عالمكم مختلف2

436 38 6
                                    

قد لا نحقق تلك الأشياء البسيطة التي يحققها الجميع في حياته كمسلّمات، ولكن قد يختصّنا الله بتحقيق تلك الأشياء الصعبة النادرة التي لم يحققها أحد، على سبيل الاستثناء لا الابتلاء ..

يدخل جاك على الرجال مستأذنا، عرّف به بارتو لوالده بينيت وجبر، فيسأله بارتو عن ملاحظاته مما رآه في قصر روز، فيجيبه جاك :

" تلك المجنونة روز جنّدت ألفي رجل، يبدو هذا بسيطا بالمقارنة مع سكّان المدينة، ولكنها سلّحتهم بالمدافع ليس بالبنادق فقط، لا أعرف ما الذي تنويه بهذا كلّه "

ليستشيط فيليب غضبا :

" تريد بسط سيّطرتها على المدينة وأنا فيها، فتاة صغيرة تتحدّاني ! "

جاك :

" والذي حيّرني أكثر، أن هناك من كان يتجسّس عليهم، وقد أطلق أحد جنودها عليه النار "

فيليب :

" قد يكون من رجال العمدة، سأسأل جوليان بشأنه"

أغلق بينيت الكتاب الذي بيده ونظر للموجودين قائلا:

" على كلّ حال يبدو لي أن تلك الفتاة تتصرّف بمعزل عن والدها والعمدة، ولذلك قد يتعاركون جميعا هذا إن لم يقضوا على بعضهم "

ليجيبه جاك :

" ما لم تتدخّل ماري بالطبع "

ليسأله جبر :

" ومن هي ماري ؟ "

ليحدثه الجميع عن بعض من تصرفاتها اللئيمة، دون أن يفصحوا عن كل ما قامت بفعله بسبب غياب الدليل لديهم ومحاولة إبقاء أمر مارلين بكونها على قيد الحياة سرًّا..

في هذه الأثناء كانت مارلين تستعيد عافيتها، غير أنها فقدت كميّة كبيرة من الدماء فشعرت بدوار شديد عندما أرادت الوقوف، فهمست آريس في رأسها لتطمئنها :

" لقد فقدتِّ كثيرا من الدماء، لذلك تشعرين بالدوّار "

فقالت مارلين في نفسها :

" ولماذا تهتمين بي هكذا ؟ "

لتهمس آريس :

" لا داعي لأذكّرك دائما أنني لا أتحدث لفتاة غيرك هنا "

فتعجّبت مارلين قائلة :

" ماذا ؟ ، كيف سمعتني؟، كنت أحدّث نفسي ؟! "

" أحقًا ما تقولين ؟!، إذا لقد أخذتِ من صفاتي عندما اختلطت دمائي بدمائكِ، تستطيعين الآن إرسال صوتك إلي أينما تكونين، وهذا رائع ! "

" ماذا؟!، ما الذي سيحصل لي تاليا؟، هل ستنمو القشور على جسدي، هل سأصبح سمكة ؟!"

ضحكت آريس بصوت مرتفع، ثم تمالكت نفسها وهمست لمارلين بمزاح :

" لنرى ! "

كانت مارلين خائفة بحق هذه المرّة أن يتغيّر فيها شيء أكثر من مجرّد مقدرتها على التواصل مع آريس، لذا تماسكت لتهرب مع أفكارها لبيتها علّها توقف تلك الوساوس التي تخبرها أن ما حصل لن ينتهي إلا بتحوّلها لسمكة..

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now