📎آريس

1.2K 99 9
                                    

أمسك جبر بمعوله واتجه للشاطئ، وأخذ بالحفر..
وكلما حفر كانت مياه البحر تصب في اخدوده الذي يصنعه ، ثم أخذ بتوسعته ومدّه إلى حيث يكون كوخه...
لاحظ بعض الناس في القرية ما يفعله جبر ولكنهم معتادون على غرابة تصرفاته،  ففي كل مرة يبتكر أشياء جديدة..

حل الظلام وجبر يحاول جاهدا أن يوصل الأخدود إلى باب كوخه وبنفس الوقت يمتلئ بماء البحر ، لينجح بجعله يلامس أول الدرج الصاعد لباب منزله..

كان القمر مكتملا جميلا في تلك الليلة فقرر جبر أن يستغل هذا الوقت ويحاول هذه المرة،ولكن ليس إمساكها ولكن بطريقة مختلفة تماما، هذه المرة سيعبّر لها عن مشاعره !..

دخل مسرعا لكوخه، كانت تصرفات جبر قد أثارت فضول آريس، فبقيت ترقبه من مكان قريب، وبعد قليل تقدم جبر من أخدوده الذي يصل البحر بمنزله ونثر فيه ورودا حمراء مخملية كالتي تحبها كل فتاة ولا بد ..
كان قد قطفها من حديقته ثم أخذ يشعل الشموع ويضعها على الماء بروية لتطفو على سطحه، وهو يحدّث نفسه ويتمنى أن لا تمطر وأن لا تهب الرياح في هذه الليلة، فقط هذه الليلة ! ..

ثم دخل ليقف في الماء المتلألئ بالورود الحمراء وبالشموع الهادئة ، محتملا برودته..

وكانت هذه القرية الكادحة تنام مبكرا فانطفأت أضوائها بالكامل إلا من هذه الأنوار المخملية ، وبقي واقفا ينتظرها ، فنادها بصدق متأملا أن ينجح هذه المره :

" آريس.. أعلم أنك هنا فقد توقف غناؤك أعلم أنك تراقبينني.. آريس.. لن أقوم بملاحقتك ثانية ، ولكنني لا أريد فراقك، وأتمنى أنك تفهمين ما أقوله لك "

عندها تقدمت آريس بحذر وظهرت من الظلام، تراقب هذه الأشياء الجميلة الطافية بالقرب من جبر، فغفلت لوهلة حتى اصطدمت به، وكانت هذه المرة الأولى التي يراها عن قرب لهذه الدرجة، ذهل لشدة جمالها، حاول التكلم معها ولكنها لم تُبدي ردة فعل لذلك..

كان يشير بيده إلى نفسه ويقول:

"أنا جبر إسمي جبر ،أعرفك منذ كنت صغيرا ، قبل 15 عاما، وانت أيضا تعرفينني، أليس كذلك ؟!"

ثم توقف فجأة ليتأمل عينيها الذهبيتين، لم يدر كم من الوقت يحتاج حتى يدرك جمالهما ولكن ما كان يريده أن لا ينتهي هذا الوقت أبدا

بقي جبر يتكلم، عن كل ما كان يجول بخاطره بشأنها وكأنه انتظر هذه اللحظة منذ زمن؛ ليعوض كل لحظات صمته ، وكانت هي تراقب حركاته باستغراب، مع أنها كانت تفهم كلامه،   فاقتربت منه ووضعت يدها على فمه فسكت، وأمسكت برأسه وقربته إلى رأسها وأغمضت عينيها، ففعل ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

بقي جبر يتكلم، عن كل ما كان يجول بخاطره بشأنها وكأنه انتظر هذه اللحظة منذ زمن؛ ليعوض كل لحظات صمته ، وكانت هي تراقب حركاته باستغراب، مع أنها كانت تفهم كلامه،   فاقتربت منه ووضعت يدها على فمه فسكت، وأمسكت برأسه وقربته إلى رأسها وأغمضت عينيها، ففعل كما فعلت وأغمض عينيه مثلها، ثم شعر وكأن حلما انساب إلى عينيه، ليرى صورا كثيره، تتلاشى إذا فتح إحدى عينيه أو كلاهما، ثم ترجع إن أغمضهما ثانية ..
وهكذا استطاعت آريس أن تتواصل أخيرا مع جبر، وتريه كل ما يجول بخاطرها..
وبعدها شعرت بالنعاس فغفت على العتبة السفلية من منزله، وبقي هو يتأمل حوريته البيضاء الجميلة النائمة، غير مصدق أنه استطاع أن يكسب ثقتها..

فقط لأنه علم كما قال العم جوسيا، أنها وحيدة وتشعر بالعزلة والوحدة ولذلك هي فقط أرادت  مؤنسا يفهم وحدتها ولم تكن ترد صيّادا يلقي عيها بشباك خشنه كبقية أسماك البحر..

لم يلحظ جبر إلا وقد طلعت شمس الصباح، بحث عن حوريته فوجدها قد هربت مجددا، ظنّ لوهلة أن أحدا من أهل القرية قد غافله واصطادها..
فقلق كثيرا عليها، وأخذ يبحث هنا وهناك، وجال أزقّة كديميس جميعها وبخاصة محيط بيت السيد فيليب ذي الرقعة فقد راودته أفكار سيئة لما يعرفه من كرهه للحوريات..
وهو يراقب البحر من مكان ارتفاعه، بين بيوت القرية ولكن لا أثر..
قرر جبر أن يبحر بسفينته يبحث عنها ليطمئن عليها، وبالفعل حلّ رباط السفينة و ركب غمار البحر، كانت الأجواء الهادئة قد بدأت بالتغيّر، فبدأ البحر يهيج رويدا رويدا ، وبدأت الأمطار بالهطول والرياح بالهبوب والاشتداد تدريجيّا..

يتبـــــــــــــــــــــع

آرائكم الجميلة 🌸 وتصويتكم 💛

آريس الحورية الهاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن