الحلقة التاسعة والعشرون قبل الأخيرة

3.4K 137 30
                                    

الحلقة التاسعة والعشرون قبل الأخيرة

العجيب في أمر الظالم أنه يجد لنفسه ألف مبرر للظلم، ويُشعر نفسه أنه الملاك الوحيد الذي يمشى على هذه البسيطة، ويتفوّه بكلمات الحق والعدل كل وقت وحين، على الرغم من أن الكلمات لو نطقت لقالت له: والله إنك لكاذب..
لقائله
صلوا على خير الأنام ♥️
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
#رواية_وسام_الفؤاد

"حاجه لله يا أبله... حاجه لله"
كان صوت السيده خشنًا بعض الشيء مما ضغط زر الريب بداخلهن، نظرن لبعضهن لوهلة، عادت هبه للخلف فقد أصيبت بفوبيا من المنتقبات، وبينما تبحث سديل في حقيبتها عن أموال لتعطيها إليها، جحظت عيني رحيل حين لاحظت ذلك الخنجـ.ر الذي تواريه السيدة وإن كانت سيدة من الأساس! وعلى الفور قبل أن تمد السيدة يدها ركلـ.تها رحيل بمنتصف بطنها فسقط الخنـ.جر أرضًا انحنت السيدة وأخذته مرة أخرى، فركلتها رحيل بمنتصف ظهرها فانكبت على وجهها، نهضت السيدة في سرعة وحاولت ضـ.رب رحيل فتفادت رحيل ضـ.رباتها ولكلمتها عدة مرات بوجهها، وفي أخر مرة لوت ذراع السيدة خلف ظهرها وركلتها مرة أخرى بباطن رجلها فجثت السيدة على ركبتيها، كانتا سديل وهبه يشاهدان ما يحدث وتنطلق منهما شهقات وصرخات أثر ما يجري.
ووصل محمود إلى المكان ليشاهد أخر لقطة لرحيل وركض نحوهن بلهفة، انحنت رحيل مع هبه وسديل يمسكن بها وهي تحاول التملص من قبضتهن، وسحبت هبه الغطاء عن وجهها، فظهر وجه رجل ذا لحية وشارب، اتسعت حدقتي هبه وخرجت الكلمات مرتعشة من حلقها الجاف وهي تشير نحوه قائلة:
"هو ده... هو إلي اتهـ.جم عليا قبل كده يا محمود"
انحنى محمود وجذب الرجل بعـ.ف لينهض واقفًا، في هذه اللحظة تكبكب الناس وأمسكوا به وهاتف محمود  الشرطة.
ظل محمود يُطالعه بنظراتٍ حادة يتذكر ما فعله في السابق وما كاد أن يفعله اليوم، دنا منه وأمسكه من تلابيبه ناظرًا لبؤبؤ عينيه وهدر به:
-بتتهـ.جم على ستات وعاملي فيها دكر!
ابتعد محمود واستدار للإتجاه الأخر لبرهة ثم عاد ينظر إليه صائحًا:
- وديني وما أعبد لأوريك وأعرفك ازاي تعمل كده!
وقفت رحيل جوار هبه تربت على ظهرها وتطمئنها، كان الرجل أشبه بثور هائج يصرخ ويتلوى ليتملص من قبضة الناس صارخًا:
-دي قتـ.لت إبني واحنا صعايده مبنسيبش طارنا...
دنا منه محمود مجددًا وقال بنبرة حادة:
-فيه حاجه اسمها قانون احنا مش في غابه يا بني أدم!
أطرق الرجل رأسه أرضًا وقال بنبرة حزينة:
-ابني الي مكنش حيلتي غيره مـ.ات بسببها... هي إلي كتبتله حقنه غلط ومـ.ات منها
قال جملته الأخيرة وهو يرمقها بنظرات حادة وما أن التقت عيناه بعين محمود الغاضبة عاود طأطأة رأسه مجددًا.

دقائق مرت في شد وجذب بينهما حتى وصلت الشرطة واعتقلوا الرجل، دنا محمود من أخته ليطمئن عليها وأمرها أن تركب سيارته مع سديل، نظر لرحيل مبتسمًا ومال ناحية أذنها قائلًا:
-عاش يا بطل تستحقي تكوني زوجة ظابط
تحاشت رحيل النظر إليه وحاولت اخفاء ابتسامتها لكنها خانتها ولاحت على شفتيها، تلعثمت فلم تعرف بمَ تُعقب! قالت:
-مـ... ماشي... الله يعزك
ضحك بخفوت وظل أثر الضحكة على شفتيه المنفرجة وهو يقبض على يدها ثم يسحبها نحو سيارته قائلًا بمرح: 
-معلش بقا مكتوبلك تروحي القسم في ليلة العيد يا حياتي... هنخلص شويه حاجات وبعدين هوصلكم للبيت
أومأت رأسها ونظرت ليده التي تضم كفها الصغير وكأنه يخبرها أنه أمانها بل كأنه يحتويها بكل همومها،كانت تسير جواره كطفلةٍ مطيعة، أخذت ترمقه بنظرة جانبية مع ابتسامة زاهية، ثم رفعت رأسها في خُيلاء كأنها تتباهى به أمام الجميع، تريد أن تصيح بأعلى صوتها:" إنه خاصتي، هو زوجي ولي أنا وحدي"

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن