عالمكم مختلف !

432 42 2
                                    

حدس النساء دائما على حق ولو كان صوته كدبيب النمل ولكن أثره سيُرى مع الوقت، لا يلزمك أبدا الثقة فيه ولكن يجعلك ذلك تراقب وترتقب ..

فبينما كان الرجال يجتمعون في المنارة، كانت آريس تنظر لنافذة مارلين بقلق، تعرف آريس أن مارلين لا يمكنها ألّا تختلس النظر من نافذتها نحو الكوخ لفترة طويلة، ولكن ستائرها لم تتحرك منذ مدّة فشعرت بالقلق، فقررت أن ترسل صوتها نحو غرفتها :

" مارلين، أين أنتِ؟"

سمعت مارلين صوت آريس، فتماسكت ورفعت بنفسها إلى النافذة لترى آريس تراقب نافذتها، فرفعت نفسها على طرف النافذة، لتكشف عن ذلك النزيف من الدماء الذي ينتشر على ملابسها، تمتمت محدّثة نفسها

" لا أعلم إن كنتِ سترين ذلك، ولكنني أموت الآن، ليس لدي وقت لأي شيء آخر "

تعجّبت آريس فلقد رأت أن مارلين تنزف بوضوح، فأرسلت لها صوتها تتدعوها للمجيء :

" أوه مارلين أنتِ تنزفين، تعالي إلي عزيزتي سأساعدك، حاولي أن تصلي إليّ بسرعة لا تتأخري"

بدت آريس لمارلين أنها تعرف جيّدا ما تقول، لذلك غامرت مرّة أُخرى في الخروج، كانت خطواتها تتهاوى على الطريق نزولا تحت جنح الظلام، حتى فقدت جَلَدَها مرّة أخرى لتقع قبل أن تصل لكوخ جبر فيتدحرج جسدها إلى الشاطئ، سمعت آريس صوت سقوطها ذاك، نظرت من النافذة الأخرى لتراها ممددة بجانب الشاطئ، يصل إليها الموج وينسحب، فنزلت إلى البحر حتى وصلت إليها لتنقذها..

فتحت مارلين عينيها لتجد نفسها بجانب المدفأة، حرّكت رأسها لتجد آريس أمامها تمسك بخنجر حاد وتقوم بجرح إصبعها حتى تُسقط من دمائها على جُرح مارلين بعدما أخرجت الرصاصة الملقاة بجانبها، لتسألها بهدوء :

" ماذا تفعلين ؟"

" ها أنتِ تستيقظين، هذا جيّد "

" لم تقومين بجرح نفسك"

" لدى دمائي خاصيّة تجعله يساعد على التآم الجروح بسرعة "

" لم تساعديننِ ؟"

"  ليس لدي صديقة في هذا العالم الغريب غيرك "

ثم ابتسمت وتابعت ما تفعله، نظرت إليها مارلين مطوّلا ثم غطّت عينيها بيدها وقد أحست بوخز فصاحت :

" هذا مؤلم ، أشعر بوخز ثم بحكّة مكان الجرح "

" هذا يعني أنه يلتأم ويُشفى، تحمّلي قليلا، عدّة دقائق أخرى فقط"

" وماذا إن عاد جبر ؟ "

" ستكونين قد شفيتي، لا تقلقِ، ولكن من الذي أطلق عليكِ النار ؟!"

" تلك قصّة طويلة "

وبينما كانت آريس تحاول إنقاذ مارلين في الكوخ الصغير، كانت روز تستقبل ماري في قصرها المحصّن،  شعرت بحاجتها إليها بعد تراكم كل تلك المشاكل على رأسها، استقبلتها وكأن شيئا لم يكن، بداخل إحدى غُرف القصر بعيدا عن الخدم، قدّمت لها الشاي والحلوى بيديها، وقد بدا عليها الإحباط قبل أن تتكلّم، لتسألها ماري :

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now