الحلقة السابعة عشر

3.5K 147 23
                                    

#رواية_وسام_الفؤاد

قبل البداية
"من يظن أنه يسلم من كلام الناس فهو مجنون، قالوا عن الله ثالث ثلاثة وقالوا عن محمد أنه ساحر مجنون! فما ظنك بمن هو دونهما!"
الشافعي
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
الحلقة السابعة عشر
"شايفه إلي أنا شيفاه؟! وسامعه إلي أنا سمعاه"
وضعت فرح حبة توت في فمها وقالت وهي تمضغها:
- إحنا في مأزق يا رحيل هيقولوا علينا إيه! قرود على رأي وسام؟!
قطبت رحيل حاجبيها وقالت بتبرم:
-و... وال... والظابط ده إيه إلي جابه دلوقتي هو كمان؟
غمزت لها فرح قائلة بابتسامة:
-ايه ده... ايه ده... إيه ده! هو فيه كميا ولا إيه؟
علقت رحيل متعجبه:
-كيما! إيه كميا دي؟
غمزت فرح ولكزتها من ذراعها بخفة وهزت أكتافها  قائلة:
-كيما يعني استلطاف اعجاب والذي منه
زمت رحيل شفتيها وقالت بضجر:
-اتلمي يا فرح بدل ما أحدفك من على الشجره دي وأخلص.... دا إنتِ باردة ومستفزه كمان
ضحكت فرح بسخرية وهي تقول:
-دا أنا خبره وبفهمها وهي طايره
رمقتها رحيل بسخط قائلة بحنق:
-بارده ومستفزه... بجد الله يكون في عونه والله
________________________
"هتخرجي.. ولا أجي أخدك ولا إيه؟"
قالها فؤاد نازقًا فعقبت وسام بتلعثم:
-مـ... مش خارجه إلا لما تمشي الكلاب دول
نظر للشباب وزم شفتيه ثم سألهم:
-هو إنتوا عملتوا فيها حاجه ولا إيه؟
كبح يوسف ضحكاته وانحنى للأرض ليأخذ عدة حصوات ويطرد الكلاب وهو يقول:
-أنا أول مره أعرف إن إنت دماغك تخين يا فؤش
أومأ فؤاد رأسه مبتسمًا ثم انفـ جرت ضاحكًا وكأنه استدرك ما يجري نظر إليها مجددًا وقال:
-اخرجوا بقا الكلاب مشيت خلاص
تشبثت سديل بذراع وسام وقالت ببكاء مصطنع:
-أنا عايزه أعيط والله... مكسوفه قوي!
عقبت وسام بنبرة مرتعشة:
-حالي مش أقل منك والله.. 
وقف فؤاد على حافة الترعة وقال:
-إيه هتخرجوا ولا حابين المايه!
مدت وسام يدها وقالت:
- خد بإيدي
جذبها من يدها لخارج الترعة وتبعتها سديل ثم وقفتا تعصران ذيل ملابسهما باحراج شديد، تفقد يوسف المياه وظل يلتفت حوله متسائلًا:
-اومال فين فرح؟
أشارت وسام بيدها لمكان الشجره وهي تقول:
-فرح فوق
قطب فؤاد حاجبيه يسألها مستفهمًا:
-يعني إيه فرح فوق؟
**********
كانت فرح تستمع للحوار الذي يدور بينهم بانصات نظرت لرحيل قائله:
-خلاص ما باليد حيله 
لا مناص فسيعرف بمكانها لا محاله، تنحنحت لتجلي حنجرتها وصاحت:
-أنا هنا يا يوسف أنا هنا 
وقف يلتفت حوله ينظر أعلى وأسفل فصاحت بتلعثم:
-بتدور فين أنا فوق الشجرة

رفع رأسه لأعلى وفتح فمه بدهشه دون أن ينبس بكلمه، غض الشباب بصرهم يكبح ن ضحكاتهم، وتدرحرجت فرح بين الأغصان ثم نزلت عن الشجره تقبض بكلتا يديها على جذعها تشبه تمامًا قرد لكن حجمه أكبر قليلًا، نظر يوسف نحو الشباب الضاحكين وانفـ. جر ضاحكًا وهو يطالعها بذهول، ابتسمت ببرود وهي تحدق به وقالت:
-حذر فذر جبتلكم إيه؟
ضغط شفتيه معًا ووضع يده حول خصره رافعًا إحدى حاجبيه، فابتسمت وفتحت الكيس أمام عينه قائلة:
-جبتلكم توت
مسح يوسف وجهه من أثر الضحك وقال:
-حبيبتي إنتِ كل يوم بتبهريني بموهبة جديدة
ظنته يتحدث بجديه فتهلل وجهها بسعاده قائلة:
-بجد يا حبيبي!
ضحك بخفوت وهو يقول:
-أيوه والله أنا أول مره أعرف إنك بتعرفي تقلدي القرود
تجهم وجهها ورفعت شفتيها العلويه بنزق مرددة:
-قرود!!!
نظر نحو الشباب ثم لها قائلًا:
-بجد فاجئتيني وفضحتيني في نفس الوقت
زمت شفتيها متخصرة وقالت بتبرم:
-ماشي يا يوسف هي دي شكرًا دا أنا اتحديت الصعب عشان تأكلوا توت
رتب على كتفها قائلًا:
-يلا نمشي يا غلطة عمري ولينا بيت نتفاهم فيه ونشوف موض ع التوت ده
نفخت بحنق ونظرت لأعلى ثم صفقت بيدها قائلة:
-انزلي يا رحيل عشان هنمشي
رفع رأسه لأعلى وقال:
-هو لسه فيه حد فوق الشجرة!
-أيوه دور وشك عشان البنت تنزل

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now