الحلقة العاشرة

3.5K 124 12
                                    

الحلقة العاشرة
#رواية_وسام_الفؤاد
بقلم: ايه السيد
صلوا على النبي🌷🌹
نبدأ👇👇😍
جلس آصف على إحدى الطاولات ظلت جملة والدة هبه "روحي يا هبه إلهي ما توعي ترجعي" تتردد في أذنه فدعاء الأم مُستجاب لا يدري لم يفكر بتشاؤم لكن هناك قبضة تحتل قلبه يشعر بأن هناك حدثًا سيئًا سيحدث لها، تنفس بعمق وقال: يارب لطفك
لم يمر دقيقة وسمع صرخات هبه فانتفض وركض نحوها مسرعًا، كانت لحظات قبل أن يصل إليها مرت عليه كسنوات رسم بها عقله أبشع المشاهد، سرعان ما وقف أمامها يلهث تسارعت دقات قلبه وهو ينظر نحو تلك الجالسه على المقعد وتغلق جفونها بألم صارخةً كسيدة انتابتها آلام المخاض، تفرد ساقها اليمنى وتصرخ متأوهه ويلتف حولها مجموعة من السيدات يحاولن تفقد ما يجري معها! وتقف چورين جوارها باكية، وقف للحظات مذهولًا ثم سأل:
-فيه ايه؟!
تأوهت بصراخ زلزل المكان وزعزع قلبه وهي تقول:
-رجلي!
سألها آصف بلهفة:
-إنتِ وقعتِ عليها!
هزت رأسها بعنف نافية وصرخت مجددًا من شدة الألم، فهتف أحد العمال:
-نطلب الإسعاف يا أستاذ آصف؟
هز آصف رأسه نافيًا وقال:
-لا إسعاف إيه! لو سمحت وقف تاكسي بسرعه
وقف أحد الزبائن قائلًا:
-أنا معايا عربيه ممكن أوصلكم للمستشفى
اوكأ آصف رأسه موافقًا ونظر للسيدات قائلًا بأمر:
-لو سمحتوا اسندوها بعد إذنكم
حاولن إسنادها لتقف لكنها صرخت قائله:
-لأ مش هعرف أقوم... مش هعرف أتحرك
انحنى آصف لمستواها وقال برجاء:
-معلش حاولي تقومي معاهم عشان نروح المستشفى!
نظرت له وحاولت النهوض لكن كلما حاولت الوقوف ازداد ألمها وصراخها، لا تستطيع تحمل ذلك الألم العجيب الذي أصاب ساقها ولاول مره بحياتها تشعر بمثله، وقف لحظات لا يفكر بشيء سوى دعاء والدتها الذي يتردد في أذنه، هز رأسه وزفر بقوة محاولًا طرد تلك الأفكار من رأسه، طالعها بقلق وهي لا تستطيع النهوض ولم يلبث هكذا كثيرًا وقال:
-طيب وسعولي كده بعد إذنكم! 
تنفس بعمق ثم انحنى ليحملها بين ذراعيه، متجاهلًا صراخها وتوسلاتها بأن يتركها لأنها تتألم، لا يدري ما هذه الخفقه التي أصابت قلبه، وما حقيقة هذا الشعور الذي أصابه، وهرول بخطوات أشبه بالركض للسيارة وفي كل خطوة يخطوها يتذكر زوجته الراحلة وهو يركض بها للمشفى، كان يركض بها وهو بعالم أخر تسللت دمعة من عينيه وهو يتذكر وجه زوجته الشاحب وهو يركض بها للمشفى، نظر لهبه قائلًا بشرود:
-متخافيش يا آمنه
انتبه لما نطقه فمه فنظر لوجه هبه ليعود للواقع هي ليست آمنه ليست زوجته! انتبه على صوت ابنته التي تقول بصراخ وبكاء طفولي:
-لأ يا ماما متروحيش عند ربنا دلوقتي... لا يا ربنا سيبهالي... سيبهالي يا ربنا
تلك الكلمات كان كفيلة ليُسرع آصف بالركض للسيارة، لم تنتبه هبه لكلمات چوري، ولا لآصف الذي يركض بها بل أنها لا تشعر بأي شيء سوى الألم، ولا تسمع أي صوت سوى كلمات والدتها "روحي يا هبه إلهي ما توعي ترجعي" حتى ظنت أنها نهايتها وهي الآن في سكرات الموت! أجلسها آصف بالسيارة وركب جوارها مع ابنته، نظرت چورى لهبه بأعين باكية وقالت برجاء:
-متسيبنيس يا ماما
نظرت هبه نحوها وصرخت فنظر لها آصف قائلًا بلهفه:
-استحملي شويه هانت وهنوصل المستشفى!
استغفروا 🌹🌹
__________________________
"قل لي لماذا حملتني إلى غرفتي القديمة التي خيم عليها الديچور وملئتها خيوط العناكب بل وتناثرت ذرات التراب بأرجائها حتى كادت تخنقني! كيف رحلت دون أن ترى كمدي وألمي بل وصفعت بابها خلفك بلا اهتمام أو التفات!"
آيه شاكر

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now