انتصارٌ حزين ٢

323 54 14
                                    

لن تهنأ ما دمت ظالما بلحظات سعادة حقيقية، بل إن وقوعك سيكون في إحداها، وأنت صاخب فرح وتضحك..

تضرب مقدّمة السفينة بجدار جليديّ عالٍ، يمثل نهاية البحث في الشرق عن يوتنهايم، وعندها يقف جميع الأوتغارت ناظرين لبعضهم البعض بخيبة أمل، يضرب جلير يده بأرض السفينة ويكسر قطعة من خشبها، ولكنه أدرك نظرات الجميع إليه فتراجع عن شعوره بالانهيار، ليقف ويعطي أوامره بالعودة والبحث في  الشمال..

بينما كانت مارلين تعرض تلك الأوراق التي تدين ماري بسرقة بعض ممتلكات مارتن، تتسع عيناه من الدهشة ويتّجه نحو مارلين ويأخذ الأوراق منها، ثم صرخ بماري بغضب :

" هذه أوراقي، أعرفها جيّدا، وكنت قد اتهمت ابنتي بسرقتها"

ثم اتجه نحو ابنته قائلا :

"أرأيتِ عندما أقول لكِ لا ترافقيها، كان يجب عليكِ الاستماع لي"

ثم قلّب الأوراق الأخرى، وأخذ يمزّقها قائلا :

"وهذه عقودٌ زائفة، سرقتِ بها ممتلكاتي"

فصرخت فيه بحرقة :

" وأنت ماذا سرقت، لقد سرقت كل ما يملك والدي وتجارته، ثم تخلّصت منه في إحدى رحلاتك حتى لا تعيد إليه أمواله، ولم تتحمّل والدتي ذلك فماتت كمدا وقهرا عليه، وبقيت أنا وأخي فريدريك، لقد سرقت مني عائلتي وكان يجب علي الانتقام "

كان مارتن يحاول مقاطعتها ببعض الإهانات :

" هذا ما تقوله سارقة متشردة عندما تدافع عن نفسها.. "

ولكن مارلين تدخّلت فجأة وقالت :

" ما تقوله ماري صحيح! "

نظر الجميع إليها بفضول، فلعل في جعبتها شيء آخر  يدين مارتن، فالجميع يكرهه بلا استثناء، ما عدا زوجته التي قالت له تستبق الحدث :

"هيّا مارتن فلنترك هذه المهزلة، ونمضي "

همّت عائلة مارتن بالمغادرة إلا أن مارلين نظرت لجاك وجبر، وقبل أن تتفوّه بكلمة كانا هما وحتى العم فيليب والآخرين قد منعوه من المغادرة، وحتى رجال فيليب منعوا رجاله من مساعدته على المغادرة، وكل ذلك بصمت، ابتلع مارتن ريقه وهو يشعر أن مارلين لديها شيء ما، تبدو من نظراتها متأكدة منه، وعاد بهدوء محاولا إظهار الثبات بين الجميع، فقال لها :

"ما الذي تحاولين قوله؟!، هل تصفينني بالسارق؟!"

ثم توجّه نحو الناس قائلا :

" فتيات صغيرات يبدين رأيهن بي هنا، والناس تسمع وتصدق،. كم هذا مضحك!"

ردت مارلين بثقة وهي تُخرج أوراقا وثّقها نايل، لا يعلم عنها مارتن شيئا، وعلى ظهر الأوراق شرحا لسبب الاحتفاظ بها، ثم قالت له :

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن