الحلقة الثانية والعشرون

3.5K 140 14
                                    

جماعه عشان خاطري متنسوش تعملولي ڤوت ⭐ للحلقه اضغطوا على النجمه بعد ما تقرؤا

#رواية_وسام_الفؤاد
الحلقة الثانية والعشرون
إذا تراكمت أعباء الحياة فأبشر الفرج آت، وإن اشتدت العتمة فاعلم أن النور قادم فلا تجزع، اصبر واستعن بالله.

استغفروا♥️ لا تنسوا أخواننا في فلسـ♥️♥️طين بالدعاء
✨✨✨✨✨
"يا خساره... يلا بنت مين أنا في مصر يعني عشان أخد إلي أنا عايزاه!"
أخذت تتخيل منظره هل سيكون اصلعًا بشارب طويل وكرش ممتد للأمام!!!
رمقت والدتها بطرف عينها وقالت بسخرية:
-وهو فين بقا جوزي ده! سايبني كده ومبيسألش عليا!
أعتدلت فرح جالسة وقوست فمها لأسفل مردفة بنبرة حزينة:
-لا أنا مش مرتاحه للجوازه دي طلقوني منه أنا لا يمكن أعيش معاه أنا عايزه أطلق!
جلست شاهيناز جوارها وقالت بتوضيح:
-يبنتي افهمي دا....
قاطعتها فرح مثرثرة بحدة وبملامح ممتعضه:
-افهم ايه يا شاهيناز!!.. وبعدين إزاي تجوزوني بالطريقة دي! هو احنا مش كنا متفقين إني هكتب كتابي عليه وشويه وهيطلقني جرا ايه؟ حصل ايه عشان أتدبس التدبيسه السوده دي
ضـ ربت بقبضتها على الفراش، فنفخت والدتها بحنق وقالت بنفاذ صبر:
-اللهم طولك يا روح
هزت فرح رأسها باستنكار وقالت بتعجب وبصدمة:
-وكمان حامل منه!!
وضعت راحة كفها على فمها وشهقت مردفة بنبرة مرتفعة وحادة:
-إنتوا... إنتوا... إنتوا لا يمكن تكونوا أهلي... لقيتوني على باب جامع صح؟ قوليلي الحقيقه!
قامت شاهيناز من جوارها وجلست على المقعد مقابلها واضعة يدها على خدها بنزق لتستمع للمزيد من ثرثرة ابنتها الثائرة، فرح بصراخ:
-ما هو ده مش تصرفات أهل... لا مش تصرفات أهل!!
نظرت فرح لوالدتها التي زمت شفتيها رافعة إحدى حاجبيها وهدرت بها:
-إنتِ بتبصيلي كده ليه يا ست إنتِ...
اومأت فرح رأسها عدة مرات، ثم ضربت كفيها على فخذيها قائلة بحسرة:
-بس كده أنا عرفت إنتِ أكيد مرات أبويا ومخبين عليــــا!...
ظلت شاهيناز تتابع ابنتها ولم تنبس بكلمة، فالتفت لها فرح مردفةً بهدوء:
-ماشي يا شاهيناز... أنا عايزه أشوف الراجل إلي اتجوزته ده حالًا
تنهدت شاهيناز بعمق واسندت ظهرها للمقعد قائلة ببرود:
-دلوقتي يجي... اصبري
وقبل أن تنهي جملتها ولج هشام "والد فرح" للغرفة وأقبل نحو فرح قائلًا بلهفة:
-حبيبة بابا حمد الله على السلامه
وقبل أن يضمها رفعت كفها بوجهه لتمنعه الاقتراب قائلة بنبرة حزينة:
-اثبت مكانك... أنا زعلانه منك يا بابا ازاي توافق تجوزني بالطريقة دي!
قطب حاجبيه قائلًا: ما كله كان بموافقتك هو أنا أجبرتك على حاجه!
شاهيناز بابتسامة ساخرة:
-استلم بقا عشان أنا صدعت
بكت فرح ونظرت لوالدها برجاء قائلة بلوعة:
-طلقني منه يا بابا بالله عليك... أنا مش عايزه أتجوز أصلًا!!!
قاطعهما طرقات الباب ودخول يوسف، كان يضع لاصقة طبية على جبهته ويضمد كدمة يديه برباط طبي، وحين رأته شاهيناز قالت بلهفة:
-دراعك عامل إيه يا حبيبي؟
اومأ يوسف رأسه قائلًا برضا:
-الحمد لله طلعت كدمه بسيطه
اعتدلت فرح في جلستها وأخذت تهندم حجابها وهي تقول بتعجب:
-دكتور يوسف!!!
ربت هشام على كتف يوسف قائلًا:
-تعالى بقا شوف مراتك عاوزه إيه على ما أروح أشوف وسام
التفتت فرح حولها وهي تنظر بأرجاء الغرفة تبحث عن زوجته تلك! فنظر نحوها وقال بابتسامة:
-إيه بس يا فروحه مالك؟!
التفتت يمنة ويسرة وأشارت لنفسها قائلة:
-فروحه!! حضرتك بتكلمني أنا!!
قد علم مُسبقًا من الطبيب بتشوش ذاكرتها بقدر يجعلها لا تذكره أو لا تذكر بعض مواقفها معه مسح وجهه بكلتا يديه فيبدو أنه على وشك خوض معاناة جديدة لا يعلم نهايتها. 
وكان فرح فهمت ما يجري إنه زوجها!! هل يُعقل! يبدو أنها دخلت برواية ما! هكذا حدثت حالها سحبت فرح والدتها من ذراعها بقـ وة وهمست بأذنها قائلة:
-هو مين ده يا شوشو! 
أجابت والدتها بنزق:
-ده يوسف
همست فرح مجددًا:
-ايوه ما أنا عارفاه الدكتور يوسف... دكتوري في الجامعه.. بيعمل إيه هنا؟
وقفت شاهيناز وقالت بضجر:
-هو بقا يفهمك بيعمل إيه هنا...
نظرت شاهيناز ليوسف وقالت:
- أنا هخلي عمك يوصلني البيت أعمل فطار وهجيبلها هدوم وأنا جايه
اومأ يوسف رأسه قائلًا:
-ماشي يا أمي
سارت شاهيناز نحو الباب فصاحت فرح:
-ماما!! هتسيبيني معاه لوحدي؟
لوحت شاهيناز بيدها دون أن تلتفت لها وخرجت من الغرفة صافعةً الباب خلفها، أطلق يوسف ضحكة كالزفرة وهو يقبل نحو فرح قائلًا:
-هي سيباكِ مع حد غريب دا أنا جوزك يا فرولتي
جلس جوارها فتشبثت بالفراش كأنها تحتمي به وازدردت ريقها بتوجس، وهي تُطالعه بأعين متسعة، فنهض ووقف يستند بمرفقيه على ظهر المقعد المتحرك المقابل لها منحنيًا بجزعه العلوي للأمام وقال بابتسامة سحرتها:
-يا ترى فاكره كنتِ مسمياني إيه ولا نسيتِ دي كمان؟
تنحنحت بإحراج وقالت بخفوت:
-الحيوان... إنت الحيوان؟
ارتفعت ضحكاته قائلًا:
-تخيلي!! أنا طلعت الحيوان... قوليلي إيه اخر لقاء بينا في ذاكرتك؟
حدقت بالفراغ لوهلة وأجابت:
-في الكليه وأنا بقدم ورقي
اعتدل واقفًا وقال بتبرم:
-ده من زمان أوي يا فرح يجي من ٧ شهور... يعني إنتِ مش فاكره حاجه تاني
حاوطت فرح رأسها بكلتا يديها وقالت بتشوش:
- أنا مش فاهمه حاجه ولا فاكره حاجه! أنا حاسه إني بحلم
دنا يوسف منها ومسك يدها قائلًا بابتسامة:
-يا فرولتي احنا اتجوزنا واعترفتيلي بحبك إن شاء الله هتفتكري كل حاجه... أهم حاجه عندي إن إنتِ والنونو بخير
أخذت فرح تبدل نظرها بين ملامحه وعيونه التي تنضح بالحب ويده التي تمسك يدها وقالت ببلاهه:
-يعني دلوقتي حضرتك جوزي!!! و.... وانا حامل من حضرتك!!!!
عقد جبينه وقال بتعجب:
-حضرتي!!! لا دا إحنا رجعنا ورا أوي يا فرح
نظرت فرح خلفها وقالت بجديه:
-ورا فين؟
ضحك قائلًا:
-الصبر يارب... الصبر من عندك
___________________
ومع اقتراب وقت العصر كانت الوجوه متجهمة والأعين تروي عن مدى ألم القلوب وحزنها، أصرت هبه على آصف أن يغادر لأجل ابنته وارتدت هي ثياب عملها لتكون جوار وسام تدخل للعناية وتخرج لتطمئن قلوبهم المفتورة، وغادر محمود لعمله بعد أن أوصى أحمد ألا يترك رحيل حتى يوصلها للبيت وأعطاه مفتاح سيارته.

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن