الحلقه الخامسة عشر

3.3K 123 6
                                    

الحلقة الخامسة عشر
#رواية_وسام_الفؤاد

"إذا حار أمرك في شيئين، ولم تدري حيث الخطأ والصواب، فخالف هواك فإنّ الهوى يقود النفس إلى ما يعاب"

الشافعي

✨✨✨✨✨✨✨✨
ماذا قال صاحب الحوت؟
★★★★★
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين♥️
اللهم فرج كربنا يارب
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

حاولت كبح ضحكاتها لكن تسلل منها ضحكة فسمعها وركض لباب المطبخ اتسعت حدقتيه بصدمه عندما وجدها واقفه تضغط شفتيها معًا، جحظت عيناها عندما رأته أمامها أخفضت هاتفها وهي تنظر به لتتأكد من حفظ الفديو وهي بقمة ارتباكها، ليزداد الأمر سوءًا عندما تضغط تشغيل الفيديو بالخطأ ويصدر الهاتف صوت آصف:
"يا حلو صبح يا حلو طل...."
لاح على ثغرها شبح ابتسامة أزعجته، زم شفتيه يرمقها بنظرات تشع إحمرارًا من شدة الغضب، بللت شفتيها بارتباك متلعثمة وبنبرة مرتعشة:
-دا.... دا... دا... دا بالغلط والله
مد يده قائلًا بابتسامة جليدية:
-وريني كده إلي بالغلط ده!
هزت رأسها نافية ويعلو ملامحها الهلع، أخفت الهاتف خلف ظهرها، فضغط على أسنانه مردفًا بنبرة مرتفعة أخافتها:
-قولت وريني كده
ابتلعت ريقها بتوتر، التفتت يمنة ويسرة تبحث عن منفذ لتفر إليه فلو وقفت لدقيقة أخرى سيحـ رقها بلهيب نظراته قبل أن يبدي أي رد فعل، لم تجد غير المرحاض، هرولت لتختبئ بداخله وأوصدت بابه بالمفتاح ثم تنفست بارتياح، أما هو فحاول الوصول إليها ولم يستطع، طرق باب المرحاض بخفوت كي لا يوقظ طفلته، وقال بنبرة جاهد لتخرج هادئه:
-افتحي يا هبه!
وضعت أذنها على الباب قائله بخوف:
-أنا همسحه خلاص والله
ضغط على أسنانه قائلًا بنبرة حادة:
-قولت افتحي
-مش هفتح يا أحمر دا إنت اسم على مُسمى والله عينك تخوف
عقب بنفاذ صبر:
-ماشي يا هبه وأنا قاعدلك قدام الباب ومش رايح الشغل النهارده
-اعقل يابن الناس متوقفش حالك عشان واحده زيي
تنهد بقـ.وه وقال بهدوء:
-طيب افتحي واطلعي نتفاهم
ابتعدت عن الباب قليلًا وقالت وهي تهز رأسها برفض:
-لأ مش هفتح
ران الصمت على المكان فوضعت أذنها على الباب وهي تقول بترقب:
-إنت روحت فين؟!
لم تسمع صوته فأردفت بصوت مرتعش:
-يا ريد... يا أحمر.... أستاذ آصف... يالهووووي
وضعت يدها على فمها بدهشة وابتعدت عن الباب، حين سمعت لفات المفتاح ثم انفتاح الباب، ركضت لتقف بحوض الإستحمام "البانيو" فغرت فاها وهي تنظهر لجسده الطويل الذي سد فتحة الباب، والعملاق بالنسبة لها، ازدردت ريقها بتوتر وهي تنظر لعيناه المليئة بالشرر، يرفع إحدى حاجبيها وعلى ثغره ابتسامة لا تعلم هل هي زهو أم سخريه، ابتلعت العلقم الذي ملأ جوفها وتلعثمت قائلة بابتسامة باهته وهي تومئ رأسها لأسفل:
-م... هـ... هنتكلم بهدوء... البنت نايمه صح؟ مش إنت برده هتتكلم معايا بهدوء!
دخل للمرحاض وأوصد الباب مرة أخرى بالمفتاح ثم وضعه بجيب بنطاله، فهتفت بصوت متقطع:
-إنت... إنت... ناوي ... تعمل إيه؟
تفصد جبينها بالعرق، كانت على مشارف أن ينخفض مستوى السكر بدمها ويبدأ جسدها بالإرتعاش من شدة خوفها من نظراته، ازدردت ريقها بتوتر، فمد يده قائلًا بأمر:
-هاتي موبايلك
لوت شفتيها لأسفل كطفل يوشك على البكاء وقالت:
-ب... بس إوعدني متتعصبش... أ... أنا كنت بالغلط يعني... بهزر و...
رفعت سبابتها لتقول ببكاء زائف:
-إحنا لو مش في الحمام كنت حلفتلك
-هاتي الموبايل
كان يضغط على الكلمات فلم تفكر ونزلت عن الحوض لتعطيه الهاتف وهي تنظر نحوه بأعين متسعة ومترقبه لرد فعله، سألها بهدوء محدقًا بشاشته:
-الباسورد إيه "كلمة السر"
أعطته كلمة السر، أما هو فكان يحاول إخفاء الإبتسامة التي أصرت على الانبثاق على شفتيه، أيرعبها لتلك الدرجه، لم يعلم مسبقًا أنها جبانه! كبح ضحكاته خصوصًا عند رؤيته للفديو، أغلق الهاتف ووضعه بجيبه ثم فتح باب الحمام وخرج تاركًا إياها تقف بصدمه، وعند اختفاءه من أمامها تنفست الصعداء وابتسمت بهدوء فقد زال البأس، وحين تذكرت هاتفها تجهم وجهها وحركت عينيها يمينًا ويسارًا وهي تقول بدهشه:
-الموبايل!
لطمت فمها بكف يدها وقالت بصدمه:
-يا وجعه مربربه دا خد الموبايل والباسورد!
عندما لاحظت رجفة جسدها علمت أن معدل السكر انخفض بد**مها، حسنًا ستتفاوض معه في وقت لاحق ريثما تهدأ وترتاح فأين سيذهب هاتفها؟ لا بأس ليبقى معه الآن! هرولت للمطبخ لتتناول أي طعام، فقاكعها صوته الهادئ:
-برتقالي... أنا هصحي جوري وهاخدها الحضانه وهجيبها وأنا جاي
التفتت تنظر إليه بذهول ستجن بالتأكيد فهو كل دقيقة بحالة، ردت قائلة بخفوت:
-ماشي
انصرف وتركها تأكل، كان مبتسمًا يشفق عليها من عملها الليلي يريدها أن تنعم بهدنة لترتاح وتنام لذا قال ما قاله! يمتلك قلبًا له قدرة هائلة في التقلب كل لحظة والأخرى، قلبٌ لا يعلم مراده!
سبحان الله وبحمده🫶🌷
________________________
دقت السابعة صباحًا
غفت عينيها وسندت راسها على كتف أختها الصغيرة بالعمر والكبيرة بالعقل والقلب، كانت سديل تحاوط كتفي أختها بذراعها، وتغطي وجهها بطبقة خمارها الأسود الرقيقه، ترمقها بحنان ممزوجًا بالإشفاق، لطلما جاهدت رحيل في توفير إحتياجات أختها المادية والمعنوية متجاهلة احتياجاتها هي! زفرت الهواء المحمل بالألم من فمها وهي تردد بهمس:
-اللهم إني أعوذ بك من تحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك..
أغلقت جفونها بألم هامسة:
-كن معنا يارب... يارب إن كان هذا بسبب ذنب اقترفناه عن جهل فاغفر لنا وارحمنا، وإن كان ابتلاء فنسألك اللطف فيه
فتحت عينها وشعرت بفيضان دموعها التي تتساقط على نقابها بغزارة، أغلقت جفونها مجددًا تريد أن تحجب خروج المزيد من العبرات التي أغرقت نقابها الأسود، ابتلعت تلك الغصه التي تتلوى داخل جوفها، نظرت أمامها للمارة من العساكر والظباط ورجال لا تعرف ما عملهم ينظرون نحوهما ويحدقون بهما، ليقاطع سيل أفكارها صوت العسكري الحاد:
-إنتوا فين أهلكم... محدش جه يضمنكوا لدلوقتي ليه؟!
تلعثمت سديل قائلة:
-أ... م... أصل معرفناش نوصل لحد
فتحت رحيل عينها بفزع أثر صوت العسكري الهادر، سحبت الغطاء عن وجهها ومسحت وجهها من أثر النعاس وهي تلتفت حولها لتدرك مكان تواجدهما! فليس مكان للنوم لا تدري كيف غفت عيناها هكذا! نهضت واقفه لتخاطب العسكري برجاء:
-والله يا باشا أنا مظلومه مسرقتش حاجه... حضرتك لو سمعت مني ها....
قاطعها قائلًا بنزق:
-أنا مليش أسمع منك أنا هدخلك للظابط دلوقتي تسمعيه إلي إنت عايزاه
انصرف وتركهما ينظران لبعضهما بأعين متسعة وقلقة دنت سديل من أختها التي يبدو عليها القلق، فإن كان عليها فلا بأس لكن أختها! مسكت رحيل يد أختها فربتت سديل على ساعديها قائلة بثقة لكن خرج صوتها متحشرج:
-متخافيش والله ربنا هيحلها
تنهدت رحيل بقـ. وة وقالت برجاء:
-يارب

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن