📎نصر وهزيمة(1)

540 43 7
                                    

تستمر الحرب بل وتستشيط بعدما قفز جبر يتفقد جده الملقى على الأرض ،فوجده قد فارق الحياة إثر الصعق الكهربائي الذي تعرّض له ، أزال عنه الدرع محاولا إنعاشه بيأس ، ولكن جلير منعه من الاستمرار بالمحاولة ، تجمع المستشارين الذين يحاربون صفا لصف مع الجنود ، أزالوا الخُوَذ وكذلك فعل الجنود على سفنهم بالتتابع ، جلير :

" كفى يا جبر ، كفى "

" لكنني للتو التقيت به ، وللتو يغادر ، لم نتحدث ! ، لم أسأله بعد عن والديّ بشكل مفصل ، هل تدرك كم كانت هذه الرحلة مصادفة بالنسبة لي لألتقي فردا من عائلتي لأعرف أن لدي عائلة !؟"

" لا شيء مصادفة ، ترحّم على جدك ولا ترهق نفسك باللوم ، نحن في حرب ، وكان جدك يأمل بأن لا يموت على الفراش ، لذلك كان في السابق في مقدمة كل الحروب حتى أصبح طاعنا في السن ، ولكنه في النهاية رآك ، رآى حفيده التائه قائد هذه الحرب ليحمل رايته.. كن فخورا بذلك "

وقف جبر يبتلع حزنه بحزم ، نظر للبحر فأمر جنود التنانين بالاستراحة سابحين على سطح الماء ، مستغلّين بذلك انسحاب الحور في هذه الجولة ..

وقف جلير وجبر وخلفهما بينيت والمستشارين وبعض الجنود الذين غادروا مواقعهم ، ألقى جلير بعض كلمات الوداع على الجد ، ثم دفع الجنود تابوته إلى البحر ليختفي في الضباب الأحمر ..

سادت لحظة صمت قبل أن تصرخ تسو التي كانت تراقب كل شيء بحذر على قمّة الصاري ، فأمر جبر الجميع بالتمركز في أماكنهم من جديد فلا مجال للراحة ، كان الجميع يقف بتأهب يحاولون تفسير ذلك التموّج من الكائنات التي تقترب خلف الضباب الأحمر ، شيء لا يشبه الحور ، أكثر ضخامة وغرابة ..

كان إفان من ضمن القلّة التي تعرف بأمر المسوخ ، فأمر مالكي الأقفال بإرسالهم للحرب بأمر ملكي وكان يملك هذا الحق بغياب لوتش والملك ، وعندما نصّب نوشوك وضعهم تحت تصرّفه ، فلم يتوانا في استخدامهم حتى إذا أنهكهم تدافع باقي جيشه إليهم ليقضي على البشريين وسكان أرض الجحيم ..

عرفهم جبر بعد اقترابهم فعرف ما هم مقدمين عليه ، نظر لبينيت ليعرف أن الحرب الحقيقية بدأت الآن ، فذهب متأهّبا إلى مدفعه ، بينما بفطرة الصيّاد صرخ جبر بأعلى صوته :

" أنزلوا شباك الصيد ، هناك سرب قد اقترب "

لينظر إليه جلير متعجّبا :

" شباك الصيد !؟ ، لم نستخدمها في حرب من قبل ! "

" أليست من سلاسل حديدية "

" بلى .. ولكن "

" إذا سنصطاد الكثير منهم ، لا بد أن نطعم التنانين "

ابتسم الاثنين لبعضهما ، جلير بتعجّب وجبر بثقة ، ثم ذهب جلير ليتأكد من سلامة تطبيق ما أمر به جبر من قبل الجنود ، وأن يتمركز آخرون على المدافع ..

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now