كديميس ليست كما كانت

451 50 9
                                    

لا بد دائما من قائد واحد، قائد لا يرغب بالقيادة ! ، أما ذلك الذي تستميت نفسه لها فهو بالضرورة ليس أهلا لذلك، فالأول يرى أمر الناس مسؤوليّة، والآخر يريدهم له خدما وحاشيّة !

وها هي كديميس تعجّ بذلك المزيج النتن من الطامعين، وبعضهم لو ملك صيتا لاسمه لقاتل هو الآخر، وكل ذلك أشعلته منذ البداية امرأة ، كانت امرأة واحدة قادرة على إشعال كل تلك الفتنة في المدينة، كأنها الشيطان في زيّ وديع، ماري تلك الفتاة الصغيرة التي ترعرعت حاقدة، ليس فقط على من ظلم والدها، مارتن، بل على كل من تراه أفضل منها..

كانت ماري تنتظر لحظة اكتشاف مارتن تلك الأوراق التي تثبت نقل ملكيّات الأراضي التي يملكها لابنته أو التي تبيّن بيعها لأناس آخرين، بينما أوراق نقل كل ذلك كانت باسمها تخبّئها حتى يحين وقتها ..

وتنتظر أن يسري سم كلماتها في قلب زوجة العمدة، علّها تذكي حربا ما في وقت ما ، وفي ظل أفكارها تلك يطرق بابها ، فتهب إليه لترى من الزائر، وإذا بخادمة روز تدعوها لزيارتها ليلا، فتجيب ماري بأنها ستحضر مستغربة من هذا الطلب بعد أن قطعت روز علاقتها بها آخر مرة ..

بينما كانت زوجة العمدة قد عبأت رأسه بضرورة استرداد السيطرة على أمور المدينة ، فمن سيحترمه كعمدة بعد الذي حصل وهو كالنائم لا يحرّك ساكنا !، ليصيح بها :

" أنتِ تعلمين أن ابنك زوج تلك التي تحاول فرض سيطرتها على المدينة ! "

" هو لن يُشارك في قتال أبيه ! "

" ابنك عاق تبع زوجته كما يتبع البغل صاحبه، ألم ير قلة احترامها لنا ؟! "

"قل لي إذا، ماذا عليه أن يفعل ؟! ، يبقى ابنك، وعلى أيّة حال هو لن يتدخل في أمر المدينة أصلا ؟! "

" حسنا، سأبدأ بجلب الرجال لكديميس، بعد أن تنتهي احتفالاتهم البائسة تلك بجبر وبينيت"

أما بيت بارتو فقد كان دافئ جدا بحضور الجد الكبير بينيت ، شيء غريب أن يتعرّف الرجل أباه الذي لم يره يوما، وغريب أيضا أن ينتظر الرجل حفيدا وقد ظن أنه بقي في هذه الدنيا وحده، يجلس بينيت مع الجدة على مائدة أعدتها مارجريت، يتأمّلها بين حين وآخر، فتسأله :

" ما الذي تتأمّله يا عزيزي؟، فيوليت الشابة ذهبت، ذهبت ولن تعود أبدا، لن ترا وجهها الشاب بين تجاعيد وجهي الهرمة !"

" وهل تعلم فيوليت أنّي أراها جميلة دائما ؟، جسدا وروحا، هل تعلم فيوليت أنها بوجودها حيّة في هذه الحياة أحيتني أنا أيضا .."

قدم بارتو وجلس بقرب أبيه بينما كانت مارجريت تنظر إليهما وهي تحضّر الأطباق وتحاول إخفاء ابتسامتها فهما يبدوان برغم هيبتهما كمراهقين صغيرين، لاحظ بارتو ذلك وابتسم هو الآخر ، فرمقته مارجريت بأن يسيطر على وجهه، وبعد أن سكبت الطعام ناداهما بارتو :

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now