القربان الأخير

495 48 15
                                    

وأحيانا ما يبدو لنا من الأصدقاء من عدم اهتمام ، ليس بالضرورة هو غدر أو خيانة عهد ، فلا يبدو من الناس بقدر ما يخفى علينا منهم ..

يستيقظ بارتو ومارجريت على صوت عراك وضرب بالعصى على الباب ، تشعر مارجريت بالخوف بينما يتجه بارتو للباب ليفتحه آخذا معه سلاحه، وما إن فتح الباب حتى دخل فيليب الذي كان يتعارك مع جوسيا في الخارج حتى يمنعه من العراك مع صديقه ، دخل صارخا بغضب :

" ثم تتزوّج ؟! ، تتزوّج ؟! ،هل رأيت الوقت مناسب للزواج الآن؟ ، هل تشعر بالسعادة بينما أتقطّع حزنا على ابنتي ؟ ، أم هل كنت أنت وزوجتك سببا لإختفاءها ،أنت ووالدتك وزوجتك، كنتم أكثر وآخر من تعامل مع ابنتي، كم دفعوا لكم لقاء ذلك؟!، تحدث، تحدث .. "

بينما كان فيليب يصرخ ويضرب بارتو بالعصا، كان بارتو يصد ضرباته فقط بعدما رمى سلاحه جانبا، دون أن يتكلّم أو أن يدافع عن نفسه بحرف، كان جوسيا يحاول إبعاده عنه دون فائدة حتى اسيقظت الجدة وفتحت الباب بروية ثم قالت بحزم :

" كفى، هل اعتدت اقتحام بيوت الناس بهذه الطريقة ؟ "

شعر فيليب بعدما أفرغ غضبه بأنه كان مخطأً بالفعل ولكن لم يُشعر الآخرين بذلك ، بل استمر بموقفه قائلا :

" أين مارلين ابنتي يا بارتو ، تكلّم ، تكلّم أيها الأبكم الغبي ، رجل منارة غبي "

بقي بارتو صامتا تعلو وجهه علامات الألم ، حتى أن ذلك استفزّ فيليب بشدة فرمى عصاه على الأرض بغضب وخرج ، ثم نظر إليه جوسيا بعدم رضى وتبع فيليب، وتبعه بعض الرجال كانوا يقفون في الخارج ، كانت مارجريت تراقب كل شيء من الأعلى، وما إن خرجوا حتى نزلت إليه تخفف عنه :

" بارتو هل أنت بخير ؟ ،لماذا فقط لم تخبره أنك تعمل على الأمر ؟!"

" لن يصدقني ، لا فائدة من الحديث مع شخص غاضب وحزين، ثم إنه على حق "

" على حق ؟"

" الأمر المتعلق بزواجنا في هذا الوقت "

" ماذا ؟!، قل لي أنك نادم الآن على ذلك ؟ "

" مارجريت ، لا ..هذا ليس ما .."

وقبل أن يكمل كلامه كانت قد انسحبت صاعدة للأعلى بهدوء ، ثم اقتربت الجدة تجلس بجانب ابنها تربت على كتفه قائلة :

" لا بأس ، الجميع سيعودون إليك في الوقت المناسب ، بينما مارجريت ستعتاد على طبيعتك مع الزمن "

وفي الصباح تتجه مارجريت للعمل بينما تبدو حركة المدينة الساحلية صاخبة جدا اليوم لسبب ما ، هنالك الكثير من العربات والغرباء في المدينة ، بين من يتجمهر على الساحل وبين من قاده الفضول لاكتشافها ..

تدخل مارجريت لمخيطتها وكان جاك قد وصل للتو حاملا بيده ظرف ما ، لاحظت مارجريت أثناء دخولها وتلقيها للتهاني من العاملات، نظرات جاك التي تتجه نحو جولي فنادتها على الفور ، بينما تختفي جولي خلف مارجريت ، اضطر جاك للانتظار قليلا علّها إن تخرج تقبل دعوته ..

آريس الحورية الهاربةWhere stories live. Discover now