عالمكم مختلف 3

409 40 4
                                    

نحاول دائما بالرغم من تقلّبات القدر فيما نراه منه أن نتصرّف وكأن شيئا ما لم يحدث، لنحاول أن نكذب على أنفسنا بأن الأمور مستقرّة وأننا سنبقى دائما بخير..

تجاهلت آريس ما حدّثها به جبر هذا الصباح، وعزمت على أن تبذل جهدها لتقليص فارق الاختلاف بينهما لتبقى بجانبه، واتجهت بعد خروجه عند الظهيرة نحو النافذة المطلّة على نافذة مارلين، فليس هناك أحد في هذه المدينة يمكن أن يساعدها في الإجابة على سؤالها غيرها، فإذا كان الرجل لديه دور ما نحو بيته فما دور زوجته في المقابل ! ، لذلك أرسلت صوتها لمارلين تسألها :

" هيه مارلين، هل تسمعينني ؟"

ثم أضافت بمزاح :

" هل تحولتِ لسمكة ؟! "

كانت مارلين تتحسّس وجهها الخشن وحراشفها التي نمت فجأة، ليندمج ذلك مع صدى صوت آريس في رأسها :

"هل تحوّلتِ لسمكة .. سمكة ..سمكة ..؟"

وكان الصوت يبتعد، حتى صرخت فجأة :

" لا ، هذا لا يمكن "

وفجأة وجدت نفسها ملقاة على الأرض وقد سقطت من على سريرها، كانت قد تعرّقت بشدة ، أزاحت عرقها بمنديل كان بجانبها وهي تردد بينها وبين نفسها :

" لقد كان هذا حلما، حلما فظيعا "

ثم انطلقت نحو المرآة فلم تجد شيئا غريبا، فشعرت بالراحة، حتى باغتها صوت آريس مرة أخرى :

" مارلين، هل تسمعينني؟، هل ستأتين إلي اليوم ؟ ، حاولي أن تبعثي إلي صوتك، ركزي بمكاني وتحدثي !"

نظرت مارلين من النافذة لترى آريس تنظر إليها من بعيد، أخذت نفسا عميقا، وحاولت أن تقوم بذلك لتقول لها :

" لا أعرف آريس، قد أزور صديقتي هذه الليلة ربما، وإذا كان هناك وقت إضافيّ سأمر ّ إليك "

صمتت مارلين تنتظر رد آريس، لترى هل سمعتها حقا أم كان كل ذلك مجرّد خيال، لتجيبها بالفعل:

" هذا رائع لقد وصلني صوتك، تبدين بخير، إذا انتبهي على نفسك "

" يا إلهي وصلكِ صوتي فعلا، سأبقى إذا على تواصل معك إذا"

" هذا رائع، أنتِ من الآن صديقتي المقرّبة "

في هذا الوقت كانت ماري تحوم حول مراكب البحّارة تشتري منهم السمك ، وأحدهم جبر الذي خسر وظيفة صناعة السفن وخسر معه مجموعة من البحارة الذين كانوا يعملون معه تلك الصنعة ..

لتقترب منه ماري تصطنع بعضا من الأنوثة لم تعرفها من قبل، لتسأله:

" بكم هذه؟، وأعطني من تلك .."

ولكن جبر لم يلتفت لها، لا أحد ينكر أن ماري تمتلك لمحة جميلة في وجهها ولكنها تختفي تماما فور التعامل معها بسبب تلك الوقاحة والخبث الذين يظهران في تعاملها مع الآخرين، أغضبها أن تجاهلها هكذا، أخذت الأغراض ونظرت باتجاه كوخه محدّثة نفسها:

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now