الحلقة العشرون

3.7K 138 23
                                    

الحلقه العشرون
اسْتَقبِلُوا أقداركُم بِنفسٍ راضية فالله يعلمُ وأنتُم لا تعلمون .
صلوا على خير الأنام♥️
✨✨✨✨✨✨✨

"سديل! فين نقابك؟"
بدلت سديل نظرها بين أحمد ومريم وبين ما وقع من يدها للتو، ولم تحرك ساكنًا وكأن قدميها ثُبتت بالأرض فلم تفر من أمامه ولم تعد تتحكم في أوصالها فلم ترفع يدها لتخفي وجهها كرد فعل طبيعي ومتوقع، لكنها ظلت واقفه تُحدق به بصدمه وهو يحدق بها بشدوه، لكزت مريم أحمد بذراعه وقالت بضجر:
-إنت بتبص فين إنت كمان!
تسارعت أنفاس سديل وأخذت تبرر وتشرح ما حدث، أشارت لرأسها ثم قالت بصوت مرتعش:
-أصل أنا كنت مصدعه و... وخلعت النقاب ودورت عليه ملقتهوش... طنط قالتلي محدش فوق و...!!
تلعثمت وأطرقت رأسها لأسفل واخذت تفرك يدها بارتباك، فابتسم أحمد وهو يتأملها وقال هامسًا لمريم:
-بسكوته أوي... هو فيه كده؟
لكزته مريم بقـ. وة في صدره فتأوه ونظر لها بنزق، فحذرته بعينها ليتوقف عن التحديق بالفتاة، زمت شفتيها وقالت له بتبرم:
-اتلم وامشي..
ألقى أحمد نظرة أخرى لسديل وابتسم ثم نزل الدرج دون أن يعقب، قالت مريم:
-تعالي يا سديل... دا أحمد أخويا
برقت عيني سديل بالدموع فأخفضتها وانحنت تلملم ما وقع منها أرضًا بيدها المرتجفة، وهي تقول بخفوت:
-أنا هلم الحاجات إلي على الأرض وهمشي عشان أروح أصلي التراويح في المسجد
-طيب تعالي بس اهدي وبعدين...
قاطعتها سديل بهدوء يناقض داخلها:
-لأ عشان ألحق الصلاة
ظلت مريم تتابع حركتها المتوتره إلى أن نهضت وقالت بإعتذار:
-مكنش ينفع أطلع من غير نقابي... أنا آسفه على الموقف ده
-دا انا إلي بعتذرلك على الموقف المحرج ده
-أنا إلي غلطانه
قالت تلك الجملة ونزلت الدرج بأعين دامعة، دخلت شقتها ووقفت أمام المرآة لكنها لم ترَ انعكاس صورتها بل رأت صورته وحالته وهو يُطالع ملامح وجهها بتفحص ويُحدق بتفاصيل وجهها، أغلقت عينيها وهزت رأسها بعنـ ف  تريد طرد صورته من عقلها، جففت دموعها في سرعة ثم ارتدت نقابها وخرجت لتؤدي الصلاه في المسجد علها تنسى ذاك الموقف للابد! لا تعلم بأنه قد بدأ ابتلائها وعذاب قلبها...
************
على جانب أخر
أقبل أحمد نحوهم بحالة غير التي كان عليها قبل أن يغادرهم، كان شاردًا ينظر إليهم ولا يرى إلا ملامحها ولا يدوي في أذنه غير كلماتها المرتعشة وصوتها الناعم الهادئ.
هو الذي لم يفتح قلبه لأي فتاة غير بطلات الروايات الذين لا حصر لهن، أليس هو من يكره النقاب والمنتقبات؟! لمَ يشعر بأنه يريد أن يخبئها عن الأعين، يتمنى لو لم يرى ذاك الجمال والنعومة سواه..
"يلا يا أحمد عشان نلحق الصلاة"
قالها محمود وهو يحثه على إسراع الخطى، أومأ أحمد رأسه وأقبل نحوهم بخطى واسعة وهو يحاول.طرد تلك الفاتنة من رأسه...
_______________________
وبعد الإنتهاء من الصلاة خرجت فرح من المسجد وجلست على الدرج لتربط حذائها، فقد لحقت بالفتيات لأداء صلاة التراويح التي لم تخلو من تحديق النساء لهن وسؤالهن عن هويتهن وحالتهن الإجتماعية "هل هن متزوجات أم ماذا؟"
تحدثت وسام بنزق وهي تنظر لفرح:
-خلصي يختي هتقعدي تربطي في الكوتشي طول الليل؟
نهضت فرح وبدلت نظرها بينهن وهي تتنهد قائلة بابتسامة عريضة:
-خلصت
وأثناء الطريق قالت سديل بإعجاب:
-الشيخ إلي صلى الشفع والوتر ده صوته فظيع 
رحيل بتأكيد:
-صوته روعه حسسني إني في الحرم
وقفت فرح أمامهن وقالت بابتسامة:
-إيه رأيكم نشتري شيبسي ونروح نشوف هنتابع مسلسل ايه السنه دي وناكله واحنا بنتفرج؟
سديل بنزق:
-مسلسل ايه يا جماعه! رمضان مش للمسلسلات رمضان شهر عبادة وطاعه... والله أنا كسديل بحب المسلسلات والروايات وربنا يتوب عليا منهم بس في رمضان بقاطع كل حاجه عشان أتفرغ للعباده وللقرآن
وسام بابتسامة:
-إنتِ عسل يا سديل... خلاص يا ستي مش هنسمع مسلسلات بس نشتري شيبسي ونقعد مع بعض نرغي شويه؟
رحيل: أنا معاكم وأكيد سديل موافقه
سديل بابتسامه: أكيد موافقه طلما هتجيبولي شيبسي...

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now