هوجا4

417 44 6
                                    

أصبحت مدن البحر منذ أن غادرها جبر أكثر سلاما وهدوء ، ولكن بالرغم من ذلك فإن حالة من الحزن تخيّم على تشرا وموزيريس بعد غياب آريس ، وحتى رحيل الأوتغارت وهم سكان أرض الجحيم غيّر الكثير  من عادات الحور الذين عملوا جاهدين لتعلم زراعة زهرة النار وغيرها من الزراعات الخاصة بهم..

على النقيض تماما فإن كديميس على أعتاب حرب ضارية إن لم يحدث شيء ما يحول دون ذلك..

فماري تقود جيشا بعد تحالفها مع هوجا وتتجه للمدينة، ومع اقترابهم وارتفاع نقع غبار ضرب حوافر خيولهم، أحس الجميع بالخطر وخرجوا حاملين أسلحتهم ليلتقي البحارة بقيادة فيليب ذي الرقعة وجبر وبينيت وجوسيا والعم بارتو وجاك في الساحة أعلى درج المدينة مع العمدة ومارتن ورجالهما، كان جو من التوتر يسود الفريقين ليقرر جبر أن يكسر ذلك الحاجز، فوقف في مكان مرتفع لتتجه إليه الأنظار، ليرتفع صوته ببضع كلامات صنعت بعضا من الوفاق الوقتي بينهم، قائلا :

" هذه مدينتنا جميعا، موطننا جميعا وإن فرقتنا خلافاتنا الآن سيجدنا العدو لقمة سائغة، لن نصمد كما حصل في المدن الداخلية، ولكن لا، سيجد ذلك المدعو هوجا نفسه عاجزا أمامنا، هذا إن لم نحفر له قبرا على أعتاب مدينتنا"

ليصيح الرجال جنودا وبحّارة، ويرفعوا أسلحتهم عاليا، ليكمل هو الآخر :

" هذا إن لم نجعله وجنوده طعاما لقروش البحر "

كان جبر يكمل رفع همة الرجال بكلامه بينما كان مارتن ينظر لفيليب بنوع من التحدي، وكذلك بادله فيليب، فلمن ستكون القيادة،  لينتبه جبر لذلك، فيقول :

" جند السيّد مارتن المحنكين سيمنعون أيّة صعلوك منهم من التقدم،  ونحن أيضا سنكون كبحّارة درع المدينة الداخليّ"
وبذلك استطاع جبر بذكائه أن يبعد الفريقين عن بعضهما ويترك لكل منهما قيادة فريقه دون أن يتسبب ذلك بتفرقة الرجال عن هدف الدفاع عن المدينة، وبالفعل اتجه مارتن ورجاله والعمدة أعلى المدينة باتجاه الجبل وما خلفه، بينما أحاط رجال المدينة والمهاجرين إليها الذين انضموا للقتال، بالبيوت والمداخل المؤدية إليها..

أزاحت روز تلك الستارة لترى والدها وعمها العمدة يقودان جيشا ويتجهان إليها، تجمدت ملامحها ببلاهة فقد استيقظت للتو من نومها فبدت وكأنها كانت بغيبوبة طويلة الأمد، وبلحظة سريعة أدركت أن الأمر خطير فاتسعت عينيها وأخذت بالصراخ كالطير المذبوح، تركض بممرات القصر وتصرخ :

" أيّها الأبله السّكّير.. أيها الأبله داني، والدانا يتجهان إلينا بجيش كبير يريدان قتلنا"

وصلت إليه وكان يشخر كخنزير بريّ، لم يستيقظ حتى ركلته كالعادة، وبعد شجار سريع جرّته من ملابسه تحت إصرار منها لتريه تلك الجيوش، وما إن رأى داني أن كلامها كان صحيحا حتى تجمّد وأخذ يرتجف، لم يدر ماذا يفعل، ولكن روز أسرعت لحرّاسها في باحة القصر وأمرتهم بقذفهم بالمدافع!..

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now