أرض الوطن

415 44 6
                                    

قد نعتقد أننا نملك السعادة عندما نحصل على ما نريد ، ولكن قد تحمل الرغبات في بواطنها كثير من الشقاء كثير من الألم المقدّر وإن خلا من الندم ..

وها هو جبر باندفاعه نحو ما سعى إليه عمرا، يناله الآن دون أن يعلم ما الذي تخبئه الأيام ..
يتعرّف على جميع أقاربه وأبناء وبنات أعمامه وعماته وأخواله وخالاته وما تفرّع عنهم، كانت فرحتهم عارمة وأراد لآريس أيضا أن تتعرّف إليهم ، فغادر بقارب صغير في البحر يبحث عنها مناديًا :

" آريس عزيزتي أين أنتِ؟ "

ولكن آريس لم تُجب فشعر بالقلق ليعيد النداء :

" آريـــس ! ،أين أنتِ؟ "

ليدخل صوتها الناعس لرأسه برويّة :

" أنا هنا .. "

" أين هنا !؟،هل تمزحين؟"

" جبر .. في صدفتي "

" أين هي صدفتك ؟ ، هل كنتِ نائمة ؟، آريس !"

" يا إلهي! ، أنت مزعج لقد أيقظتني"

وفجأة لمعت صدفتها الزجاجيّة الملونة كالطيف، فانطلق إليها وأوقف قاربه بجانبها، ففتحت الصدفة بالتدريج بعد أن طرقت عليها من الداخل، كانت آريس تتكئ على ذراعيها ويتدلى شعرها الكثيف الأبيض الطويل حولها، تفتح عينيها الذهبيتين ببطئ ، فيبقى جبر صامتا لبرهة، فقالت له :

" هل أيقظتني لتبقى صامتٌ هكذا بلا حراك ؟ "

" يال مشاعرك الباردة ! "

" يال أطباعك الغريبة !"

" أحضرت لكِ بعض الفاكهة "

" طعام ؟، أنا جائعة ، هل الفاكهة نوع من السمك؟"

" لا تعرفين الفاكهة!، إنها تشبه ثمار العصير في جزيرتك "

فقفز جبر في الصدفة بعد أن حمل الثمار معه، وجلسا يأكلان، وكان يبدو على آريس أنها أعجبت بطعمه كثيرا ، ليسألها :

" هل أعجبكِ طعمه ؟ "

" جدا "

" هل تذكرين متى آخر مرة تناولنا فيها الطعام سويّة "

" لا"

" كان ذلك قبل أن تسطحبيني لسوق موزيريس ، قبل أن يختطفك لوتش"

" آه نعم ، لقد جعلتك تتذوق السمك المشويّ"

" جيدٌ أنكِ تذكرتِ، هل تريدين المزيد من الفاكهه"

" بالطبع هل هناك المزيد ؟ "

" إذا هيّا "

" إلى أين ؟"

" لأعرّفكِ أقاربي "

" أتعرف على البشر ، هذا مخيف ! "

" ماذا ؟ ،إنهم سكّان أرض الجحيم الذين عاشوا بجواركم لمدة طويلة "

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now