الحلقة الأولى

15.1K 219 13
                                    

#رواية_وسام_الفؤاد
بقلمي:آيه السيد شاكر

الحلقة الأولى
متنسونيش الفوت ⭐ وكومنت برأيكم 🌷🌷

في إحدى القرى الريفية بمحافظة كفر الشيخ، وفي يوم الجمعة، يقف الناس بساحة المسجد يتلفتون يمنة ويسرة متضجرين فقد تأخر إمام المسجد...

أخذوا يتشاورون ليختاروا أي شخص ليلقي الخطبة لهذا اليوم فحملق نوح وفؤاد بيوسف الذي كان يضع كلتا يديه بجيبي بنطاله منتظرًا كالجميع، وحين انتبه لنظراتهم، قال بارتياب:
-إنتوا بتبصولي كدا ليه! يا جماعه أنا عمري ما خطبت ومش محضر ولا كلمه...

قال جملته الأخيرة رافعًا سبابته، لكن فاجأه فؤاد حين مد يده بكتاب من مكتبة المسجد وقال بابتسامة واسعة:
-خد قول أي كلمتين من هنا.

-طيب متقول إنت يا سيد الناس.
قالها  يوسف بابتسامة ساخرة، فباغته نوح الذي ربت على كتفه قائلًا:
- إنت متعود تشرح لطلبه اعتبرنا طلبه يا سيدي!

رفع فؤاد يديه حذو منكبيه ونادى في الناس:
-متقلقوش يا جماعه الخطيب موجود خلاص.

لكزه يوسف بيده وقال وهو يجز على أسنانه بغيظ:
-مين الخطيب ده؟!

حمحم نوح قائلًا:
-يلا بقا يا دكتور يوسف متخلناش نصلي ظهر.

زفر يوسف بحنق وهو يمسح على ذقنه بارتباك من تلك الورطه التي أُقحم بها رُغم إرادته، فحفزه فؤاد:
- اتفضل يا مولانا.

قالها بابتسامة وهو يُقدم يوسف للمنبر بطريقة مسرحية، فحدجه يوسف بوعيد وصعد للمنبر ترتعد فرائصه فرغم أنه يشرح للطلاب بالجامعة إلا أن هناك رهبة تتملكه وهو يصعد درجات المنبر، لمنزلة وشرف هذا المكان...
كان جبينه يتفصد عرقًا رغم برودة الجو ومن شدة التوتر ازدرد ريقه عدة مرات وأخذ يتنحنح ليُجلي حلقه الذي شعر لوهلة وكأن هناك حجرًا يسد طريق كلماته للخروج، ردد المقدمة التي يحفظها عن ظهر قلب من صغره، ثم فتح الكتاب على أول صفحة وطفق يقرأ منه دون أن ينابع لما يقول...

-لقد تحدثت معكم في السلسلة السابقه عن فضل الصلاة...

كبح نوح ضحكاته ولكز فؤاد بيده قائلًا بهمس:
-إلحق دا يوسف بيقول تحدثت معكم في السلسلة السابقة وهو أول مره يطلع المنبر أصلًا.

وضع فؤاد يده على فمه ليكبح ضحكاته حتى قرأ يوسف:
-وكما تحدثت معكم في جماد الأخر...

لم يستطع فؤاد كبح ضحكاته وانفـ ـجر ضاحكًا وهو يقول بهمس:
-جماد الأخر! دا اول مره يطل عليهم أصلًا...

لكزه نوح بيده قائلًا وهو يصك أسنانه:
-اسكت يا عم إحنا في المسجد.

انتهت الخطبه وخرجوا من صلاة الجمعة، سار يوسف جوارهما يرمقهما بغيظ، قال بتهكم:
- شوفتوا إلي حصلي منك لله إنت وهو!

هتف نوح بهدوء على عكس ما بداخله:
-ايه بس يا شيخ يوسف ما الخطبه كانت ماشيه زي الفل.

أشاح يوسف بيده في ضجر فقال فؤاد من بين ضحكاته:
-هي بس بتاعت جماد الأخر دي والسلسلة السابقة إنما الباقي كان تمام.

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now