الحلقه الثالثة عشر

3.8K 126 13
                                    

الحلقة الثالثة عشر
#رواية_وسام_الفؤاد

وقبل البداية فعزاء قلوبنا أنها دنيا، ولراحة قلوبنا قوله تعالى:
﴿قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقول لله قل أفلا تتقون، قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله...﴾
فكلنا لله وكلنا إليه راجعون💔

صلوا على خير الأنام❣️
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
"عايز تعرف ليه مش عايزه أتجوز؟"
-ياريت يا وسام عايز أعرف ليه خايفه؟
مدت يدها ببطئ نحو سوستة بيجامتها وفتحت جزء منها بكثير من الإرتباك ثم تراجعت على الفور وأغلقتها في سرعة، كان يراقبها بكثير من القلق، ولتتهرب من نظراته استدارت للإتجاه الأخر، أغلقت عينها بألم وزفرت بقـ..ـوة، لوهله ضعفت ونسيت العهد الذي قطعته على نفسها، لن تفعل أبدًا! لن تحكي له مهما حدث فلا تريد شفقته، ماذا تظنه فاعل! فحتمًا رد فعله لن يكون سوى الشفقة على حالتها سيتقبل عيبها لكنها ستظلمه! لا لن تقبل بهذا أبدًا، لن ترتضي له الظلم، لذا... حسنًا الآن لتفكر بحل بديل! لتُألف أي شيء يصرفه عنها دون أن يُشفق عليها، حين طال صمتها قال بنبرة دافئة:
-متفكريش كتير... قولي يا وسام متخافيش
استدارت تنظر له، وازدردت ريقها بتوتر قائله بتلعثم:
- بس... الأول إوعدني الموضوع ده يفضل سر بينا
-أوعدك
حاولت استجماع كلماتها وشجاعتها لتنطق بكثير من التردد:
-هو أنا... أنا كنت بحب واحد... وبعدين...
رفع إحدى حاجبيه لأعلى، وابتسم ساخرًا وهو ينظر لها بتهكم، فهو يعرفها أكثر من نفسها ويعلم أنها في طريقها لإختراع كذبة لتتهرب منه، جلس على المقعد وتنفس بعمق ثم قال باستهزاء:
-أيوه كملي تأليف وبعدين إيه؟
أغلق عينه وفتحها ثم تنهد بقـ.ـوة مردفًا:
-وسام بلاش تأليف بالله عليكِ
زمت شفتيها واندفعت قائلة بنبرة مرتفعة وبامتعاض:
-على فكره أنا مش بألف... أنا كنت بحب واحد وضحك عليا... خد إلي عايزه مني واختفى
جحظت عيناه بصدمة، انتفض وهب واقفًا وهو يحدق بها بقـ.ـوة ثم سألها بقلق:
-إنتِ بتقولي إيه؟!
أغلقت عينيها بأسى وجاهدت لتقول بصوت مختنق:
-أنا غلطت يا فؤاد... وكنت حامل ونزلت إلي في بطني.... هتقدر تكمل معايا على كده؟
برقت عيناها بالدموع التي لم تطلق عنانها، أما هو ران عليه الصمت، أخذ يحدق بوجهها بصدمه يحاول معرفة ما تخفيه، فقد ادلهم الجو بينهما، ماذا قالت لتوها! أغبية هي لتكذب مثل تلك الكذبه! لو تعلم كيف رد صدى الكلام بقلبه وكيف فتته إلى أشلاء؛ لما قالت ما قالته! فقد نكأت سهام كلماتها فؤاده فبات كليل، ابتلع غصة كبيرة سدت طريق الكلمات لتخرج من جوفه، فسلكت الغصة طريق أخر لتضـ.رب أعماق قلبه، أكملت وسام قائلة بنبرة هادئة تناقض ضحيج روحها:
-إنت تستاهل واحده أحسن مني.... تستاهل حد غيري يا فؤاد... عشان كده قولتلك إحنا إخوات متتعبش نفسك معايا
أغمض جفونه بحسرة، لأول مرة يشعر باليأس، لأول مرة ينفذ صبره، لأول مرة يشعر باستنذاف طاقته وإرهاق مشاعره، فتح عينه وعقب بنبرة منكسرة وبصوت مختنق:
-ماشي يا وسام... من النهارده إحنا اخوات وبس لو ده هيريحك
أومأت رأسها بشجاعة وقالت بثقة زائفة:
-هيريحنا يا فؤاد هيرحني... وهيريحك... ربنا يرزقك بالزوجه إلي تستاهلك
لم ينبس بكلمة أخرى إكتفى بتصويب نظرات الحسرة والحيرة نحوها وقف يحدق بها للحظات، كأنها يؤنبها ويلومها على آلام قلبه، ثم خرج من الغرفه بل من البيت بأكمله.
انتفض جسدها عندما سمعت صفعة باب الشقه بعد خروجه، تقوس فمها لأسفل ثم أطلقت مقلتيها وابل من العبرات الغزيرة وأطلق فمها شهقات متألمة وهي تقول:
-خلاص طعنـ...ـتِ قلبك بإيدك يا وسام...
جلست على طرف سريرها وهي تقول بألم: يارب مش هقدر أعيش من غيره! ولا هقدر أشوفه مع غيري
شهقت بالبكاء وهي تقول بألم: وبرده مينفعش يكون معايا!
وبعد دقائق استغرقتها في بكاء مرير، مسحت دموعها وهي تقول:
-لأ أنا مش أنانية وعمري ما هظلمه... حتى لو اضطريت أدوس على قلبي... مش مهم المهم هو...!
"لم أشعر حين أصاب قلبي مُصاب الهوى، ولا أعلم متى استساغ خمور حبك فأدمن مذاقها"
بقلم:آيه السيد شاكر
استغفروا🌹
_______________________________
لم تغفل عينيها ليلة البارحة، وها هي تجاهد لتفتح جفونها لمقابلة «آصف»، ارتدت حذائها وهي بالكاد ترى أمامها بتشوش، خرجت صافعةً الباب خلف ظهرها، وهرولت لتنزل الدرج وهي بقمة سعادتها، ستُهدم غرف الحزن داخل قلبها وستُدك مخادع الظلام، لتشيد حجرات السعادة، حان الوقت لتزيح تلك الصخرة التي سدت طريقها للسير وتمضي للأمام، ستتخلص من نظرات الشفقة والإزدراء وستسير بشموخ دون الإكتراث للماضي الأليم، خرجت من شرودها حين انزلقت قدمها وفرت من فوق الدرج لأخره حتى اصطدمت رأسها بالحائط في نهاية الدرج، تأوهت وهي تنهض ومع أن الألم برأسها ولم يمس ظهرها شيء، أمسكت ظهرها قائلة:
-أه يا دماغي
أفاقت لما تفعل وقالت:
-إيه الهطل إلي بعمله ده
أمسكت رأسها وقالت بألم:
-اه يا ظهري
لا تنتبه لكلماتها ولا لأفعالها فتركيزها شبه منعدم، أكملت طريقها وهي تفرك رأسها بألم، كانت تسير هائمة تجاهد لتركز بطريقها، لفت نظرها من جهة اليمين سيدة تجلس مع زوجها وتمسك ابنتها بيدها فابتسمت وشردت تتخيل حالها مع آصف وچوري، وعندما عادت لتنظر أمامها تفاجئت عندما اصطدمت بعمود للكهرباء من الحديد،تأوهت وهي تفتح عينيها وتغلقها، كان هناك همهمات من الناس وأصوات ضحكات لكنها لم تكترث، فركت رأسها بألم وتابعت طريقها وهي تتمتم بنزق:
-ربنا يعدي اليوم ده على خير أنا بجد مش شايفه قدامي
وقبل أن تنهى جملتها تعرقلت قدمها بحجر واضح على الأرض لكنها لم تلاحظه وافترشت الأرض فسالت الد..ماء من شفتيها، تجعدت ملامحها بألم وأخرجت منديلًا لتمسح تلك القطرات الداميه تأوهت وقالت:
-هو فيه ايه؟! لا بجد فيه ايه؟! فعلًا طريق السعاده كله إصابات
________________
كان يقطع المطعم ذهابًا وإيابًا ينتظرها على أحر من الجمر، ينظر للخارج بين حين وأخر منتظرًا ظهورها، ويمسك كوب القهوة بين يديه، نظر لإبنته التي تحمل العروسة "اللعبة" بين يدها تلعب بها وابتسم، حتى رآى هبه ترتجل من سيارة الأجرة فاتسعت ابتسامته وجلس جوار ابنته لينتظرها.

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now