هوجا2

429 46 13
                                    

مدينة اكتنفها السواد وكأن الليل استأثر بها لنفسه بعد أن كانت تدبّ فيها الحياة .. سكنت ، وحاصرتها فجأة جملة من الأخطار من كل جانب ..

يصرخ ذالك الصوت الصغير باكيا ليرسم الفرحة على الوجوه، وأخيرا أنجبت مارجريت حفيد البحار الكبير بينيت، ولكن لم يتمكن أحد من الحضور، فقد لزم الناس بيوتهم من الخوف منذ يومين، لا أحد يعلم سبب هذه الغيوم السوداء المغبرّة التي جعلت المدينة في ظلام حالك، بالإضافة لذلك الظل العظيم القادم من البحر، ولا أحد يعلم أيضا هل ذلك نذير شؤم أتى مع الناس الذين هربوا للمدينة من ذلك الملك الذي يسمونه "هوجا" !، لينصبوا خيامهم في كل جانب وزقاق منها..

شخص واحد كان ما يحدث من دمار وكأنه هدية له، إنها ماري، ما إن رأت نزوح الناس حتى خرجت إليهم دون اكتراث لتلك الأجواء الغريبة غير المعهودة للمدينة، وعلمت منهم أنه قد غزاهم قائد همجي يدعى هوجا، يمتلك جيشا عظيما، دمّر مدينتهم الداخلية وأسواقها وبيوتها وذبحوا من رأوه في طريقهم وقتلوا الملك وهم يعيثون فيها فسادا ، فاضطروا جميعا للهروب منه..

أظهرت ماري تعاطفا مزيفا ينافي تنامي تلك الفكرة الانتقامية المتخمة بالشر في رأسها في تلك اللحظة، مستغلّة حتى وضع المدينة الغريب واختباء أهلها في بيوتهم من تلك الغيمة العظيمة السوداء التي خيّمت عليهم، دون أن يفلح حتى المطر الشديد في إزاحتها..

حزمت ماري أمرها وطلبت من أخيها عدم الخروج من المنزل لأي سببٍ كان، حضّرت خيلها وانطلقت عليه نحو المدينة الداخلية، كانت الغمامة السوداء تمتد حتى بداية الغابة، وتشكل فيها ضبابا خفيفا ولكنه كفيل بأن يزرع الخوف في قلب من يراها من بعيد، وهذا ما جعل الهاربين من هوجا يلجأون لها للاختباء حتى وصلوا لكديميس ..

انطلقت مسرعة على طول الطريق الزراعية، ومن سوء حظّها أن جاك رآها وعرفها من مسافة قريبة، فقد خيّم هو وأهله بمكان يحاذي الجبل من الناحية السهلية، وبسرعة امتطى خيله ليلحق بها، حاول والديه ثنيه إلا أنه وعدهما بأن لا يتأخّر..

فقد علم جاك بكل المكيدة من جوليان نفسه الذي اختفى لاحقا كي يأمن على نفسه من غدر ماري ، أو أن تبتزّه أكثر ..

لحقها حتى وصلت أطراف المدينة الداخلية، في مكان يجتمع فيه اللصوص عادة والعصابات، انتظر قليلا، حتى خرجت ومعها بعض الرجال، تريّث جاك وباعد بينه وبينهم، ولكنهم دخلوا المدينة بالرغم من خطورة ذلك، تراجع جاك ومضى عائدا بعد أن راودته بعض الشكوك حول نواياها، وعزم على الاستمرار في مراقبتها ..

ثم عاد لاحقا بأهله، الذين اتجهوا نحو بيت جولي دون أن يعلموا بكونها قررت الانفصال عن جاك ..

دخلت ماري ورجالها الذين قبضوا منها مالا لقاء ذلك الدور الذي يؤدونه كحرس لها لقصر الملك الذي قتله هوجا وسيطر عليه، وهنا مارست ماري أسلوبها الملتوي في الإقناع، وبعد عبارة :

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now