تكملة الحلقه السادسة والعشرون

3.2K 132 20
                                    

تكملة الحلقة السادسة والعشرين

اللّهمَ لك عِبادٌ ينتظرونَ فَرَجاً فَـ بَشِّرهُم ، وعبادٌ يسألونَ شِفاءً فَـ عافِهِم ، وعبادٌ يرجونَ رحمَتَك فَـ ارحمهُم ، اللّهمَ حقِّق أمانينا واصلِح أمورَنا ..  ومَن انتهَى فَليُحَوقِل♥️

#رواية_وسام_الفؤاد

"أنا أحمد يا سديل وجايلك دلوقتي عشان نشوف موضوع أسر وجاسر دول وكمان عشان أخليكِ تعيدي تفكير في موضوع الجواز"
اتسعت حدقتيها وخرجت شهقة قـ وية من حلقها حاولت كتمها بوضع راحة يدها على فمها، ظلت هكذا للحظة تنظر للهاتف ثم الفراغ ثم للهاتف ثم الفراغ، سحقًا فماذا كتبت له جاسر وآسر!! كم هي حمقاء ومندفعة لأبعد حد، هكذا عنـ فت نفسها، أخذت تقرأ المحادثة للمرة الثانية وما أن تداركت طبيعة الوضع سالت دموعها بسعادة وأصبحت تبكي وهي مبتسمة، وكأنه رأها فأرسل لها:
"من غير دموع قومي صلي استخاره مش عاوزين نضيع وقت"
لا تعرف بمَ ترد فلم تعقب على رسالته، تركت هاتفها فلم تعد تشعر بأوصالها، احتقن وجهها بالد**ماء وشعرت بسخونة تخرج من أذنها فباتت ككتلة ملتهبة حمراء ابتسمت وهي تنظر لأعلى وتردد: "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك"
انتبهت أثر صدوع جرس الباب وعندما سألت عن هوية الطارق سمعت صوت طفل صغير ففتحت على الفور قال الطفل:
-جدو بيقولك تعالي تحت شويه
-حاضر يا حبيبي جايه حالًا
قلبت بصرها في حيرة بالطبع يريدها لتجلس مع جاسر!! كيف وهي لم تخبر أختها به حتى الآن تنهدت بعمق تحاول تهدئة داخلها وقالت بخفوت: يارب يا أحمد تيجي بسرعه
********
استغفر الله وأتوب إليه 🌹
ابتسم أحمد وترك هاتفه وهو يتخيل هيئتها الأن هل ستبكي فرحًا؟ أم ستنهض واقفة وتقفز متهللة بسعادة! تمنى لو كان أمامها ليرى رد فعلها بنفسه، تنفس بعمق ونظر لإنعكاس صورته بالمرآة في رضًا وهو يرتدي قميصه الأبيض وبنطاله الأزرق، خرج من غرفته فوجد والدته تجلس مقابل أبيه ويتجلى الإمتعاض على صفحة وجهها فعلى ما يبدو أن أبيه يحاول إقناعها..
"ما إنت مكنتيش موافقه على آصف وبعدين لما عرفتيه حبيتيه"
قالها والده بنبرة هادئة وهو يمسك يد زوجته المتبرمة فقالت بضيق:
" إيه علاقة آصف دلوقتي! أحمد لسه صغير على الجواز أنا مش عارفه إنت إزاي موافق!!!"
تدخل أحمد في الحوار وانحنى أمام والدته قائلًا بمرح:
"إيه يا أم أحمد مش عايزه تفرحي بيا ولا إيه ولا إنتِ عاوزاني أستنى لما يبقا عندي ٣٠ سنه زي ابنك المعقد ده"
والدته: "على الأقل يا أحمد لما تخلص كليه ويبقا لك مصدر دخل"
قبل أحمد يد والدته وقال بابتسامة:
-"من الناحيه دي اطمني عشان ابنك بفضل الله ختم القرآن وخد الإيجازه وهشتغل في دار تحفيظ القرآن من العصر للمغرب... ومن الصبح للعصر هفتح المحل إلي تحت البيت ورشة ألمونتال إنتِ ناسيه إن ابنك صنايعي قديم ولا ايه!"
قال جملته الأخيرة ضاحكًا يطالعها برجاء محاولًا استجلاب رضاها، أما هي فتحب أولادها الرجال وتدللهم خلاف هبه التي تعاملها ببعض الحدة، حدقت به لبرهة تفكر بكلامه وأحذت قرارها ستتركه يفعل ما يشاء، يخوض التجربة يخطئ ويتعلم والحمد لله قد أُحل الطلاق فإذا لم يتفاهم معها سيتركها وحينها ستزوجه كيفما تشاء، والحق يقال فالفتاة جميلة لتتركه يتسلى هكذا أقنعت حالها فانفرجت شفتاها ببسمة واسعة وقالت:
-ماشي يا أحمد اعمل إلي إنت عايزه
نهض أحمد واقفًا وأخذ نفسًا عميقًا زافره بارتياح وكذالك والده الذي أسند ظهره للخلف متنفسًا بارتياح، فقال أحمد:
"طيب ملبستوش ليه هو أنا هروح لوحدي؟!"
حمل والده ريمود التلفاز ليفتحه وهو يقول:
-أيوه روح لوحدك المره وأخوك معاك والمره الجايه نبقا نروح معاك
ابتسم أحمد وانحنى ليقبل يد والدته مرة أخرى ثم يد والده ووقف أمامهما قائلًا بابتسامة:
-ادعولي بقا
عقب والده بحنو:
-ربنا يرزقك بالخير يا حبيبي
وابتسمت والدته بحب وهي تراه يخرج من البيت وتنهدت بعمق قائلة: ربنا يفرح قلبك يا أحمد إنت وأخوك مش مهم عندي أي حاجه غير سعادتهم
غمز الوالد لها وقال مداعبًا:
-أحبك وإنتِ عاقله كده يا عسل
أردف وهو يبدل نظره التلفاز:
-إنما أنا عايز أعرف إيه سر التغير المفاجئ إلي أنا ملاحظه مع آصف
ابتسمت قائلة: والله يا أبو محمود إنت مش غريب هحكيلك... في يوم يا سيدي في رمضان كنت قاعده في أمان الله لقيت الباب بيخبط فتحت لقيت آصف
"فلاش باك بمعنى رجوع للماضي"
فتحت الباب وتفاجئت بآصف الذي ألقى  السلام عليها بابتسامة عذبة ودخل للبيت، كانت مندهشة من حضوره لحاله، جلست مقابله وقالت:
-كنت عايزه أقولك تشرب ايه بس احنا صايمن زي ما انت عارف
-أنا مش جاي أشرب يا أمي أنا عايز أتكلم معاكِ شويه
-أ... اتفضل
ارتكز بمرفقيه على فخذيه مائلًا بجزعه العلوي نحوها وقال:
-بصي يا أمي أنا مليش حد يعني زي ما بيقولوا مقطوع من شجره أنا أصغر إخواتي وكل واحد فيهم مسافر بلد شكل يمكن مشوفناش بعض بقالنا أكتر من عشر سنين
تنهد بأسى وأردف:
-مليش غير هبه وچوري وإنتوا عيلتي الحقيقيه حضرتك أمي وعمي في مقام أبويا ومحمود وأحمد ربنا يعلم معزتهم وهما زي أخواتي بالظبط
-ربنا يديك المحبه يا بني
-يارب... المهم أنا كنت جاي أفضفض معاكِ يا أمي
-خير هبه زعلتك في حاجه؟!
تنهد بعمق وقال بمكر:
-لا أبدًا بس لما رجعنا من عندكم قومت بالليل لقيتها بتعيط لوحدها قولت يمكن حكيتلك ولا حاجه!
تنحنحت بحرج فهي قد صفعتها كفًا فلم تشك بأنها تبكي أثر ذلك! رددت بخفوت وتوتر:
-كانت بتعيط لوحدها ليه! 
-مش عارف بقا يمكن حد ضايقها تاني وخايفه تقولي أصلها كتومه قوي
قال أخر جملة وهو يرفع حاجبيه عاقدًا جبهته بخبث ومردفًا:
-يعني لما اتهـ جم عليها ستات في الشقه وضـ ربوها رفضت تقولك أنتِ وعمي عشان متخوفكمش مع انها كانت بتمـ وت... وكمان لما اتهجـ م عليها الراجل ده في الشارع عشان يضـ ربها بالسكـ ينه برده مردتش تخوفكم!! بس اوعي تقوليلها يا أمي إن أنا قولتلك أصل تزعل مني!
أنهى كلامه وهو يُطالع صفحة وجهها ويخفي ابتسامته الماكرة، فقد أصاب هدفه ورمى سهمه بمنتصف الجبهة.
ضـ ربت صدرها وقالت بلوعة: يا حبيبتي يا بنتي! يا قلب أمك!
فحتى وإن كانت جافية تقسو عليها وتفرق في المعاملة بينها وبين أخواتها إلا أنها أمها وهي ابنتها فلذة كبدها لا تتخيل فقدانها مهما حدث حتى وإن كانت تدعو عليها فمن وراء قلبها هي دعوات يرددها لسانها فحسب! كادت أن تبكي فلو كانت علاقتها بابنتها كأي أم وابنتها كانت ستحكي لها هبه ما يؤرقها ويتعبها لكنها قاسة ولابد أن تتغير لن تظل هكذا لابد أن تعتذر لابنتها وتحاول استدراجها لتعود لأحضانها، نهضت واقفة وقالت:
-طيب هي هبه فين أنا عايزه أشوفها خدني ليها
"عودة للحاضر"
-من يومها بقا والواد ده بقا واحد من عيالي
الأب بخوف وقلق:
-بس إنتِ كده قلقتيني على البت دي
ربتت الزوجه على فخذه وقالت:
-متقلقش بنتك متجوزه راجل هو طمني وقالي أنهم عملوا بلاغ ومحمود كمان عارف بالموضوع بس انت متقولش لهبه انت كمان!
أومأ الأب برأسه محدقًا بالفراغ وقائلًا بشرود: ماشي... ماشي
سبحان الله وبحمده 🌹
__________________________
في المطعم كان يوسف يتحدث عبر هاتفه ويقف على مقربة من فرح التي تجلس مقابل فؤاد الذي يحمل چوري على فخذيه ويتحدث معها مداعبًا خدودها بأنامله، نظر فؤاد لفرح الصامته التي تعبث بالكاميرا الخاصة بها وسألها بابتسامة:
-ايه يا ست فرح لسه مفتكرتيش الراجل ده؟
رفعت فرح رأسها ترمق فؤاد سريعًا ثم التفتت جهة اليمين تُطالع يوسف لبرهة وعادت تنظر للكاميرا وهي تقول:
-والله يا فؤش لسه مش فاكره غير إنه كان دكتوري في الجامعه!
نظر فؤاد نحو يوسف وابتسم قائلًا:
-يوسف شخص محترم جدًا يا فرح راجل بجد يُعتمد عليه... اوعي تزعليه يا بت دا بقى صاحبي
قال جملته الأخيرة رافعًا سبابته بوجهها بمرح وكأنه يحذرها، فابتسمت وقالت:
-متقلقش مش هزعله...
كانت جوري تنظر نحو الكاميرا مبتسمة وقالت بطفولية:
-فرح صوريني مع خالو فؤاد
اتسعت ابتسامة فرح ورفعت الكاميرا وهي تقول:
-من عيوني يلا يا نوتيلا
قبلت چوري فؤاد من خده والتقطت فرح الصورة ثم نظرت في الكاميرا قائلة:
-حلوه قوي...
قهقهت فرح ضاحكة وأردفت:
- بس كده وسام هتغير لما تشوف الصوره دي يا فؤش
عقب فؤاد من بين ضحكاته:
-لا يا فرح دا إنتِ أختي حبيبتي استري عليا يستر عليكِ ربنا
تعالت ضحكاتهما حتى لفتت نظر يوسف، فأغلق عينيه بضجر وهو يُطالعهما فقد نشبت الغيرة بقلبه حتى كادت تأكله أكلًا، أغلق المكالمة على الفور واتجه نحوهما وهو يرمق فؤاد بنظرات ساخطة حادة حتى شعر فؤاد بما حدث فتنحنح قائلًا بخفوت:
-صلاة النبي أحسن دا هيحـ رقني بنظراته
التفتت فرح محل ما ينظر فؤاد لترى يوسف الذي جلس جوارها بوجه مكفهر ونظر لفؤاد قائلًا بنبرة حادة:
-فيه إيه يا فؤاد صوتكم عالي؟!
ابتسم فؤاد مبررًا:
-استهدى بالله دي فرح أختي الصغيرة يا عم والله
يوسف باقتضاب:
-ميصحش كده الناس خدت بالها!
نهض فؤاد واقفًا وربت على كتف يوسف قائلًا:
-عندك حق أنا آسف والله...
تلعثم فؤاد وانسحب من المكان وهو يمسك يد جوري مردفًا:
-ألـ... الجماعه وصلوا بره هروح أشوفهم يلا يا چوري
نظرت فرح ليوسف وقالت بامتعاض:
-ليه كده أحرجته!! إحنا كنا بنتكلم عادي والله
رفع يوسف احدى حاجبيه ورماها بنظرات حادة قائلًا باقتضاب:
-دا أنا حسابي معاكِ بعدين ازاي تضحكي معاه كده!
أثار غضبها كادت أن تجادل أكثر هي تدرك أنها مخطئة فقد زادت ضحكاتهما عن حدها، لكنها تريد أن تظفر عليه لا تريده أن يتحكم بها!!!
-إنت...
قطعت كلامها حين حضر لمخيلتها شبح ذكريات لهما معًا وهو يضمها وأحيانًا نازقًا منها وأخرى مبتسمًا شعرت بدوار رأسها فمالت بجزعها العلوي للإمام وعقدت ذراعها على الطاولة واضعة رأسها عليها، ربت يوسف على ظهرها وقال بقلق:
-فرح إنتِ كويسه؟!
قالت بخفوت دون أن ترفع رأسها:
-دايخه... ساعات بيجيلي دوخه كده!
حاوط ظهرها بيديه وقال بحنو:
-معلش يا حبيبتي دا أكيد من الحمل
لم تسمع سوى صدى صوته حين جذبهتها ذاكرتها لتذكر مشهد واحد لهما حين ضمت وجهه بين كفيها قائلة له:
"بحبك يا يوسف"
أغلقت جفونها حتى استقر توازنها وعادت تستند بظهرها للخلف ثم نظرت ليوسف بابتسامة وقالت بفرحة:
-يوسف أنا بدأت أفتكرك
قبض على يدها قائلًا بابتسامة: أهم حاجه الدوخه إلي عندك عملت ايه؟
-الحمد لله خفت متقلقش
ظلا يُطالعان بعضهما بابتسامة حتى قاطعها دخول البقية وإلقاء السلامات...
  _______________
وتحت المظلة بالحديقة جلست سديل مقابل الجد الذي يجلس بمجازاته من جهة اليمين جاسر ومن اليسار والدته، كانت سديل تنظر أرضًا وتفرك يدها بتوتر بالغ، بدل الجد نظره بينهم وقال:
-إلي يلاقي زوجة صالحة في الزمن ده بيمسك فيها بإيده وسنانه يا بنتي وإحنا مش هنلاقي زيك... وأنا عاوزك تقعدي مع جاسر وتتكلمي معاه شويه قبل ما تاخدي أي قرار
ابتلعت ريقها بتوتر، هي تريد الرفض لكن ما بال لسانها قد تلجم فجأة!!
تنحنح جاسر وقال برتابة:
-وياريت ترفعي النقاب دي رؤية شرعيه يا أنسة سديل يعني من حقي أشوفك
آحمق هو نقاب هل يريدها إزاحته عن وجهها؟ أثارتها كلماته فاستجمعت شتات نفسها وقالت بقـ وة:
-أنا آسفه مش هينفع... أنا اتقدملي عريس قبل حضرتك و...
قاطعتها والدته التي اتسعت حدقتيها بصدمة:
-يا حبيبتي الي اتقدملك ارفضيه هو إنتِ هتلاقي أحسن من جاسر!
عقب الجد:
-مين العريس إلي اتقدملك يا بنتي؟
كيف سترد الآن، هل تقول أحمد؟ أم تقول آسر! ران عليها الصمت تفكر وتفكر لينتشلها من أفكارها دخول أحمد وإلقاءه السلام ثم جلوسه جوارها على الأريكة تاركًا مسافة بينهما مما ضاعف ارتباكها، نظر جاسر لأحمد وقال بإعجاب:
-أنا عارفك على فكره.. إنت منشد صح؟
-صح...
مال جاسر بجزعه للأمام مرتكزًا بمرفقيه على فخذيه وتخطى جده ليُطالع والدته قائلًا:
-ماما فاكره المنشد إلي كان بيقول سبيل الدموع وإنتِ حبيتِ صوته هو ده
ابتسم أحمد وأخذ يلمس لحيته بارتباك حين ركزت عليه العيون وقالت والدة جاسر:
-ما شاء الله صوتك جميل جدًا إن شاء الله ليك مستقبل والله لو ليا بنت في سنك كنت طلبت إيدك إنت كمان
ضحك أحمد بخفوت وقال باحترام:
-شكرًا لحضرتك دا أنا يكون ليا الشرف
أخذ أحمد يبدل نظراته بينهم يحاول فهم ما يجري حتى أشار الجد نحو جاسر وقال:
-على العموم يا سديل فكري وجاسر لسه قاعد هنا يومين كمان
الآن قد فهم أحمد، جاسر إذًا!!! احتدت نظراته نحو جاسر الذي قال بابتسامة عذبة:
-فكري براحتك يا أنسه سديل أنا أصلًا مش مستعجل
تنحنح أحمد وهز عنقه متسائلًا:
-احم... نعم!... هو... عاوزينها تفكر في ايه؟
أشار الجد نحو جاسر وهو يقول:
-جاسر يا سيدي متقدم لسديل بس هي بتقول متقدملها عريس تاني!
صك أحمد أسنانه بغيظ، واومأ أحمد رأسه قائلًا بابتسامة صفراء:
- اه فعلًا سديل متقدملها عريس
ثم أشار لنفسه وقال باقتضاب: والعريس ده يبقا أنا
حدث به جاسر للحظة ثم نهض واقفًا ونظر لأحمد شزرًا وقال بملامح ممتعضة:
-مبروك ربنا يسعدكم
غادر جاسر وتبعته والدته التي ترمي أحمد بنظرات غاضبة، ووقف الجد هو الأخر وربت على كتف أحمد قائلًا بحنو:
-ربنا يسعدكم يا حبايب
ثم انصرف هو الأخر، فتنحنح أحمد ونظر لسديل قائلًا:
-واضح إنهم بقوا بيمـ وتوا فيا...
ضحك بخفوت وأردف:
-أصل يا سديل محبة الناس دي كنز لا تُقدر بثمن
حاولت كتم ضحكاتها لكنه شعر بابتسامتها، ران بينهما الصمت باتت لا تشعر بأوصالها تريد أن تنهض وتترك المكان ولكن لنقل أنها التصقت بالمقعد، حمل أحمد هاتفه طالبًا رقم أخيه الذي أخبره بأنه قادم بعد قليل، نظر أحمد لسديل المرتبكة، ثم التفت حوله فلم يجد أحد من أفراد العائلة، لا يريد أن يختلي بها لا يديد أن يغضب ربه فيكفي ما فعله، سيراعي الله فيها حتى تكون حلاله قال بمشاكسة:
-بقولك إيه قومي اعمليلي شاي أو شربات كده من ايدك على ما محمود ورحيل يجوا
نهضت واقفة دون أن تنبس ببنت شفه وسارت بحياء لتدلف للبيت ومنه إلى شقتها رفعت نقابها وحدثت نفسها قائلة بارتباك:
-طيب والله ما أنا نزلالك دلوقتي إلا لما رحيل تيجي
هاتفت رحيل وأخذت تحكي لها في عجالة ما يحدث وما حدث معها، ليأتيها صوت أختها بضيق زائف:
"ولسه فاكره تقوليلي!!! دائمًا تحبي تلعبي في الوقت البدل ضايع يا دودو"
تلعثمت سديل قائلة:
"أنا محبتش أشغلك وكنت هرفض أصلًا"
رحيل: "مش فاهمه يعني ناويه ترفضي أحمد!!"
صمتت سديل بإحراج، فأتاها صوت رحيل الضاحك:
"فهمت يعني قصدك كنتِ هترفضي جاسر وآسر بس لما أحمد اتقدم غيرتِ رأيك"
تنفست رحيل بعمق وأردفت بابتسامة: "على العموم أنا جايه دلوقتي يا عروسه"
أغلقت سديل الهاتف وألقته جانبًا وجسدها يشع بالحرارة من شدة الحياء والخجل، حملت هاتفها مجددًا لتخبر رضوى بكل شيء علها تهدأ وتستعيد رابطة جأشها.
_____________________
وفي المطعم ران عليهم الصمت تبدلت ضحكات البنات إلي توتر وارتباك بعد أن عرض عليهن محمود صورة الشاب الذي أطلق النـ ار على وسام، فقد فرغ الكاميرات بجميع المحلات المجاورة لمكان الحادث والتقط له صور عدة، وها قد تأكدوا بأن هبه هي المقصودة حين تعرفت على صورته، غهو بذاته الشخص الذي تهـ جم عليها! إنه لمجنون هل وصل الأمر بأن يفعل ذلك!! حاول محمود طمئنتها بأنه أوشك أن يصل لهذا الرجل لكنها خائفة قلقة، كانوا يتحاورون لكنها في عالم موازي تنظر لـ آصف فإذا مـ اتت الآن هل ستُحاسب على ما تفعله بزوجها حتمًا ستُحاسب، نهضت واقفة واستأذنت لتذهب للمرحاض وطلبت من وسام مرافقتها.

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz