"بالله عليك يا سالم متعملش فيا كده"
قالتها وسام وهي ترتجف، فابتسم بسخرية ناظرًا نحوها بشغف متفحصًا لجسدها الذي أغراه وهتف بخبث:
-أنا عارف إنك بردانه عشان كده هدفيكِدنا منها فرجعت للخلف بظهرها وهي ترمقه بهلع، تسارعت دقات قلبها وجلًا منه ومن نظراته التي لا تبشر بخير، ازدردت ريقها بتوتر لتبلل حلقها الجاف، حاولت استجماع الكلمات لتخرجها من فمها علها تبعد ذاك الوحش عنها، تلعثمت قائلة بخفوت:
-م...م... متقربش مني.... والله هصوتقابل كلماتها بضحكة ساخرة أرجفت قلبها وهزت أركانة، ظل يدنو منها متجاهلًا جملتها، فصاحت بنبرة مرتفعة:
- يا عمو الحقني! إلحقوني....قطع باقي المسافه بينهما ركضًا وكمم فمها بيده ليكتم صراخها قائلًا بحدة:
-اخرسي بقاكان عملاق مقارنة بجسدها الهزيل، فكانت كفأر صغير يحاول الهروب من قبضة الأسد، لم تستطع مقاومته فقد كمم فمها بيد ومسك كلتا يديها الصغيرتين بيده الأخرى، سرعان ما حملها ووضعها على الفراش فتوسلت قائلة برجاء:
-حرام عليك سيبنيأخرج سلاح من جيبه وصوبه نحوها، ثم التفت حوله بسرعة كالمجنون فوجد قطعتين من القماش بجوره التقطهما على الفور وأقبل نحوها، نظر لها بأعين متسعة أرعبتها قائلًا وهو يحرك سلاحه صوبها:
-لو نطقتي بحرف تاني هضربك بده وأتويكِ ومحدش هيعرفلك طريقارتفع صوت بكائها وشهقاتها فهدر بها بحدة وبنبرة مرتفعة:
-قولت مش عايز نفسأومأت رأسها لأسفل عدة مرات وهي تكتم شهقاتها، أقبل هو يكمم فمها بقطعة من القماش ويربط كلتا يديها حتى يُشل حركتها، كانت تُدمع بصوت مكبوت، وقف أمامها وصوب سلاحه نحوها قائلًا بنبرة شريرة وببسمة مجنونة:
-إنتِ إلي اضطرتيني أعمل كدهوفجأة انقطعت الكهرباء فتجهم وجهه وصرخ نزلت بسرعة عن الفراش، فهي فرصتها الوحيده للهرب، هرولت مسرعة لتخرج من الغرفة وتدخل للمطبخ، أخرج سالم قداحة من جيبه وأشعل نارها وهو يلتفت حوله ويضحك بسخرية قائلًا:
-هتروحي فين وإنتِ جناحك مربوط يا عصفورهدار يبحث عنها بأرجاء الشقه حتى نفذ صبره فهتف بحدة:
-لو مخرجتيش هولع في الشقه بالي فيها ومش هيهمنيوقفت خلف الثلاجة بالمطبخ تكتم بكائها وترتجف خوفًا، وقلبها يصارع بداخل أضلعها هلعًا ووجلًا، صاح قائلًا بتحدي:
-هعد لحد عشره لو مخرجتيش أنا هولع في الشقهبدأ بالعد وهو يخرج من غرفة ويلج الأخرى حتى وصل للمطبخ وقال:
-عشره....وألقى قداحته أرضًا فالتهمت النار سجاد المطبخ وتصاعدت لأعلى وهي تلتهم كل ما يقابلها بنهم شديد، كانت مشدوهة مما ترى، واقف هو خارج المطبخ يضحك بجنون وبهستريه، خرجت من خلف الثلاجة، وحاولت الخروج من المطبخ، فابتسم عندما رأها وازدادت ضحكاته حين رأى النار قد مسكت بثيابها، وهي تصرخ وتهمهم مستغيثة به، لكنه مستمتع لرؤيتها تتألم! تجهم وجهه حين فتح أحدهم باب والشقة وهرع ليختبئ داخل أي غرفة حتى لا يراه أحد....
"عودة للحاضر"
عادت للواقع تلهث من ذلك الماضي المرعب، تناقضت رعشة جسدها مع تعرقه الغزير اتجهت نحو سريرها لتأخذ حبة من المهدئ، أفرغت محتوى العلبه بيدها ووضعته دفعة واحدة في فمها لم تكن تريد الإنتحار هي فقط تريد أن تهدأ وتهرب من كل تلك الفوضى، على جانب أخر طرقت فرح باب غرفتها ودخلت مبتسمة وهي تقول:
-جدو عايزك يا ويسو
وقفت وسام أمامها تنظر للفراغ بوجه متجهم كانت تقبض على علبة الدواء بإحدى يديها، ارتخت قبضة يديها ووقعت العلبه أرضًا قبل أن تغلق عينيها وتقع هي الأخرى.......من أصعب المشاهد في الرواية من
#رواية_وسام_الفؤاد
#كتابات_آيه_السيد_Aish_Elsayed
YOU ARE READING
رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر
Romanceحين دق الفرح بابي، أقبلت إليه مُرحبة، وفتحتُ قلبي زاعمة أن السعادة دائمة، وسأكون دومًا ناعمة. زالت سعادة خافقي، فدعوت الله خالقي ومن لي سواه مالكي، لينجيني من المهالكِ، فأنار بصيرتي، وأزال غمتي، وجعلك غنيمتي....