الحلقه الرابعه عشر

3.6K 135 21
                                    

وحشتوني
#رواية_وسام_الفؤاد

الحلقة الرابعة عشر
✨✨قبل البداية✨✨
أود أن أقول:
مها اشتدت عتمة الدنيا لا تركض خلفها لتبحث عن السنا،  فجميع سُبل الدنيا معتمة وسناها سراب، جميع طرق الدنيا مخيفة ومخيمة بالضلال! اجعل هدفك الجنة وجرب أن تسلك الطريق إليها حينها سترى بريق الضوء، فجميع السبل التي تؤدي للجنة مضيئة ومبهجة مهما اشتدت صعوبتها، فإذا أردت النجاة اختر طريق الحياة...
قال أبو العتاهيه:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
✍️آيه شاكر
صلوا على خير الأنام♥️
                 ★★★★
-الحقـــــــــوني...

التفتت وسام تنظر للنار التي اقتربت من الغرفة، تذكرت الماضي، تذكرت ضحكات سالم الساخرة فبدأ لسانها يردد بانهيار:
-الحقني يا عمو... لا يا سالم متعملش فيا كده!
صرخت وصرخت فتجمع الناس أسفل الشرفه، ركضت رحيل أثر صوتها وقفت بالأسفل تنظر لوسام بخوف وترقب، رفعت يديها الإثنين وصاحت لتطمئنها:
-متخافيش يا وسام
نظرت لتجمع الناس وهدرت بهم:
-حد يلحقهــــا... انتوا بتتفرجوا!
ظلت وسام تردد بهستريه وهي تهز رأسها بالنفي:
-لا يا سالم متعملش فيا كده... لا لا
خشيت رحيل أن تدخل صديقتها لتلك الحاله مجددًا، فصاحت:
-وســـام اهدي بالله عليكِ
صاحت فرح:
-متخافيش يا وسام
هتفت خالتها:
-هاتوا مفرش ولا مرتبه عشان تنط عليها بسرعه!
ركض الناس منهم من أحضر مفرشًا ومنهم من أحضر مرتبة سرير ووضعوها أسفل الشرفه هتف رجل:
-نطي يبنتي متخافيش
ردد الجميع بنفس اللحظه:
-نطـــــــي

لم تسمعهم وسام حتى أنها لم ترهم، لم ترى سوى تلك النار التي تملأ البيت وتقبل نحو غرفتها، أما روحها فعادت للماضي، عادت لأطلال الغرفة المظلمه، عادت لأصعب لحظات مرت بها وهي تستغيث عل أحد ينجدها من ذاك الشاب المعتوه؛ الذي يستمتع ويستلذ سماع صرخاتها وتوسلاتها، هي تقف أمامهم لكنها في عالم أخر روحها ضامرة  تسمع صدى ضحكات سالم الساخرة، وتشعر بألم النار المضطرمه بجسدها الهزيل، أصبح كل مكان يؤلمها لا تشعر إلا بالألم وكأن النار تنهش بروحها! تصلب جسدها ووقفت تصرخ وتأن بألم وضعت يدها على أذنها لا تريد سماع المزيد من الضحكات، تحاول إطفاء تلك الأصوات التي تنبعث من داخل جعبتها.

-آه... آه
لم تكن تلك سوى صرختها التي هزت أرجاء المكان حتى ظن فؤاد أن النار قد أمسكتها، فكان يحاول إخماد النار مع باقي الرجال بأكثر من طفاية للحـ ريق فلم تصل المطافي.

وبعد دقائق من سماع صراخها وأنينها وصل فؤاد إليها، رأها تسند ظهرها للجدار وتغلق جفونها صارخة بألم وكأن النار تمسكها، اقترب منها على الفور وقال لاهثًا:
-وسام.... فتحي عينك خلاص النار طفت متخافيش
لم تفتح جفونها، تصلب جسدها أكثر وصرخت بألم:
-جســـمي... آه
ضم وجهها بين راحتيه وقال بحنو:
-مفيش حاجه يا بابا.... فتحي عينك
-آه.... جسمي بيوجعني همـ ـوت
أخذ يلمس جسدها؛ ذراعيها، وكتفيها، وظهرها وجانبيها وهو يقول مطمئنًا:
-ماله جسمك والله ما فيه حاجه
لم تستجب وتصلب جسدها أكثر، وصرخت:
-آه... جسمي
هزها بعـ..*.ـف لتفتح عينها لكنها في عالم أخر، ولا تشعر سوى بألم جسدها، لا تسمع صوته ولا تشعر سوى باحتراق جسدها، ظل يحاول معها لكن بلا فائدة يزداد صراخها فحسب، حملها بين يديها وركض للأسفل وهي على حالتها تأن وتصرخ قائله:
-جسمي بيوجعني... آه... سالم حرقني
كان يسمع صراخها وتكرارها لجملة "سالم حرقني"، وهنا انكشف الستار وأخيرًا اكتشف ما تواريه بقلبها، كان يركض بها وينظر لوجهها وعقله يتخيل كيف! كيف فعلها ذاك اللعين! كانت كل صرخة منها بمثابة لطمة لقلبه، كل أنين تنطق به يُرجف قلبه ويهلك مشاعره، ركض بها لسيارته فمن الواضح أنها على مشارف الإنهـ يار التام، نظر لوالدته وأخته وقال:
-يلا بسرعه هنروح البيت
ركبت فرح ووالدته بجوار وسام بالمقعد الخلفي وركبت مريم جوار فؤاد بالمقعد الأمامي، قاد سيارته بسرعه، فبيتهم بنفس القرية لكن يبعد مسافة عن بيت عمه...
صاحت وسام بصوت مبحوح من الصراخ قليلة بألم:
-النــــار مسكت ذراعي.... ذراعي... آه
التفت لها وهو يقول:
-مفيش نار يا وسام.... فوقي بقا مفيش نار
كان على وشك الاصطدام بعمود كهربائي فصاحت والدته:
-بص قدامك يا فؤاد!
ظلت وسام تأن وتبكي فصاحت فرح:
-افتحي عينك يا حبيبتي مفيش حاجه والله
بدأت فرح تردد آيات من القرآن في أذنها لتهدأ، ولكنها على حالتها تأن وتبكي...
سبحان الله وبحمده🌹♥️
______________________________
نظرت هبه حولها لمنظر الشقة بعد الحـ* ـريق، كانت الغرف بحالة جيده أما الصالة وأثاثها فألتهمتهم النار، وقفت خارج الغرفه لتسمع حديث والدتها مع أبيها:
-أنا كنت متأكده إن هيحصل حاجه النهارده... من يوم ولادتها وهيِ منحوسه ولا عمرها هتفلح في حاجه في حياتها...
-إيه إلي بتقوله ده! لو ناسيه أفكرك إن بنتك دكتوره زاكرت واجتهدت لحد ما وصلت لهدفها
-بس بنت مش ولد... أنا مكنتش عايزاها ياريتها كانت ولد نستنفع منه
-حرام عليكِ تقولي كده!
-أنا  من يوم ما خلفتها وأنا موجوعه... يارب تحافظ على بيتها بقا ومتجيليش تاني بعد كام يوم زي المره الأولى!
-تحبي أفكرك مين كان السبب في طلاقها! إيه مش إنتِ السبب لما أقنعتيها تخبي مرضها عن أيمن!
-أيوه... بس أنا عملت الصح وصاحبتها إلي راحت حكيتله يعني الغلطه غلطة بنتك عشان تحكي لصاحبتها!.. مين أصلًا كان هيرضى بزوجه مريضه!
-أهو جه إلي رضي بيها كفايه بقا!
عقبت وهي تضحك بسخريه:
-ليه هو إنت فاكر إنها قالتله على مرضها!
زم شفتيه وقال بنفاذ صبر:
-انتوا مخبين على الراجل تاني! بتكذبوا تاني؟! انا تعبت منكم والله تعبت..

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now