اقتباس

2.8K 66 4
                                    

"أنا آسفه يا فؤاد بس أنا عمري ما تخيلتك جوزي"

وضع يده أسفل ذقنه وضيق عينيه قائلًا باستفهام:
-أومال تخيلتيني إيه؟!

تنهدت بقوة وهي ترفع بصرها لأعلى قائلة بتردد متلعثمه:
-أ... أخويا إنت في مقام أخويا الكبير....

ابتسم وقال ساخرًا:
-لأ أمك هي أمي ولا أبوكي أبويا ولا حتى راضعين على بعض يبقا إزاي أخوكي؟

فركت يدها بارتباك واستدارت للإتجاه الأخر لتهرب من نظراته، ابتعدت عنه خطوات وهي تقول بتلعثم:
-أ... أنا شايفاك أخويا!

وقف أمامها ليقول أخر جملة توقعت أن يتفوه بها:
-وسام أنا بحبك

هي كلمة لكنها كانت كفيله لتوغل تلك الرجفه لثنايا قلبها، أغلقت عينيها تحاول إستيعاب ما قاله هل هذا حلمًا؟ أم أنه قالها بالفعل! تنهدت بقوه وفتحت عينيها تحدق بالفراغ لتستطيع تجميع كلماتها، كان يحدق بها مترقبًا رد فعلها، هتفت قائله بارتباك ظهر جليًا على صوتها:
-وأنا كمان بحبك....
تهللت أساريره وابتسم فرحًا، فوضحت وسام قائله:
-لكن زي أخويا
تجهم وجهه واختفت ابتسامته لوهلة ثم ابتسم ساخرًا وهو يلتفت حوله ويتلفت بانفعال لعدم إستيعابه ما قالت، رمقها بغيظ من كلمتها؛ أخوها! لمَ تكذب تلك الحمقاء؟ وكيف له أن يخطئ في حكمه على نظراتها وأفعالها التي توضح حبها له؟ حاول كظم غيظه عنها ونظر أمامه للفراغ وقال بنبرة هادئة:
-وأنا مش أخوكي يا وسام أنا إبن خالتك
أردف بحزم وإصرار:
-وعلى فكره إنسي إنك تكوني لحد غيري

نظرت إليه وهزت رأسها بالنفي قائلة بانكسار وبنبرة خافته:
-لا ليك ولا لغيرك أنا منفعش لحد أصلًا
استدار إليها بكامل جسده ليصوب نظره عليها وعقد جبينه قائلًا باستفهام:
-وسام إنتِ فيه حاجه مخبياها؟
تنهد بقوة وقال:
- احكيلي يا وسام صدقيني محدش هيخاف عليكِ زيي ولا حد هيحبك قدي احكيلي عشان أساعدك
أغلقت عينيها بألم وفتحتها تحاول التماسك أمام كلماته:
-فؤاد أرجوك متصعبهاش عليا! أنا مش محبيه حاجه كل الحكايه إني مش عايزه أتجوز نهائي

هز رأسه بالنفي وقال بثقه:
-عينك فضحاكِ وبتأكدلي إنك بتكذبي

غيرت مسار الحوار لتنهيه قائله:
-يلا نمشي
نفخ بحنق وضغط على أسنانه قائلًا:
-لما نكمل كلامنا

تنهدت بألم قائله:
-كلامنا خلص خلاص... ربنا يرزقك بالزوجه الي تسعدك

هتف بحزم:
-محدش هيسعدني غيرك

عقبت بنبرة مرتفعة تهتف بحسرة:
-قصدك محدش هيتعسك غيري

سألها مستفهمًا:
-ليه؟ ليه بتقولي كدا؟

نظرت أمامها ولم تعقب فأردف بتحدي وهو يشير لنفسه:
-أنا مش هيأس يا وسام إنتِ عارفه إني عنيد ومبتنازلش عن حاجه تخصني
أشار بيده نحوها مردفًا:
-وإنتِ بتاعتي ياريت تفهمي ده! ومش بسهوله كدا هتنازل عنك!

خانتها ابتسامتها وهي تحدق بملامحه الجادة، سعيدة بتمسكه بها لتلك الدرجه، ابتسم حين لاحظ لينها وتأكد أنه أحرز هدفه الأول بمرمى قلبها، غيرت نظرها لإتجاه أخر وغيرت الموضوع معقبة بجديه:
-ممكن أطلب منك طلب؟

وضع إحدى يديه بجيب بنطاله وقال بجديه:
-طلب! يا نهار أبيض دا إنتِ تأمري وأنا أنفذ

تنحنحت بإحراج قائله:
-أنا جعانه ومعيش فلوس هاتلي بسكويت أو أي حاجه

ابتسم قائلًا:
-تصدقي أنا كمان جعان...
أردف وهو يدنو من سيارته:
-تعالي أنا عارف مطعم حلو أوي

هرولت خلفه ووقفت أمام السياره تهز رأسها بالنفي وهي تقول:
-لأ مطعم إيه! أنا مش عاوزه أكلفك؟

قبض يده وصوبها تجاهها كأنه سيضربها وقال مبتسمًا بمرح:
-بس يا هبله يلا اركبي

فتح سيارته وركبت جواره حتى وصلا للمطعم ودخلا معًا، كانت العيون مسلطه عليهما، لاحظت وسام تسلط النظرات عليهما، فتذكرت أنها ترتدي فستان زفاف، نظرت لفؤاد الذي يرتدي بدلته الأنيقه وابتسمت فحتمًا سيظنهما الجميع زوج وزوجه بليلة زفافهما، جلس وجلست مقابله على الطاوله هتفت بهمس:
-فؤاد إنت مش واخد بالك إن الناس كلها بتبص علينا

ضحك قائلًا:
-تلاقيهم فاكرينا عريس وعروسه...
وضع يده أمام فمه ليواري الكلمات التي سيقولها غمز بعينيه وأردف قائلًا بهمس:
-عريس وعروسه بس طفسين شويه جاين يتعشوا قبل الفرح

انفجرت بالضحك وقاطع ضحكاتهما صوت فتاة صغيره تمر جوارهما:
-عمو عروثتك "عروستك" حلوه أوي

ابتسم فؤاد وهو ينظر لها:
-ما أنا عارف أحلى واحده أصلًا

أخفضت وسام بصرها في حياء ولم تعقب، ساد الصمت بينهما وانشغل فؤاد بهاتفه، حتى قاطعها صوت هز أركان قلبها رعبًا عندما ضرب أحدهم الطاوله بيده بعصبيه وقال:
-بقا إنتِ مقضياها هنا وإحنا هنتجنن عليكِ يا عروسه

رأيكم وتوقعاتكم وكومنتات كتير بجد محتاجه دعمكم❤️💐
اقتباس من
#رواية_وسام_الفؤاد
#كتابات_آيه_السيد_Aiah_Elsayed

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now