الحلقة الثانية عشر

3.5K 123 7
                                    

الحلقة الثانية عشر
#رواية_وسام_الفؤاد
بقلم: آيه شاكر
قبل البداية: لا تنسوا الصلاة والسلام على النبي🌹❤️

"تقبل تتجوزني؟!"
فتح فمه لوهله مصدومًا مما طلبت لتوها وعقب بتعجب:
-إنتِ قولتِ إيه؟!
ران عليها الصمت، ظلت منكسة رأسها لأسفل بقلق، وصمت هو للحظات محدقًا بها بدهشة، رفعت هبه رأسها ببطئ وهي تغمض عينًا وتفتح الأخرى وتعض لسانها بإرتباك، تخشى من رد فعله على طلبها العجيب، جلس آصف مرة أخرى عاقدًا حاجبيه، وكرر سؤاله وهو يهز رأسه يمينًا ويسارًا ببطيء: "إنتِ قولتِ إيه!!؟"
وبعدما لمحت الصدمة على وجهه أطرقت رأسها لأسفل مجددًا وتسارعت دقات قلبها، أصبحت لا تسمع أي صوت سوى خفقات قلبها، وصوت أفكارها التي تمور برأسها، كيف لأنثى أن تطلب رجلًا للزوج؟ لم نعهدها في زماننا ولا في مجتمعنا! تبًا لها يا لغبائها وضعت حالها بموقف تتمنى أن تتصدع الأرض من تحتها وتبتلعها لتهرب من نظراته! بالطبع سيقابل طلبها بسخرية وازدراء! هكذا توقعت وأخذت تفترض الكثير من الردود.
على جانب أخر ظل آصف على حالته كان يحدق بها وهي منكسة الرأس ولا تستطيع رفع عينيها من شدة خجلها وإحراجها، لو تعلم كم أشفق عليها وعلى حالتها لارتاح خاطرها ولهدأت دقات قلبها المتسارعة! حاول تخفيف حدة الموقف فتنحنح وسألها بنبرة هادئة:
-إنتِ طلبتِ تتجوزيني يا دكتوره؟!
ابتلعت ريقها بتوتر ورفعت رأسها ببطئ لتنظر إليه وهو يراقب رد فعلها بكثير من الشفقه، قالت بتلعثم:
-أنا... أنا والله... حضرتك مش عايزه أي حاجه يعني....
هربت الكلمات من رأسها لا تدري ماذا تقول؟تنفست بسرعة كأنها كانت تركض ولم تكن تتحاور وهي تقف مكانها، وضعت يدها على صدرها لتُهدأ تلك المضغة التي ترجف بداخله، أقسمت أنها لو ظلت هكذا سيتوقف قلبها وتموت بسبب قلقها وحينها سينتهي الأمر! شعر آصف بارتباكها فابتسم قائلًا بنبرة هادئة:
-ممكن تهدي؟... اهدي عشان نعرف نتكلم...
أخذ نفسًا عميقًا وقال:
- بصي يا دكتوره أنا لما مراتي ماتت عاهدت نفسي متجوزش بعدها... لأني كنت بحبها ومعتقدش إني هحب غيرها طول حياتي
تنهد بألم وأردف:
-وأنا مش عايز أظلم أي واحده معايا...
ابتسم حين تذكر ابنته وقال:
-كفايه عليا چوري ماليه حياتي
لم ترفع عينها بوجهه لكن هزت رأسها نافية وهي تقول بلهفه:
-بس أنا مش عايزه أي حاجه مش لازم تحبني أنا كمان كفايه عليا چوري
ابتلعت ريقها لتبلل حلقها الذي جف وقالت بتوتر:
-إحنا هنتجوز عادي قدام الناس لكن في الحقيقه مش هنكون متجوزين
عقد جبينه وهو يقول بتعجب:
-مش فاهمك!
تنفست بعمق ونظرت له قائلة بانكسار:
-أنا تعبت من نظرة المجتمع ليا وكأني معيوبه
أشارت لنفسها وهي تقول بحسرة:
-تخيل أنا عندي ٢٧ سنه متعلمه ودكتوره ومع ذلك بيتقدملي عرسان ضعف سني كل ده عشان مطلقه! مجتمع حق،، ير
سند سبابة يده على صدغه النابض وإصبعه الوسطى على شفتيه وسألها مستفهمًا:
-يعني عاوزانا نتجوز على الورق؟
هزت رأسها بإماءه مؤيدة فقال:
-بس أنا ممكن أشوفلك عريس يليق بيكِ
هزت رأسها بع،،،نف نافية وقالت:
-أنا أصلًا مش عايزه أتجوز أبدًا أنا عايزه أكون جنب چوري وبس وفي نفس الوقت أرتاح من كلام الناس
-ممكن تندمي بعدين على القرار ده!
أجابت بثقة:
-لأ عمري ما هندم أنا واثقه من كده....
ضحك بخفوت وتنهد قائلًا:
-وهنعيش بقا مع بعض إزاي؟ دا إحنا مبنشوفش بعض إلا لما نتخانق
رمقته بطرف عينها ثم أشاحت بصرها عنه وهي تقول:
-لأ ما إحنا مش هنشوف بعض!.. أنا بشتغل ٣أيام في الأسبوع بالليل هشوف شغل باقي الأسبوع بالليل يعني مش هبات في البيت وبالنهار مش هنتقابل لأن إنت هتكون في الشغل
رفع إحدى حاجبيه وسألها:
-طيب وأنا هستفاد إيه؟!
-هتستفاد إني هاخد بالي من چوري طول النهار وهتيجي تلاقي لبسك جاهز وأكلك والشقه مترتبه
ضيق عينيه وهو ينظر للفراغ مفكرًا بعرضها، وحين طال صمته نظرت له مردفة:
-حضرتك خد وقتك وفكر وأنا هستناك
ابتسم قائلًا:
-مش محتاج أفكر يا دكتوره
نهض واقفًا وقال:
-لو سمحتِ ناديلي چوري عشان هنمشي
تركها مصدومه وسار متجهًا للباب، وقف مجددًا والتفت لها قائلًا:
-ناديلي چوري بسرعه لو سمحتِ

رواية وسام الفؤاد لـ آيه شاكر Where stories live. Discover now