آريس الحورية الهاربة

By Islam_Sameer

72.8K 6K 1.1K

دائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البح... More

فهرس الرواية
📎أوبرا الطفلة الخرساء
📎جبر مغوار البحر
📎غناء حزين
📎العم جوسيا
📎أسرار الحوريات
📎آريس
📎 في عرض البحر
📎مارلين
📎حيثما تكون.. سأكون معك!
أمل.. وألم
على قيد الحياة
بداية الرحلة
سياج السانيت
مدينة موزيريس .. مملكة تشرا(1)
مدينة موزيريس .. مملكة تشرا(2)
مدينة موزيريس .. مملكة تشرا(3)
تسو!
رجل المنارة
فراق !
سجين منذ الأزل
خطّة
كذبة مجلس الإدارة!
كذبة مجلس الإدارة2
سجون تشرا
سجون تشرا 2
بداية صيف المدينة
مشغل مارجريت
هدايا التنانين
هدايا التنانين2
هدايا التنانين 3
هدايا التنانين 4
هدايا التنانين 5
هدايا التنانين (6)
أرض الجحيم (نبوئات الخلاص )
أرض الجحيم(نبوئات الخلاص 2)
أرض الجحيم ( نبوءات الخلاص3)
أرض الجحيم (نبوءات الخلاص4)
عرس وحرب (1)
عرس وحرب (2)
عرس وحرب (3)
عرس وحرب (4)
القمر الأحمر(1)
القمر الأحمر (2)
القمر الأحمر(3)
القمر الأحمر (4)
القمر الأحمر(5)
القمر الأحمر(6)
📎نصر وهزيمة(1)
نصر وهزيمة (2)
نصر وهزيمة (3)
نصر وهزيمة (4)
القربان الأخير
رايكم
القربان الأخير2
القربان الأخير 3
احتفالات التتويج
مراسم الدفن
رحلة العودة
رحلة العودة 2
رحلة العودة3
أرض الوطن
أرض الوطن2
العودة للوطن 3
عودة صانع السفن
كديميس ليست كما كانت
كديميس ليست كما كانت 2
عالمكم مختلف !
عالمكم مختلف2
عالمكم مختلف 3
هوجا
هوجا2
هوجا3
هوجا4
هدنة السنين السبع
هدنة السنين السبع ٢
هدنة السنين السبع ٣
هدنة السنين السبع ٤
هدنة السنين السبع ٥
هدنة السنين السبع6
هدنة السنين السبع 7
تائه ٢
تائه٣
تائه٤
انتصارٌ حزين
انتصارٌ حزين ٢
انتصار حزين 3
مشاعر باردة
بداية جديدة
بداية جديدة 2
الحرب الأخيرة(ترانيم النهاية)
الحرب الأخيرة ٢(ترانيم النهاية)
الحرب الأخيرة ٣(ترانيم النهاية)
أفعى البلاء
الأرض مملكة واحدة
الخاتمة (كلمات وداع حزينة)

تائه

316 46 7
By Islam_Sameer

لا تبدو الحياة روتينية كما نعتقدها، إنها تتغيّر بالتراكمات، بتراكم الوقت بتراكم الأحداث بتراكم الخبرات.. وبفقد كل شيء فجأة أيضا..

مازال لوتش يبحث بين أوراق والده ومكتبته، فهو يشعر أن هنالك أمرا ما لم يظهر بعد، وبخاصة بعد الذي وجداه هو وتانيا، فتانيا ترافقه في بحثه وتثق بحدسه بعدما وجد رسمة لوالده توما  لآريس قبل حتى أن تولد، وعرفا ذلك من التاريخ الذي كتبه، لتسأله :

" لم أجد شيئا آخر يضاهي تلك الكتابات والرسومات الخاصة بوالدك"

"أريد المصدر الذي اعتمد عليه ليعرف كل هذا، ولكن لا شيء يشبهه"

"ربما لا يوجد مصدر لذلك!"

"هذا مستحيل!"

"ربما علم بذلك في داخله، ربما رأى نهايته أثناء نومه، فالنهاية والموت دائما ما تؤرّق الحي "

ليطرق لوتش قليلا متفكّرا بكلماتها وكأنه وافقها نوعا ما، وقام بفرد كتاباته ورسوماته، يتفحّصها، رسمة لآريس ووجهين يشبها جبر عن يمينها ويسارها، وإشارات لقتلها، وقبلها حورية أخرى تشبه آريس ووجهين يشبها جبر ولكن اسمها" بيروس"، وقبلها واحدة أخرى أيضا بنفس الطريقة ولكن اسمها "إيوالا"، وكثيرات أيضا قبلهن، يختلفن بملامحهن ويتفقن بالصفات الفريدة بأنهن بيضاوات ذات عيون ذهبية وهو شيء نادر لا يتكرر بسهولة، ولكنه تمكّن من قتلهن وشرب دمائهن، واستطاع لوتش لأول مرة وهو يقلّب ما بين يديه أن يرى إخوته الذين قتلهم أيضا، ووالدته وأمهات إخوته، ولكن تانيا لفتها شيء ما، فقالت للوتش :

"ألا تلاحظ شيئا غريبا بتلك الرسومات؟"

"ماذا؟!"

"كل الوجوه تغيّرت إلا وجه جبر، ما الذي يعنيه هذا؟ ولماذا يتكرر وجهه مرّتين مع كل حورية، بالإضافة لوجوده حول كل الحوريات القديمة "

بقي لوتش صامتٌ لفترة ليست بالقصيرة يراقب الرسومات وما لاحظته تانيا، وفجأة اتسعت عيناه، ونظر لتانيا قائلا :

" أنتِ على حق، لا بد أن نبوءة ما علم منها أن حورية بيضاء ذات عينين ذهبيتين ستنهي ملكه برفقة بشري بملامح جبر، ليقرر جعلها أميرة من خلال تزويجها بأحد إخوتي ثم يقتلهما، ولكنه لم يكن ليرى شخص بملامح جبر حتى يقتله وبذلك تكرر وجه جبر في كل مرة بينما تغيّرت ملامح الحوريات "

" ولم هنالك وجهين لجبر؟ "

" لا أعلم، ولكنه سيحكمنا، هذا ما قرأته، ولكن هذا لم يحدث بعدما انتهت المعركة "

" لربما لا يتحقق كل شيء، لربما كانت إشارات لها معان مختلفة! "

" ماذا تشعرين في داخلك بالنسبة لجبر؟! "

" أشعر أن هذا الوجه لن يغادرنا، أشعر بهذا بقوة، وبأنه ليس شخصا عابرا أبدا "

" هذا بالضبط ما أشعر به "

وعلى مسافة قريبة من كوخ جبر يتبجّح هيدشا بقوّته وجنوده ورجاله، ويتمايل وكأنه ذاهب لذبح عنز لغدائه، والمدينة كلّها مرعوبة مما يبدو أنه سيحدث، هيدشا لا بد وأنه قاتل جبر، النساء بدأت تصيح وتنوح على أسطح البيوت، بعض الرجال دخلوا بمواجهة مباشرة مع الجنود ولكن كثرتهم وإحكامهم لمنع أحد ما بالتدخل شلّت حركة الجميع..

وصل هيدشا إلى الشاطئ وواصل طريقه ليقتحم كوخ جبر..

بدأ الضباب الأسود ينقشع والغيوم السوداء تبتعد قليلا أمام عين الشمس لتنير بقعة تمتد من باب كوخ جبر حتى هيدشا، وكأن الأمر مرتب لذلك، مما زاد من تعجّب الجميع من هذا المنظر ، ولكن ما أذهلهم ذلك الشيء الذي خرج من الكوخ، رجلٌ ضخم مغطى بدرع فولاذيّ أسود لامع، يحمل صولجانا ضخما أيضا، بدا لامعا جدا ومخيفا تحت ضوء الشمس..

تقدم بهدوء نحو هيدشا الذي تراجع خطوتين إلى الوراء، مع أن جبر لم يقترب منه بعد مسافة يشعر فيها بالتهديد، ولكنه كان مخيفا جدا، هذا ما قاله باتريك هامسا لصديقه روبرت، وكلاهما كانت عيناه مثبتتان على الحدث..

همست آريس برأس جبر فجأة :

" تبدو وسيما بدرع سكّان أرض الجحيم وصولجان توما"

ضحك باقتضاب وقال :

" سألهو قليلا.. كوني فخورة بي بعدها !"

"إني كذلك دائما"

تجمد هيدشا بعدما كان يتبختر منذ وقت قليل، وبدأ جبر بالاستهزاء به وتدوير الصولجان بيده اليمنى..
ثم رماه للأعلى، كان الارتفاع الذي وصله الصولجان شاهقا، وعندما سقط أمسكه جبر ورسم دائرة عميقة  في الأرض استثار عندها الغبار في المكان كله، واستغل تشويش الرؤية التي افتعلها وركض نحو هيدشا بسرعة خاطفة ..

شعر هيدشا بالخوف يتسلل لنفسه وبخاصة بعدما استثار الغبار والأتربه، ولكنه تذكّر عدد الجنود الذين يحيطون به فاستعاد رباطة جأشه ونظر حوله جيدا، ليظهر ظلٌ يتجه نحوه لينقضّ عليه، ولكنه تمكّن من تجنّبها وتوجيه ضرب لظل جبر، ولكن دونما جدوى فدرعه المتين مصمم لقتال أقوى وأعنف من هذا..

وفجأة تنقلب الساعة الرملية لتصدر صريرا عاليا من جراء الأتربة التي تجمعت في مفاصلها، جعل هذا الصوت هيدشا أكثر رعبا فأخذ يركض بعيدا عن الشاطئ حتى الدرج للأعلى، نظر إليه جنوده ليشعر في نفسه بالإهانة، مما اضطره للعودة لساحة القتال التي جائها بقدميه..

وعندها رفع جبر صولجانه وحفر في الأرض دائرة أخرى ليملأ المكان بالغبار من جديد، ثم تقاتلا حتى أُنهك هيدشا، بينما كان جبر يخيفه حتى يهرب، لم يشأ أن يقتله، ولكنه لم يهرب بل شعر بأن جبر لم يستطع قتله فأخذ يضربه مرارا وتكرارا بسيفه دون جدوى، وعندها توقف جبر عن القتال وأمسكه من ثيابه ورفعه، ومضى به أعلى المدينة قليلا حتى اتضحا للجميع ، كان شكل هيدشا مهينا جدا أمام جيشه وهذا ما اضطره للصراخ بهم حتى يتحركوا ليقاتلوا جبر..

وبالفعل انهال عليه الجيش بأسلحتهم، يطلقون عليه النار من بعيد ما استطاعوا حتى لا يصيبوا قائدهم، وما إن نفذت ذخيرتهم حتى انهالوا عليه بالسيوف، فقرر جبر أنه وقت اللهو قد انتهى، رفع هيدشا بيساره وهو يحاول أن يقاوم، وبيده اليمين حمل صولجانه ضاربا به الجنود واحدا تلو الآخر، لم يكن يدافع عن نفسه بل كان يهاجم الجيش بأكمله حتى إن هرب أحد منهم بين الأزقة كان يركض ورائه ويجهز عليه، بينما كان يضرب هيدشا في كل شيء يعترضه حتى أدمي وجهه وتنفّخ..

وقبل أن تبدأ شمس المغيب بالزوال رفع هيدشا باتجاه الشمس قائلا له :

" راقبها جيدا هذا آخر شيء ستراه، لأن روحك ستغيب معها"

ثم ضربه إلى الأرض وأجهز عليه بضربة أخرى على رأسه، ثم استدار لواحد من الجيش الذي آباده عن آخره بينما كان يرتجف، اقترب منه قائلا له :

"إذهب وانقل لهوجا كل ما رأيت"

فر الرجل وكأنه ولد من جديد، بينما كانت المدينة كلها ترميه بالقاذورات من ناحية وتحتفل بجبر بطلها الجديد، الذي بث الأمل بنفوسهم بأن كديميس قوية وتستطيع مواجهة هوجا وجيشه..

كانت ماري تنظر من بعيد وعلى غير المتوقع فقد كانت سعيدة بمقتل هيدشا، فلقد أرادت أن تكون وحدها عين هوجا في المدينة لتنقل له ما تشاء، وشيء آخر تخفيه بنفسها ..

بينما مارلين كانت تشاهده من خلف الستائر تبتسم معهم وتشعر بالسعادة لتلك الشجاعة التي أبداها، تلك التي ستعجب أية امرأة ، اجتمع عليه الرجال يريدون حمله للاحتفال به ولكنهم فشلوا في تحريكه عن الأرض، ليبدأوا بالتعجب وتفحص درعه ذاك، ولكنها انسحبت عن مشاهدتهم، تناولت قطعة قماش وبدأت بخياطتها..

فهمس صوت لها :

"لماذا تفعلين هذا؟"

"م م م من؟"

"آريس عزيزتي، آريس تتحدث إليكِ ومن غيري!؟"

"لم أنتبه"

"لم عدلتِ عن التفكير بجبر فجأة؟"

"أوه آريس هذا مزعج، كفي عن محاولة التدخل بأفكاري"

" إممم، لم أخبركِ إذا أنكِ لا تسيطرين على أفكارك جيدا فتتطاير كلها إليّ"

"يا إلهي لماذا يحصل لي هذا كله ؟ "

" مارلين.. لا تتركي جبر وحده إن غادرت "

" هل تلاحظين أننا نتقاذفه كل واحدة على الأخرى دون أن يعلم بما يحدث، لن تتركيه آريس أنتِ فقط تشتاقين لموطنك "

ضحكت آريس قائلة :

" كمن يريد أكل المزيد من الطعام ولكنه يخاف زيادة الوزن "

" هذا مثل قلته لك يوما ما، ولكني لم أفهم مقصوده منكِ الآن! "

" يشبه شيء تحبينه وتزهدين به لأنه مضرّ بعض الشيء! "

" وهل جبر مضر بالنسبة إليكِ؟ "

" لا أعلم! "

سكتتا ولكن مارلين تداركت :

" لا تفكري بإخبار جبر أنني على قيد الحياة، هيه آريس، آريس أجيبيني "

وبين فرحة المدينة بما يحدث، كان مارتن والعمدة في ورطة كبيرة، حتى أن مارتن قتل الرجل الذي أبقاه جبر حتى يخبر هوجا بما حصل لتخويفه، وجلس مع العمدة يستشيره بما يمكنهما قوله لهوجا، فلا يمكن تصديق أن رجلا واحدا يمكنه أن يبيد جيشه كله، ولكن العمدة أشار عليه بالتستّر على هذا الأمر، وأن يقولا له أن اشتباكا عنيفا حدث بين الطرفين ثم حصل ما حصل، فوافقه مارتن وزاد عليه أنه سيقترح على هوجا أن لا يدخل جيشه للمدينة بل يبقون على الحدود وأنه سيحمل على عاتقه مهمة التحكم فيها داخليا وأن يجمع ضرائبها ويتابع أخبارها وينقلها إليه بنفسه، وهذا ما حدث بالفعل، ولكنه أغضب ماري التي لم تشأ أن يتدخّل مارتن بأمورها مع هوجا، غير أن فكرة بقاء الجيش بعيدا عن المدينة أعطاها المزيد من الحرية داخلها..

فقد استطاعت بعدما استغلت غياب آريس في البحر أن تدخل لكوخ جبر لتهنئه على شجاعته وتشكره على إنقاذه للمدينة، لتبدي سيلا مزيّفا من اللطف سلبه لوهلة، لولا أن صورة آريس ترافقه على الدوام..

ولكن آريس بدأت تغادر الكوخ كثيرا، تخاف من أمر ما، وبخاصة بعدما اقتربت ولادتها..

يتبع

Continue Reading

You'll Also Like

302K 24.6K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
508K 12.7K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...
656 85 9
ذهبت روحي لعالم موحش لا يملك من الانسانية سوى مظهر بشكل غامض . بل و الأسوء أن علقت روحي بجسد زوجة الألفا بارك ... الشخص الذي حولني لدمية مطاردة ، يس...
144K 7.1K 81
لعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد...