الحلقه السادسة والعشرون

2.6K 133 14
                                    

لحلقة السادسة والعشرون
#رواية_وسام_الفؤاد

"دول كأنهم عاملين دماغ"
التفت آصف يُطالع هبه التي تضحك بهسترية واتسعت ابتسامته برضا وسعادة؛ فهو سعيد لرؤيتها تبتسم وتضحك من قلبها فكر بين نفسه لوهلة لمَ لا يرسلها كل فترة لتحضر حفل زفاف لتأتي بمثل تلك الحالة!! مسكين فلا يعرف ما سر حالتها تلك!! نظر لمحمود وقال:
-كويس إن أنا وافقت إنها تروح الخطوبة دي
محمود بزهو:
-جالك كلامي مش قولتلك إنها محتاجه تغير جو... أختي وأنا عارفاها!
اومأ آصف رأسه بتأيد وقال بثقة:
-دا أنا هسمع كلامك دايما يا حضرة الظابط
رمقه محمود بسرعة وعاد يتابع الطريق هادرًا به:
-إيه حضرة الظابط دي! عاوزين نشيل الألقاب بقا يا عم قولي يا محمود عادي... اتفقنا؟
آصف بابتسامة:
-اتفقنا يا حـ... يا محمود
ابتسم محمود وقال بمزاح:
-تمام يا أستاذ آصف
ضحكا الإثنان والتفتا يُطالعان الفتيات بتعجب فلم يفصلن عن الضحك، نظرا لبعضهما بذهول لا يعلمان ما الذي يضحكهن لتلك الدرجة!! أطرقا سمعهما منتبهين لما يتحدثن به..

"دا ويس اننا مشربناش الشاي بالنعناع!"
قالتها وسام ضاحكة حتى بدأت تسعل من شـ دة الضحكات..
لتعقب هبه بضحك هستيري:
-النعناع أصلًا شكله مش نعناع...
وضعت رحيل يدها على بطنها وقالت من خلف ضحكاتها:
-بجد معدتش قادره بطني وجعتني من الضحك
تدخل محمود في الحديث وقال بابتسامة وهو يُطالع رحيل بالمرآة:
-طيب ضحكونا معاكم بدل ما احنا بنضحك برده بس مش فاهمين حاجه كده!
اندفعت رحيل قائلة بتلقائية:
-أصل كنا في فرح وكانوا بيشربوا....
قاطعها كف هبه الذي وضع على فمها لتردعها عن التفوه بالمزيد خشية رد فعل أخيها وزوجها، طالعها هبه بأعين متسعة قائلة بهمس:
-اخرسي يا بت عاوزه تفضحينا
انحنت هبه ناحية الأمام وقالت هبه بضحك:
-كانوا بيشربوا شربات أحمر يا محمود بس مزودين السكر شويه

قالتها هبه وهي تضغط على حرف السين في كلمة "السكر" وانفجـ رن بالضحك مرة أخرى، لتقول رحيل من خلف ضحكاتها:
-ومالك يختي بتضغطي على السين كده
لكزتها وسام في كتفها وقالت بضحك:
-وإنتِ مالك هي السين كانت اشتكتلك في حاجه؟

هز محمود رأسه باستنكار وضحك بخفوت وشاركه آصف وظل يستمع لأصوات ضحكاتهن المكتومه حتى وصلوا للمطعم، ارتجلوا من السيارة وبدل محمود نظره بينهن بتبرم فقد زادت ضحكاتهن عن حدها وقال بضجر:
-بس بقا يا جماعه عيب كده!
ضـ ربت هبه كفها بكف رحيل وعقبت بضحك:
-العيب في الجيب
رفع محمود إحدى حاجبيه ولم يعقب، نظر آصف للشارع والمارة وقال بنزق:
-كده غلط بقا يا جماعه!

أطرقت هبه كفها الأخر بكف وسام التي تضحك هي الأخرى وقالت من خلف ضحكاتها:
-الغلط على الظلط
نظر كل من آصف ومحمود لبعضهما ورددوا بنفس اللحظة: هو فيه ايه!!!
وفي ناحية أخرى يُطالعهم شخص ملثم يركب سيارة نصف نقل يركنها ناحية الرصيف المقابل للمطعم ويبدو من خلال نظراته أنه لا ينوي على خير!
استغفروا🌹
________________________

كانت سديل تجلس على فراشها تُحدق بالفراغ كانت في حيرة من أمرها صلت الإستخارة اليوم ما يقرب من خمس مرات فقد تقدم لخطبتها اثنان بنفس اليوم! "آسر وجاسر" والإثنان مناسبان جدًا تذكرت ما قالته والدة جاسر قبل دقائق:
"جاسر إبني يا سديل خريج كلية تجاره وبيشتغل محاسب في قطر عنده ٢٧ سنه فوق ده كله يا بنتي احنا عارفين ظروفك ومش عاوزين غيرك يعني متشيليش هم الجهاز والكلام ده احنا شقتنا جاهزه"

نهضت ووقفت في الشرفة لترى جاسر يقف لحاله بعيد عن تجمع العائلة ويعبث بهاتفه رمقته سريعًا فهو يبدو وسيمًا لكن أحمد أكثر وسامة، نعم تقارن كل شخص بأحمد الذي تسلل وسكن أعماق قلبها لا تتخيل أي تُكمل حياتها مع شخص غيره، لكن الآن يجب أن تركن عاطفتها وتفكر بحكمة وعقل قد تكون مشاعرها نحو أحمد مجرد مراهقة عابرة، نعم يجب أن تفكر بحكمة ولكن!! ويا ويلها من لكن!! قلبها لا يقبل هي حقًا لا تستطيع! انهمرت دموعها وأخذت تدعو الله كما فعلت في كل سجدة في يومها هذا
"اللهم اجعله خيرًا لي وقربه مني"
تقصد أحمد فكانت تصلي استخارة وتدعو الله أن يرزقها بـ أحمد ويجعله زوج لها في العاجل غير الآجل!
أوقفت دموعها وفتحت هاتفها حين أُرسلت لها رسالة على تطبيق الواتساب:
«"قال صلي الله عليه وسلم: لم يُر للمتحابين مثل النكاح" صلي استخاره يلا أنا مستعجل»
نظرت لجاسر الذي يعبث بهاتفه وابتسمت بسخرية فحتمًا سيكون هو من يُراسلها، هكذا ظنت!، كتبت:
"حديث ضعيف"
أرسل هو:
"ولكن معناه صحيح وأنا أخشى عليكِ وعلى نفسي الفتنه"
نظرت نحو جاسر الذي مازال يعبث بهاتفه ونفخت بحنق ثم كتبت:
"أستاذ جاسر مينفعش كده أنا آسفه مش هينفع أنا مش موافقه!!"
كتب هو:
"مين جاسر؟ أنا مش جاسر"
تذكرت الصباح وكتبت بامتعاض:
"يبقا حضرتك أستاذ آسر وأنا آسفه مش هينفع لأني مبفكرش في الجواز دلوقتي"
كتب هو:
"أنا لا جاسر ولا آسر!!!"
كتبت سديل بضجر:
"أي كان إنت مين أنا مبفكرش في الجواز!!!"
ألقت الهاتف جانبًا ووضعت يدها على وجهها لتبكي بمراره فلن تتزوج لا تريد لن تظلم نفسها وغيرها هكذا اندفعت لوهلة لتحدث نفسها بتلك الطريقة، حتى صدع هاتفها برسالة أخرى حملته لتتفاجئ برسالته:
"أنا أحمد يا سديل وجايلك دلوقتي عشان نشوف موضوع أسر وجاسر دول!! وكمان عشان أخليكِ تعيدي تفكير في موضوع الجواز"
متنسوش الڤوت⭐
تابعوني aiahshaker
كنت وعدتكم بمشهدين باقي الحلقه في ميعادها الإثنين الساعه ٩ مساء
رأيكم ♥️
#روايات_آيه_شاكر

#كتابات_آيه_السيد_Aiah_Elsayed

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Där berättelser lever. Upptäck nu