من زمان أوي.

ابتسم وهو يحدق بالفراغ أمامه قائلًا:
-أحب الحياة بعتمتها وظلامها وأعشق برد الشتاء، فأرتدي ملابس خفيفة لأشعر بلسعة البرودة ولذتها.

نظرت له بدهشه وقالت بتعجب:
-أنا إلي كنت كاتبه الكلام ده على الفيس بس من فترة طويلة أوي هو إنت....؟

أومأ رأسه وابتسم قائلًا:
-وصلت للأكونت وأخدت فيه لفه سريعة.
-يااااه وصلت البوستات من تلت سنين واضح إن اللفه كانت طويلة.
صمت لبرهة ثم قال وهو يُطالع الأفق أمامه:
-وقع قلبي بهواكِ مغرمًا، فرضخ عقلي لحبك مرغمًا.

ابتسمت على غزله اللطيف، لاذت بصمتٍ طويل! وقفت تطالع السماء بشرود أغلقت عينيها وتخيلت لو لم يأخذها والدها من بيت خالتها فترعرعت بجوار فؤاد، هل كان سيسمح لها بالنوم بأحضانه حتى الآن كما كانت تفعل في طفولتها! نفضت الأفكار من رأسها وزجرت نفسها عما تفكر! كان يتابعها وحركاتها، قاطع شرودها قائلًا:
-مردتيش يعني؟

فتحت عينيها وقطبت حاجبيها قائله:
-على إيه؟

ابتسم قائلًا بجدية:
-تقبلي تتجوزيني يا وسام؟

زفرت بقـ ـوة وقالت:
-بلاش هزار يا فؤاد بالله عليك.

عقب بجدية:
-بس أنا مش بهزر أنا بتكلم بجد وفعلًا عاوز أتجوزك.

أغلقت عينيها ثم فتحتها بسرعه وقالت بنبرة هادئة:
-أنا آسفه يا فؤاد بس أنا عمري ما تخيلتك جوزي.

وضع يده أسفل ذقنه وضيق عينيه قائلًا باستفهام:
-أومال تخيلتيني إيه؟!

تنهدت بقوة وهي ترفع بصرها لأعلى قائله بتردد متلعثمه:
-أ... أخويا إنت في مقام أخويا الكبير....

ابتسم وقال ساخرًا:
-لأ أمك هي أمي ولا أبوكي أبويا ولا حتى راضعين على بعض يبقا إزاي أخوكي؟

فركت يدها بارتباك واستدارت للإتجاه الأخر لتهرب من نظراته، ابتعدت عنه خطوات وهي تقول بتلعثم:
-أ... أنا شايفاك أخويا!

وقف أمامها ليقول أخر جملة توقعت أن يتفوه بها:
-وسام أنا بحبك.

هي كلمة لكنها كانت كفيله لتوغل تلك الرجفه لثنايا قلبها، أغلقت عينيها وهي تحاول استيعاب ما قاله هل هذا حلمًا؟ أم أنه قالها بالفعل! تنهدت بقـ ـوة، وفتحت عينيها لتحدق بالفراغ تحاول تجميع كلماتها، كان يحدق بها مترقبًا رد فعلها، هتفت قائله بارتباك ظهر جليًا على صوتها:
-وأنا كمان بحبك....

تهللت أساريره وابتسم فرحًا، فوضحت وسام قائله:
-لكن زي أخويا.

تجهم وجهه واختفت ابتسامته لوهلة ثم ابتسم ساخرًا وهو يلتفت حوله ويتحرك بانفعال لعدم إستيعابه ما قالت، رمقها بغيظ من كلمتها؛ أخوها! لمَ تكذب تلك الحمقاء؟ وكيف له أن يخطئ في حكمه على نظراتها وأفعالها التي توضح حبها له؟ حاول كظم غيظه عنها ونظر أمامه وقال بنبرة هادئة:
-وأنا مش أخوكي يا وسام أنا إبن خالتك.

أردف بحزم وإصرار:
-وعلى فكره إنسي إنك تكوني لحد غيري

نظرت إليه وهزت رأسها بالنفي قائلة بانكسار وبنبرة خافته:
-لا ليك ولا لغيرك أنا منفعش لحد أصلًا...

استدار إليها بكامل جسده ليصوب نظره عليها وعقد جبينه قائلًا باستفهام:
-وسام إنتِ فيه حاجه مخبياها؟

تنهد بقـ ـوة واستطرد:
- احكيلي يا وسام صدقيني محدش هيخاف عليكِ زيي ولا حد هيحبك قدي احكيلي عشان أساعدك.

أغلقت عينيها بألم وفتحتها وهي تحاول التماسك أمام كلماته:
-فؤاد أرجوك متصعبهاش عليا! أنا مش مخبيه حاجه كل الحكايه إني مش عايزه أتجوز نهائي.

هز رأسه بالنفي وقال بثقه:
-عينك فضحاكِ وبتأكدلي إنك بتكذبي!

غيرت دفة الحوار لتنهيه قائله:
-وبعدين مينفعش يا فؤاد... ولا الكلام اللي اتقال ده ينفع يتقال... ولا وقفتنا مع بعض أصلًا تنفع!

توجهت نحو السيارة فناداها وقال:
-اصبري لما نكمل كلامنا.

تنهدت بألم قائله:
-كلامنا خلص خلاص... ربنا يرزقك بالزوجه الي تسعدك.

أقبل نحوها وهو يقول:
-محدش هيسعدني غيرك.

عقبت بنبرة مرتفعة:
-قصدك محدش هيتعسك غيري.

-ليه؟ ليه بتقولي كدا؟

نظرت أمامها ولم تعقب فأردف بتحدي وهو يشير لنفسه:
-أنا مش هيأس يا وسام إنتِ عارفه إني عنيد ومبتنازلش عن حاجه تخصني.

أشار بيده نحوها مردفًا:
-وإنتِ بتاعتي ياريت تفهمي ده! ومش بسهوله كدا هتنازل عنك!

خانتها ابتسامتها حين لمحت ملامحه الجادة، كم هي سعيدة بتمسكه بها لتلك الدرجه، ابتسم حين لاحظ لينها وتأكد أنه أحرز هدفه الأول بمرمى قلبها، فتحت الباب الخلفي للسيارة وركبت، فلم يجادلها وركب بالمقعد الأمامي، وقبل أن ينطلق بالسيارة سألته:
-ممكن أطلب منك طلب؟

-طلب! يا نهار أبيض دا إنتِ تأمري وأنا أنفذ.

تنحنحت بإحراج وقالت:
-أنا جعانه ومعيش فلوس هاتلي بسكويت أو أي حاجه.
-تصدقي أنا كمان جعان...

شغل محرك السيارة وهو يقول:
-أنا عارف مطعم حلو أوي هيعجبك أكله.

-لأ مطعم إيه! أنا مش عاوزه أكلفك؟
-يا ست الكل أنا عازمك...

وصلا للمطعم ودخلا معًا، لاحظت وسام تسلط النظرات عليهما، فتذكرت أنها ترتدي فستان زفاف، نظرت لفؤاد الذي يرتدي حلته الأنيقه وابتسمت فحتمًا سيظنهما الجميع زوج وزوجه بليلة زفافهما، جلس وجلست مقابله على الطاولة هتفت بهمس:
-فؤاد إنت مش واخد بالك إن الناس كلها بتبص علينا.

ضحك قائلًا:
-تلاقيهم فاكرينا عريس وعروسه...

وضع يده أمام فمه ليواري الكلمات التي سيقولها حين أردف قائلًا بهمس:
-عريس وعروسه بس طفسين شويه جاين يتعشوا قبل الفرح.

انفـ ـجرت بالضحك وقاطع ضحكاتهما صوت فتاة صغيره تمر جوارهما:
-عمو عروثتك "عروستك" حلوه أوي.

ابتسم فؤاد وخاطب الطفلة:
-ما أنا عارف أحلى واحده أصلًا.

أطرقت وسام في حياء ولم تعقب، ساد الصمت بينهما وانشغل فؤاد بهاتفه، حتى قاطعها صوت هز أركان قلبها رعبًا عندما طرق أحدهم الطاولة بيده بعصبيه وقال:
-بقا إنتِ مقضياها هنا وإحنا هنتجنن عليكِ يا عروسه

وثبت وسام واقفة وهي تردد بذعر:
-بابا!
_______________________________
دخل يوسف شقته ووضع مفاتيحه جانبًا، بحث عنها بعينه ثم توجه لغرفة النوم ليجدها تهندم حجابها أمام المرآه، رفع إحدى حاجبيه قائلًا:
-لابسه كدا وكأنك خير اللهم اجعله خير خارجه.

شهقت والتفتت له قائله:
-خضتني يا يوسف... إنت جيت إمته؟

جلس على طرف الفراش وهو يقول:
-لسه جاي.

سارت خطوات لتقف مقابله مباشرة ثم قالت:
-أنا كنت رايحه عند ماما.

ابتسم بسخرية وقال متعجبًا:
-والله! وكنتِ ناويه تخرجي كدا من غير إذن قفص الطماطم إلي في البيت.

-لأ ما أنا عارفه إنك عند ماما صفاء وكنت هقولك وأنا نازله.

-أمممم... كنتِ هتقوليلي وإنتِ نازله لا فيكِ الخير والله!
-سيد عيب متقولش كدا إحنا أهل.

نهض واقفًا وتفحصها سريعًا قائلًا:
-بس حلو أوي الإسدال ده.

مسكت طرف إسدالها الأزرق ولفت به بفرحة قائله:
-بجد عجبك؟ أنا أول مرة ألبسه.

تجهم وجهه وهو يدقق النظر لشفتيها قائلًا:
-وإيه دا إن شاء الله روج ده إلي على شفايفك؟

هزت رأسها نافيه وقالت:
-لأ دا زبدة كاكاو بس بالفراولة.

-فراوله تحط فراوله طيب ازاي؟!

أردف بحب:
-لأ قمر بجد يا فراولتي إيه الجمال ده كله.

أومأت رأسها مبتسمه وهي تقول:
-أنا عارفه إني جميله أوي.

-ربنا يزيدك تواضع يا حببتي... اخلعي بقا عشان مفيش خروج.

جحظت عيناها وقالت بصدمة:
-إيه!

جلس على المقعد وقال ببرود:
-إيه! بقول مفيش خروج؟

تجعدت ملامحها وصرخت:
-يعني إيه؟!

-يعني مفيش خروج وأنا كلمتي متنزلش الأرض أبدًا يا فرح.

وضعت يدها حول خصرها وصاحت قائله بنبرة مرتفعه:
-يــــوســف!

ابتسم ابتسامة صفراء وقال:
-تنزل المره دي يلا يا حبيبتي عشان أوصلك.

ابتسمت بانتصار قائله:
-أيوه كده.

ابتسم واقترب منها ثم أخذ منديلًا من جواره ليمسح شفتيها وهو يقول:
-متكرريهاش تاني أنا عايزك جعفر بره البيت.

-حاضر.

شم رائحة عطرها النفاذ ودفعها بخفه قائلًا بتجهم:
-إنتِ حاطه برفن؟

أومأت رأسها قائله بتبرير:
-شويه صغيرين والله.

-تمام أوي غيري بقا الهدوم دي وإلا بجد مفيش خروج.

دبدبدت قدميها بالأرض بغضب طفولي وقالت:
-يوووه بقا إنت بقيت تتحكم فيا وأنا مبحبش كدا.

قال بجدية:
-فرح إنتِ مسؤليتي مش تحكم فيكِ بالعكس أنا خايف عليكِ.

فتح خزانة الملابس وأخرج ثياب أخرى وهو يقول:
-إلبسي ده.

نظرت للملابس بيده لبرهة ثم أخذتها دون جدال  قائله بتبرم:
-حاضر يا يوسف.

مد يده ليداعب إحدى وجنتيها فعادت للخلف بنزق، فابتسم وغادر الغرفة وهو يطلق صفيرًا استفزها.
________________________________
نهض «فؤاد» ونظر لوحيد الغاضب قائلًا:
-اتفضل اقعد يا عمي نتفاهم.

غضن وحيد حاجبيه وقال بتهكم:
-نتفاهم!!

ازدردت وسام ريقها بقلق، تخشى رد فعل والدها الذي اقترب منها وقبض على ذراعها قائلًا بتهكم:
-أهلًا ببنتي الي معرفتش أربيها.

جذبها من يدها بعنـ ـف ليخرجا من المطعم فهتفت برجاء وهي تنظر نحو فؤاد:
-سيب إيدي يا بابا أنا مش راجعه معاك... يا بابا مش هينفع أتجوز سالم...

سحبها وهو يقول بنبرة هادئة:
-امشي قدامي مش عايز اعتراض.

سارت جواره بهدوء حتى خرجا من المطعم وفؤاد يتبعهما بصمت وسط نظرات الناس وهمهماتهم.

لم تستطع وسام تجميع أي كلمة ولم تقزى على إفلات ذراعها من قبضته القـ ـوية فهتفت بصوت خافت لكن وصل لمسمع فؤاد:
-بابا أنا متجوزه فؤاد من زمان وحامل كمان.

نقرت الجمله التي نطقتها طبلة أذنها ويكأن شخص أخر قد تفوه بها فأصابتها بالذهول والدهشه بل بالصدمة، جحظت عيني فؤاد من حماقة ما قالته، اتسعت حدقتي وحيد وترك ذراعها مرددًا بصدمة:
-حامل!

صفعة قـ ـويه لطمت وجهها من أبيها، مع صرخة مكتومة خرجت من فم وسام وضعت وسام يدها على وجنتها تتحسس أثر الصفعة.
ومن ناحية أخرى انتفض فؤاد وكأنه من صُفع، وعلى الفور وقف حائلًا بين وحيد ووسام ونظر لوحيد قائلًا برجاء:
-لو سمحت يا عمي الناس بتتفرج علينا، خلينا نتفاهم بهدوء.

تجاهل وحيد كلامه ونظر لوسام بحسرة قائلًا:
-ويا ترى بقا كنتِ بتقابليه امته وفين؟ يا خسارة يا بت وجدان... أنا ليا كلام تاني مع جدك...

نظر لفؤاد قائلًا بتهكم:
-مبروك عليك أهي عندك اشبع بيها.

أردف وهو ينظر لوسام فمازالت تطبق راحة يدها على وجنتيها مطأطأة رأسها بخجل:
-وإنتِ مشوفش خلقتك طول ما أنا عايش وإلا هقـ ـتـ ـلك بإيدي.

تركهما وغادر فالتفت فؤاد لينظر إليها وقال بعتاب:
-إيه إلي إنتِ قولتيه ده؟

هزت رأسها بعنـ ـف وخرجت العبرات من مقلتيها وهي تقول:
-معرفش صدقني معرفش... معرفش قولت كدا إزاي!

زفر بقـ ـوة ومسح وجهه ثم أخرج المفاتيح من جيب بنطاله قائلًا:
-خدي افتحي العربيه واقعدي فيها هروح أجيب الأكل ونطلع بسرعه على البيت قبل ما أبوكِ يفضـ ـح الدنيا.

أخذت المفاتيح من يده ودموعها تسيل بصمت فهتف برجاء:
-إلي حصل حصل يا وسام بطلي عياط كل حاجه هتتحل ان شاء الله.
_________________________________
-إيه أخبار الجنين؟

قالتها شاهيناز بصوت مرتفع في تجمع عائلي تحت المظلة بحديقة المنزل قالت فرح بذهول:
-جنين! تاني يا زكي تاني يابني؟

ضحك يوسف على طريقة فرح، فهتفت شاهيناز بابتسامة عذبة:
-هااا لسه الأعراض مبهدلاكِ ولا خفت شويه؟

نفخت فرح بحنق وقالت بامتعاض:
-لما أسكت عشان متعصبش على حد وأقوم أقلبله المطبخ.

تنحنح يوسف قائلًا بابتسامه:
-لسه مفيش جنين يا حماتي إدعيلنا.

تنهدت شاهيناز وقالت بجديه:
-والله يبني دائمًا أدعيلكم.

ليعقب يوسف:
-كثفي الدعوات بقا.

لكزت شاهيناز فرح بيدها وقالت:
-على فكره ربنا هيكرمك يا بت عشان أنا دائمًا بدعيلك وأنا واقفه على الحوض بغسل المواعين.

رمقتها فرح بتعجب وعقبت بسخريه:
-واقفه على الحوض! قال يعني بتبقي واقفه على عرفات!

مصمصت شاهيناز بشفتيها ووجهت نظرها ليوسف قائله:
-شوف البت وطول لسانها!

رفع يوسف كلتا يديه قائلًا:
-أنا واخدها كدا.

ضحك الجميع فرد هشام "والد فرح":
-ما إنت بتقولي كلامي غير منطقي برده إيه واقفه على الحوض وبدعيلكم دي!
الجد:
-دا توضيح لمكان الدعوة قد يكون المكان دا مبارك يا هشام محدش عارف.

رفعت شاهيناز حاجبيها قائله:
-إنتوا بتتريقوا عليا ولا إيه!

لم يرد أحد بل أكملوا ضحك فقال نوح:
-وحياتك يا ماما إبقي افتكرني في دعوة كدا أنا كمان وإنتِ على الحوض.

رفعت شاهيناز سبابتها قائله بجديه:
-والله يبني بدعيلك دائمًا وأنا قدام البوتاجاز بطبخ.

ضحكت فرح بقـ ـوة وهي تقول:
-قدام البوتاجاز! قال يعني قدام الكعبه!!

ضحك الجميع فعقب هشام:
-متنسينيش في دعوة كدا وإنتِ قدام التلاجه ياحببتي.

ضحكت شاهيناز قائله:
-أنا فعلًا بدعيلك قدام التلاجة عشان إنت إلي دائمًا معمرها.

ضحك الجميع وقاطعتهما وهيبه التي أطلقت زغروده عالية التفت على أثرها الجميع، فغرت فرح فاها وهي ترى وسام تدلف للبيت بفستان زفاف وجوارها فؤاد، أقبلت وهيبه تضمهما وتقبلهما قائله:
-ألف مبروك يا حبايبي.

ثم أطلقت زغرودة أخرى وصفقت بيدها وهي تغني:
-إن شاء الله تعمريها وعيالك يجروا فيها.

وقف الجميع ينظر صوبهما بذهول نظر فؤاد لوالدته قائلًا:
-معلش بقا يا ماما ملحقتش أقولك إن أنا....

قاطعته والدته وهي تبدل نظرها بينهما وصحكت صدرها بيدها قائلة بصدمة:
-اتجوزتوا!!

سألهما هشام وهو يبدل نظره بينهما:
-فهمونا في إيه؟

وقبل أن يرد فؤاد اقتربت شاهيناز تضم وسام وتقول بأعلى صوتها:
-والله يا عيال لايقين على بعض أنا كنت دايمًا أدعيلكم وأنا واقفه على الحوض.

نظر يوسف لفرح قائلًا بهمس:
-لا واضح إن الحوض ده سره باتع.

سأل الجد فؤاد:
-هو فيه إيه يا فؤاد إتكلم ساكت ليه؟

ليعقب فؤاد قائلًا:
-جماعه اهدوا كدا وأنا هفهمكم كل حاجه.

وقبل أن ينطق بكلمه سبقه دخول وحيد للبيت ومعه عبير ووجهها المكفهر من شدة الغضب وينطلق من مقلتيها قذائف نارية صوب وسام التي توارت خلف فؤاد لتختبئ من نظرات الجميع لها، فنظر لها فؤاد بإشفاق قائلًا:
-متخافيش.

إزدردت وسام ريقها بتوتر، وجه الجميع نظره نحو وحيد وزوجته وبدون أي تحيه وقف وحيد أمام الجميع وقال بنبرة حادة:
-ينفع إلي حصل ده يا حج ماجد!؟

ماجد بدهشة:
-إحنا مش فاهمين أي حاجه حد يفهمنا فيه إيه؟

فجـ ـرت عبير القـ ـنبلة حين قالت بنبرة باردة يشوبها التهكم:
-وسام حامل من إبنكم!

أشار وحيد لفؤاد وهو يحدجه بنظرات حادة كالصقر الذي يستعد لينقض على فريسته، وهو يصر على أسنانه قائلًا:
-ابنكم منه لله ضحك عليها...

كانت النظرات بين الصدمة والدهشة والإرتياب والإرتباك، فالتفت فؤاد يُطالع وسام ويخاطبها معاتبًا:
-عاجبك كده! الله يسامحك يا وسام

متنسوش الڤوت ⭐ وكومنت برأيكم
#يتبع
#رواية_وسام_الفؤاد
بقلمي آيه السيد شاكر
#كتابات_آيه_شاكر
#روايات_آيه_شاكر
#كتابات_آيه_السيد_Aiah_Elsayed

Continue Reading

You'll Also Like

111K 4.8K 44
تريند اول علي الواتباد في ٢ اغسطس ٢٠٢١ ❤️❤️ شكرا جدا ليكم يا من تسكنين ثنايات روحي .. يا من منحتي لقلبي الحق في الحب و الحياة بعد أن شيدت من قسوتي ا...
74.5K 6.9K 29
العشق أسرار لا يدركها حتى العاشقين، البعض يحيا عشقه والبعض يقتله عشقه وكثير من القلوب المحطمة على دروب الهوى بلا أمل فما الذى ينتظر هبة فى نهاية الط...
111K 6.7K 35
يُقال أن عودته تُعني عودة الشيطان ذاته ❤
5.3M 156K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣